أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: نقد كتاب ( نؤمن بإله واحد ) لنصر الله زكريا

  1. #1
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي نقد كتاب ( نؤمن بإله واحد ) لنصر الله زكريا

    نقد كتاب ( نؤمن بإله واحد ) لنصر الله زكريا


    في معرض أربيل الدولي للكتاب ، جذبتني دار نشر اسمها ( الكاتب المقدس ) ، فقلت في نفسي : هذه المرة من عندهم ! سأشتري منهم ما قد يرفع عني لبس الفهم لعقيدتهم ..
    وفعلاً اشتريت كتاباً اسمه ( نؤمن بإله واحد ) لنصر الله زكريا ، وكنت قبله اشتريت كتاباً آخر يتحدث أيضاً عن العقيدة المسيحية اسمه ( مسلمون يسألون ومسيحيون يجيبون ) للبروفسور كرستيان ترول والمطران لويس ساكو ..

    إطلعت على الكتاب .. وسجلت عليه بعض الملاحظات النقدية ، أضعها بين أيديكم ..

    1 ـ يقول المؤلف : ( ترتكز عقيدة وحدانية الله المثلث الأقاليم في المسيحية على الاعلان الإلهي ككل من جهة ، وعلى الكتاب المقدس ، كلمة الله المُوحى بها والمعصومة من الخطأ ، من جهة أخرى ، وبالرغم من أن كلمة ثالوث لم تأت بصريح اللفظ في كل الكتاب المقدس بعهدية القديم والجديد ، إلا أن أسس هذا التعليم مُعلنة وواضحة خلال الكتاب كله ) . ص33 .
    ويقول : ( لم تأت لفظة ثالوث في الكتاب المقدس ، ومع ذلك آمن التلاميذ والرسل والمؤمنون في الكنيسة الأولى بهذه العقيدة ) . ص79 .


    أي لا وجود للفظ التثليث ( أو الثالوث كما يصرّ المؤلف ) في الكتاب المقدس ، لا في العهد القديم ولا العهد الجديد ، لكن أسس هذه العقيدة موجودة فيه ، وعلى هذه الأسس بُنيت هذه العقيدة ..
    والسؤال المنطقي هنا :
    لماذا لم يُبيّن الله تعالى هذه ( العقيدة ) في الكتاب المقدس ، مع خطورتها وأهميتها ، وتركها للبشر ليستنتجوها ويستخرجوها بأنفسهم ؟
    مع أن العقائد هي أسّ الدين ، وبالتالي لا بدّ أن تكون واضحة وصريحة !
    ثمّ أين هذه الأسس الواضحة المعلنة ، ونحن نرى خلاف ذلك ، فكم مرّة ذكر المسيح الثالوث ؟.. ولا مرة .. وكم مرّة ذكر التوحيد ؟.. مرات عديدة .. وبصورة صريحة واضحة لا غبار عليها ..
    قال المسيح : ( الوصية الأولى هي : اسمع يا إسرائيل ، الرب إلهنا هو الرب الأحد . وأحب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل فكرك وكل قدرتك . والوصية الثانية : أحب قريبك مثلما تحب نفسك . وما من وصية أعظم من هاتين الوصيتين ) . مرقس 12 : 31 .
    وقال : ( وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ) . يوحنا 16 : 3 .
    وقال : ( وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب ) . مرقس : 13 : 32 .
    وعندما سأله أحدهم قائلاً : ( أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ فقال له يسوع : لماذا تدعوني صالحاً ؟ لا صالح إلا واحد وهو اللّه ) . مرقس 10 : 17 .
    فهل يحتاج الأمر إلى توضيح أكثر إلى أن المسيح كان يدعو الناس إلى إله واحد لا شريك له ، وأنه كان يعرض نفسه على أنه نبيٌّ مرسل ؟
    أما الأسس التي يتكلم عنها صاحب الكتاب فهي كلمات وعبارات مجازية لا يُمكن بناء عقيدة عليها ، كاستخدام لفظ ( الآب ) و ( الابن ) .. والكل يعلم أن تلك الألفاظ استخدمت في الكتاب المقدس مع غير المسيح عليه السلام أيضاً ..
    ألا يقرأ المسيحيون إلى اليوم في صلواتهم هذه الآية ( أبانا الذي في السماوات ، ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك في الأرض كما في السماء ) متى 6 : 9 .
    فهل صاروا آلهة بمجرد أنهم قالوا : أبانا الذي في السماوات ، أم أن ذلك استخدام مجازي باعترافهم أنفسهم ؟
    وكذا لفظ ( الابن ) .. ألم يطلق الرب على إسرائيل لفظ : الابن البكر لله ( قال الرب : إسرائيل ابني البكر ) سفر الخروج 4 : 22 ، وعلى داود ( سفر مزمور 89 : 26 ـ 27 ) ، وعلى سليمان ( سفر صموئيل الثاني ) ؟
    ألم يطلق العهد الجديد لفظ الابن على صانعي السلام والصالحين ( هنيئاً لصانعي السلام ، لأنهم أبناء الله يدعون ) متى 5 : 9 . ( أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم ، وصلوا لأجل الذين يضطهدونكم ، فتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات ) متى 5 : 44 . ( انظروا كم أحبنا الآب حتى نًدعى أبناء الله ) يوحنا الأولى 3 : 1 . ( لأن كل والذين يقودهم روح الله هم جميعاً أبناء الله ) رومة 8 : 14 .

