صحيحا البخاري ومسلم!

صحيحا البخاري ومسلم!

ما من أحد يُشكك في صحة أحاديث الصحيحيْن(البخاري ومسلم)، وأتفق مع ابن حجر العسقلاني في تقريره في الفصل الثاني في مقدمته في شرح صحيح البخاري أنّ صحيح البخاري" أصح الكتب المصنّفة في الحديث النبوي"[ص9]ونلاحظ هنا أنّه لم يقرنه بكتاب الله، وهو القول المتداول بين علماء الأمة" أنّ الصحيحيْن أصح الكتب بعد كتاب الله"، فجميعنا يقر أنّ الصحيحيْن أصح الكتب المصنّفة في الحديث النبوي، وهذا لا يعني خلوهما من الخطأ، فصاحبا الصحيحيْن بشر، وليسا بنبييْن معصوميْن من الخطأ، وعندما سُئل الشيخ الألباني عن هل ضَعّف أحاديث للبخاري، فأجاب:" أمّا أنّه سبق لي أن ضعّفت أحاديث البخاري فهذه الحقيقة يجب الاعتراف بها ولا يجوز إنكارها. ذلك لأسباب كثيرة جداً أولها: المسلمون كافة لا فرق بين عالم أو متعلم أو جاهل مسلم .كلهم يجمعون على أنّه لا عصمة لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعلى هذا من النتائج البديهية أيضاً أنّ أي كتاب يخطر في بال المسلم أو يسمع باسمه قبل أن يقف على رسمه، لابد أن يرسخ في ذهنه أنّه لا بد أن يكون فيه شيء من الخطأ" وقال في إجابته عن سؤال حول من سبقه في تضعيف أحاديث للبخاري ومسلم:" أما عما يتعلق بغيري مما جاء في سؤالك وهو هل سبقك أحد، فأقول والحمد لله سُبِقتُ من ناس كثيرين هم أقعد مني وأعرف مني بهذا العلم الشريف وقدامى جداً بنحو ألف سنة .فالإمام الدارقطني وغيره قد انتقدوا الصحيحين في عشرات الأحاديث.."
وقال :" لكن في أثناء البحث العلمي تمر معي بعض الأحاديث في الصحيحين أو في أحدهما، فينكشف لي أن هناك بعض الأحاديث الضعيفة. لكن من كان في ريب من ما أحكم أنا على بعض الأحاديث فليعد إلى فتح الباري فسيجد هناك أشياء كثيرة وكثيرة جداً ينتقدها الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني الذي يسمى بحق أمير المؤمنين في الحديث" ويستطرد قائلًا:" ابن حجر العسقلاني يبين في أثناء شرحه أخطاء كثيرة في أحاديث البخاري، بوجه ما كان ليس في أحاديث مسلم فقط، بل وما جاء في بعض السنن وفي بعض المسانيد .ثم نقدي الموجود في أحاديث صحيح البخاري تارة يكون للحديث كله . . أي يقال هذا حديث ضعيف وتارة يكون نقداً لجزء من حديث، أصل الحديث صحيح، لكن يكون جزء منه غير صحيح .
[شاهد حديث الشيخ الألباني عن انتقاده لبعض أحاديث صحيح البخاري
وذكر الشيخ محمد أمين في مقدمة كتابه ضعيف البخاري ومسلم:" يزعم بعض المتأخرين إجماع جميع علماء الأمة على صحة ما أخرجه البخاري ومسلم، وهذا فيه نظر. ومثالها قول أبي إسحاق الإسفرائيني(وهو من الأصوليين وليس من المحدّثين):«أهل الصنعة مجمعون على أنّ الأخبار التي اشتمل عليها الصحيحان مقطوعٌ بصحة أصولها ومتونها». وقد بلغ الشطط بالدهلوي إلى القول في كتابه "حجة الله البالغة"(1|283): «أما الصحيحان فقد اتفق المحدثون على أنّ جميع ما فيهما من المتصل المرفوع صحيح بالقطع، وأنّهما متواتران إلى مصنفيهما، وأنّه