أَلا يا أُسْدَ مصرَ!
قبيحٌ أن ترى قرداً وسيما
كسيسي لا أرى القردَ ذميما
***
أَلا خُلُقُ الصِّفاتِ جَليلُ حُسنٍ
ووجهٌ إنْ بدا خَلْقاً دميما
***
فأينَ الحسنُ في وجهٍ تراءى
وقلبٌ قد خطا الغدرَ رُسوما
***
فماذا بعدَ غدرِكَ في رئيسٍ
تجيءُ العُذْرَ في ردٍ سَقيما
***
أَلا مرسي الرَّئيسُ عنانُ فكرٍ
ومثلُك لا يحيطُ بهِ علوما
***
تمادتْ للعُلى أحلامُ وهمٍ
ترى الأقزامَ أعجزهمْ عُزوما
***
وقوْلٌ في الكلابِ كفى نُباحاً
وذيلٌ الكلبِ يأبى أنْ يقوما
***
لِمثلِكَ تَهْزِجُ الأفواهُ هُزْءاً
وتَهتزُّ الخواصِرُ فيكَ فيما؟!
***
ويضحكُ في المساخِرِ طولُ حُزْنٍ
وصلتَ إلى الأَكفِّ قفاً مُقيما
***
شبابُكِ يا كِنانةُ لنْ يُقيلوا
عُهودا أوثقتْ حبلاً صَميما
***
جبالٌ لا تَخِفُّ الصَّخرَ رملا
تًحدَّرتْ القِفارُ لها رُجوما
***
فأنتُمْ للنِّداءِ بُروقُ زحفٍ
وإنْ قدحَ المدى حقداً قديما
***
ألا يا أسدَ مصرَ وفاءَ كَيْلٍ
ورُدّوا الصّاعَ بالصّاعينِ قيما
***
أسود في النزال ندى ورود
وفوق الليل قد زرعوا النجوما
***
أَعيدوا مجدَ أجدادٍ كرامٍ
وشُدّوا الخيلَ حتّى بعدَ روما
***
وعينُ الغدرِ إنْ تَبِعَتْ سَرابا
تضل الظالمين مدى غشوما
***
أجاءَ المكرُ في أوهامِ قسٍّ
يُساوقُ في البلاءِ خَناً زَنيما؟!
***
أَيَعْهُرُ في المراقِصِ عُرْيُ فكرٍ
وأنْ يقضي الفجورُ بهِ عُلوما؟!
***
أمِثْلُكَ يا صفيقُ يقودُ رأياً؟!
ويكذبٌ حينَ يَهْرِفُ مستَهيما
***
أيقضي الصِّلُ في أحلامِ قومٍ؟!
إذا لدغَ العقولَ نهىً سُموما
***
وما نقضَ العهودَ يمينُ حُرٍّ
ولو غرسَ السِّنانُ بهِ الجُسوما
***
بذا تقضي الأسودُ سطورَ سِفْرٍ
فجاءَ الحِبْرُ في سَطرٍ حكيما
***
قمينٌ بالكِنانةِ أنْ تَراكُمْ
تُحيلوا الأرضَ تحتهمُ جحيما
***
شتاءٌ أن يقومَ على ذئابٍ
يصبَّ النّارَ فوقهمُ حميما
***
فَشُدّي يا خيولَ اللهِ زَحفاً
على الجُبناءِ خَطاً مُستقيما
***
أَفيقي يا أُسوداً في عرينٍ
لفجرٍ سامَ في الظلَّما كُلوما
***
وشُقّى البحرَ في ظُلَمِ اللَّيالي
بسيفٍ يجعلُ اللَّيلَ عَقيما
***
وخَيلٌ أنْ تُحيلَ النَّقْعَ بحراً
يسدُّ الأُفْقَ في الهيْجا غُيوما
***
وسيفُ العزِّ لا ينبو بِحُرٍ
إذا تَخَذَ النُّجومَ لهُ تُخوما