المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إدريس علي الواسع
تحية ندية رقيقة للأستاذة الفاضلة كاملة بدارنة و الأستاذ الفاضل لحسن عسيلة.
أود في مستهل هذه المساهمة أن أشكر الأستاذة كاملة على هذه الوصفة الشهية التي تناولت فيها التعريف بمختلف مستويات التحليل الأدبي و التي قدمتها في أسلوب سلس و متسلسل من حيث بناؤه، كما أشكر الأستاذ لحسن عسيلة على ملاحظاته التي أبداها بخصوص النظرية الجشتالتية و خاصة في استناده إلى الجملة " فلابد من تحليل النص إلى وحدات صغيرة"بحيث يرى " أنها غير دقيقة ، لأن نظرية الجشتالت تقوم على النظرة الكلية وليس التجزيء ، وعند الجشتالتيين الكل أكبر من مجموع أجزائه ، ومجموع الأجزاء لا يساوي الكل ، ففي النظرة الكلية ما يفوق الأجزاء مجتمعة".
أعتقد أن الأستاذين يتكلمان نفس اللغة لكنهما ليسا على نفس الدبدبة إن صح تعبيري و ربما مرد إلى اختلافهما حول معنى لفظتي " التحليل / التجزيء".
فبالرجوع إلى بعض الكتب المتخصصة، يتم تعريف الجشتالت كما يلي:" بنية أو شكل كلي"، و منه يمكن اعتبار المقاربة الكلية ترتبط أساسا بنظرية الجشتالت التي تعتبر الصيغة أو البنية الكلية مهمة جدا في عملية الإدراك. غير أنه ينبغي أن نميز هنا ، و بإيجاز، بين مفهومين متداخلين هما الإدراك و الاستبصار، و ذلك لأن الإدراك يأتي غالبا كمرادف للتعلم، في حين يأتي الاستبصار كمرادف للنشاط الذهني الذي يقوم به الفرد خلال عملية الإدراك (أي التعلم).
فالاستبصار عملية ذهنية يقوم فيها الفرد بسلوكات / ممارسات استكشافية أولية للتعرف على ما يتضمنه الموضوع (البنية الكلية) من خصائص و ترابطات و علاقات وعناصر...فخلال هذه العملية يقوم الفرد بمعالجة ممنهجة للموضوع بدءا بفرز عناصره و مكونات بنيته الكلية لينتقل إلى بناء و تكوين خطوات تساعده على إيجاد و اكتشاف العلاقات الداخلية للموضوع من خلال سلوكات مضبوطة لا تستند إلى محاولات عشوائية. فعملية الاستبصار تتطلب لتحليل الموضوع و تجزيئه و تفكيكه إلى عناصر/ أجزاء/ مكونات بغية الوصول مجموعة الخصائص و العلاقات و الترابطات القائمة بينها من أجل الاستيعاب و الأدراك الفهم الجيد للموضوع
أعتقد أنه بعد التوضيح المقتضب لمفهوم النظرية الجشتالتية، لا يمكن التمييز بين مفهومي التحليل و التجزيئ اللذين هما في نظري مجموع الممارسات و السلوكات التي تروم نفس الهدف.
مع أصدق عبارات تقديري احترامي.
تحية تقدير واحترام للأديب الأخ إدريس علي الواسع ،
أن تقوم بتبسيط هذين المفهومين "الإدراك والاستبصار " بهذا الوضوح وبهذه السلاسة ، شيء ينم على سعة اطلاع وطول باع وتأكيد على خبرة طالما تحدث عنها وبها من يعرفونك ،
وإن لك من لقبك نصيب وافر أستاذي الكريم ،
الآن أضفت إلى معارفي شمولية الإدراك للاستبصار ، وارتباط الإدراك بمفهوم التعلم وارتباط الاستبصار بمفوم الأنشطة الذهنية ،
شكرا لك على هذه الإضافة القيمة ، والقيمة المضافة ،
وأجدد شكري للأخت الكريمة كاملة بدرانة
وأحمد الله على أن سخر لنا الأخ الأديب إدريس الواسع الذي وضع اليد على القاسم المشترك بيننا وبدد كل شبه الاختلاف المظنون .
تقدير ومودتي كما يليف