كل من يهون من أمرهما فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين». بل أسوأ من هذا ما قاله أحمد شاكر في تعليقاته على مختصر علوم الحديث لابن كثير (ص35): «الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين، وممن اهتدى بهديهم، وتبعهم على بصيرة من الأمر: أنّ أحاديث الصحيحين صحيحة كلها، ليس في واحد منها مطعن أو ضعف. وإنّما انتقد الدارقطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث، على معنى أن ما انتقدوه لم يبلغ الدرجة العليا التي التزمها كل واحد منهما في كتابه، وأمّا صحة الحديث نفسه، فلم يخالف أحد فيها».
ثمّ يستطرد قائلًا: أقول وكم من إجماعٍ نقلوه وهو أبطل من الباطل. ولنا أن نذكر مقولة الإمام أحمد: «من ادعى الإجماع فهو كاذب». نعم، أجمعت الأمة على أنّ جمهور الأحاديث التي في الصحيحين صحيحة. هذا الذي نقله الحفاظ الكبار وتداولوه. فجاء من بعدهم أقوامٌ ما فهموا مقالتهم، فأطلقوا القول وزعموا أنّ هذا الإجماع شاملٌ لكل حرفٍ أخرجه البخاري ومسلم بلا استثناء. وصاروا يضللون كل من يخالفهم. ولا حول ولا قوة إلا الله."
ويواصل قوله :" واعلم أنّ هناك أحاديث في الصحيحين ضعفها علماءٌ محدثون كثر، وما حصل إجماعٌ على صحة كل حديثٍ في الصحيحين، لا قبل البخاري ومسلم ولا بعدهما. فممن انتقد بعض تلك الأحاديث: أحمد بن حنبل(164-241هـ) وعلي بن المديني( ويحيى بن معين وأبو داود السجستاني(202-275هـ) والبخاري(194 -ـ 256 هـ) نفسه(ضعف حديثاً عند مسلم) وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وأبو عيسى الترمذي(( 209-279هـ) والعقيلي والنسائي((ت 302أو 303هـ) وأبو علي النيسابوري وأبو بكر الإسماعيلي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو الحسن الدارقطني (ت 385هـ)وابن مندة والبيهقي(384 - 458 هـ) والعطار والغساني الجياني وأبو الفضل الهروي بن عمار الشهيد وابن الجوزي وابن حزم(384- 456هـ) وابن عبد البر((368 هـ - 463هـ) وابن تيمية(661-728هـ) وابن القيم((691 هـ - 751 هـ ) والألباني(1333-1420هـ) وكثير غيرهم. فهل كل هؤلاء العلماء مبتدعة متبعين غير سبيل المؤمنين؟!"
هذا ويُضاف إلى هؤلاء المنتقدين: محمد عبده، محمد رشيد رضا، الغزالي، والشنقيطي وابن عثيمين، وابن باز، والدكتور أكرم ضياء العمري وغيرهم.
بهذه المقدمة أبدأ الحديث عن خطابنا الديني وصحيحي البخاري ومسلم، فرغم كل هؤلاء العلماء الذين انتقدوهما، نجد إصرار بعض علمائنا على مقارنتهما بكتاب الله، مرددين مقولة ابن الصلاح الشهرزوري(577 – 643هـ/ 1181– 1245م)أنّهما أصح كتب الحديث بعد كتاب الله، وأحاديثهما قد أجمعت الأمة على صحتها، ويكفرون من ينتقدها، متهمينه بإنكاره للسنة، وأنّه قرآني!
وهنا أسأل: هل كل هؤلاء العلماء من علماء الحديث مثل أصحاب السنن، وغيرهم وفقهاء مثل ابن حنبل وابن تيمية وابن القيِّم وغيرهم يمثلون مختلف العصور الذين بيّنوا ضعف بعض أحاديث الصحيحيْن قرآنيون منكرون للسنة؟

