اقصد طبعا التعارض ظاهرا -لا يوجد تعارض حقيقي- واذا كان فالنسخ هو التفسير -لهذا التعارض الظاهر- ونفي النسخ يضطرنا الى تأويلات للآيات قد تكون بعيدة عن الصحة في محاولة للجمع قسرا.
أولاً : إذا كان التعارض ظاهرياً ، فهذا يعني أنه لا يوجد تعارض في الحقيقة ، بل هو تعارض متوهم ..
وفي هذه الحالة لا نحتاج إلى نسخ ، وإنما نُعمل كل نص حسب موضوعه وسياقه ..
ثانياً : النسخ لا يعتبر تفسيراً ، التفسير هو البيان ، بينما النسخ هو إزالة حكم شرعي .. فبينهما بون شاسع ..
ثالثاً : لا نحتاج إلى تأويلات ـ صرف النص عن ظاهره إلى معنى مرجوح ـ في محاولة الجمع ، بل يكون بفهم النصوص في سياقها ومقاصدها وعللها ، من غير تكلف وليٍّ لأعناق النصوص ..
يكون النسخ الا بالناسخ وهو يحل محل المنسوخ فآية تحريم الخمر نهائيا حلت محل آية تحريم الخمر في الصلاة فقط, ومما هو ملعوم بالضرورة ان تحريم الكل يستلزم تحريم الجزء
فتحريم الخمر في كل الاوقات يعني تحريمها في بعض الوقت وهو وقت الصلاة, فتحريم الخنزير يستلزم تحريم اعضائه ولا يمكن ان نقول ان القلب مثلا وهو جزء من الكل حلال.
وبارك الله فيك أخي العزيز
عندنا آيتان ، الأولى في تحريم الخمر ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ).
والثانية في النهي عن الصلاة حالة السكر ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )
ألا يمكن إعمال الآيتين معاً ؟
الأولى فيها حكم الخمر النهائي ، والثانية فيها حكم من شرب الخمر وأراد الصلاة ( والآية لا تقول إن الخمر حلال ، فموضوعها مختلف ) ..
فإذا أمكننا ذلك ، فإعمال النص أولى من إهماله .. ولا حاجة إلى القول بالنسخ ..
وبارك الله فيك ورعاك
تحياتي وتقديري