قصيدة بلا عنوان

أثناء الانتخابات المصرية
رأيت المنابر الإعلامية للأحزاب في بلادنا اليمن منقسمة .. قنوات تمجد وقنوات تسخر !!!
رغم كل ما نحن فيه من مآسي لا يزاال البعض يريد أن يعلم المصريين كيف يديرون بلادهم!!
ارتجلت هذه الأبيات:

دعوا مصر واهتموا بصنعاء يا حمقى
فلا شرها يمضي ولا خيرها يبقى

دعوها فللسيسيِّ في حكمها هوىً
وعودوا لآزال التي أنهكت عشقا

دعوا نائحات الشام .. للبيت ربه
وخلوا عراق المجد في مجده يشقى

فتلك بلاد إن تعاظم كربها
لها موسم للخصب والخير مستبقى

دعوها.. ففينا الجهل والخوف باسطٌ
ذراعيه للأحلام يعدمها شنقا

وفينا يَحُدُّ الفقر والجوع نابه
وفتنة أحزابٍ بجنبها الأتقى

سَبَيْتُم سبا واستحمر الدهر حِميَرًا
نكأتم جراحا ما استطعتم لها رتقا

وفاض دجاكم في مرابع تيهكم
لبحركم القاني وأمواجه الزرقا

على الأرض (حوثيٌّ) جهولٌ فلا يرى
بها بين بِنْ صُهيونَ وابنِ أبي فرقا

على الأرض (إصلاح) يهد بطيشه
ملامح أحلامي ويحرقها حرقها

على الأرض (عَفَّاشٌ) يؤجج صامتا
لهيب مآس نارها تحسن النطقا

عليها (حراك) الحقد حرك خبثه
جنوبا شمالا يقتفي غربها شرقا

وقاعدة قامت ليقعد شرها
على عرشنا يغتال أحلامنا رقا

لقد أصبحت (آزال) من جور ما بها
كجثمان عملاق على وجهه ملقى

تناهشها الغربان والليل يحتسي
على ظهرها كأسا من الوجع الأنقى

دعوا مصر و(السيسيْ) و(حمدين) جانبا
وعيشوا ولو يوما أسى الأمة الغرقى

ولموا مآسيكم لكي تستروا بها
بلاء جماهير تناشدكم عتقا

تقول لكم بالله خلوا سماءنا
إذا لم يزل في وجهكم نابضا عرقا

فقد ضاق منكم صبر (صنعاء) وابتدت
تفكر بالناتو وعروته الوثقى

حتى الوجع عندك لا يسلم من جمال الحرف و الصورة و المعنى

و إن كنت أراك بالغت في جلد الذات

ثم إنها أمة تتفاعل سلبا و إيجابا و إن كانت السمة الغالبة الآن هي الفوضى في هذا التفاعل

دعائي و شكري لبيانك و وجدانك

محبتي و تقديري

رائعة بكل ما تحمل من معاني مع تحفظي على بعض الافكار فيها

قصيدة جميلة من حيث الشكل غير أن مضمونها يحتاج إلى إعادة نظر من قبل الشاعر.
فاليمنيون ليسوا بحمقى أيها الشاعر لكنما وجهات النظر تختلف باختلاف اصحابها المتفاعلين مع الأمة وهمومها.
وصنعاء الجميلة خيرها باق ومستمر وإن كانت ذات شجون.
تحياتي.

جميلة منك شاعرنا الجميل وأستاذنا الغالي


على أنّي أراك تناقض نفسك بعض الشيء :

" دعوا مصر و(السيسيْ) و(حمدين) جانبا
وعيشوا ولو يوما أسى الأمة الغرقى"

أليست مصر من ضمن أمتنا الغرقى؟


ومن لا يألم لأمته ومصابها فلا خير فيه وكلنا عرب ومصر أمنا والشّام أختنا والعراق عمّنا واليمن حبيبنا وأخونا وكل البلاد العربية والإسلامية بلادنا والقدس طفلتنا التي هرمت بذنوبنا وخيباتنا .........