الكاتبة :
د. سهيلة زين العابدين حماد
صحيفة المدينة

أخي العزيز ياسر
مسألة التكلم في البخاري ومسلم أصبحت موضة أكثر مما هو علم ، وإلا أين هؤلاء الذين يتكلمون اليوم بلا زمام ولا خطام من أولئك الأعلام كالدارقطني وغيره !
مرة شاهدت في اليوتيوب شخصاً يلبس عمامة أزهرية ، يطعن في البخاري ويقول لا يوجد كتاب اسمه صحيح البخاري وأن اسم البخاري هو جمعة !

العلماء الذين سجلوا بعض الملاحظات على البخاري أو مسلم كانوا من أهل الصنعة والتخصص ، واليوم مع الأسف الذين يتكلمون فيهما لا يفرقون بين الخاثر والزباد ..
فأين القوس من القرقوس ، وكيف يجتمعان ؟

ولنتأمل هذه الإحصائية الدقيقة التي قام بها الدكتور أحمد خيري العمري مأخوذة من مقالة مهمة له ( اللا قرآنيون .. قطع الرأس علاجاً للصداع ! )
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=63706

يقول :
في مختبر البخاري للدقة العلمية
مثال على نسبة الخطأ المقبولة (بل والممتازة) تلك التعقيبات التي وجهها الدارقطني وسواه على صحيح البخاري من ناحية وجود رواة لا يتناسقون مع المعايير العالية التي التزم بها البخاري نفسه في شروط صحة الرواية، عدد رواة البخاري من غير الصحابة 1484 راوٍ، عدد الرواة المجروحين (أي الذين هناك ما يقدح في عدالتهم ويجعلهم غير متناسقين مع شروط البخاري) 17 راوياً فقط، أي إن نسبتهم إلى مجمل الرواة لن تتجاوز 1.14%….(هل يوجد تجربة بهذه الدقة في العالم؟)
هؤلاء المجروحون لديهم ما يبلغ 23 حديثاً من أصل 7032 حديثاً أي نسبة هذه الأحاديث لا تتجاوز 0.4% ..!
من هذه الأحاديث الـ 23 هناك متابعات بأسانيد قوية حسب معايير البخاري لـ21 حديثاً… أي إن البخاري أورد عدة طرق لنفس الحديث، وأورد أولاً الطرق القوية والخالية من العلة ثم أضاف الطرق الأقل قوة.. وهذا يقلل نسبة الخطأ إلى 0.03%..
الحديثان المتبقيان لا يتضمنان أية عقيدة أو سلوك، واحد منهما عن اسم فرس للنبي عليه الصلاة والسلام والآخر يروي جانباً من حادثة الإفك وهي حادثة مروية بعدد كبير من الأحاديث في البخاري وغيره ولن يؤثر عليها حتى لو حذف هذا الحديث!
وهذا يزيد طبعاً من نسبة دقة البخاري ويجعلنا أكثر ثقة بالآليات التي أوصلت لهذه الدقة والتي جعلته دوناً عن سواه الأكثر قبولا عند الأمة..(دون أن يعني ذلك الإيمان بعصمته أو قداسته فنتاجه جهد بشري وصل لدرجة عالية من الدقة والإتقان لكنه يظل جهداً بشرياً)..

نسبة الخطأ 0.03 % .. فلنتأمل !


تحياتي ودعواتي

الخطأ الخفى احتمالا المعمم اثرا :
وذلك ان كلمة ان البخارى غير معصوم هى حقيقة لكن كيف نقنن تلك الحقيقة
فان تركناها مطلقا صار كل جملة فى كتاب البخارى تحمل ذلك المعنى بالتالى صار الدين يحمل ذلك الوصف وتلك كارثة اذ لا يتعبد الى الله سبحانه الا بما كان يقينا
فان قلت ان الظهر اربع ركات احتمالا تلك كارثة وكذلك كل الصلاة
وان حساب الزكاة احتمالا تلك كارثة
وكذلك ما لم يصرح القران بوصفه وعدده ان جعلته احتمالا صارت كارثة
النتيجة ان صار الدين احتمالا بالتالى صار كيفية تحقيق حق الله سبحانه وتعالى فى افراده بالعبادة احتمالا
فحسبى الله ونعم الوكيل فيمن يجر اهل الاسلام الى ذلك المنحدر

أخي العزيز ياسر
مسألة التكلم في البخاري ومسلم أصبحت موضة أكثر مما هو علم ، وإلا أين هؤلاء الذين يتكلمون اليوم بلا زمام ولا خطام من أولئك الأعلام كالدارقطني وغيره !
مرة شاهدت في اليوتيوب شخصاً يلبس عمامة أزهرية ، يطعن في البخاري ويقول لا يوجد كتاب اسمه صحيح البخاري وأن اسم البخاري هو جمعة !

العلماء الذين سجلوا بعض الملاحظات على البخاري أو مسلم كانوا من أهل الصنعة والتخصص ، واليوم مع الأسف الذين يتكلمون فيهما لا يفرقون بين الخاثر والزباد ..
فأين القوس من القرقوس ، وكيف يجتمعان ؟


وهذا يزيد طبعاً من نسبة دقة البخاري ويجعلنا أكثر ثقة بالآليات التي أوصلت لهذه الدقة والتي جعلته دوناً عن سواه الأكثر قبولا عند الأمة..(دون أن يعني ذلك الإيمان بعصمته أو قداسته فنتاجه جهد بشري وصل لدرجة عالية من الدقة والإتقان لكنه يظل جهداً بشرياً)..

