الأديبات اللاتي ترجم لهن ياقوت الحموي
في (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
المسمى (معجم الأدباء)


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد سيد المرسلين، الذي بعَثه الله تعالى بنهْجٍ قوَّمَ به الملَّة العَوجاء، وفتح به أعينًا عُميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار، ومَن تبعَهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فقد كنتُ أتنزَّه في رياض الموسوعة العملاقة (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) والمعروف بـ (معجم الأدباء)، للأديب ياقوت الحموي رحمه الله تعالى، وأتنقل بين أزاهيرها النَّضِرة، أستظلُّ بواحتها الوارفة، وأمتِّع ناظريَّ بحدائقها الغناء، وبساتينها الفيحاء، وأتلذَّذ بثمارها اليانعة، فإذا ببارقة تومض في ذهني، وتلوح في خاطري، سرعان ما حوَّلتُها إلى عمل، وهو أن أتتبع تراجم النساء اللاتي ذكرهنَّ ياقوت الحموي في كتابه، وأجمعها في مكان واحد.
وبعدما تفحَّصتُ الكتاب رأيتُ أنهنَّ ستُّ نساء لا سابع لهن، فعمدت إلى تراجمهن وأخبارهن، ولكني لم أكتف بما في الكتاب وحده، بل ذهبتُ أستقصي أخبارهنَّ في كتب الأدب والتاريخ الأُخَر، فأضفتُ ورتَّبت، وبيَّنت بعض الألفاظ التي رأيتُ أنها تحتاج إلى بيان.

وقد اعتمدتُ نسخة (دار الغرب الإسلامي في بيروت، سنة 1414 هـ) بتحقيق الأستاذ الدكتور إحسان عباس رحمه الله تعالى، وذكرت في آخر البحث أسماء الكتب التي رجعت إليها في هذا الاستقصاء.


أولًا: حفصة بنت الحاج الركوني:

شاعرة أديبة من أشراف غرناطة، مشهورة بالحسَب والأدب والجمال والمال، جيِّدة البديهة، رقيقة الشِّعر والنثر.
أستاذة ولِيَتْ تعليم النساء في دار المنصور، حفيد أمير المؤمنين عبدالمؤمن بن علي، سألها يومًا أن تُنشده فقالت ارتجالًا:

يا سيّد الناسِ يا من ... يؤمّل الناسُ رِفدهْ
امْنُنْ عَلَيَّ بِطِرْسٍ ... يَكُونُ في الدَّهْرِ عُدَّهْ (1)
تَخُطُّ يُمْنَاكَ فيهِ ... «الحَمْدُ للهِ وَحْدَهْ»

تشير بقولها «الحَمْدُ للهِ وَحْدَهْ» إلى شعار دولة الموحدين والعلامة السلطانية، إذ إن السلطان كان يكتب بيده في رأس المنشور بخط غليظ «الحمد لله وحده» فمنّ عليها وكتب لها بيده ما طلبت.
وتولع بها عثمان بن أمير المؤمنين عبد المؤمن المذكور وتغيّر بسببها على أبي جعفر أحمد بن عبدالملك بن سعيد العنسي، وكان عاشقاً لها متصلاً بها يتبادلان رسائل الغرام ويتجاوبان تجاوب الحمام، وقد أدى عثمان بن عبدالمؤمن ولعهُ بها إلى قتل أبي جعفر.
ومما كَتبتهُ حفصة إلى أبي جعفر:
رأست فما زال العداة بظلمهم ... وحقدهم النامي يقولون لم رأس
وهل منكر أن ساد أهل زمانه ... جموح إلى العليا نقيّ من الدنس

