أحدث المشاركات

أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات فى كتاب علو الله على خلقه» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» من أوراق الولد الطائش» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: محمد نديم »»»»» ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»»

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 17 من 17

الموضوع: تَفَاصِيلُ الوَجَع/(حَقِيقيّة)

  1. #11
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2015
    الدولة : الجَزَائر
    المشاركات : 36
    المواضيع : 12
    الردود : 36
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي



    4

    باعة الموتُ ، وقد سمحوا من بعد ذلك بعبور الطريق المؤدي الى المستشفى في أوقات محددة، جعل الأم في ظل غياب الأب للعمل ككل مرة ، تتكفل باصطحاب ابنتها الى المستشفى ، أينَ أصبحت ايمان تُوضع في حوض معدني مملوء ببعض الأدوية لتخفيف الألم .كانت تغطس بكل جسمها ماعدا رأسها، وقد ساعدها ذلك كثيرا للتخلص من آلامها وأوجاعها.
    تَعافت إيمان بعد مدة طويلة من العلاج من حروقها، تعافت الحروق ولم تتعاف آثار الحادثة. كانَ عليها أن تتقبل العيش برِجْل ويد مشوهة.

    - ماما هل سأبقى هكذا؟
    الأم وقد خنَقتْ العَبرات صوتها بقيت صامتة.
    -ماما! ماما!؟
    - نَعم سَتَبقين هكذا
    نطَقتها الأم وهِي تَنظر لأعلى، وكأنها لا تُريد لدمعتها أن تنهمر.
    إيمان وهي تهزُ رأسها يمينا وشمالا:
    - لا لا أريد ، أنا لا أحبها .. أريد يدًا جديدة .. أنا لا أحبها !
    لم تجد الأم من خيار سوى أن تحتضن ابنتها وتسترسل في البكاء وهي تردد وتقول : يا ليتَ الذي أصابك أصابني .. يا ليتَ الذي أصابكِ أصابني !


    لم تَتقبل إيمان المظهر المشَوَّه لأطرافها ما جعلها تُطالب أمها بإخفاء تلك الآثار بملابس أطول، لكنها وفي كل مرة كانت تُغير فيها ملابسها، كانت تُضطر للنظر باشمئزاز وقشعريرة الى المنظر الرهيب لجسمها. وكُتْلة غَريبة تَشكلت خَلف ركبة الرِجل المحترقة كانتْ تُلزمها على تذكُّر مأساتها لما كانت تلاقيه من صعوبة في الجلوس و في ثَني رِجْلها.

    تأزمت نفسية الطفلة كَثيرا ، وأيَّامها المفتولة بالمرح والنشاط انتحرت وانتحر معها كل شيء جميل .لتبدأ إيمان مرحلة التقوقع حول نفسها رافضة اللعب والكلام.
    حالة العزلة التي دخلت فيها إيمان أثارت مخاوف والديها ما جعلهما يُفكران في إلحاقها بإحدى الروضات، بعد أن شَرحا للمشرفة وضعيتها وأشارت عليهما بإدخالها الروضة لتَنسى ما ألمَّ بها.
    رفضت ايمان في البداية الالتحاق بالروضة، و في كل مرة كان يقوم فيها أبوها بإيصالها ويمضي ذاهبا الى عمله تَـهُمُّ باللحاق به وهي تبكي .
    كان الأمر شاقا على الجميع في البداية ،إلا أنها وبمرور الأيام بدأت تتأقلم مع جو الروضة وأطفالها ،خصوصا وأنها كانت تحظى بمعاملة خاصة من قِبل المشرفة المسئولة ،لتُصبح فيما بعد تذهب وتجيء لوحدها .

    بدأت السعادة تتسلل إلى إيمان من جديد خاصة مع التشجيعات التي كانت تتلقَّاها جرَّاء تعلمها السريع للحروف وحفظها المتقن للأناشيد والآيات. وهكذا تَفتّحت زهرة الخمس سنوات من جديد وجاوزتْ فصل انغلاقها شيئا فشيئا .

    يتبع


  2. #12
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 2.00

    افتراضي

    ترسمين تفاصيل الوجع بمهارة
    بانتظار الاجمل
    وللحديث بقية وعودة للحرف الجميل
    بوركت وتقديري

  3. #13
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2015
    الدولة : الجَزَائر
    المشاركات : 36
    المواضيع : 12
    الردود : 36
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الأستاذة خلود
    تشرفت كثيرا بمرورك
    تحياتي ووافر شكري

  4. #14
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2015
    الدولة : الجَزَائر
    المشاركات : 36
    المواضيع : 12
    الردود : 36
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي



    5

    كانت إيمان في طَريق العودة إلى المنزل تترنح بمحفظتها ، وهي تردد بعض الأناشيد التي حفظتها في الروضة ، حِين نَاداها ابن جِيرانهم خالد.
    - إيمان ..إيمان.
    - ماذا ؟
    - أخوك أحمد ينتظرك هناك.
    - أين هو ؟
    - تعالي معي سآخذك إليه.
    إيمان وبَعد أن مشت مع ابن جيرانهم ،وابتعدت عن طريقها :
    - لكن أين هو، أنا لا أراه؟
    - سوف يأتي لا تقلقي، حسنا ما رأيك أن نلعب لعبة ؟
    - لعبة ماذا؟
    - لعْبة الأشجار، سَنختبئ خَلف الأشجار لنلعب.
    لم تَكن تَعرف إيمان أنها ستلعب أقبح لُعبة في الوُجود ..لعبة اغتيال براءتها وأحلامها. ولا بأنها ستكون يوما ضحية لذئب ماكر تَجرّد من كل شكل للإنسانية والرحمة.
    لم تعرف أن حياتها المشَوَهّة سَتُوَلّي لجَحيم أعظم ومأساة أكبر بين أنياب وَحش انعدم فيه الضمير وانحطَّ فيه كل احساس.
    لم تعرف أن كل شيء جميل بداخلها سيموت خلف الأشجار.
    لم تَعرف إيمان أنها ستكون الرقم الجديد في سِجل المُغْتَصبِين!
    لم تَعرف...

    - ماما لقد عدت، أنا جائعة جدا.
    - اغسلي يديك وتعالي.
    -حاضر ، ممم تعلمين المعلمة قالت لي جيد جدا اليوم.
    - أها، ماذا فعلت؟
    -لقد حفظت سورة الكوثر أحسنَ منهم جميعا.
    - جميل .. هكذا أريدك ، الأولى دائما .

    لم تفهم إيمان حقيقة ما جرى معها ، ولم تُخبر أمها بما حدث ظنا منها بأنها لُعبة حقا ، لتبقى طوال العشية منهمكة في تلوين رسُوماتها، إلى أن أعياها التعب ونامت.

    يُتبع

  5. #15
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2015
    الدولة : الجَزَائر
    المشاركات : 36
    المواضيع : 12
    الردود : 36
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي



    6
    كانت في اليوم التالي عائدة إلى المنزل أيضا .ولمّا كانت القَذارة معدن خالد وكل من يمشي إلى جنبه ، كان هو وصاحبه يقفان في نفس المكان يترصدان فَريسة جديدة ،إلا أنه يبدو أنّه قد كُتب على إيمان أن تقع للمرة الثانية فريسة للاثنين معا .
    عادت إيمان إلى المنزل ، بعد أن تأخرت قليلا ، لتجد أمها واقفة على الباب تنتظرها ، بعد أن التهب القلق بداخلها .
    - أين كنت ولمَ تأخرت ؟
    - كنت ألعب مع خالد.
    - خالد !
    لم تتوقع الأم ما ستسمعه، ولم تتوقع إيمان ردة فعل والدتها ، وهي تقص عليها مجريات اللعبة، خاصة وأنها كانت المرة الأولى التي تُعَنِّفُها فيها ،وكأنها تريد منها أن تقول أيّ شيء غير ذلك، لتركنَ نفسها بعد ذلك إلى جدار الغرفة في شلل لا يستوعب الحدث بعد ، في حين اكتفت إيمان بتكرار سؤالها دون أن تلقى جوابا:
    -ماما ماذا هناك ؟!
    دخل الزوج وابنه ليجدا الأم جاثية على ركبتيها منهارة ..وبالكاد استطاعت أن تنطق بما سمعت. حمل الأب طفلته مصدوما غير مصدق لأقوال زوجته، وأخذ يسألها برفق، يريد هو الآخر أن يسمع أي شيء غير الذي سمعه .
    وضع مصطفى ابنته على الأرض بعدما تأكد من أنّها قد تعرضت للاعتداء ..واتّجه نحو المطبخ ومن خلفه ابنه .

    تَناول الأب سكين اللحم ، وحمل الابن عصاه الشائكة ،واتجهَا نحو دَار خالد يُريدان سَلخ روحه وتكسير عظامه ، ليلتقيا بوالده الذي صُعِقَ هو الآخر بالنبأ . لكنه أخبرهما أنه تبرأ من ابنه وطَردَه من المنزل قبل شهر واحد ، وذلك بعدما تعفنت أخلاقه وساءت تصرفاته وكثرت مصائبه ،ثم ما لبث أن قال : إذا وجدتموه فاقتلوه!
    تدخَّل بعض الجيران الذين تجمهروا حولهم وحاولوا تهدئة أبي ايمان، ودعوته إلى تقديم بلاغ لدى مركز الشُرطة وعدم التهور في ارتكاب جريمة أخرى.
    وبعد طول محاولة في إقناعه أخذ الأب بنَصيحة جيرانه ، ليعود الى بيته تُغَشِّيه سحابة الألم والأسى على مصيبة ابنته .
    عاد فاستقبلته طفلته عند الباب : بابا ما بها ماما ، لماذا تبكي ؟اكتفى الأب لحظتها بحمل ابنته بعد أن ضمها إليه وأخذ يمسح على شعرها.. وهي تبتسم .