نسبة الخطأ 0.03 % .. فلنتأمل !


تحياتي ودعواتي

السلام عليكم
اشكرك الاستاذ الفاضل بهجت على المداخلة القيمة
و أتفق معك أن البعض قد دخلوا على هذا الخط دون علم و معرفة
و لكن في نفس الوقت أرى قصور من أهل الاختصاص ، فماذا فعل اهل الاختصاص
لتنقية و تنقيح صحيح البخاري مما فيه من شوائب ؟
الجواب : الجهود ضعيفة و لا ترقى الى حجم المسؤولية ،،
لذا أرى أن الكاتبة كانت منصفة ومنطقية في عرض وجهة نظرها ،،
بالنسبة لما ذكرت عن ان العدد الذي تدور حوله الاشكاليات هو عدد محدود
فأنا اتفق معك تماما ،،
لكن المعضلة هي أن هذه العشرات القليلة من الاحاديث صنعت نتائج سيئة جدا و كانت و ماتزال اثارها كارثية على سمعة الاسلام
و على المجتمعات الاسلامية !!
و حتى يجد أهل الاختصاص حل لهذه الاشكالية سنبقى نتكلم بالفم الملئان عن هذا الموضوع و عن غيره أيضا

كل التحية لحضرتك

أخي العزيز ياسر
مسألة التكلم في البخاري ومسلم أصبحت موضة أكثر مما هو علم ، وإلا أين هؤلاء الذين يتكلمون اليوم بلا زمام ولا خطام من أولئك الأعلام كالدارقطني وغيره !
مرة شاهدت في اليوتيوب شخصاً يلبس عمامة أزهرية ، يطعن في البخاري ويقول لا يوجد كتاب اسمه صحيح البخاري وأن اسم البخاري هو جمعة !

العلماء الذين سجلوا بعض الملاحظات على البخاري أو مسلم كانوا من أهل الصنعة والتخصص ، واليوم مع الأسف الذين يتكلمون فيهما لا يفرقون بين الخاثر والزباد ..
فأين القوس من القرقوس ، وكيف يجتمعان ؟

...................

نسبة الخطأ 0.03 % .. فلنتأمل !


تحياتي ودعواتي

أكتفي بهذه المداخلة القيّمة للأستاذ بهجت بارك الله فيه ..

وسؤالي هل إشكالنا في عصرنا وزماننا هو في مصدرية البخاري ومسلم الذي اجتمع عليها علماء ومحدّثو الأمّة بالتصويب والترجيح والخيرية ؟

أم إشكالنا اليوم في انحراف الكثير من لابسي عمائم أهل العلم عن خطوط العلم الصّحيح والمنهج الصّحيح والهدي الذي ورثناه عن صالحي أمّتنا وقرونها التي تعاقب فيها الفحول والأعلام والسادات وتركوا لنا تراثاً عظيما من العلم، لا يُرمى بشطحة الشاطحين وتهوين المستجدّين الغافلين .. وإن كان التجديد لكلّ زمان مطلوب ولكن من أهل الأصالة وأهل الفضل العارفين لفضل الأوائل فضلهم ..

إنّ إشكالية زماننا تبدو لي والله أعلم في المستحدثين الذين خرجوا عن الأمّة بقطع مراجعها ونقضِ فضلِ الأوائل وتحقيق الفحول والمحققين والعلماء من جمهورها وسوادها عبر تاريخها الطويل عن هذا الزمن وأجياله، والطّعن في تلك المرجعية والتعاقب والتراث والخيرية .. عجباً ، عجبٌ لا ينقضي ..

كيف أستوثق في المحدثين وأستبدِلُ جمهور أمّة اجتمعت على الخيرية وتوارثها كابراً عن كابرٍ أستبدلهم بالمستجدّين والمحدثين الذين جاؤونا ومعهم لوائح من التضليل والتقطيع والفصل لتلك المراجع الصالحة التي بها كانت الأمّة قائمةً صالحةً، على خلاف اليوم وهذا العصر الذي ظهر فيه هؤلاء المحدثون والمستجدّون بثوب التجديد والتنقيح فانحلّت عرى الإسلام وضاع الكثيرُ من جوهره ونقائه وسلاسله التي كانت تربطه بالسلف الصالح والهدي النبويّ ..