وذات يومٍ كان أبو جعفر في منزله وقد خلا ببعض أصحابه وجلسائه، فضُرب الباب فخرجت جاريته تنظر من بالباب، فوجدت امرأة فقالت لها: ما تريدين؟ فقالت: ادفعي لسيدك هذه البطاقة، فإذا فيها:
زائر قد أتى بجيد غزال ... طامع من محبّه بالوصال
بلحاظ من سحر بابل صيغت ... ورضاب يفوق بنت الدوالي
يفضح الورد ما حوى منه خدّ ... وكذا الثغر فاضح للآلي
أتراكم باذنكم مسعفيه ... أم لكم شاغل من الأشغال
فما قرأ الرقعة قال: وربّ الكعبة ما صاحب هذه الرقعة إلا حفصة، فبادر إلى الباب فلم يجدها، فكتب إليها:
أيّ شغل عن المحبّ يعوق ... يا صباحا قد آن منه الشروق
صل وواصل فأنت أشهى إلينا ... من لذيذ المنى فكم ذا نشوق
لا وحبيك لا يطيب صبوح ... غبت عنه ولا يطيب غبوق
لا وذلّ الجفا وعزّ التلاقي ... واجتماع إليه عزّ الطريق
وقالت:
أغار عليك من عيني وقلبي ... ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني جعلتك في عيوني ... إلى يوم القيامة ما كفاني

ماتت حفصة بمراكش سنة ست وثمانين وخمسمائة (586 هـ).

(ترجمتها في معجم الأدباء: ج3، ص1182 ـ 1185)


ثانياً: حمدة ويقال (حمدونة) بنت زياد بن بقي:

الأديبةُ النّبيلةُ، شاعرةُ الأندلس، وخنساءُ المغرب، إحدى المتأدّبات المتصرِّفات المتغزّلات المتعفِّفات، من أهلِ الجمالِ والمالِ والمعارفِ والصّونِ، إلّا أن حبّ الأدب كان يحملهما على مخالطة أهله، مع صيانة مشهورة، ونزاهة موثّق بها.
وهي من قرية بادي من أعمال وادي آش، وكان أبوها زياد مؤدّباً.
روى عنها أبو القاسم ابن البراق قال: أنشدتنا حمدة العوفية لنفسها وقد خرجت متنزهة بالرملة من نواحي وادي آش فرأت ذات وجه وسيم أعجبها، فقالت:
أباح الدمع أسراري بوادي ... له في الحسن آثار بوادي
فمن نهر يطوف بكلّ روض ... ومن روض يرفّ بكلّ وادي
ومن بين الظباء مهاة أنس ... سبت لبى وقد ملكت فؤادي
لها لحظ ترقّده لأمر ... وذاك الأمر يمنعني رقادي
إذا سدلت ذوائبها عليها ... رأيت البدر في أفق السواد
كأن الصبح مات له شقيق ... فمن حزن تسربل بالسواد

ومن شعرها أيضاً:
وَلَمَّا أَبَى الوَاشُونَ إلاَّ فُرَاقَنَا ... وَمَا لَهُمْ عِنْدِي وَعِنْدَكَ مِنْ ثَارِ
وَشَنُّوا عَلَى أَسْمَاعِنَا كُلَّ غَارَةٍ ... وَقَلَّ حُمَاتِي عِنْدَ ذَاكَ وَأَنْصَارِي
غَزَوْتُهُمُ مِنْ مُقْلَتَيْكَ وادمعي ... وَمن نَفْسِي بِالسَّيْفِ وَالمَاءِ وَالنَّارِ

توفيت نحواً من سنة (600) هجرية.

(ترجمتها في معجم الأدباء: ج3، ص1211 ـ 1213)


ثالثاً: حميدة بنت النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي:

شاعرةٌ ابنةُ شاعرٍ، دمشقية، أصلها من المدينة، من جميلاتِ نساءِ العرب، وأعلمهنّ بفنونُ الأدب. وكانت في القرن الأول للهجرة ربيت في حجر أبيها مع أختيها: هند وعمرة، وكان أبوها والياً على حمص، فنشأتْ هي على عزّ النفس، وصارت لا يُرى لها من قرينٍ يقوافها (2)، ومن عزّة نفسها تلك أنها كانت كلما تزوجت برجل ورأتْ فيه عيباً تهجوه بالشعر حتى خافتْ من لسانها العرب.
تزوجت المهاجر بن عبد الله بن خالد بن الوليد بدمشق لما قدم على عبدالملك بن مروان، فهجته.
تقول:
نكحت المدينيّ إذ جاءني ... فيا لك من نكحةٍ غاويهْ
كهولُ دمشق َوشبانها ... أحبّ إلينا من الجاليهْ (3)
صُنَانٌ لهم كصُنَان التُّيُوس ... أعيا على المسك والغاليهْ (4)
فقال يجيبها:
أَسَنَا ضوءِ نار ضَمْرة بالقَفْرة ... أبصرْتَ أم سَنَا ضوءِ بَرْقِ
قاطناتُ الحَجُونِ أَشْهَى إلى قلبيَ ... من ساكنات دُورِ دِمَشْقِ
يَتَضوَّعْنَ لو تضمَّخْنَ بالمسكِ ... صُنَاناً كأنّه رِيحُ مَرْقِ

فطلقها.. ثمّ تزوجت الحارث بن خالد المخزومي ثم روح بن زنباع، ولها معهما مساجلات شعرية.
ومن تلك المساجلات، أن روح بن زنباع نظر إليها يوماً تنظر إلى قومه جذام وقد اجتمعوا عنده، فلامها فقالت: وهل أرى إلا جذاماً فو الله ما أحبّ الحلال منهم فكيف بالحرام؟ وقالت تهجوه:
بكى الخزّ من روح وأنكر جلده ... وعجّت عجيجاً من جذام المطارف
وقال العبا قد كنت حينا لباسهم ... وأكسية كردية وقطائف
فقال روح يجيبها:
فإن تبك منا تبك ممن يهينها ... وما صانها إلا اللئام المقارف
وقال لها:
أثني عليّ بما علمت فإنني ... مثنٍ عليك لبئس حشو المنطقِ
فقالت:
أثني عليك بأنّ باعك ضيقٌ ... وبأنّ أصلكَ في جذام ملصقِ
فقال روح:
أثني عليّ بما علمت فإنني ... مثنٍ عليك بنتن ريح الجورب

ثمّ تزوجت بعدهما ـ أي الحارث بن خالد المخزومي ثم روح بن زنباع ـ فيض بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، فأحبته، وولدت له ابنة تزوجها الحجاج بن يوسف.
توفيتْ بالشام في أواخر ولاية عبد الملك بن مروان، نحواً من سنة (85) هجرية.

(ترجمتها في معجم الأدباء: ج3، ص1227 ـ 1228)


رابعاً: شهدة بنت أحمد بن أبي الفرج بن عمر الدينوري ثم البغدادي الأبري:

الكاتبةُ، فخرُ النّساء ومسندة العراق، ولدت بعد الثمانين وأربع مئة.
امرأةٌ من أولاد المحدثين متميزةٌ فصيحةٌ حسنةُ الخطّ، تكتب على طريقة الكاتبة بنت الأقرع، وما كان ببغداد في زمانها من يكتب مثل خطّها..
وكانت ديّنةً عابدةً صالحةً، ذات برٍّ وخيرٍ، سمّعها أبوها الكثير من المشايخ، وعمّرت حتى حدثت وأخذ عنها الحديث، وكان لها السماع العالي، ألحقت فيه الأصاغر بالأكابر.
سمعت من: أبي الفوارس طراد الزينبي، وابن طلحة النعالي، وأبي الحسن بن أيوب، وأبي الخطاب بن البطر، وعبد الواحد بن علوان، وأحمد بن عبد القادر اليوسفي، وثابت بن بندار، ومنصور بن حيد، وجعفر السراج، وعدة.
حدث عنها: ابن عساكر، والسمعاني، وابن الجوزي، وعبد الغني، وعبد القادر الرهاوي، وابن الاخضر، والشيخ الموفق، والشيخ العماد، والشهاب بن راجح، والبهاء عبدالرحمن، والناصح، والفخر الاربلي، وتاج الدين عبد الله بن حمويه، وأعز بن العليق، وإبراهيم بن الخير، وبهاء الدين بن الجميزي، ومحمد بن المني، وأبو القاسم بن قميرة، وخلق كثير.
قال الذهبي: ولها مشيخة سمعناها.
وهي من مشايخ الإمام أبي الفرج عبدالرحمن الجوزي.
تزوج بها ثقةُ الدولة ابن الأنباري، وكان من أخصاء المقتفي لأمر الله، وعاشت مخالطة للدار ولأهل العلم.
وعمّرت حتى قاربت المائة، وتوفيت ليلة الاثنين رابع عشر المحرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة (574 هـ)، وصلي عليها بجامع القصر وازيل شباك المقصورة لأجلها وحضرها خلق كثير وعامة العلماء ودفنت بمقبرة باب ابرز.

