أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الاستنساخ البشري وحكمه في الشريعة الإسلامية

  1. #1
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي الاستنساخ البشري وحكمه في الشريعة الإسلامية


    الاستنساخ البشري
    وحكمه في الشريعة الإسلامية

    الأستاذ عبدالغني عبدالله بكر
    مشرف تربوي ـ ماجستير في الشريعة الإسلامية


    المقدمة
    الحمد لله الخالق المصور، والصلاة والسلام على خير الأنبياء والرسل محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبع هداهم إلى يوم الدين.
    وبعد..
    فلئن كان كل قرن من القرون يتميز بأحداث خاصة تميزه، فان هذا القرن تميز بالثورات العلمية الهائلة والمعرفية كماً ونوعاً، وكانت علوم الحياة وخاصة الهندسة الوراثية من المجالات التي فتحت باباً واسعاً لكثير من الدراسات والأبحاث والتجارب العلمية، الأمر الذي شكل انعطافاً وتطوراً نوعياً في هذا العلم الذي لم يشهد التاريخ له مثيلاً.
    وموضوع الاستنساخ البشري من هذه المواضيع الحديثة التي كثر حوله النقاش والجدل حول مشروعيته من عدمه، وتجاذبه طرفي القبول والرد، حتى على مستوى الدول والحكومات.
    ولقد سلطنا في هذا البحث الضوء على هذا المفهوم العلمي الجديد، وبيّنا الطريقة التي يتم فيها الاستنساخ، وبعض جوانبه والآراء الفقهية من فتاوى وقرارات، للوصول إلى صورة واضحة لهذا المفهوم، لان الحكم الشيء فرع عن تصوره.
    ولقد تضمن البحث ثلاثة مباحث:
    المبحث الأول: المفهوم العلمي للاستنساخ، كيف تم استنساخ النعجة ؟، كيف بدأت عمليات الاستنساخ.
    المبحث الثاني: آفاق تطبيقات الاستنساخ، مساوئ الاستنساخ، الفرق بين الاستنساخ و التلقيح الطبيعي، الاستنساخ ليس خلقاً جديداً.
    المبحث الثالث: حكم الاستنساخ البشري في الشريعة الإسلامية، حكم استنساخ الحيوان.
    هذا والله تعالى أسأل القبول لهذا الجهد المتواضع في خدمة الإسلام والمسلمين، والله تعالى الموفق..


    المفهوم العلمي للاستنساخ
    يعد الاستنساخ (Cloning) أو تقنية نقل النواة عملية لا جنسية، فهو يتضمن عملية إنتاج كائن حي من خلية جسمية وليس من خلية تناسلية مما يفضي إلى إنتاج كائن حي مطابق تماماً في الصفات الجسمية للكائن الحي الأصل.
    وتتم هذه العملية بالخطوات التالية:
    * تؤخذ خلية جسمية من الكائن الحي الأول من أي محل من الجسم ويتم تفريغ هذه الخلية وفصل النواة المحتوية على المادة الجينية الكاملة أي 46 كروموسوماً.
    * يتم إدخال النواة من الكائن رقم 1 داخل البويضة المفرغة من النواة للكائن رقم 2 و بعد تعريضها لشحنات كهربائية يحدث انقسام في نواة الخلية ليتكون جنين جديد يكون نسخة طبق الأصل عن الكائن رقم 1 من ناحية التكوين الجيني، لكن من الخطأ الاعتقاد بان هذا التشابه هو (100%) إذ أن هناك مادة جينية موجودة في المايتوكوندريا الموجودة في بويضة الحيوان رقم 2 والتي قد تغير من تركيبة الكائن الجديد وتحدث اختلافا بسيطا فيه (1).


    كيف تم استنساخ النعجة ؟
    لتوضيح عملية الاستنساخ بشكل مفصل، نسرد كيفية استنساخ النعجة (دوللي):
    1 ـ تم اخذ خلية جسمية من ضرع النعجة المراد استنساخها، وبما انهلا خلية جسمية لذا فإنها تحتوي على العدد الكلي للكروموسومات، أي أنها تحتوي على كل العوامل الوراثية للنعجة وليس نصفها.
    2 ـ تم وضعها في وسط مغذ فقير يحتوي على الحد الأدنى من المواد المغذية اللازمة لبقائها حية فقط، ولكنه غير كاف لنموها وانقسامها، وبذلك تم تعريضها إلى ما يشبه المجاعة مما يؤدي إلى " خمود " العوامل الوراثة فيها، وهو أمر مطلوب للسيطرة على تنشيطها في الوقت المناسب.
    3 ـ ثم أخذت بويضة غر مخصبة من نعجة مغايرة تماماً في النوع (ذات وجه اسود)، ثم إزالة النواة منها، وبذلك جرّدت هذه البويضة من العوامل الوراثية فها وأصبحت بذلك مجرد مستودع غذائي فقط.
    4 ـ وضعت الخليتان (الأولى جسمية حاوية على العدد الكلي للكروموسومات والمعرضة للمجاعة والثانية المستودع الغذائي) جنب بعضها البعض، ثم تم تعريضها إلى شحنة كهرباية بسيطة، كافية لدمجها معاً فأصبحتا خلية واحدة. وبذلك تم إدخال العدد الكلي من كروسومات خلية الضرع إلى المستودع الغذائي.
    5 ـ تم إعطاء شحنة كهربائية بسيطة ثانية لغرض تنشيط الكروسومات الخامدة وحثها على بداية الانقسام.
    وبما أن الكروسومات الجائعة قد تنشطت بفعل الشحنة الكهربائية، وبما أنها موجودة في مستودع غذائي فقد كانت محرومة من عناصره الغذائية، فقد بدأت بالانقسام وكونت عد خلايا من الخلية الأم الناجمة من هذا الاتحاد خلال حوالي ستة أيام.
    6 ـ ثم زرعت هذه الخلايا التي أصبحت الآن جنباً إلى جنب صغيراً للغاية، في رحم نعجة من نوع نعجة البويضة نفسه أي ذات وجه اسود وذلك بهدف التمييز.
    7 ـ بعد فترة الحمل الطبيعية، ولدت النعجة الحاملة ذات الوجه الأسود، حملاً صغيراً مطابقاً تماماً للنعجة التي أخذت من ضرعها الخلية الواهبة.
    وسميت هذه المولودة الجديدة بالنعجة (دوللي).
    وتضمنت التجربة (276) محاولة أخفقت جميعها في مراحل النمو المختلفة، باستثناء هذه النعجة (2).
    ومن الجدير بالذكر هنا أن النعجة دولي تم قتلها في شباط عام 2003 بإبرة خاصة بعد إصابتها بسرطان الرئة وعوق شديد و التهابات في المفاصل بعمر (7) سنوات رغم أن أقرانها قد تصل لعمر (11 ـ 12) عاماً و بعد تشريحها تبين خلوها من أي مشاكل عدا سرطان الرئة والتهاب المفاصل.