    لكن المؤلف يفاجئنا بعبارة قد تدعم عقيدته .. يقول :
    ( إن الإيمان بعقيدة وحدانية الله المثلث الأقانيم كما أعلنها الابن المبارك ، السيد المسيح في إرساليته لتلاميذه ، ظهر حين قال " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن وروح القدس " متى : 28 : 19 ، يشكل محور الكرازة والإيمان المسيحي ) . ص98 .

    إذن .. عندما نطق المسيح : الآب .. الابن .. الروح القدس ـ وهي عبارة يتيمة في الأناجيل الأربعة ـ عندما نطق بها ظهرت عقيدة الثالوث !
    لكن هذه العبارة ( دخيلة ) !
    يقول أدولف هرنك : ( صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب والابن والروح القدس ، غريب ذكرها على لسان المسيح ، ولم يكن لها وجود في عصر الرسل …كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم النصرانية ما يتكلم به المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات، إن بولس لا يعلم شيئاً عن هذا ) .
    وحين نقل المؤرخ يوسابيوس القيصري هذه الفقرة لم يذكر فيها الآب ولا الروح القدس ، بل قال : فقد ذهبوا إلى كل الأمم ليكرزوا بالإنجيل معتمدين على قوة المسيح الذي قال لهم : ( اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمي ) .

    لكن يأبى شرّاح الكتاب المقدس إلا أن يُظهروا لنا عبقريتهم اللغوية ، فيقولون في تفسير تلك العبارة :
    ( إن كلمات الرب يسوع تؤكد حقيقة الثالوث ، يتهم بعض الناس علماء اللاهوت باختراع مفهوم الثالوث وقراءته في سطور الكتاب المقدس ، ولكن، كما نرى هنا ، هذا المفهوم يأتي مباشرة من الرب يسوع المسيح نفسه ، فلم يقل عمدوهم " بإسماء" بل " بإسم " الاب والابن والروح القدس . حقيقة لا ترد كلمة " الثالوث " في الكتاب المقدس صراحة ولكنها تعبر تماماً عن الإله الواحد المثلث الأقانيم : الاب والابن والروح القدس الاله الواحد، آمين ) .

    بمعنى آخر .. إذا قلنا إن وثيقة ما وقعت ( باسم ) : عمر وعلي واحمد .. فهذا يعني أن هؤلاء الأشخاص الثلاثة هو شخص واحد ! هكذا يقول شرّاح الكتاب المقدس !

