أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الاستقصاء والاستعلاء

  1. #1
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي الاستقصاء والاستعلاء

    الاستقصاء والاستعلاء
    د. سمير العمري


    ظلت العلاقة الإنسانية منذ بداية الخليقة تقوم على المفاهيم التي يكونها المرء من مرتكزات القيم التي يؤمن بها ومن مناهج الخلق الذي يحكم تصرفه ومن مجموع التجارب التي اكتسبها ضمن مجتمع التواصل والتفاعل مع الآخر. ويبلور هذا كله عقل مدرك ومنطق مستنبط وهوى نفس تتفاوت درجات أثره سلبا أو إيجابا طرديا مع كل ما سبق مما ذكرنا.

    أما مرتكزات القيم فيحددها المعتقد وقوة الإيمان به أكان هذا المعتقد دينا أو فلسفة أو رؤية ذاتية للحياة وللكون. ولئن كان هناك قيم مثلى يتفق عليها البشر جميعا على اختلاف ألوانهم ومعتقداتهم كالصدق والرفق والعفو والسماحة فإنهم يتفاوتون في تعريف بعض قيم أخرى كالحب والعيب والعدل والوفاء، ويعود هذا التفاوت للمؤثر المحيط أكان من منطلقات المجتمع الذي يعيشون فيه أو من مناهج الوعي الذي يتمتعون به أو من غلبة الهوى على منطق الفطرة أو من فلسفة التعاطي مع المعايشة وفق مفهوم الأثرة أو الإيثار ووفق آليات التبرير التي قد تكون مكارثية أو مكيافيلية أو أفلاطونية بما يقود العقل لعميلة موجهة لأحكام مسبقة وبأطر جامدة محددة.

    وأما مناهج الخلق فتنبثق من مرتكزات القيم وتتبلور من مجموع التجارب لتترسخ في النفس حالة تدافعية تؤطر لآليات تعامل تسم المرء فيعرف بها وترسم ملامح شخصيته النفسية والعاطفية فتنعكس على تصرفاته تأثيرا وتأثرا، ومنها نجد الشخصية الرزينة والشخصية الانفعالية، والشخصية الواثقة والشخصية المتوجسة المرتابة وهكذا.

    أما مجموع التجارب المكتسبة فهي مؤثر مهم جدا في صقل الحالة المعرفية وتحديد أو تجديد معالم البناء الذاتي للشخصية، بل هو مكون أساس لآلية إصدار الأحكام وتفسير العلاقات والتصرفات عند المرء ذاته، فمن اعتاد الصدق قدمه أساسا للتعامل فيرى الآخر صادقا حتى يثبت لديه العكس ومن اعتاد الكذب قدمه أساسا كذلك فيعتبر الآخر خائنا حتى يثبت العكس، والوفي تعامل بالثقة كأساس والغادر تعامل بالتوجس كأساس وهكذا. ولعل في هذا ما يفسر القول المأثور "كل إناء بما فيه ينضح".

    وإن منظومة الحكم عند المرء تتباين بقدر ما يحمل من قيم مثلى وبقدر ما عايش تجارب وبقدر ما هذب خلقه وصقل آلياته، ويلعب هوى النفس عاملا مهما في كل هذا إذ إنه يميل غالبا إلى التبرير وإلقاء أخطائه أو خطاياه على الآخر ويمارس دور الواعظ ليقنع نفسه وغيره عبثا بأنه البريء أو الضحية، أو يسوق العقل للوم البيئة والواقع واعتبارها السبب في هذا كله متغافلا بوعي مغرض أو بجهل معرض أن الصدأ يحتاج مشاركة تفاعلية بين الحديد والرطوبة والحرارة وإن الذهب لا يصدا ولو أحاطت به كل تلك العوامل وأكثر ذلك أن جوهره نقي فلا يتأثر معدنه إلا تلويثا سطحيا يمسح بيسر بخرقة من قماش ليعود براقا زاهيا كما كان وسيكون.