    كيف بدأت عمليات الاستنساخ
    يعود تاريخ بدء هذه العمليات إلى خمسينيات القرن الماضي حيث تم استنساخ أول كائن حي وهي صغار الضفادع.
    أما أول حيوان لبون تم استنساخه فهي النعجة الشهيرة دولي والتي أحدثت ثورة في عالم الاستنساخ وتم ذلك بأخذ خلية من ثدي نعجة وجمعها ببويضة منزوعة النواة من نعجة أخرى وكان الناتج هي دولي التي هي نسخة طبق الأصل عن النعجة الأولى.
    و توالت التجارب والأبحاث في هذا المجال لاستنساخ عدة أنواع من الحيوانات حيث نجحت هذه التجارب في استنساخ حيوانات مثل القطط والفئران و بعض أنواع الخنازير وكذلك الخرفان والأرانب لكن لم يثبت نجاح الاستنساخ مع حيوانات أخرى مثل الكلاب والقرود والخيول والدجاج.
    وهذه التجارب لم تنتقل بعد إلى الإنسان وذلك بسبب القيود التي فرضتها الحكومات على هذه الأبحاث ولم يثبت لحد الآن ما يدل على نجاح هذه الأبحاث على الجنس البشري حتى ما تم نشره بخصوص نجاح إحدى المؤسسات في إنتاج جنين بشري لم تثبت صحته ولم تعطى كل تفاصيل الأمر حيث يعتبر من ناحية علمية مشكوكا في صحته.
    وفي سنة 1996، نجح العالم (أيان ويلمون) في استنساخ كائن حي، بطريقة غريبة ومختلفة عن الطريقة الطبيعية للتكاثر الجنسي (3).
    ثم اكتشف العالم ولموت وكانتل وجماعتهما في روزلين أنستتيوت في جنوب ادمبرا في إنكلترا الاستنساخ البشري، نشره في مجلة الطبيعة عام 1997 (4).
    وما زالت الدراسات والأبحاث جارية إلى يومنا هذا.


    آفاق تطبيقات الاستنساخ
    1 ـ الاستنساخ المستخدم في الحيوانات.
    2 ـ الاستنساخ المستخدم في عالم النبات والتي تقدمت أبحاثه وأنتجت العديد من الأنواع النباتية النادرة بهذه الطريقة.
    3 ـ وهناك طرق محورة للاستنساخ هو ما يسمى بالاستنساخ العلاجي أو النسيجي ويتم ذلك بأخذ خلية جذعيه من النسيج المراد استنساخه ودمجها مع بويضة منزوعة النواة ليتكون منها الجنين ثم تؤخذ الخلايا الجذعية (stem cells) التي تكون مسئولة عن تكوين نسيج معين من الجسم مثل الجلد أو البنكرياس أو الخلايا التناسلية (خلايا الخصيتين أو المبيض) وتتم زراعة هذه الخلايا في كائن حي آخر لتبدأ بالتكاثر وتكوين النسيج المراد استخراجه بهذه الطريقة وهذه العمليات في طور البحث ولم يثبت نجاحها على الإنسان بينما نجحت هذه التجارب مع الفئران حيث تمت زراعة خلايا جذعيه داخل خصيتي الفئران ونتجت عنها حيوانات منوية ومن الممكن في حالة نجاح هذه الأبحاث أن يتم علاج العديد من الحالات المستعصية مثل الأورام السرطانية وأمراض القلب والأمراض العصبية وكذلك المرضى الذين تعرضوا للعلاج الكيميائي وفقدوا الأمل بالإنجاب بصورة طبيعية.
    4 ـ هناك استخدامات أخرى للاستنساخ و هو ما يسمى الاستنساخ الجيني لمادة (DNA) حيث يتم فصل الجزء المراد استخدامه وزرعه في بعض أنواع البكتيريا القابلة للانقسام السريع و دمجه مع (DNA).
    5 ـ من التطبيقات الحديثة لعمليات الاستنساخ هو ما يسمى بعملية شطر المادة الجينية (Haplodization) و ذلك بأخذ نواة الخلية الجسمية من الحيوان الأول و شطر مادتها الجينية بطرق خاصة لتصبح محتوية على (23) كروموسوماً و دمجها ببويضة الحيوان الثاني لتصبح الخلية المتكونة على 46 كروموسوماً نصفها الأول من الحيوان (1) و نصفها الثاني من الحيوان (2) وهي شبيهة جدا بعملية الإخصاب الطبيعي (5).