    إذن .. كيف تُبنى عقيدة على هذه المجازات والمجازفات ، ثمّ تُنسب إلى الله عزّ وجلّ ؟






    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
    التعديل الأخير تم بواسطة بهجت عبدالغني ; 15-10-2014 الساعة 02:05 PM

  2. #2
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    2 ـ يقول المؤلف بأن عقيدة الثالوث ( هي الطريقة التي اختارها الله للإعلان عن نفسه لخلائقه ، إذ لا يستطيع الانسان مهما أوتي من علم ومعرفة ، أن يعرف الله ، ما لم يُعلن عن ذاته . كانت رغبة موسى في القديم أن يرى مجد الله " خروج 33 : 18 " أي يرى الله ، وكانت رغبة فيلبس في العهد الجديد أن يرى الآب وكفى " يوحنا 14 : 8 " ، إذاً رغبة الإنسان ـ كانت وما زالت ـ هي أن يرى الله ! ) ص93 .

    وهذه الفقرة تحمل الإشكالات التالية :
    ـ يستطيع الله تعالى أن يعرف عن نفسه من خلال الوحي إلى الأنبياء والرسل ، وهذا ما حدث فعلاً ، ولا ينكره المؤلف أيضاً .. يقول بولس في رسالته إلى العبرانيين ( اَللهُ ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا ، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ ) .
    ـ إذا كان الله أعلن ذاته للبشر في المسيح ، فماذا عَلِم من شاهد المسيح ، ومن جاؤوا بعده عن ذات الله .. لا شيء .. فهم شاهدوا إنساناً يأكل ويشرب وينام ويغضب ويفرح ، ولم يروا أبداً ذاتاً إلهياً .. والمسيحيون اليوم في الحقيقة لا يعرفون شيئاً عن ذات الله ، إلا ما أخبرهم به الأنبياء ..
    ـ رؤية الله مستحيلة بنص كتابهم المقدس !
    فعندما طلب موسى عليه السلام من الله أن يراه ، ماذا أجابه الله تعالى ؟
    قال له ( لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي ، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ ) سفر الخروج 33 : 20 .
    وماذا أجاب المسيح فيلبس عندما سأله أن يرى الله وكفى ؟
    قال له : ( أنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ : أَرِنَا الآبَ ؟ ) يوحنا 14 : 9 .
    ( اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ ) يوحنا 1 : 18 .
    ( الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ ) . رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6 : 16 .
    ( اللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا ) رسالة يوحنا الأولى 4 : 12 .






  3. #3
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    3 ـ يقول المؤلف : ( لذا في المسيحية لا نقول " الله تعالى " ، بل نؤمن أن " الله تنازل " ... إن العلي قد تنازل ، والعظيم تواضع ، والبعيد صار قريباً ... لقد صارت العلاقة مع الله ليست ممكنة فقط ، بل أمكن للإنسان ومن خلال السيد المسيح أن يُقيم علاقة شخصية مع الله ) . ص96 .

    وهذه العبارات الساقطة كما هو معلوم لا يقبلها عقلٌ ولا دين ، فكيف بالعلي المتعال المتكبر يتنازل ويتواضع ؟ فماذا بقيت للألوهية إذن ؟ للجبروت ؟ والعظمة ؟
    هؤلاء يريدون أن يقيموا علاقات شخصية مع الله .. أن يأكلوا معه ويشربوا ويمرحوا .. كما يفعل المرء مع أصدقائه !
    ولذا لا تستغرب إن نقل إلينا المؤلف قول أحد المفكرين ! وهو يقول : ( إن الله إذا أراد أن يتواصل مع الطيور لصار طيراً ، وإن أراد أن يتواصل مع الإنسان لصار إنساناً ، وهذا ما حدث في التجسد ، ففي التجسيد لا نقول بأن الإنسان يسوع صار إلهاً ، وهذا هو المستحيل قولاً وعملاً ، لكننا نؤمن بأن الله صار إنساناً ، وحلَّ بيننا ، ورأينا مجده ، مجداً كما لوحيد من الآب . وهذا هو الممكن ، لأنه في قدرة وإمكانية الله جلَّ شأنه ) . ص91 .

