أحدث المشاركات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 17 من 17

الموضوع: نقاش في قصة - البنفسجة الطموح - جبران

  1. #11
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    حول الفكرة :

    قصة رمزية يصوّر فيها الكاتب حياة بنفسجة طموح ، أبتْ أن تبقى بين أترابها لابدةً بالأرض .. فتطاولت بخيالها تنظر إلى الأعالي طامحة راغبة في حياة أوسع وأشمل ..
    ولكن هل كل الطموح جيد ومفيد ؟
    جميل أن يسعى الانسان إلى المعالي ، ولكن أمن العقل والحكمة أن يُطاول الإنسان شيئاً أكبر منه ومن قدراته ؟ ( وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )
    وهل الطموح يكون في رفض الذات والتنكّر له ، ولبس ثوب غير الثوب المناسب ؟
    ما الحدّ الفاصل بين الطموح والتهور ؟

    هذه القصة تطرح كل تلك التساؤلات .. تقدم رأيين متباينين لها .. والكاتب وإن كان واضحاً أنه مال إلى صواب قرار البنفسجة ، إلا أن تلك التساؤلات ستظلّ ملتصقة بذهن المتلقي ..
    والحقيقة أن الإجابة قد تكون صعبة .. إذ ليس كل القرارات تتخذ بطريقة منطقية ودراسة عقلية .. أحياناً تطغى العاطفة الجارفة ، تتلألأ العينان بمغامرة جامحة ..
    يقول الدكتور عمرو شريف في كتابه ( خرافة الالحاد ) : ( إن عقول البشر لا تعمل بالطريقة التي يقول بها المناطقة ، فإذا كان اقناع رجلٍ بفكرة معينة (أ) يستتبعه منطقياً اقتناعه بالفكرة (ب) ، فإن الواقع يخبرنا أن هذا الانتقال المنطقي هو الاستثناء وليس القاعدة ! فالأعم الأغلب الانتقال بين الأفكار يتم عن طريق التداعي النفسي والايحاء ، إذن فهي انتقالات نفسية وليست منطقية ) .

    لذا أرى أن قرار البنفسجة لم يكن صائباً وإن كانت فكرته عن الطموح صحيحة .. فهي قد رفضت ذاتها ، وقللت من شأن دورها في الحياة .. فالتغير لا يعني الانسلاخ من الهوية ، والاغترار بالمظاهر ، والانجراف وراء الصور الخادعة ..
    خطّ دقيق .. يفصل بين الطموح والتهور .. فليحاذر المرء من تجاوزه !




    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  2. #12
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    الأديبة النبيلة الأريبة ربيحة:
    تحية محبة وتقديرٍ وود..

    لست ممن يحسنون النقد..ولعلمي أني ساكون كالبنفسجة التي تحولت وردة فتساقطت اوراقها أمام الأنواء..لكنه حضرني موقفان:
    1. ظننت أنني طفل صغير أستمع لحكاية من حكايا جدتي!
    2. لقد كان لنا في آي القرآن الكريم أسوة فيما نص عن قارون والذين تمنوا مكانه أمس..وكيف خسف الله به وبداره الأرض..وكيف اعتبر السعيد بغيره والشقي بنفسه!

    تقديري الكبير وخالص دعائي

  3. #13
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    كنا ننتظر حوارا أكثر تفاعلا يا أدباء الواحة
    النص ميدان واسع لمساقط نقدية تستحق بهاء حضوركم وتحتمل أن نتحاور

    دمتم رموزا للألق

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  4. #14
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    من حيث المضمون أجد أن الكاتب استطاع أن يعرض لنا وجهات النظر المختلفة من فكرة الطموح والمبالغة فيه التي قد تؤدي للخسارة في نظر الآخرين، وكان ذكيا في توصيل رأيه الشخصي على لسان البنفسجة لأنها هي من سيقول الكلمة الفاصلة، وترك لبقية البنفسجات وللقراء في نقدهم للنص أن يقولوا الرأي المغاير
    وكذلك فقد كان ناجحا جدا في بناء القصة بحيث يظل دوران السرد حول موضوع طموح البنفسجة دون إطاله تؤدي للملل ولا تكثيف يقتل الغرض أو يضيّعه

    الخاتمة كانت قوية وكانت تصرخ في القراء تتحدى القراءة المتوقعة منهم باعتبار البنفسجة الطموح خاسرة