    مساوئ الاستنساخ

    1 ـ من مساوئ هذه الطريقة في الإنجاب هو أن المرأة قد تستغني عن الرجل في الإنجاب أصلاً، كما حصل في النعجة (دوللي)، وفي هذا خلل ديني كبير، وكذلك خلل اجتماعي، حيث يحس الرجل بان هذا الطفل ليس منه، وتحس المرأة أيضاً أن لا دخل لهذا الرجل بالطفل الذي أنجبته. والاستنساخ هنا ينافي كذلك سنة الزوجية: فالناس خلقهم الله أزواجًا من ذكر وأنثى، وكذلك الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات، بل كذلك النباتات كلها.
    بل كشف لنا العلم الحديث أن الازدواج قائم في عالم الجمادات، كما نرى في الكهرباء، بل إن (الندرة) ـ وهي وحدة البناء الكوني كله ـ تقوم على إلكترون وبروتون، أي شحنة كهربائية موجبة، وأخرى سالبة، ثم النواة.
    والقرآن الكريم يشير إلى هذه الظاهرة حين يقول: (وخلقناكم أزواجًا) (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى) (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون) (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون).
    ولكن الاستنساخ يقوم على الاستغناء عن أحد الجنسين، والاكتفاء بجنس واحد، حتى قالت إحدى النساء الأمريكيات: سيكون هذا الكوكب بعد ذلك للنساء وحدهن.
    وهذا ضد الفطرة التي فطر الله الناس عليها. وليس هذا في مصلحة الإنسان بحالة من الأحوال.
    فالإنسان بفطرته محتاج إلى الجنس الآخر، ليس لمجرد النسل، بل ليكمل كل منهما الآخر، كما قال تعالى: (بعضكم من بعض).
    وليستمتع كل منهما بالآخر، كما قال تعالى في تصوير العلاقة الزوجية (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن).
    ولهذا حينما خلق الله آدم وأسكنه الجنة، لم يبقه وحده، ولو كان في الجنة، بل خلق له من نفسه زوجًا ليسكن إليها، كما تسكن إليه، وقال له (اسكن أنت وزوجك الجنة).
    وإذا كان كل من الرجل والمرأة في حاجة إلى صاحبه ليسكن إليه، وتقوم بينهما المودة والرحمة، فإن ذريتهما أشد ما تكون حاجة إليهما، أي إلى جو الأسرة، إلى الأمومة الحانية، وإلى الأبوة الراعية، إلى تعلم الفضائل من الأسرة، فضائل المعاشرة بالمعروف، والتفاهم والتناصح والتباذل، والتعاون على البر والتقوى.
    وقد علم الناس أن أطول الطفولات عمرًا هي الطفولة البشرية التي تمتد لسنوات، يكون الطفل فيها في حاجة إلى أبويه وإلى أسرته ماديًا وأدبيًا. ولا تتم تربية الطفل تربية سوية مكتملة إلا في ظل أبوين يحبانه ويحنوان علي، وينفقان الغالي والرخيص حتى يكتمل نموه، وهما في غاية السعادة بما يبذلان لأولادهما، دون منٍّ ولا أذى.
    والاستنساخ لا يحقق سكن كل من الزوجين إلى الآخر، كما لا يحقق الأسرة التي يحتاج الطفل البشري إلى العيش في ظلالها وحماها، واكتمال نموه تحت رعايتها ومسئوليتها، فكل من الأب والأم راع في الأسرة ومسئول عن رعيته.
    2 ـ الاستنساخ ينافي التنوع، فالله تعالى خلق هذا الكون على قاعدة (التنوع) ولهذا نجد هذه العبارة ترد في القرآن كثيرًا بعد خلق الأشياء والامتنان بها على العباد (مختلف ألوانه) فاختلاف الألوان تعبير عن ظاهرة (التنوع). وحسبنا أن نقرأ قول الله تعالى (أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) (6).
    والاستنساخ يناقض التنوع، لأنه يقوم على تخليق نسخة مكررة من الشخص الواحد، وهذا يترتب عليه مفاسد كثيرة في الحياة البشرية والاجتماعية، بعضها ندركه، وبعضها قد لا ندركه إلا بعد حين.
    تصور فصلاً من التلاميذ المستنسخين، كيف يميز المدرس بين بعضهم وبعض ؟ كيف يعرف زيدًا من عمرو من بكر ؟
    وكيف يعرف المحقق من ارتكب جرمًا من غيره، والوجوه واحدة، والقامات واحدة، والبصمات واحدة ؟
    بل كيف يعرف الرجل زوجته من غيرها والأخرى نسخة مطابقة لها ؟ وكيف تعرف المرأة زوجها من غيره، وغيره هذا صورة منه ؟
    إن الحياة كلها ستضطرب وتفسد، إذا انتفت ظاهرة التنوع واختلاف الألوان، الذي خلق الله عليه الناس.
    3 ـ انه يمكن استنساخ إنسان من إنسان شرير فيكون شريراً مثله، ويمكن أن يستنسخ إنسان من إنسان عالم له قدرات واسعة جداً من حيث الذكاء فيكون المستنسخ ذا قدرات عالية جداً.
    4 ـ علاقة الشخص المستنسخ بالشخص المستنسخ منه: هل هو نفس الشخص باعتباره نسخة مطابقة منه أو هو أبوه أو أخ توأم له ؟
    ولا شك أن هذا الشخص غير الآخر، فهو ـ وإن كان يحمل كل صفاته الجسمية والعقلية والنفسية ـ ليس هو الآخر، فهو بعده بزمن قطعًا، وقد يحمل كل صفاته لكن تؤثر البيئة والتربية في سلوكه ومعارفه، فهذه أمور تكتسب، ولا تكفي فيها العوامل الوراثية وحدها.
    وإذن يكون شخصًا غير الشخص المستنسخ منه، ولكن ما صلته به: أهو ابن أم أخ أم غريب عنه ؟ هذه مشكلة حقًا.
    قد يقول البعض ببنوته، لأنه جزء منه، وهذا مقبول إذا وضع في رحم المرأة وحملته وولدته، كما قال تعالى (إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا اللائِي وَلَدْنَهُمْ) (7)، ومعنى هذا أن يكون له أم ولا أب له !!
    وقد يقول آخر: إنه أخ توأم للمستنسخ منه، بمثابة التوأمين المخلوقين من بويضة واحدة، ولكن الأخوة فرع عن الأبوة والأمومة، فكيف ينبت الفرع ولم ينبت الأصل ؟
    5 ـ إنها طريقة يتدخل الإنسان فيه ببدن الإنسان، وقد يلحقه الضرر من جراء كثير من العمليات الجراحية (8).


    الفرق بين الاستنساخ و التلقيح الطبيعي
    يحدث التلقيح الطبيعي باتحاد الحيوان المنوي المحتوي على (23) كروموسوماً مع البويضة المحتوية على نفس العدد من الكروموسومات أي 23 كروموسوماً وبهذا العدد ينتج الجنين المكون من (46 كروموسوماً + XY أو XX) الذي تكون مادته الجينية تختلف عن كلا الأبوين.
    أما في الاستنساخ فقد تم شرحه مسبقاً أي تكون نواة الخلية من الحيوان الأول محتوية على (46) كروموسوماً هي المسئولة بالكامل عن المادة الجينية للكائن الجديد و لهذا فهي تسمى استنساخا للخلية الأب إذ أن دور البويضة هنا لا يؤثر على التكوين الجيني لأنها منزوعة النواة ولا تحتوي على الكروموسومات الوراثية.