    تصور تهافت هذه التصورات الساقطة التي يقول بإمكانية تحول الله إلى طير !
    وهل الله تعالى عاجزٌ ـ حاشاه ـ من أن يتواصل مع مخلوقاته بطرق أخرى ، إلا من خلال التجسد ؟
    ولا نريد أن نذهب بعيداً في مناقشة عبارة هذا المفكر الكبير ، حول قضية المستحيل والممكن ، حيث إن ما يذكره لا يتجاوز في أحسن أحواله هراءً لا يقبله عقل ولا دين ..
    لكن نريد أن نبين التناقض الذي وقع فيه ، إذ إنه جعل من المستحيل أن يصير الإنسان إلهاً ، وجعل ممكناً أن يصير الله إنساناً ..
    وكيف يمكن لله أن يصير إنساناً ، ويجري عليه هذا التحول ، ويدخل في الزمان والمكان ؟
    أليس ذلك من صفات الحوادث ؟ أليس هذا مناقض لمفهوم الإله الذي لا يجري عليه ما يجري على الحوادث من تغيّر وتبدّل ؟
    ولذلك لا تستغرب أيضاً عندما تسمع من هؤلاء أن يصفون الله بأنه شخص !
    يقول المؤلف : ( كشف الله لنا عن ذاته في ثالوث . هذا الثالوث هو الآب ، والابن ، والروح القدس . وحين أوحى عن ذاته أكد أنه الله الواحد . شخص وليس مجموعة أشخاص . إله واحد وليس آلهة ) . ص73 .
    شخص وليس مجموعة أشخاص !




  4. #4
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    4 ـ يقول المؤلف : ( إن البنوة في الثالوث تأتي على الأساس الوظيفي ، فالابن يخضع للآب خضوعاً طوعياً وظيفياً ، وتصل ذروة هذا الخضوع في تتميم الابن لمقاصد الآب بالألم والصلب ) . ص63 ـ 64 .

    أولاً : الإله لا يخضع ، وإلا لكان مخلوقاً لا إلهاً .. ولا تغرنّك كلمات مثل ( طوعياً وظيفياً ) ، فهي هراء لا أكثر ..
    ثانياً : وعلى فرض أن الابن خضع طوعاً لإتمام مقاصد الآب ، فهل يوافق على ذلك كتابهم المقدس ، بل والمسيح نفسه ؟
    والجواب بكل بساطة ووضوح .. كلا ..
    فعندما توجه المسيح والتلاميذ إلى بستان جتسماني ، ذهب للصلاة والدعاء ، ونفسه حزينة كئيبة ، طلب من الله أن يبعد عنه كأس الموت ( وركع وصلى ، فقال : يا أبي ، إن شئت ، فابعد عني هذه الكأس ! ولكن لتكن إرادتك لا إرادتي ) لوقا 22 : 42 . ( وبدأ يشعر بالحزن والكآبة فقال لهم : نفسي حزينة حتى الموت انتظروا هنا واسهروا معي . وابتعد عنهم قليلاً وارتمى على وجهه وصلى فقال : إن أمكن يا أبتي ، فلتعبر عني هذه الكأس . ولكن لا كما أنا أريد ، بل كما أنت تريد ) متى 26 : 38 ـ 39 . ( أبي ، يا أبي ! أنت قادر على كل شيء ، فابعد عني هذه الكأس . ولكن لا كما أنا أريد ، بل كما أنت تريد ) مرقس 14 : 36 .

