الاعتماد في العروض

بسم الله الرحمن الرحيم

الاعتماد :
هو اسم يطلق على السبب المحصور بين وتدين قبل الضرب في بحر المتقارب ( بضرب - فعو 3) ، والطويل إذا كان ضربه بوزن فعولن 3 2، فيكون السبب في نهاية هذا العجز محصوراً بين وتدين أصليين (في المتقارب 3 2 3 وفي الطويل 3 2 3 2 ) ، وقد سمي اعتماداً لأن زحافه يعتمد على حالة الوتد قبله وبعده ، فمثلاً يحسن زحاف هذا السبب ، بل أوجبه كثير من العروضيين، في حالة ضرب الطويل بوزن 3 2 ( نهاية العجز 3 2 3 2)، فبهذا الزحاف يتم تفريق الإيقاع هنا عن البحر المتقارب . ومن أمثلته في الطويل قول الشاعر :
وما كلُّ ذي لبٍّ بمؤتيكَ نُصحَه ... وما كلُّ مؤتٍ نُصحَه بلبيبِ

وأما في البحر المتقارب فله أحوال ، والقاعدة العامة جواز زحاف أسباب هذا البحر كيفما وردت ، إلا في حالة الضرب الأبتر (بوزن -فع- أي 2 فقط بحذف الوتد الأخير-) ففي هذه الحالة لا يجيز بعض العروضييين زحاف هذا السبب (قبل الأخير) (فعولن فع 3 2 2) لأن زحافه سيؤدي إلى تجاور وتدين في منطقة الضرب (3 1 2 = 3 3 ). وهو ضرب يستأثر به أحد أنماط البحر الطويل . فكيف سيكون لحنه في المتقارب؟
وكذلك الحال في ضرب (فعو 3 ) ، لأن زحاف السبب قبلها سيعطي لحن تفعيلة الوافر مفاعلتن 3 1 3 ، فيختلط وزن المتقارب مع الوافر. لذلك يحسن عدم مزاحفة هذا السبب (الاعتماد)
على أية حال في زحافه بهاتين الحالتين خلاف ، والراجح عدم زحافه فيها لسلامة نقاء الوزن.
للمزيد من وجهة النظر الرقمية انظر الرابط : http://arood.com/vb/showpost.php?p=760&postcount=5

لمقارنة التطبيق والشواهد انظر الروابط التالية :
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=72704
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=72444
(المشاركة 39 في الرابط الأخير,وما بعدها)
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...2444&page=4#39

من الأمثلة التطبيقية على ما يمكن أن يحدث على الوزن في مجزوء المتقارب بضرب (أو عروض) محذوف (فعو) .
وزن الشطر : فعولن فعولن فعو = 3 2 3 2 3 = //*/* //*/* //*
بحذف نون فعولن الثانية سيصبح الوزن : فعولن فعولُ فعو = 3 2 3 1 3 = //*/*//*///* = فعولاتُ مستعلن = مقتضب.
لذلك فإن هذا الزحاف نقل الشطر من المتقارب إلى المقتضب.
فلينظر الشاعر في زحافه ماذا يمكنه أن يسبب في وزن شطره.

شكرا للموضوع المفيد

بوركت أخي

شكرا للموضوع المفيد
بوركت أخي

شكراً لمرورك الطيب شاعرتنا نداء.
نشاطك متميز ومتابعتك فائقة الدقة.
بوركت

أستاذي دز ضياء
ما زال في نفسي شيء من عدم اقتناع بما قدمته هنا , أولا أنت قلت :

ففي هذه الحالة لا يجيز بعض العروضييين زحاف هذا السبب (قبل الأخير)

و ما أقله ( بعض ) قياسا بمجموع العروضيين على مر العصور , ليفرضوا رأيهم على الجميع , ثانيا أنت قلت :

فعولاتُ مستعلن = مقتضب
ليست هذه صيغة المقتضب إذ لا يوجد فعولاتُ فيه , لأن الرقمي يقول إن السبب الأول في " مفعولاتُ " يكره مزاحفته }2{ . وإذا قبلت الكراهية هنا فلم رفضتها هناك في المتقارب ..
و إذا رفضنا في عجزِ بيتٍ صدرُه من المتقارب الصريح شكلا يشبه عجزا لبحر آخر فلم أبحنا في كثير من الأماكن مثل هذا :
مثل الكامل و الرجز , و مجزوء الوافر و الهزج

فإذا قال بالاعتماد بعض العروضيين فلم تلزمون به السواد الأعظم ,
و ليبق الأمر جوازا يأخذ به من يشاء و يدعه من يشاء.