    الاستنساخ ليس خلقاً جديداً
    الاستنساخ عمل علمي، يعتمد أساساً على خلايا ومورثات خلقها الله سبحانه وتعالى تتم معالجتها بطريقة انتقالية، مع بويضة خلقها الله بقدرته، وخص بها النساء، وقد ينتج عن معالجة الخلايا مع البويضة جنين، ولا يتصل هذا العمل العلمي بالخلق، الذي هو الإيجاد من العدم وإنما هو معالجة لمخلوق. وليس كما يتصوره أو يتوهمه بعض الناس(خلقًا للحياة) إنما هو استخدام للحياة التي خلقها الله تبارك وتعالى.
    وبذلك يمكن القول: إن الاستنساخ هو استعمال لمواد خلقها الله سبحانه وتعالى بوجوه غير سليمة، مخالفة لما شرعه الله من اتخاذ التزاوج بين الذكر والأنثى طريقة للتناسل البشري، مما ينشأ عنه نتائج وخيمة على المجتمع.
    لقد انفرد الله سبحانه وتعالى بالخلق، فهو وحده خالق كل شيء، وهو خالق السماوات والأرض وما فيهن (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (9).
    وهو الذي خلق الإنسان والحيوان والنبات أزواجاً (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) (10) وقد خلق الله سبحانه وتعالى جميع مخلوقاته بما فيها الإنسان من عدم (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُنْ شَيْئًا) (11).
    إن استنساخ الإنسان لا يعني خلقه، فبين استنساخ الإنسان وخلقه فرق كبير، لان خلق الأصل الإنساني بدأ من تراب: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ) (12) والله هو الذي خلق الإنسان، وخلق خلاياه، وخلق بويضة المرأة التي يتم الاستنساخ بواسطتها. ويختلف أمر الاستنساخ عن هذا، فهو ليس إلا معالجة علمية، تجمع بين الأصول المخلوقة، وهي الخلية الجسدية والبويضة المنزوعة النواة، وهو وفق ما عرفه مجمع الفقه الإسلامي: « توليد كائن حي أو أكثر، أما بنقل النواة من خلية جسدية، إلى بويضة منزوعة النواة وأما بتشطير بويضة مخصبة في مرحلة تسبق تمايز الأنسجة والأعضاء » وعليه فالاستنساخ ليس خلقاً جديداً، وإنما هو عمل طارئ على هذا الخلق، الذي اوجده الخالق سبحانه: (ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى. فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى) (13).
    لقد دعا الإسلام الإنسان قبل نيف وأربعة عشر قرناً للتفكر في خلق الله المعجز: (فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ. خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) (14) والله سبحانه وتعالى تحدى البشر بعظمة إعجازه، وبين عجز المخلوق عن الخلق، فقال تعالى (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين) (15) (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (16).
    ومن الثابت في الإسلام، كما في سائر الرسالات الإلهية السابقة، إن الخلق ينحصر في الله الخالق الفرد سبحانه، فهو من خصائصه، ولا يمكن لغيره إن ينازعه في هذا الاختصاص: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ) (17).
    فتكون بذلك فكرة الاستنساخ قد أفادت الدين في تقريب عقيدة أساسية من عقائد الدين، وهي عقيدة البعث، وإحياء الناس بعد موتهم لحسابهم وجزائهم في الآخرة، فقد كان المشركون قديمًا، والماديون إلى اليوم، يستبعدون فكرة البعث بعد الموت، وأن يعود الإنسان نفسه إلى الحياة مرة أخرى.
    وقد قربت ظاهرة الاستنساخ الأمر، أنه بواسطة بويضة وخلية يعود الإنسان نفسه بصورة جديدة إلى الحياة، فإذا كان هذا أمرًا قدر عليه الإنسان، أ فيستبعد على قدرة الله أن تعيد الإنسان مرة أخرى إلى الحياة بواسطة ما سمي في الحديث بـ (عجب الذنب) الذي لا يفنى من الإنسان، أو بغير ذلك مما نعلمه وما لا نعلمه ؟ (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) (18).


    حكم الاستنساخ البشري في الشريعة الإسلامية
    أن الإسلام يرحب عمومًا بالعلم والبحث العلمي، ويرى من فروض الكفاية على الأمة المسلمة أن تتفوق في كل مجال من مجالات العلم الذي تحتاج إليها الأمة في دينها أو دنياها، بحيث تتكامل فيما بينها، وتكتفي اكتفاء ذاتيًا في كل فرع من فروع العلم وتطبيقاته، وفي كل تخصص من التخصصات، حتى لا تكون الأمة عالة على غيرها.
    ولكن (العلم) في الإسلام، مثله مثل العمل، والاقتصاد والسياسة والحرب، كلها يجب أن تتقيد بقيم الدين والأخلاق، ولا يقبل الإسلام فكرة الفصل بين هذه الأمور وبين الدين والأخلاق، كأن يقول قائلون: دعوا العلم حرًا، ودعوا الاقتصاد حرًا، ودعوا السياسة حرة، ودعوا الحرب حرة، ولا تدخلوا الدين أو الأخلاق في هذه الأمور، فتضيقوا عليها، وتمنعوها من النمو والانطلاق وسرعة الحركة.
    إن الإسلام يرفض هذه النظرة التي أفسدت العلم والاقتصاد والسياسة، ويرى أن كل شيء في الحياة يجب أن يخضع لتوجيه الدين، وكلمة الدين، فكلمة الدين هي كلمة الله، وكلمة الله هي العليا، ومن المنطقي أن تخضع كلمة الإنسان المخلوق لكلمة الله الخالق سبحانه. وكلمة الله هي أبدًا كلمة الحق والخير والعدل والجمال.


    وهذا بعض القرارات والفتاوى الفقهية بشأن موضوع الاستنساخ البشري:

    قرار المجمع الفقهي بجدة:
    بسم الله الرحمن الرحيم قرار رقم: 94 (2 / 10) إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره العاشر بجدة بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 23 ـ 28 صفر 1418 هـ الموافق 28 حزيران (يونيو) 3 تموز (يوليو) 1997 م، بعد إطلاعه على البحوث المقدمة في موضوع الاستنساخ البشري، والدراسات والبحوث والتوصيات الصادرة عن الندوة الفقهية الطبية التاسعة التي عقدتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، بالتعاون مع المجمع وجهات أخرى، في الدار البيضاء بالمملكة المغربية في الفترة من 9 ـ 12 صفر 1418 هـ الموافق 14 ـ 17 حزيران (يونيو) 1997 م، واستماعه للمناقشات التي دارت حول الموضوع بمشاركة الفقهاء والأطباء، انتهى إلى ما يلي: مقدمة: لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وكرمه غاية التكريم فقال عز من قائل (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا) (19)، زيّنه بالعقل، وشرفه بالتكليف، وجعله خليفة في الأرض واستعمره فيها، وأكرمه بحمل رسالته التي تنسجم مع فطرته بل هي الفطرة بعينها لقوله سبحانه: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (20)، وقد حرص الإسلام على الحفاظ على فطرة الإنسان سوية من خلال المحافظة على المقاصد الكلية الخمسة: الدين والنفس والعقل والنسل والمال وصونها من كل تغيير يفسدها، سواء من حيث السبب أم النتيجة، يدل على ذلك الحديث القدسي الذي أورده القرطبي من رواية القاضي إسماعيل: (إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإن الشياطين أتتهم فاجتالتهم عن دينهم.. ـ إلى قوله: ـ وأمرتهم أن يغيروا خلقي) [ تفسير القرطبي 5/389 ]. وقد علّم الله الإنسان ما لم يكن يعلم، وأمره بالبحث والنظر والتفكر والتدبر مخاطباً إياه في آيات عديدة: (أفلا يرون)، (أفلا ينظرون)، (أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة)، (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) ؛ (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)؛ (إن في ذلك لذكرى لأولى الألباب)، (اقرأ بأسم ربك الِذى خلق)... والإسلام لا يضع حجراً ولا قيداً على حرية البحث العلمي، إذ هو من باب استكناه سنة الله في خلقه. ولكن الإسلام يقضي كذلك بأن لا يُترك الباب مفتوحاً بدون ضوابط أمام دخول تطبيقات نتائج البحث العلمي إلى الساحة العامة بغير أن تمر على مصفاة الشريعة، لتمرر المباح وتحجز الحرام، فلا يسمح بتنفيذ شيء لمجرد أنه قابل للتنفيذ، بل لا بد أن يكون علماً نافعاً جالباً لمصالح العباد ودارئاً لمفاسدهم. ولا بد أن يحافظ هذا العلم على كرامة الإنسان ومكانته والغاية التي خلقه الله من أجلها، فلا يتخذ حقلاً للتجريب ولا يعتدي على ذاتية الفرد وخصوصيته وتميزه، ولا يؤدي إلى خلخلة الهيكل الاجتماعي المستقر أو يعصف بأسس القرابات والأنساب وصلات الأرحام والهياكل الأسرية المتعارف عليها على مدى التاريخ الإنساني في ظلال شرع الله وعلى أساس وطيد من أحكامه. وقد كان مما استجد للناس من علم في هذا العصر، ما ضجت به وسائل الإعلام في العالم كله باسم الاستنساخ. وكان لا بد من بيان حكم الشرع فيه، بعد عرض تفاصيله من قبل نخبة من خبراء المسلمين وعلمائهم في هذا المجال. تعريف الاستنساخ: من المعلوم أن سنة الله في الخلق أن ينشأ المخلوق البشري من اجتماع نطفتين اثنتين تشتمل نواة كل منهما على عدد من الصبغيات (الكروموسومات) يبلغ نصف عدد الصبغيات التي تسمى الحيوان المنوي بنطفة الأم (الزوجة) التي تسمى البييضة، تحولتا معاً إلى نطفة أمشاج أو لقيحة، تشتمل على حقيبة وراثية كاملة، وتمتلك طاقة التكاثر.فإذا انغرست في رحم الأم تنامت وتكاملت وولدت مخلوقاً مكتملاً بإذن الله. وهي في مسيرتها تلك تتضاعف فتصير خليتين متماثلتين فأربعاً فثمانياً... ثم تواصل تضاعفها حتى تبلغ مرحلة تبدأ عندها بالتمايز والتخصص. فإذا انشطرت إحدى خلايا اللقيحة في مرحلة ما قبل التمايز والتخصص. إلى شطرين متماثلين تولد منهما توأمان متماثلان. وقد أمكن في الحيوان إجراء فصل اصطناعي لأمثال هذه اللقائح، فتولدت منها توائم متماثلة. ولم يبلّغ بعد عن حدوث مثل ذلك في الإنسان. وقد عد ذلك نوعاً من الاستنساخ أو التنسيل، لأنه يولد نسخاً أو نسائل متماثلة، وأطلق عليه اسم الاستنساخ بالتشطير. وثمّة طريقة أخرى لاستنساخ مخلوق كامل، تقوم على أخذ الحقيبة الوراثية الكاملة على شكل نواة من خلية من الخلايا الجسدية، وإيداعها في خلية بييضة منزوعة النواة، فتتألف بذلك لقيحة تشتمل على حقيبة وراثية كاملة، وهي في الوقت نفسه تمتلك طاقة التكاثر.فإذا غرست في رحم الأم تنامت وتكاملت وولدت مخلوقاً مكتملاً بإذن الله. وهذا النمط من الاستنساخ الذي يعرف باسم (النقل النووي) أو (الإحلال النووي للخلية البييضة) وهو الذي يفهم من كلمة الاستنساخ إذا أطلقت وهو الذي حدث في النعجة (دوللي). على أن هذا المخلوق الجديد ليس نسخة طبق الأصل، لأن بييضة الأم المنزوعة النواة تظل مشتملة على بقايا نووية في الجزء الذي يحيط بالنواة المنزوعة. ولهذه البقايا أثر ملحوظ في تحوير الصفات التي ورثت من الخلية الجسدية، ولم يبلغ أيضاً عن حصول ذلك في الإنسان. فالاستنساخ: إذن هو توليد كائن حي أو أكثر إما بنقل النواة من خلية جسدية إلى بييضة منزوعة النواة، وإما بتشطير بييضة مخصبة في مرحلة تسبق تمايز الأنسجة والأعضاء. ولا يخفى أن هذه العمليات وأمثالها لا تمثل خلقاً أو بعض خلق، قال الله عز وجل (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)، وقال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ. أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ. نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمْ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ. عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ. وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ) (21). وقال سبحانه: (أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ. وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ. قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ. الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ. أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍعَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ. إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (22). وقال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (23). وبناءّ على ما سبق من البحوث والمناقشات والمبادئ الشرعية التي طرحت على مجلس المجمع، قرر ما يلي: أولاً: تحريم الاستنساخ البشري بطريقتيه المذكورتين أو بأي طريقة أخرى تؤدي إلى التكاثر البشري. ثانياً: إذا حصل تجاوز للحكم الشرعي المبين في الفقرة (أولاً) فإن آثار تلك الحالات تعرض لبيان أحكامها الشرعية. ثالثاً: تحريم كل الحالات التي يقحم فيها طرف ثالث على العلاقة الزوجية سواء أكان رحماً أم بييضة أم حيواناً منوياً أم خلية جسدية للاستنساخ. رابعاً: يجوز شرعاً الأخذ بتقنيات الاستنساخ والهندسة الوراثية في مجالات الجراثيم وسائر الأحياء الدقيقة والنبات والحيوان في حدود الضوابط الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد. خامساً: مناشدة الدول الإسلامية إصدار القوانين والأنظمة اللازمة لغلق الأبواب المباشرة وغير المباشرة أمام الجهات المحلية أو الأجنبية والمؤسسات البحثية والخبراء الأجانب للحيلولة دون اتخاذ البلاد الإسلامية ميداناً لتجارب الاستنساخ البشري والترويج لها. سادساً: المتابعة المشتركة من قبل كل من مجمع الفقه الإسلامي والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية لموضوع الاستنساخ ومستجداته العلمية، وضبط مصطلحاته، وعقد الندوات واللقاءات اللازمة لبيان الأحكام الشرعية المتعلقة به. سابعاً: الدعوة إلى تشكيل لجان متخصصة تضم الخبراء وعلماء الشريعة لوضع الضوابط الخلقية في مجال بحوث علوم الأحياء (البيولوجيا) لاعتمادها في الدول الإسلامية. ثامناً: الدعوة إلى إنشاء ودعم المعاهد والمؤسسات العلمية التي تقوم بإجراء البحوث في مجال علوم الأحياء (البيولوجيا) والهندسة الوراثية في غير مجال الاستنساخ البشري، وفق الضوابط الشرعية، حتى لا يظل العالم الإسلامي عالة على غيره، وتبعاً في هذا المجال. تاسعاً: تأصيل التعامل مع المستجدات العلمية بنظرة إسلامية، ودعوة أجهزة الإعلام لاعتماد النظرة الإيمانية في التعامل مع هذه القضايا، وتجنب توظيفها بما يناقض الإسلام وتوعية الرأي العام للتثبت قبل اتخاذ أي موقف، استجابة لقول الله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ) (24). والله أعلم (25).