    فلماذا هذا التضرع والدعاء إلى حدّ الإلحاح ، والطلب من الله أن يبعد عنه كأس الموت ، إذا كان الاتفاق السماوي يقتضي صلبه فداءً لخطايا البشر ؟ ألم يكن المسيح حينها واعياً ومدركاً لذلك الاتفاق ؟
    ألم تكن خطة الله في التكفير عن خاطايا البشر كانت ستمرّ عبر جسد المسيح المصلوب ودمه وآلامه ؟
    هل كان المسيح ضحية خطةٍ لم يكن موافقاً عليها ، فحصل الافتداء به رغماً عنه ، ولم يكن قائماً على أساس من تضحية تطوعية ؟
    وإذا كان المسيح واعياً ومدركاً لحقيقة الخطة التي من أجلها جاء إلى الدنيا ، فلم يحتجّ صارخاً متذمراً للمشيئة الإلهية عندما كان يجود بأنفاسه الأخيرة على الصليب ( إيلي ، إيلي ، لما شبقتاني ؟ أي : الهي ، الهي ، لماذا تركتني ؟ ) متى 27 : 46 .
    والحقيقة أن المسيح كان قد تنبأ عن النهاية التي سيشهدها بشكل مغاير تماماً عمّا يزعمه المسيحيون اليوم ، فهو صرّح بشكل واضح أن الله سيرفعه إلى السماء .. فعندما أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة حرساً ليمسكوه ، قال لهم : ( سأبقى معكم وقتاً قليلاً . ثم امضي إلى الذي أرسلني . ستطلبوني فلا تجدوني ، وحيث أكون أنا لا تقدرون انتم أن تجيئوا . فقال اليهود فيما بينهم : إلى أين يذهب هذا ، فلا نقدر أن نجده ؟ أيذهب إلى اليهود المُشتتين بين اليونانيين ليعلّم اليونانيين ؟ ما معنى قوله : ستطلبوني فلا تجدوني ، وحيث أكون أنا لا تقدرون انتم أن تجيئوا ) يوحنا 7 : 32 ـ 34 .
    ( أنا ذاهب وستطلبوني ، وفي خطيئتكم تموتون . وحيث أنا ذاهب لا تقدرون أنتم أن تجيئوا ) يوحنا 8 : 12 .
    ( فقال لهم : متى رفعتم ابن الإنسان ، عرفتم أني أنا هو ، وأني لا أعمل شيئاً من عندي ولا أقول إلا ما علمني الآب ، والآب الذي أرسلني هو معي وما تركني وحدي ، لأني في كل حين أعمل ما يرضيه ) يوحنا 8 : 28 ـ 29 .
    ( لن أبقى في العالم أما هم فباقون في العالم ) يوحنا 17 : 11 .
    وخلاصة كلامه هي : أنكم لن تجدوني عندما تريدون صلبي ، فسوف يرفعني الله إلى السماء .. وحيث أكون في السماء فلن يستطيع اليهود الوصول إليّ .
    وهذه الحقيقة أقرها المفكر ( بتراند راسل ) في كتابه ( حكمة الغرب ، ص193 ) فقال : ( أما طائفة الدوسيين ( Docitics ) ( المشبهين ) فقد ذهبوا إلى أن المسيح لم يكن هو الذي صلب . بل بديل أشبه بشبح له . وقد ظهر رأي مماثل لذلك في الإسلام ، الذي نظر إلى المسيح على أنه نبي ) .
    وكذلك كانت طوائف من المسيحيين ينفون الصلب والقتل عن المسيح ( عليه السلام ) ، أمثال ( الساطرينوسيون والبارسكاليونيون والمركيونيون والمرسيونية والقلنطنيائية ، وغيرهم ) .




  5. #5
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    5 ـ ونأتي إلى السؤال الكبير .. يقول المؤلف : ( والسؤال الكبير : لماذا يتعين على وحدانية الله أن تكون ثلاثية ؟ ) . ص73 .

    فبماذا يجيب المؤلف عن هذا السؤال الكبير ؟!
    يقول : ( نعلم يقيناً أن الله موجود ولكل موجود صفات وإلا لما كان موجوداً . ولما كنا نؤمن بأن الله موجود منذ الأزل ، فإن صفاته موجودة منذ الأزل أيضاً . ومن البديهي ألا نقول بأن هناك وقتاً لم يمارس فيه الله صفاته ، لأن هذا يعني أن تغييراً قد حدث في الله ، وهذا غير جدير بالله غير المتغير . وإن قلنا إن صفات الله كانت كامنة فيه ، في انتظار الخليقة حتى تنشط هذه الصفات ، يكون الله غير معتمد على ذاته ، ويكون محدوداً بحدود خارجة عنه ، وحاشا لنا أن نقول إن الله محدود بحدود الخلق .. ) . ص73 ـ 74 .
    ويقول : ( ويكتب الأستاذ عوض سمعان : " إن عدد الأقانيم هو أول عدد كامل جامع ، لا يمكن لأقل منه أن تتوافر فيه خصائص الوحدانية الجامعة المانعة ، وهذا العدد كما نعلم هو "ثلاثة" ، كما أن هناك اعتقاد عام بين البشر أن العدد 3 هو أول عدد كامل ، ففي أمثالنا نقول : " الحبل المثلوث لا ينقطع " ، و" كل شيء بالثالث يُكمل " ، و"الثالثة ثابته" ، وفي الرياضيات أول شكل هو ما له ثلاثة أضلاع وأول حجم هو ما الذي له ثلاثة أبعاد ) . ص75 .