    لم تمر أيام طويلة حتى وقع خالد وصاحبه في مصيدة الشُرطة بتهمة المتاجرة في المخدرات واغتيال أحلام البراءة .

    يُتبع

  6. #16
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2015
    الدولة : الجَزَائر
    المشاركات : 36
    المواضيع : 12
    الردود : 36
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    7

    (بعد مرور عشر سنوات)


    وَافقت إيمان على الذهاب مع ابنة خالتها أمينة الى عرس صديقتها ،بعد أن ألحَّت عليها كثيرا، وأكّدت لها أنّهما لن يُطيلا البقاء ، فإيمان طُبعت على حب الإنفراد وكراهية التجمعات.
    أمينة وبينما كانت رفقة صديقاتها في العرس ،أخذن يتحدّثن عن أحلامهن في تكوين أسرهن ،وعن تلك الصفات اللاتي يتمنين أن يجدنها في أزواجهن مستقبلا.تَضايقتْ إيمان كثيرا من حديثهن، وفي الوقت الذي كانت تفكر فيه في أن تستسمح أمينة بالذهاب ..بادرتها إحداهن قائلة :
    - لم نسمع لك صوتا مذ جلست .
    وفي محاولة منها لاقتطاع صمتها ،سألَتها: وأنتِ ماذا تتمنين؟
    إيمان وقد انفعلت:
    - أتمنى لو كان الرجال رجلا واحدا لأحطمه وأرميه للكلاب المتشردة، أتمنَّى لو يموتوا جميعا ، أتمنى لو يختفوا من على وجه الأرض.
    ثم سُرعان ما وجَّهت حديثها لأمينة :
    -ألا يجب أن نذهب ؟
    أمينة ( بإحراج شديد) : حسنا حسنا.
    بقيتا صامتتين طول الطريق ، إلا أنَّ أمينة التي تضايقت لأجل ابنة خالتها أرادت أن تُداعب سُكاتها فقالت: حتى أباك يا إيمان ؟
    لكنَّ إيمان فضلت أن تبقى صامتة ،بالرغم من أنها كانت تردد في نفسها: ألف لا ، فطيبة قلبه وعطفه الممتد ،لم يكن ليجعلها تُفكر في ذلك.

    إيمان وبعد أن كبرت وفهمت حقيقة ما جرى معها كبر معها خوفها ، وكبر معها عذابها النفسي ، تلاشى منها شعور الأمان وغاب عنها استقرارها الداخلي . وبالمقابل كبر معها كرهها للرجال ،وتَفاقم بُغضها لهم وحقدها عليهم . إلا أن الأجواء الدافئة التي سعى والديها لإحاطتها بها ، والكم الهائل من حنوّهم وعطفهم واهتمامهم ، كان يخفف الكَثير من أوجاعها وإن كان لا يَشفيها .


    يُتبع

  7. #17
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,114
    المواضيع : 317
    الردود : 21114
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    لا اعرف كيف هربت مني قصتك الموجعة فلم أقرأ إلا الجزء الأول
    وعثرت عليهاالآن فأكملت ما غاب عني.. ولم يغب عني إلا الكثير
    من الوجع والألم .
    إطار قصي نابض بالألم ـ قصة رائعة ، الجانب الإنساني فيها على
    قدر من العمق تميز بقوة تعابيره المؤثرة ودقة الوصف..
    ولبقية القصة سأكون في انتظار.
    ولك تحياتي وتقديري. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. صورة حقيقية ورسمة ايضا اخرى على الرسام
    بواسطة ضفاف أماني في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-12-2008, 01:06 AM
  2. نافورة ماء في روما تحمل سيارة حقيقية !!شعر لطفي الياسيني
    بواسطة لطفي الياسيني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-07-2008, 12:02 AM
  3. صورة حقيقية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
    بواسطة عطية العمري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 15-05-2008, 09:36 AM
  4. قصة أبكت الرسول صلى الله عليه وسلم ..قصة حقيقية‏
    بواسطة رنده يوسف في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-02-2008, 05:02 PM
  5. سبحان الله هل هذه الصورة حقيقيّة ؟!
    بواسطة منى الخالدي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 20-02-2007, 08:43 PM