    ولقد تابعت رابطة العالم الإسلامي والمجمع الفقهي الإسلامي برامج الاستنساخ البشري التي تسعى للتوصل إلى مواليد، تتشابه مع الأصل المنسوخ عنه، عبر وسائل لا تتفق مع الفطرة البشرية، بما يفضي إلى التشكيك في الأصل الديني حول خلق الإنسان، فأصدر المجمع الفقهي الإسلامي بالرابطة فوراً بتحريمه، وتجريم فاعله، وذلك في دورته الخامسة عشرة، المنعقدة في شهر رجب 1419هـ الذي يوافقه 31 أكتوبر/ تشرين الأول 1998م وان تحريم الاستنساخ البشري يأتي من وجوه عدة:
    أولاً: إن الاستنساخ يعتبر اعتداء على سنة الله في خلق الإنسان وتكوينه عن طريق الزواج بين الذكر والأنثى، كما في قوله تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) (26).
    ثانياً: لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، ونفخ فيه من روحه وكرمه وخلقه (في احسن تقويم) ولا يجوز العبث بأي مرحلة من مراحل خلقه، سواء أكان خلية، ام نطفة، أم علقة، أم مضغة، أم جنيناً.
    ثالثاً: الاستنساخ معرض لإيجاد أشكال بشرية مشوهة وغير سوية، وهذا يتعارض مع قول الله سبحانه وتعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) (27) (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (28).
    رابعاً: إن الاستنساخ تغيير لسنة الله في خلق الانسان وخروجه إلى الحياة: (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) (29) وتغيير للطريق المشروع للنسل: (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) (30) وعمليات الاستنساخ تعتمد على التلاعب في المورثات الجينية للانسان، من اجل الوصول إلى المنسوخ المشابه، وهذا يدخل في المحظور، وهو تغيير خلق الله، وهذا من عمل الشيطان: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) (31).
    خامساً: إن الاستنساخ البشري يؤدي إلى ولادات تختلط فيها الأنساب، فالمنسوخ من الرجل لا يعرف نسبته إليه !! هل يعد توأماً للمستنسخ منه أم ابناً له ؟ والمنسوخة من المرأة، أهي توأم لها ؟ أم أخت ؟ أم ماذا ؟: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) (32) وكيف سيعامل المنسوخ في الميراث وغيره من أحكام القرابة ؟.
    سادساً: الزواج بين الرجل والمرأة هو الطريق الشرعي الوحيد للتوالد والتكاثر بين الناس: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (33). أما الاستنساخ فهو سعي للتكاثر بطرق مغايرة لسنة الله في خلقه، وسنته في قصر التوالد عن طريق الزواج، ووضوح الأنساب والقرابة: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) (34).
    سابعاً: إن في الاستنساخ هدماً للأسرة التي هي أساس المجتمع الذي يتكون من اسر، يحمل الفرد منها اسمها ومكارمها وسمعتها، ويحظى برعايتها وحمايتها، وبالاستنساخ لا يتحقق ذلك كله.
    ثامناً: إن التنوع والتميز سنة الله في خلق الإنسان، من شأنه إثراء الحياة البشرية بالتكامل، والاستنساخ من شأنه الإتيان بنسخ مكررة من الإنسان، وفي هذا حرمان للمنسوخين من التميز والاختصاص والاختلاف عن الآخرين: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) (35) فضلاً عن أن التشابه الجسدي يمنع التمييز بين المجرم وشبيهه (36).

    كما دعت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية إلى عقد ندوة تضم فريقًا من الفقهاء الأجلاء، والأطباء المتخصصين لدراسة أمر الاستنساخ البشري.
    وقد عقدت الندوة في الدار البيضاء في المملكة المغربية ما بين 14 ـ 17 يونيو (حزيران) 1997، ودرست الموضوع دراسة جدية وعميقة، وصدر في ختامها التوصيات التالية:
    أولاً: تجريم كل الحالات التي يقحم فيها طرف ثالث على العلاقة الزوجية سواء أكان رحماً أم بويضة أم حيوانا منويا أم خلية جسدية للاستنساخ.
    ثانيًا: منع الاستنساخ البشري العادي، فإن ظهرت مستقبلاً حالات استثنائية عرضت لبيان حكمها الشرعي من جهة الجواز.
    ثالثًا: مناشدة الحكومات من التشريعات القانونية اللازمة لغلق الأبواب المباشرة وغير المباشرة أمام الجهات الأجنبية والمؤسسات البحثية والخبراء الأجانب للحيلولة دون اتخاذ البلاد الإسلامية ميدانًا لتجارب الاستنساخ البشري والترويج لها.
    رابعًا: متابعة المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية وغيرها لموضوع الاستنساخ ومستجداته العلمية وضبط مصطلحاته، وعقد الندوات واللقاءات اللازمة لبيان الأحكام الشرعية المتعلقة به.
    خامسًا: الدعوة إلى تشكيل لجان متخصصة في مجال الأخلاقيات الحياتية لاعتماد بروتوكولات الأبحاث في الدول الإسلامية إعداد وثيقة عن حقوق الجنين. انتهى
    والخلاصة أن على الدول الإسلامية أن تطالب بمنع استنساخ لما فيه من أضرار، وأن تكون هناك هيئة من الفقهاء والأطباء لبحث ما يستجد من أمور في هذا الموضوع. والله أعلم (37).

    وسئل الشيخ عبدالعزيز بن باز: ما موقف المسلم من المستجدات في هذا العصر. كما هو الحال على سبيل المثال في قضية الاستنساخ ؟
    فأجاب: الواجب على المسلم أن يحكم الشرع المطهر في كل شيء، وذلك بأن يقبل ما وافق الكتاب أو السنة الصحيحة مما أحدثه الناس، وما خالف ذلك وجب رده ؛ لقول الله عز وجل (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (38) وقوله سبحانه (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) (39). أما الاستنساخ فهو باطل لا أساس له، ولا يجوز استعماله. لا في بني آدم ولا غيرهم (40).