    هل رأيتم كيف أجاب المؤلف عن ذلك السؤال الكبير ؟!
    إنه يلبس على القارئ بعبارات منمّقة .. يتحدث عن صفات الموجودات ، وأن صفات الله لا بدّ أن تكون فاعلة منذ الأزل .. ثم يعطينا درساً في الرياضيات والمثلثات !
    ما علاقة كل ذلك بقضية وحدانية الله تعالى ؟ وهل من العقل في شيء تشبيه الخالق بالمخلوق ؟

    ثم تأمل عبارته هذه ( لأن هذا يعني أن تغييراً قد حدث في الله ، وهذا غير جدير بالله غير المتغير ) .
    فهو يقرّ بأن الله غير متغير ، لأن التغير من صفة الحوادث ، لكنه ـ كما أسلفنا ـ أثبت التغير لله في قوله ( لكننا نؤمن بأن الله صار إنساناً ) .. والصيرورة هنا تغير من حال إلى حال .. فتأمل في أية تناقضات يعيشون !




  6. #6
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    6 ـ يقول المؤلف : ( لا يمكن اعتبار وحدانية الله المثلث الأقاليم في المسيحية قد جاءت نتيجة لدراسة فلسفية ) . ص23 .

    سأترك جواب ذلك لكبار علماء الغرب ..
    يقول مايكل هارت في كتابه ( الخالدون مائة ، ص36 ) :
    ( وبولس الرسول هذا هو المسئول الأول عن تحويل الديانة المسيحية من مجرد طائفة يهودية إلى ديانة كبرى ، وهو المسئول الأول عن ( تأليه ) المسيح ، بل إن بعض فلاسفة المسيحية يرون أنه هو الذي أقام المسيحية وليس المسيح ) .
    إذن بولس هو في الحقيقة مؤسس الديانة النصرانية باعتراف علماء كبار .. فمن هو بولس وماذا كان عقله مملوءاً ؟
    يقول ول ديورانت في كتابه ( قصة الحضارة ، مج6 ، ص263 ـ 264 ) : ( أنشأ بولس لاهوتاً لا نجد له إلا أسانيد غامضة أشد الغموض في أقوال المسيح . وكانت العوامل التي أوحت إليه بالأسس التي أقام عليها ذلك اللاهوت هي انقباض نفسه ، وندمه ، والصورة التي استحال إليها المسيح في خياله ؛ ولعله قد تأثر بنبذ الأفلاطونية والرواقية للمادة والجسم واعتبارهما شراً وخبثاً ؛ ولعله تذكر السنة اليهودية والوثنية سنة التضحية الفدائية للتكفير عن خطايا الناس ) .
    ويقول ( مج6 ، ص257 ) : ( ولقد كانت جرأة منه أن يحاول التوفيق بين المسيحية والفلسفة اليونانية ) .
    ويقول ( مج6 ، ص275 ـ 276 ) : ( إن المسيحية لم تقضِ على الوثنية ، بل تبنتها ... وقصارى القول أن المسيحية كانت آخر شيء عظيم ابتدعه العالم الوثني القديم ) .
    ويقول كوستاف لوبون في كتابه ( حياة الحقائق ، ص63 ) : (وكان ـ أي بولس ـ مفطوراً على فرط الخيال ونفسه مملوءة بذكريات الفلسفة اليونانية والأديان الشرقية ) .
    ويقول جورج برناردشو في كتابه ( المسيح ليس مسيحياً ، ص129 ـ130 ، 133 ) : ( فقد أعاد ـ أي بولس ـ بناء عقيدة الخلاص القديمة " وهي العقيدة التي حاول يسوع إنقاذها منه ومن أمثاله فباءت محاولته بالفشل " ، فأنتج من جراء ذلك لاهوتاً عجيباً ما زال أغرب شيء معروف من نوعه لدينا ... والواقع أنه ما إن قام يسوع بطرح تنين الخرافات أرضاً ، حتى بادر بولس بإنهاضه على قدميه إنهاضاً باسم يسوع نفسه ) .
    ثم عقد الامبراطور قسطنطين مجمع نيقية عام ( 325 م ) بسبب الاختلافات التي حدثت حول طبيعة المسيح ، واعترف في هذا المجمع أكثر الحاضرين بما قاله آريوس ، وادّعوا أن كل الآيات والمحررات القديمة التي يدعى أنها تؤيد التثليث وتجسد المسيح محرفة وزائفة ، وبناء على ذلك طلبوا بكل شدة طيّ تلك الآيات والمحررات الكاذبة ، لكن ( قسطنطين ) أخرج أكثر من سبعمائة من الرؤساء الروحانيين الموحدين من المجمع ونفي الكثير منهم ، ولعن آريوس وأحرقت كتبه ، ثم قتل مع المتقدمين منهم ، ووضع قانون الإيمان النيقاوي ( الأثناسيوسي ) الذي ينص على ألوهية المسيح ، ثم افترق الـ (318) عضواً الباقون أيضاً ثلاث فرق .
    جاء في دائرة المعارف البريطانية : ( لم يدع عيسى قط انه من عنصر فوق الطبيعة ، ولا أن طبيعته أسمى من طبيعة البشر ، وكان قانعاً بنسبه العادي ، إبناً لمريم ، منسوباً من جهة الأب إلى يوسف النجار ) .