    وعليه فإن الحكم الرشيد على الأشياء وعلى الأشخاص يحتاج إلى شمولية النظرة، وموضوعية الرؤية وتجرد الهوى ووعي المفهوم. وإنه لا يصح أن ينشغل الفقيه مثلا في شرح حكم الجماع في نهار رمضان إن كان السؤال "ما حكم الزنا في نهار رمضان؟" فإن الحكم إنما يقوم على الأصل الشرعي ولا على النتيجة الفرعية. وإن من الحكمة مراعاة الحكم المعياري والحكم الاعتباري في تفسير الأشياء والحكم عليها ذلك أن الاعتبار لا يمثل المعيار؛ فإن اعتبر المرء الوفاء خيانة فهذا لا يجعله كذلك إلا عنده فحسب، وإن اعتبر المرء الشرعية انقلابا أو الانقلاب شرعية فهذا لا يغير الحكم المعياري القائم على الأسس والناموس الإنساني بحكمه الاعتباري القائم على الهوى والغرض أو على الجهل أو التجاهل، فالحق أحق أن يتبع.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري مشاهدة المشاركة
    الاستقصاء والاستعلاء
    د. سمير العمري


    وإن منظومة الحكم عند المرء تتباين بقدر ما يحمل من قيم مثلى وبقدر ما عايش تجارب وبقدر ما هذب خلقه وصقل آلياته، ويلعب هوى النفس عاملا مهما في كل هذا إذ إنه يميل غالبا إلى التبرير وإلقاء أخطائه أو خطاياه على الآخر ويمارس دور الواعظ ليقنع نفسه وغيره عبثا بأنه البريء أو الضحية، أو يسوق العقل للوم البيئة والواقع واعتبارها السبب في هذا كله متغافلا بوعي مغرض أو بجهل معرض أن الصدأ يحتاج مشاركة تفاعلية بين الحديد والرطوبة والحرارة وإن الذهب لا يصدا ولو أحاطت به كل تلك العوامل وأكثر ذلك أن جوهره نقي فلا يتأثر معدنه إلا تلويثا سطحيا يمسح بيسر بخرقة من قماش ليعود براقا زاهيا كما كان وسيكون.

    .
    التبرير اليوم آلية يستخدمها الوعي لتشويه الأصول .. حين يلتزم التبرير تأويل الدليل .. فيظن الوعي أن الحق متعدد !!




    بالغ تقديري.
    الإنسان : موقف

  3. #3
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.01

    افتراضي


    وإن منظومة الحكم عند المرء تتباين بقدر ما يحمل من قيم مثلى وبقدر ما عايش تجارب وبقدر ما هذب خلقه وصقل آلياته، ويلعب هوى النفس عاملا مهما في كل هذا إذ إنه يميل غالبا إلى التبرير وإلقاء أخطائه أو خطاياه على الآخر ويمارس دور الواعظ ليقنع نفسه وغيره عبثا بأنه البريء أو الضحية، أو يسوق العقل للوم البيئة والواقع واعتبارها السبب في هذا كله متغافلا بوعي مغرض أو بجهل معرض أن الصدأ يحتاج مشاركة تفاعلية بين الحديد والرطوبة والحرارة وإن الذهب لا يصدا ولو أحاطت به كل تلك العوامل وأكثر ذلك أن جوهره نقي فلا يتأثر معدنه إلا تلويثا سطحيا يمسح بيسر بخرقة من قماش ليعود براقا زاهيا كما كان وسيكون.
    القيم الأخلاقية المبنية على أساس متين مدعمة بمنهج حياة إيجابي وإيمان بالمعتقدات التي يحملها مع ما تحمل من خبرات اكتسبتها من خلال التجارب السلبية والإيجابية تمنح الشخص تصور واستعياب أفضل للمواقف وبالتالي تكون ردود الأفعال مدروسة وملائمة قدر المستطاع
    أما من يبحث عن مبرر ليفسر فيه أخطائه بل وليلقى اللوم على الآخر من خلال الوعظ وارتداء حلة البراءة وبعض الاحيان استعمال الهجوم كوسيلة للدفاع والظهور بحلة المظلوم الذي تكالبت عليه الظرووف والناس و و و فهذا يمثل حالة سطحية مثل طبل أجوف والقيم عنده مبنية على أسس غير متينه مما أدى الى نفسية غير سوية
    لذا فمنظومة الحكم على المرء متباينة ونسبية
    مقالة قيمة وفكر جاد وقضية طيبة الطرح عميقة المضمون
    كل الشكر والتقدير أمير الواحة

المواضيع المتشابهه

  1. كتاب : الاستقصاء في تدريس التربية الإسلامية ( منقول )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى الإِعْلامُ والتَّعلِيمُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-10-2005, 09:19 AM