بِغَيرِ هُدَى..
شعر د. مختار محرم
فِي دَربِ مُلهِمَتِي ضَاعَت خُطَايَ سُدَى
أَمضِي وَأَزمِنَتِي تَمضِي.. بِغَيرِ هُدَى
حُزنِي أُلَملِمُهُ مِن كُلِّ نَاحِيَةٍ
حَولِي فَيَنثُرُنِي جُرحًا بِكُلِّ مَدَى
يَا مَن أَتَت وَحَيَاتِي لِلصَدَى وَطَنٌ
وَرَافَقَتنِي وَأَزهَارِي تَفِيضُ نَدَى
وَغَادَرَت زيفَ أَحلَامِي الَّتِي احتَرَقَت
فَلَم أَجِد صَاحِبًا حَولِي وَلَا وَلَدَا
أَتَذكُرِينِ عُهُودَ الحُبِّ؟؟ هَل رَحَلَت
رُوحُ الغَرَامِ التِي لَم تَبْرَح الجَسَدَا
أَتَذكُرِينَ كُؤُوسَ الشَوقِ .. عَتَّقَهَا
دَمعٌ يُفَتِّشُ عَن خَدَّيِكِ مَا وَجَدَا
يَا أَنتِ.. يَا كفنًا للحب يَحمِلُنِي
إِنِّي بِدَربكِ وَحدِي لَا أَرَى أَحَدا
رُوحِي مُسَافِرَةٌ فِي بَوحِ خَاطِرَتِي
شِعرِي يُنَادِيكِ فِي صَمتٍ وَأَنتِ صَدَى
مَاتَت عَلَى بَابِكِ الرَّيَانِ رَاحِلَتِي
شَوقًا لِشَربَةِ وَصلٍ هَل مَدَدتِ يَدَا
رَسَمتُ فِي حَائِطِ الحِرمَانِ خَارِطَتِي
وَخُضتُ فِي لُجَّةِ الأَحزَانِ مُنفَرِدَا
وَحَطَّمَ الهَجرُ مِجدَافِي وَصَارِيَتِي
وَاستَوطَنَ الأَمسُ فِي عُمرِي فَصَارَ غَدَا
كُلُّ الجِرَاحِ التِي كَانَت تُعَاقِرُنِي
بَعَثتُهَا بَعدَ أَن أَحصَيتُهَا عَدَدَا
دَفَنتُ فِي نَزفِهَا عُمرِي وَأَزمِنَتِي
وَبَارِقُ الدَّمعِ فِيهَا صَارَ لِي مَدَدا
وَوَزَّعَتْهَا عِبَارَاتِي نَبِيذَ أَسًى
أطَلَّ كَاللَّيلِ فِي الأقَداحِ وَاحْتَشَدَا
جَفَّت يَنَابِيعُ أَحلَامِي فَهَا أَنَا ذَا
أَمُوتُ وَالمَوتُ يُحيِي دَاخِلِي كَمَدا