    وبعد .. أليست المسيحية حقاً نتيجة تخبطات فلسفية في فكر مؤسسها بولس ، ونتيجة مصالح سياسية عند قسطنطين ؟!

    لذا صرّح كوستاف لوبون بالحقيقة : ( لم نجد أي شبه بين ( النبي ) الجليلي الخاشع هذا وبين ( الرب الأسطوري ) الذي عبده الناس منذ ألفي سنة ، إن يسوع المعبود الذي يضرع إليه المؤمنون هو من صنع الجموع ) .




  7. #7
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    7 ـ يقول المؤلف مؤكداً على قانون الإيمان النيقاوي ( نؤمن ... وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد . المولود من الأب قبل كل الدهور ، إله من إله نور من نور . إله حق من إله حق مولود غير مخلوق ، مساوي الأب في الجوهر ) : ( فعبارة مولود غير مخلوق تنسحب على الأزل ، أي أن الابن مولود من الله في الأزل ... فيقول ـ أي الآب : " أنا اليوم ولدتك " ) عبرانيين 1 : 5 .

    أولاً : عبارة ( مولود غير مخلوق ) لم تأت مطلقاً في الكتاب المقدس ، وإنما هي من تأليف مجمع نيقية .
    ثانياً : عبارة ( أنا اليوم ولدتك ) لم ترد في الأناجيل ، وإنما هي من كلام بولس .
    ثالثاً : لا تعني عبارة ( أنا اليوم ولدتك ) ألوهية المسيح ، فهذه العبارة استخدمت مع غير المسيح أيضاً ..
    ( إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ : قَالَ لِي : أَنْتَ ابْنِي ، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ ) المزمور 2 : 7 .
    وسيقول لك المسيحيون أن هذه العبارة مقصود بها المسيح ، لكن الحقيقة أن داود هو من كتبها ، وقال أن الرب قال له ( أَنْتَ ابْنِي ، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ ) .
    ( كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً ، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ الله ) . رسالة يوحنا الأولى 3 : 9 .
    ( أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا ، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ الله ) . رسالة يوحنا الأولى 4 : 7 .
    ( كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا ) . رسالة يوحنا الأولى 5 : 1 .
    فكل من لم لا يعمل الخطايا ، ويحب الآخرين ويؤمن بالمسيح ، فهو مولود من الله ، ولا يعني ذلك أن كل هؤلاء أصبحوا آلهة ، وإنما هو استخدام مجازي لا أكثر ..
    رابعاً : إذا سألت المسيحيين عن معنى عبارة ( مولود غير مخلوق ) فلن تجد جواباً !