محبتي .

أستاذي دز ضياء
ما زال في نفسي شيء من عدم اقتناع بما قدمته هنا , أولا أنت قلت :
ففي هذه الحالة لا يجيز بعض العروضييين زحاف هذا السبب (قبل الأخير)
و ما أقله ( بعض ) قياسا بمجموع العروضيين على مر العصور , ليفرضوا رأيهم على الجميع , ثانيا أنت قلت :
فعولاتُ مستعلن = مقتضب
ليست هذه صيغة المقتضب إذ لا يوجد فعولاتُ فيه , لأن الرقمي يقول إن السبب الأول في " مفعولاتُ " يكره مزاحفته }2{ . وإذا قبلت الكراهية هنا فلم رفضتها هناك في المتقارب ..
و إذا رفضنا في عجزِ بيتٍ صدرُه من المتقارب الصريح شكلا يشبه عجزا لبحر آخر فلم أبحنا في كثير من الأماكن مثل هذا :
مثل الكامل و الرجز , و مجزوء الوافر و الهزج
فإذا قال بالاعتماد بعض العروضيين فلم تلزمون به السواد الأعظم ,
و ليبق الأمر جوازا يأخذ به من يشاء و يدعه من يشاء.

محبتي .

أخي العروضي الفاضل أحمد رامي حفظه الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في جميع مداخلاتي لم أشر بالإلزام على أحد، ولكن بما هو أفضل.
عندما يكون النظم على المتقارب تاماً - هناك أربع تفعيلات- لا يتأثر بزحافها لحن الأبيات أينما وقع الزحاف رغم معارضة بعض العروضيين لزحاف التفعيلة قبل الأخيرة.
ولكن عندما يكون النظم على المجزوء مع الحذف أو البتر فسيبقى تفعيلتان مع جزء يسير من التفعيلة الثالثة ومع الزحاف لما قبلها سيتأثر اللحن.
فأكثر العروضيين في هذه الحالة لا يجيز هذا الزحاف قبل التفعيلة الأخيرة. (ربما وردت كلمة "بعض" هنا في غير محلها وصوابها "أكثر"). ويبقى ذوق الشاعر هو الحكم.
انظر إلى القصيدة بلحنها الجديد بعد تعديلها (رغم بقاء بيت في آخرها نسيت الإشارة إليه) فهي وزناً ولحناً أفضل بكثير من السابقة.
ولكم الخيار بالقبول أو الرفض هو حوار لتحري الأفضل والأسلم.
ملاحظة :
سميت حالة الاعتماد بهذا الاسم لأن زحاف التفعيلة قبل الأخيرة يعتمد على بحر الوتدين المتجاورين الأخيرين ففي الطويل يحسن زحاف فعولن الأخيرة فيه بينما لا يحسن هذا الزحاف في المتقارب والأفضل تجنبه (ولا يجيزه كثيرون) في المتقارب المجزوء وكل ذلك لمنع تداخل الأوزان حسب ما يذهبون إليه.
بوركتم وجزاكم الله خيراً.

أنا أجد ضرورة الاعتماد خصوصا في ضرب الطويل وعروضة الوافر ، وهو مما يبرزه الجرس الأفضل في الوزن قبولا في الذائقة الشعرية ، وكنت أشرت في نصحي لشعراء الواحة من وقع فيه بضرورة ذلك خصوصا وأن الشواهد الشعرية تكاد تكون كلها مؤيدة ومؤكدة للاعتماد.

أشكر لك طرحك الثري أخي د. ضياء ، وأشكر همتك العالية في نشر الفائدة.

تقديري

أنا أجد ضرورة الاعتماد خصوصا في ضرب الطويل وعروضة الوافر ، وهو مما يبرزه الجرس الأفضل في الوزن قبولا في الذائقة الشعرية ، وكنت أشرت في نصحي لشعراء الواحة من وقع فيه بضرورة ذلك خصوصا وأن الشواهد الشعرية تكاد تكون كلها مؤيدة ومؤكدة للاعتماد.
أشكر لك طرحك الثري أخي د. ضياء ، وأشكر همتك العالية في نشر الفائدة.
تقديري

أشكر مرورك وكلامك الطيب الواضح أستاذنا الكريم سمير العمري.
نعم الرأي السديد.
بوركت وجزاك الله خيراً