محاولة القدح في مصدرية السّنة تلبّسها الكثيرون اليوم، منهم القرآنيون .. ومنهم دعاة تجديد وإن صلحت نوايا بعض هؤلاء الدعاة فلا شكّ أنّهم افتقدوا رسوخ العلم وبُعد النّظر وحاجة الأمّة اليوم .. لما يجمعها على هذا الدين لا ما يزيدُ في انفكاك عراها عروة عروة، سواء عرى السّلوك الذي أصيبت فيه الأمّة إصابة بالغة وقطعت مرجعيتها بأهله، أو عرى الشريعة والتشريع من خلال قبس العلماء والفحول والأعلام الذين كانوا عدولاً توارثوا العلم شاهدا عن شاهد ومجاز عن مجاز بأسانيد وسلاسل ثابتة صالحة ..

أحيانا يتجه الناس و الباحثون إلى مواضيع لا تعتبر مهمة إذا ما قورنت بمواضيع أخرى
فهل نحن طبقنا ما في صحيح البخاري من أحاديث صحيحة فقط متفق عليها ثم تفرغنا بعدها لدراسة الضعيف منها و قد جعلنا همنا في تضعيف و تصحيح بعض الأحاديث القليلة؟
أظن أنه كان على الكاتبة الاهتمام اكثر بما ورد من أحاديث ضعيفة و ربما متفق على ضعفها بين العلماء المشهود لهم و ما زال الناس يأخذون بها و من الدعاة من يحتج بها و هي تخالف صريح القرآن
ماذا كان سيحدث لو لم يقم البخاري بما قام به أكيد سيضيع خير كثير
فلو عاملنا كل من كتب في الأحاديث و حتى في الفقه بهاته المعاملة لتركنا العلم جانبا و لأخذنا فقط من القرآن كونه الكتاب الوحيد الذي يخلو من أخطاء و سوف لن تدرك معناه ابدا عقولنا القاصرة
ربما يجب إلغاء صحيح البخاري حتى يتسنى لنا ان لا نقع في الأخطاء التي نجمت عن تلك الأحاديث الضعيفة ربما العشرة أي نلغي سبعة آلاف حديث صحيح احتياطا و هذا عين العقل و يا له من احتياط
ثم أريد حقا أن أعرف المصائب التي نجمت عن تلك الأحاديث الضعيفة و كأننا نريد أن ننسب للبخاري أحاديث تعدّ وراء ما يحدث الآن من تكفير و "إرهاب" اي أن علماء السنة يفتون بفتاوى محرّضة على ذلك استنادا لأحاديث البخاري و من ثمّ توجب الطعن في هاته الأحاديث كون العلماء و من هم على منهاجهم يستندون إلى البخاري في فتواهم التي لا تروق للبعض فاختصروا طريق الرد عن طريق الغاء أحد الأصول المهمّة و هو صحيح البخاري عن طريق التشكيك فيه و من ثمّة تصبح فتاواهم مردود عليها ابتداء و عموما دون الحاجة للرد عليها انتهاء و خصوصا.
ثم إن الجواب موجود في إشكالية الكاتبة: قال ابن حجر و قال الألباني, فقد قيّض الله لمن يصحح ما ورد من أخطاء في كتاب البخاري و هذا هو المطلوب فأين يكمن الإشكال إذن, هذا هو المطلوب و ليس أن يكتب البشر كتابا كاملا يضاهي به القرآن.
قد تكون الإشكالية عند البعض صحيحة إذا عالجنا فقط مفهوم أن كل الكتب بما فيها كتاب البخاري تحتوي على نسبة من الخطأ إلا القرآن الكريم فينتفي بهذا إطلاق صفة الكمال لغير الله, وليس الدخول في متاهات تخطيء البخاري و ما يمكننا فعله تجاه كتابه
الشيخ الألباني من علماء الحديث و من ثمة كان يتوجب علية بيان ما في كتاب البخاري من أحاديث يراها ضعيفة نشرا للعلم و لم يكن همّه تخطئة البخاري و طرح إشكالية جديدة معاصرة لم يُسبق إليها إلا من طرف ابن حجر, فشتان بين الثرى و الثريا
دع عنك الضعيف منها و اعمل بالصحيح واسأل الله التوفيق و السداد
تقديري