اجتنبوا الظن المُسِيء
سوء الظن من الآفات الخطيرة التي تَنَالُ من تماسك المجتمع الإسلامي ، وتُصَدِّعُ تعايش أفراده الذين يعيشون في جو من الوئام والإخاء والتراحم والثقة المتبادلة.
سوء الظن: " هو تخريص أو تخمين ينتهي بوصف الغير بما يسؤه من كل قبيح من غير دليل ولا حجة".
ويأتي الظن بمعاني مختلفة : ( كالسوء ، والشك ، والتهمة ، والحسبان ، واليقين).
ولسوء الظن عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع ، فهو يؤجج الحقد والضغينة ، ويورث القطيعة ، ويوقِع في المعاصي وغضب الله ، ويذيق المسيء مرارة الحسرة والندامة والعزلة ، ناهيك عن الاحباط والتذمر الذي يجرح من وقع عليه الشك والتهم ظلما وجورا .
لقد ورد حكمه في الكتاب والسنة في عدة مواضع منها
:
* قال الله تعالى:" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" سورة الحجرات(12).
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث" رواه البخاري.
* عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته:" لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى" رواه مسلم.

أوصيكم ونفسي بحسن الظن بالله تعالى وبالعباد ، واتقوا الله ،واسلكوا مسالك الحكمة، وإن لم تنفعوا الناس فلا تضرُّوهم ولا تكونوا من الذين قال الله فيهم: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا " سورة الأحزاب (58).

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي