وكثرت الستائر !
ـ أتراهم هربوا لمّا رأوا بأسنا، أم هو كمينٌ محكمٌ هذا الذي يوحي به هذا الصمت ؟
ـ لا أدري.. لكن أنظر، فثمة حركة إنسان من خلف الستار هناك..
ـ مقاتلٌ هو ؟.. فلنرمه بسهم ولننظر..
سقطت الجارية الراقصة ميتة بين يدي الخليفة.. فانزعج..
وأمر بإسدال الستائر !
...........
من وحي البداية والنهاية لابن كثير:
(وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب حتى اصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة (المستعصم بالله) وتضحكه، وكانت من جملة حظاياه، وكانت مولدة تسمى عرفة جاءها سهمٌ من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعاً شديداً وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه فإذا عليه مكتوب إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم فامر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز وكثرت الستائر على دار الخلافة).