    يقول الدكتور يوسف القرضاوي:
    إن كان المقصود استنساخ (إنسان) أو (طفل) أو حتى (جنين) لأخذ منه (قطع غيار) سليمة تعطي لإنسان مريض، فهذا لا يجوز بحال، لأنه مخلوق اكتسب الحياة الإنسانية ولو بالاستنساخ - فلا يجوز التجارة بأجزائه ولا بأعضائه، ولو كان في المرحلة الجنينية، فقد أصبحت له حرمة ولكن إذا أمكن استنساخ أعضاء معينة من الجسم مثل القلب أو الكبد أو الكلية، أو غيرها، ليستفاد منها في علاج آخرين محتاجين إليها، فهذا ما يرحب به الدين ويثيب عليه تبارك وتعالى لما منه منفعة للناس، دون إضرار بأحد أو اعتداء على حرمة أحد.

    ويقول الدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر السابق:
    إن الإجماع قائم على أن الاستنساخ البشرى غير جائز من الناحية العلمية والطبية والإنسانية، بل ومن الناحية الأخلاقية والاجتماعية، و الإسلام مع العلم الذي يخدم البشرية، وقد كرم الله تعالى العلم والعلماء وجعل العلماء الذين يخدمون البشرية في مرتبة الملائكة، فالعلم خلق لمصلحة البشرية والإنسان؛ لأن الله سبحانه وتعالى أراد للإنسان أن يكون مستخلفًا في هذه الأرض.
    إن العلم يجب أن يقوم على أمور ثلاثة، هي: الإيمان والأخلاق وخدمة البشرية، وأن يحافظ على الدين والنفس والنسل والعقل والمال؛ لأن الاختلال في إحدى هذه الضروريات فساد للبشرية التي خلقها الله تعالى، فالاستنساخ البشرى غير جائز شرعًا، ولكن يمكن أن يتوجه هذا العلم إلى استنساخ بعض أعضاء الجسم، مثل الكبد والكلى لحاجة بعض الأفراد إليها وإنقاذ حياتهم من الهلاك، أما استنساخ الإنسان الكامل فهذا مخالف للشرع، ولسنا في حاجة إليه (41).
    ويقول الدكتور عبدالمعطى بيومى ـ عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف ـ:
    إن القاعدة الشرعية تقول: إن ما زاد ضرره على نفعه فهو حرام، وقد تأكدت الآن أضرار الهندسة الوراثية أكثر من نفعها، وكذلك الاستنساخ، وإن السنن الكونية التي لفت الله تعالى النظر إليها تقتضى وجود قوانين عامة ثابتة كالصحة والمرض والمسئولية والجزاء والحرية وانعدامها. وإن العلم المجرد من الدين والمعزول عنه إذا تركناه يمضى في ذلك العبث المجنون المنفلت من معايير الدين سيعرض الإنسانية لكثير من الأخطاء والأخطار والضلال.. وأنا أطالب بضرورة وقف هذه الأبحاث لأنها ستؤدى إلى محظورات شرعية وعقائدية وأخلاقية أكثر مما تفيد الإنسانية. انتهى
    وقد دعت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية إلى عقد ندوة تضم فريقًا من الفقهاء الأجلاء، والأطباء المتخصصين لدراسة أمر الاستنساخ البشري (42).

    وطالب مجلس الأمن وهيئاته المتخصِّصة بالتقصي في الأمر ـ الاستنساخ ـ بفرض عقوبات على الأطباء الذين يبغون قدماً لتحقيق أحلامهم، والمطالبة بمعاقبتهم وأمثالهم أمام المحاكم الدولية.
    ولقد وافقت لجنة الشؤون القضائية في مجلس النواب الأمريكي في (24 / 7 / 2001) على مشروع قانون يحظر أي شكل من أشكال الاستنساخ البشري.
    وينص مشروع القانون الذي قدمه الجمهوري ديف ولدون والديمقراطي بارت ستوباك على دفع غرامة قدرها مليون دولار أو عقوبة السجن لعشر سنوات في حال انتهاك القانون.
    وقال رئيس اللجنة (جيمس سينسنبرينر): إن فتح باب الاستنساخ البشري، وإن تم بحسن نية سيقود لا محالة إلى تجارب على الأجنة.
    يشار إلى أن الاستنساخ البشري لا يحظر رسميا إلا في أربع ولايات أميركية، لكن الحظر قد يتوسع ليشمل كامل الولايات المتحدة في حال إقرار مشروع القانون من قبل مجلس النواب.

    حكم استنساخ الحيوان
    أما ما يخص استنساخ الحيوان، فيجوزه الدكتور يوسف القرضاوي بشروط:
    الأول: أن يكون في ذلك مصلحة حقيقية للبشر، لا مجرد مصلحة متوهمة لبعض الناس.
    الثاني: ألا تكون هناك مفسدة أو مضرة أكبر من هذه المصلحة، فقد ثبت للناس الآن ـ ولأهل العلم خاصة ـ أن النباتات المعالجة بالوراثة إثمها اكبر من نفعها، وانطلقت صيحات التحذير منها في أرجاء العالم الثالث، وألا يكون في ذلك إيذاء أو إضرار بالحيوان ذاته ولو على المدى الطويل، فإن إيذاء هذه المخلوقات العجماوات حرام في دين الله (43).
    أما الشيخ بن باز فيمنع ذلك فيقول: أما الاستنساخ فهو باطل لا أساس له، ولا يجوز استعماله. لا في بني آدم ولا غيرهم.

    الخاتمة

    بعد استعراض المفهوم العلمي للاستنساخ البشري، والتعرف على طريقة حصول هذا الاستنساخ، وبعد النظر في بعض الفتاوى والقرارات، توصل الباحث إلى:
    1 ـ الاستنساخ البشري عمل علمي، وليس كما يتصوره أو يتوهمه بعض الناس(خلقًا للحياة) إنما هو استخدام للحياة التي خلقها الله تبارك وتعالى.
    2 ـ وان بين الاستنساخ والتلقيح فرق كبير وجوهري.
    3 ـ الاستنساخ البشري له مساوئ كثيرة، منها استغناء المرأة عن الرجل ومنافاته للتنوع البشري.. الخ.
    4 ـ الاستنساخ البشرى غير جائز من الناحية العلمية والطبية والإنسانية، بل ومن الناحية الأخلاقية والاجتماعية.
    4 ـ يمكن الاستفادة منه في علاج الأنسجة والأعضاء التالفة، مثل القلب أو الكبد أو الكلية.. الخ.
    5 ـ يجوز استنساخ الحيوان، وذلك بشرطين، الأول وجود مصلحة في ذلك، والثاني ألا تكون هناك مفسدة اكبر من هذه المصلحة.


    ........................................

    الهوامش:

    (1) الاستنساخ البشري حقيقة أم خيال. وينظر: رورفيك، ادفيد، تناسخ الأجساد، ترجمة: ديكران جمنجيان، ط2، دمشق، 1995، ص11.
    (2) عماش، هدى صالح مهدي، وآخرون، الاستنساخ البشري " الطب والعلوم.. الشريعة والقانون "، بغداد، 1999، ص11 ـ 12.
    (3) ما هو الاستنساخ البشري ؟ شبكة المعلومات العالمية.
    (4) الاستنساخ البشري " الطب والعلوم.. الشريعة والقانون "، ص118.
    (5) الاستنساخ البشري حقيقة أم خيال ؟ شبكة المعلومات العالمية.
    (6) سورة فاطر، الآية 27.
    (7) سورة المجادلة، الآية 2.
    (8) الاستنساخ البشري " الطب والعلوم.. الشريعة والقانون "، ص36 ـ 37. القرضاوي، يوسف، استنساخ البشر. شبكة المعلومات العالمية.
    (9) سورة الزمر، الآية 62.
    (10) سورة يس، الآية 36
    (11) سورة مريم، الآية 9
    (12) سورة الحج، الآية 5.
    (13) سورة القيامة، الآيتان 38 ـ 39.
    (14) سورة الطارق، الآيات 5 ـ 7.
    (15) سورة لقمان، الآية 11.
    (16) سورة الحج، الآية 73.
    (17) سورة النحل، الآية 20.
    (18) استنساخ البشر، يوسف القرضاوي، شبكة المعلومات العالمية.
    (19) سورة الإسراء، الآية 70.
    (20) سورة الروم، الآية 30.
    (21) سورة الواقعة، الآيات 58 ـ 62.
    (22) سورة يس، الآيات 77 ـ 82.
    (23) سورة المؤمنون، الآيات 12 ـ 14.
    (24) سورة النساء، الآية 83.
    (25) مجمع الفقه الإسلامي، شبكة المعلومات العالمية.
    (26) سورة الحجرات، الآية 13.
    (27) سورة السجدة، الآية 7.
    (28) سورة التغابن، الآية 3.
    (29) سورة الطارق، الآية 7.
    (30) سورة السجدة، الآية 8.
    (31) سورة النساء، الآية 119.
    (32) سورة الفرقان، الآية 54.
    (33) سورة الروم، الآية 21.
    (34) سورة الفرقان، الآية 54.
    (35) سورة الروم، الآية 22.
    (36) موقف الشرع من الاستنساخ البشري، شبكة المعلومات العالمية.
    (37) موقف الشرع من الاستنساخ البشري.
    (38) سورة الحشر، الآية 7.
    (39) سورة النساء، الآية 59.
    (40) اللجنة الدائمة للإفتاء، شبكة المعلومات العالمية.
    (41) موقف الشرع من الاستنساخ البشري.
    (42) موقف الشرع من الاستنساخ البشري.
    (43) استنساخ البشر، يوسف القرضاوي.







    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  2. #2
    الصورة الرمزية رافت ابوطالب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Feb 2015
    المشاركات : 964
    المواضيع : 527
    الردود : 964
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    السؤال المولود الناتج من تلك الحالة فى البشرية يسمى ابن فراش ام ابن سفاح ام ابن خلية جسدية ام ابن بويضة مفرغة
    ام ابن امه فى بويضتها المفرغة ام ابن خلية جسدية من رجل فى بويضة انثويه مفرغة ام ابن مستحدث لم يذكر فى الشرع الاسلامى زكيف سيتم التعامل مع فى الميراث والنسب
    لذلك مع اننى من العلميين والمسألة من الناحية العلمية والرياضية ممكنة الا اننى ارفض ان اقول ان هذا ممكنا فى الجنس البشرى
    لا لشىء الا لأن الشرع الاسلامى ذكر كل حالات النسب من زواج شرعى او من سفاح وبين كيف يكون التعامل مع تلك الحالات ولم يأت بذكر أن يكون ذلك الاحتمال قائما اذ لو اعتبرنا ان تلك الحالة ستكون قائمة ولها باع فى المستقبل وكان هناك نسبة بشرية من ذلك الجنس لزم ان يكون هناك الشرع المقابل لبيان كيفية التعامل مع ذلك النوع نسبا وميراثا وكيفية الزواج بين ذلك النوع الجديد وبيان هل هو عبد ام حر
    العمل بشرع الله يجعل صفاتنا فى علو يليق بعلو انه شرع من له الصفات العلى سبحانه

  3. #3
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    ليس كل شيء في الشريعة له حكم (خاص)، وإنما يرجع في النوازل والمستجدات إلى كليات الشريعة ومقاصدها..

    تحياتي أخي العزيز ومودتي





  4. #4
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,131
    المواضيع : 318
    الردود : 21131
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    إن الإجماع قائم على أن الاستنساخ البشرى غير جائز من الناحية العلمية والطبية والإنسانية، بل ومن الناحية الأخلاقية والاجتماعية،
    فالاستنساخ البشرى غير جائز شرعًا، ولكن يمكن أن يتوجه هذا العلم إلى استنساخ بعض أعضاء الجسم، مثل الكبد والكلى
    لحاجة بعض الأفراد إليها وإنقاذ حياتهم من الهلاك، أما استنساخ الإنسان الكامل فهذا مخالف للشرع، ولسنا في حاجة إليه .
    أكتفي بهذه الخلاصة .. ولك ولكاتب المقالة كل الشكر والتقدير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,456
    المواضيع : 237
    الردود : 3456
    المعدل اليومي : 2.15

    افتراضي

    مِن أهم المقاصد التي جاءت الشريعة الإسلامية لتحقيقها مقصدان رئيسيان، هما: حفظ الأنساب من الاختلاط والضياع، ودرء المفاسد عن البلاد والعباد.
    وعلى هذين المقصدين اعتمد اجتهاد الفقهاء المعاصرين كافة في موضوع "الاستنساخ"، فقررت جميع المجامع والهيئات والمؤسسات الشرعية بالإجماع منع وتحريم "الاستنساخ الخلوي"
    قال تعالى: ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
    شكرا على موضوع هام ومفيد ـ ولك تحياتي وتقديري


المواضيع المتشابهه

  1. حوار ( حول تطبيق الشريعة الإسلامية )
    بواسطة محمد محمود محمد شعبان في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 22-01-2013, 10:16 AM
  2. الردة والمرتد في الشريعة الإسلامية
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 17-09-2008, 09:13 AM
  3. وصف الشريعة الإسلامية بالمرونة والتطور
    بواسطة محمد حافظ في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-02-2005, 07:36 AM
  4. قانون العقوبات الفلسطيني .. تعارض فاضح مع الشريعة الإسلامية
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-06-2003, 10:34 PM