  8. #8
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    المصادر :

    1 ـ نؤمن بإله واحد ، نصر الله زكريا ، مطبوعات نظرة المستقبل ، 2009 .
    2ـ الكتاب المقدس ، جمعية الكتاب المقدس في لبنان .
    3ـ الشرح التطبيقي للكتاب المقدس ، أعده : فريق من الرعاة والمعلمين من مختلف الطوائف المسيحية ، القاهرة ، ( د . ت ) .
    4ـ بولس والمسيح وجهاً لوجه ، بهجت عبدالغني عبدالله ، كتاب مخطوط .
    5ـ قصة الحضارة ، ول ديورانت ، ترجمة : محمد بدران ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ مصر ، 2001 .
    6ـ المسيح ليس مسيحياً ، جورج برناردشو ، ترجمة جورج فتاح ، دار الطليعة ـ بيروت ، ( د . ت ) .
    7ـ حياة الحقائق ، غوستاف لوبون ، ترجمة : عادل زعيتر ، ط1 ، 1949 .
    8ـ حكمة الغرب ، بتراند رسل ، ترجمة : الدكتور فؤاد زكريا ، عالم المعرفة ، 1990 .
    9ـ الخالدون مائة ، مايكل هارت ، ترجمة أنيس منصور ، ( د . ت ) .
    10ـ أطلس الأديان ، سامي بن عبدالله بن احمد الملغوث ، مكتبة العبيكان ـ الرياض ، ط1 ، 2007 .
    11ـ الله جَلَّ جلالَهُ واحد أم ثلاثة ؟ ، منقذ بن محمود السقار ، دار الإسلام للنشر والتوزيع ، ط1 ، 2007 .
    12ـ الإنجيل والصليب ، عبدالأحد داود ، ( د . ت ) .







  9. #9
    الصورة الرمزية فكير سهيل قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات : 1,051
    المواضيع : 97
    الردود : 1051
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    هؤلاء يريدون أن يقيموا علاقات شخصية مع الله .. أن يأكلوا معه ويشربوا ويمرحوا .. كما يفعل المرء مع أصدقائه !
    ولذا لا تستغرب إن نقل إلينا المؤلف قول أحد المفكرين !


    صدق الله تعالي قال ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير ( 18 )" المائدة .

    "...فرد عليهم قولهم فقال : فلم يعذبكم بذنوبكم فلم يكونوا يخلون من أحد وجهين ; إما أن يقولوا هو يعذبنا . فيقال لهم : فلستم إذا أبناءه وأحباءه ; فإن الحبيب لا يعذب حبيبه ، وأنتم تقرون بعذابه ; فذلك دليل على كذبكم - وهذا هو المسمى عند الجدليين ببرهان الخلف - أو يقولوا : لا يعذبنا فيكذبوا ما في كتبهم ، وما جاءت به رسلهم ، ويبيحوا المعاصي وهم معترفون بعذاب العصاة منهم ; ولهذا يلتزمون أحكام كتبهم ، وقيل : معنى يعذبكم عذبكم ; فهو بمعنى المضي ; أي : فلم مسخكم قردة وخنازير ؟ ولم عذب من قبلكم من اليهود والنصارى بأنواع العذاب وهم أمثالكم ؟ لأن الله سبحانه لا يحتج عليهم بشيء لم يكن بعد ، لأنهم ربما يقولون لا نعذب غدا ، بل يحتج عليهم بما عرفوا ".من تفسير ابن كثير
    فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
    أبو عبد الله

  10. #10
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    أخي العزيز فكير سهيل
    أشكر لك مرورك العطر وإضافتك القيّمة
    بارك الله فيك ورعاك

    وتحياتي






صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. وعد الله وشرطه لنصر المؤمنين
    بواسطة السعيد شويل في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-09-2017, 06:23 PM
  2. أنحن مسلمون لأننا نؤمن بالله؟
    بواسطة خلوصي طالب النور في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-08-2011, 10:12 PM
  3. واحد +واحد = كام
    بواسطة مصطفى عمار في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 01-08-2006, 05:07 PM
  4. 592 ضربة جهادية قاصمة للمحتل فى شهر واحد لفصيل واحد
    بواسطة محمد دغيدى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-12-2005, 02:32 PM