    فرفعت مليكة طائفة البنفسج قامتها ومدّت أوراقها ونادت رفيقاتها قائلة : تأمّلن وانظرن يا بناتي . انظرن إلى البنفسجة التي غرّتها المطامع فتحوّلت إلى وردة لتشامخ ساعة ثمّ هبطت إلى الحضيض. ليكن هذا المشهد أمثولة لكنّ.
    عندئذ ارتعشت الوردة المحتضرة واستجمعت قواها الخائرة وبصوت متقطع قالت:
    ألا فاسمعن أيتها الجاهلات القانعات ، الخائفات من العواصف والأعاصير . لقد كان بإمكاني أن أعيش نظيركن ملتصقة بالتراب حتى يغمرني الشتاء بثلوجه وأذهب كمن يذهب قبلي إلى سكينة الموت والعدم قبل أن أعرف من أسرار الوجود ومخبآته
    فتمرّدت نفسي على نفسي وهام وجداني بمقام يعلو عن وجداني
    وسكتت الوردة هنيهة ثمّ زادت بلهجة مفعمة بالفخر والتفوّق:
    لقد عشت ساعة كملكة . لقد نظرت إلى الكون من وراء عيون الورود، وسمعت همس الأثير بآذان الورود ، ولمست ثنايا النور بأوراق الورود . فهل بينكن من تستطيع أن تدّعي شرفي؟
    ثمّ لوت عنقها، وبصوت يكاد يكون لهاثاُ قالت:
    أنا أموت الآن . أموت وفي نفسي ما لم تكنه نفس بنفسجة من قبلي . أموت وأنا عالمة بما وراء المحيط المحدود الذي ولدت فيه ، وهذا هو القصد من الحياة . هذا هو الجوهر الكائن وراء عرضيات الأيام والليالي.
    وأطبقت الوردة أوراقها وارتعشت قليلاً ثمّ ماتت وعلى وجهها ابتسامة علويّة – ابتسامة من حققت الحياة أمانيه – ابتسامة النصر والتغلّب – ابتسامة الله.

    لكن النص حمل رسالة أخرة متوارية أعتقد أنها لا دينية ظهرت فيما وراء بعض الجمل وكانت أبرزها قول جبران
    وما زلت أتمرّد على ذاتي وأتشوّق إلى ما ليس لي حتى انقلب تمرّدي إلى قوّة فعّالة واستحال شوقي إلى إرادة مبدعة فطلبت إلى الطبيعة – وما الطبيعة سوى مظاهر خارجية لأحلامنا الخفية– أن تحولني إلى وردة ففعلت ، وطالما غيرت الطبيعة صورها ورسومها بأصابع الميل والتشويق .
    فقد قرأت في هذه الجملة توجيها مباشرا لفكرة التطور الطبيعي المتصلة بأكذوبة الخلق التلقائي

    شكرا لأستاذة ربيحة الرفاعي لطرح هذا الموضوع الذي يمكن اعتباره دورة تدريبية في القراءة النقدية لمن يرغب بالاستفادة
    أنا سأكون تلميذة مواظبة في هذا الفصل

    بوركتم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #15
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    النص يطرح موضوعًا مكررًا من حيث الفكرة ولكن صياغته السردية سرقت من المتلقي تركيزه من خلال التشبيهات المتكررة ...

    الحوار كان هادئًا ومجديًا لولا أن المتلقي يعيش عصر السرعة الفائقة وعصر الومضة .. وكان الأجدى أن يختصر النص رغم تماسكه المذهل ..

    هذا النص أقرب للحوارية من الاسترسال في الحدث .. بل وحتى النهاية جاءت متوقعة من قبل المتلقي وهو يمارس قراءة متعددة الأوجه فيقرأ تارة النص شاعريًا وتارة أخرى قصصيًا .. وثالثة قراءة فلسفية ..