لكم محبتي

عدنان

توقعت بعض القراءات غير المكتملة للنص .. وهي قراءات توغل في القصيدة بمعزل عن حال اليمن وما يعانيه أهله
بداية أرد على من قال أنني وصفت اليمنيين بالحمقى .. حاشا اليمن وشعبه أن يصفهم أحد بهذا الوصف بعد أن كرمهم سيد البشر عليه وآله وصحابته الصلاة والسلام حين قال والحكمة يمانية
إنما قصدت تلك الأبواق الإعلامية التي صدعت رؤوسنا بالحديث عن انتخابات مصر وشحن النفوس المشحونة أصلا بالخلاف وافتعال المزيد من الفرقة بين الناس
نتحدث عن التزوير في مصر ونحن لدينا رئيس تم انتخابه وكان مرشحا وحيدا .. وتم تكليفه لعامين وها هو العام الثالث يمضي دون أي حديث عن رئيس جديد أو ملامح انتخابات
ولدينا أطول برلمان في التاريخ تجاوز العشر سنوات
نتحدث عن مصر وسوريا والعراق ونحن أكثر الدول التي على حافة الصوملة .. بعد قرابة ستين سنة لازلنا نبحث عن شكل للدولة
نتحدث عن العراق الموحد رغم كل عرقياته ونحن أول الدول التي قامت بتقسيم نفسها بنفسها إلى ستة أقاليم ودويلات
نتحدث عن مجازر العسكر ونحن كل يوم نذبح بعضنا طائفيا ومناطقيا وقبليا ...
القاعدة قعدت في ديارنا ولم ترحل
والفقر استوطن القلوب وتزوج بالجهل ليملآ البيت اليمني تعاسة
أليس الأحرى بنا أن نلتفت لشؤوننا ونبحث عن إصلاح ما أفسدته الأحزاب والقوى المتصارعة بدل من السخرية والتهافت على الجدل العقيم حول مصر وغيرها
أليس من حق الوطن على الإعلام أن يجعل له أولوية في التناول والبحث عن سبل لإخراجه من مستنقع الوحل الذي سقط فيه..
مصر وسوريا والعراق فيها من مقومات الدولة ما لو أمضينا عشرات السنين لبنائه ما بلغنا ما هم فيه
لا يزال في اليمن عبودية وهذا صدم كل محبي اليمن..
لا خدمات أساسية في اليمن ..
الدماء تسفك بلا حساب...
الدولة غائبة إلا في قنوات الإعلام الرسمي...
هذه القصيدة ليست دعوة لعدم الاهتمام بحال أخوتنا في الدول العربية الشقيقة بل هي دعوة لليمنيين أن يولوا أمهم قليلا من الاهتمام والبر..
وقد قصدت بكلمة الأمة الشعب اليمني المغلوب على أمره...
تمثلا بقول الشهيد الزبيري:
ستعلم أمتنا أننا
ركبنا الخطوب حنانا بها
هي ليست قصيدة لذا لم أضع عنوانا لها بل هي محض أبيات شاردة من مفكرة شاعر آلمه ما يحدث في وطنه...
هي دعوة لأن يختص اليمنيين بما يصلح حالهم وينأوا بأنفسهم عن الصراعات الإقليمية..
صلاح الأمم العظيمة يبدأ من إصلاح الفرد والمجتمع الصغير...
الدول التي تحشر نفسها في أحوال الدول الأخرى عليها أن ترفع أيديها..
إن كان من باب تداعي الأعضاء في الجسد الواحد فأين هذا التداعي مما يحدث في فلسطين !
الرد من الجوال لذا أعتذر لو كان ثمت أخطاء

حفظ الله أوطاننا وأهلنا في كل مكان



بارك الله بكم أستاذنا الدكتور مختار محرم ، على ردكم الجميل الأصيل بأصالة اليمن



دمتم بخير وسعادة

**(( دعوا نائحات الشام .. للبيت ربه ... وخلوا عراق المجد في مجده يشقى فتلك بلاد إن تعاظم كربها .. لها موسم للخصب والخير مستبقى / وخِصْبٌ هي الأرحام في سائر الأمّتين ، وإن كان الزمن اليوم هكذا ، فلا بدّ من فجر يكلل الهامات والآفاق ، " إنّ مع العسر يسرًا إنّ مع العسر يسرًا " ، أبياتٌ وافدة من مفكرة رائدة ، حفظ اللهُ الجميع مع التقدير ))**

دعوا نائحات الشام .. للبيت ربه
وخلوا عراق المجد في مجده يشقى

نفهم كيف يجعلنا الألم ننظر إلى الجرح الأقرب، لكن الجسد واحد أخي، والجرح البعيد هو الذي يتسبب بالجرح القريب
أليس جرحنا فلسطين هو السبب وراء ما تمر به الأمة كلها اليو!

قصيدتك جميلة جدا أخي
وسامحني لتعليقي

بوركت

يبدو أنّ غربان التّفرقة والتّدمير تنعب في كلّ البقاع، وتنهش أجساد من يحاول ابناء وإعادة اللحمة
عرضت جراح الأمّة التي تحتاج التّضميد بسرعة
بورك الحرف وصاحبه
تقديري وتحيّتي