    بالغ تقديري.
    الإنسان : موقف

  6. #16
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    السلام عليكم
    من غير الانصاف أن أعدّل أنا خلف جبران ,فقد كان شاعرا فذا ,وفيلسوفا عظيما ,ورساما أثيريا رائعا ,رحمه الله.
    ولكن ,,عفوا جبران فأنت الذي تريد للبنفسج ,أن يحدق في الورود المتطاولة,
    أراد جبران هنا أن يتكلم عن الشجاعة ,لذا من الأفضل للعنوان أن يكون البنفسجة الشجاعة وليس الطموحة ,
    فالطموح من الواجب أن يتدخل به العقل ,
    فيدرس نسبة النجاح من الفشل قبل الإقدام ,فلو حصلنا على نسبة 50 /100 فهذا جيد وإلا كان الإقدام مقامرة مدمرة,
    والبنفسجة أرادت تحقيق طموحها وبعد ذلك الموت الأكيد .
    حتى من مشى على القمر خطوات كانت الأولى في تاريخ الكون لم يغامر بهذا الشكل الجنوني ,
    بل كانت فعلة البنفسجة شجاعة خارقة أقرب للمغامرة, والحقيقة فالإنسان يحتاجها مرة ومرة .في حياته.
    تحقيق الطموح لا يتحقق بهذة الشجاعة المتهورة .
    كانت البنفسجة بلهاء ,
    ولا يشفع لها إلا هدفها النبيل فقط ,ولو كان هدفها غير نبيل لقلنا أنها مقامرة ,وليست طموحة .
    القصة كانت رائعة جدا جدا من حيث السرد والجماليات في الوصف وانتقاء الألفاظ الساحرة ,
    ولكن كلمة واحدة أحتج عليها وهي وصف البنفسجة لنفسها بالحقيرة ,
    هذا الوصف لا ينطبق أبدا على البنفسجة لأنها صغيرة , ,ملتصقة بالأرض نعم ,ولكنها ليست حقيرة على الإطلاق ,
    كم من العظماء في قلوبهم وأخلاقهم وتصرفاتهم وأفعالهم عاشوا وماتوا ولم يعلم عنهم أحد !
    الحقير هو الخفاش مصاص الدماء ,والجرذ الذي يعيش في المجاري ,والضبع الذي يرمرم الجيف ,
    أما البنفسجة صاحبة اللون الرائع والعطر الفواح لا توصف بالحقارة فهذا ظلم ما بعده ولا قبله .
    بالنهاية كانت القصة غاية وآية في الجمال والروعة .
    شكرا لك ربيحة العزيزة
    ماسة

  7. #17
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    ماذا لدينا أيضا ؟
    - البحث في الأساليب الفنية المستخدمة في النص ..تشخيص تشبيه ‘ إستعارة، رمزية، حوار ....
    تعالوا بنا نتحدث في هذه الجزئية من قراءة النص
    فالقصة رمزية كما نرى جميعا طالما أن الكاتب اعتمد شخوصا غير إنسانية لتمثيل مواقف ذات دلالات تؤدي لمواقف إنسانية، وبما أنها قصة رمزية فسيكون النص زاخرا بالتشخيص والتشبيه والاستعارة في جمله وأحداثه من مثل:
    قالت البنفسجة متنهدة
    اهتزت الوردة ضاحكة
    ما أغباك بين الأزهار
    مدت الطبيعة أصابعها الخفية السحرية
    أم سلبت عقلَك العظمة الفارغة .
    استجمعت قواها
    كان الاكتفاء حاجزا منيعا


    والحوار كان على مراحل بين شخوص النص الثلاث
    1- البنفسجة - وهي الشخصية المدورة أو الرئيسية
    2- البنفسجات والوردات ومن ضمنها مليكة طائفة البنفسج - وهي الشخصيات المسطحة في النص ذات العبور السريع أو الواهي المكمل للفكرة أو الحدث
    3- الطبيعة - وهي أيضا من الشخصيات المسطحة


    ولهذه الفنيات أثرها الساحر على السرد، بما تضفي عليه من جمال وتصويرية تستدعي التأمل وتحث على الغوص في عمق اللوحة بدلالاتها واستشعار معانيها


    هل من لديه زيادة هنا؟

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. الطموح المدمر ..قصة قصيرة
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 27-03-2017, 12:33 PM
  2. أحمد الطموح
    بواسطة يحيى البحاري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 29-09-2013, 07:03 PM
  3. ايام مع سالم جبران
    بواسطة نبيل عودة في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-05-2013, 11:00 AM
  4. "اوراق ملونة" لسليمان جبران
    بواسطة نبيل عودة في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-12-2011, 10:29 PM
  5. رسائل جبران خليل جبران إلى ميّ زيادة
    بواسطة سحر الليالي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 16-10-2008, 08:17 PM