(ترجمتها في معجم الأدباء: ج3، ص1422 ـ 1423)


خامساً: فاطمة بنت الحسن بن علي البغدادي العطّار:

أمُّ الفضل، الكاتبةُ المعروفة ببنتِ الأقرع، جَوَّد الناسُ على خَطِّهَا لبراعةِ حُسنهِ، وهي التي نُدبتْ لكتابةِ كتابِ الهدنةِ إلى طاغية الروم من جهة الخلافة، وبكتابها يُضربُ المَثَلُ.
وكان لها سماعٌ عالٍ.
سافرت إلى بلاد الجبل إلى العميد أبي نصر الكندري، وكتبَ الناسُ على خطّها، وكانت تكتب طريقة ابن البواب.
قال ياقوت الحموي: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز العرضي يقول: سمعت الكاتبة بنت الأقرع تقول: كتبتُ ورقة لعميدالملك أبي نصر الكندري وأعطاني ألف دينار.
وقال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الحافظ بقراءتي عليه، أخبرتنا فاطمة بنت الحسن بن علي العطار المقرىء قالت، أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن مهدي الفارسي، حدثنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا ابن فضيل، حدثنا الأعمش عن عبدالعزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير وليكفّر عن يمينه (5).

وقال: وجدت بخطها رقعة هذه نسختها:
(الأمة الكاتبة، بسم الله الرحمن الرحيم، ثقتي بالله وحده، خشعت لصولة عز المجلس العالي العادل المؤيدي المظفري المنصوري العزي السعدي الركني النصيري المجدي الشرفي الأميري، أعز الله أنصاره، وضاعف اقتداره، عقب الدهور، وانقادت لمشيئته تصاريف الأمور، وامتدّت إلى نواله آمال السؤال، وأناخت بفنائه رواحل الرجال، فما إنسان إلا موفور ببره، ولا لسان إلا مسبّح بشكره، ولا أمل إلا مصروف إليه، فأعطاه الله تعالى من الآمال في نفسه وذويه ما لا يرنو إليه طرف، ولا يأتي عليه وصف:
حتى تسير مسير الشمس رايته ... وتعتلي باسمه العالي على القمر
ويختم الأرض طرّا طين خاتمه ... ويغتدي أمره أمضى من القدر
ومن بعد، فقد ذهبت ـ أطال الله بقاء المجلس العالي وأعز سلطانه ـ في درج قد قرنته بهذه الرقعة، مذهب المطرف المعجب، وهو مما لم أسبق إلى مثله من مقدّمي أهل هذه الصناعة من الذكور دون الاناث، أظهرت فيه المعجز من عاجز، والكامل من ناقص، كما قال قابوس بن وشمكير: وقد يستعذب الشّريب من منبع الزّعاق، ويستطاب الصهيل من مخرج النهاق، جعلت في ذلك إقبال المجلس العالي ـ ضاعف الله اقتداره قائدا إلى طرق الرشاد، وعزّ سلطانه هاديا مبصّرا إلى سبل الإصابة والمراد ـ وأظهرت الحروف مفصولة وموصولة، ومعماة ومفتحة، في أحسن صيغها، وأبهج خلقها، منخرطة المحاسن في سلك نظامها، متساوية الأجزاء في تجاورها والبناء، فهي لينة المعاطف والارداف، متناسبة الأوساط والأطراف، ظاهرها وقور ساكن، ومفتّشها رهج مائن، وإن استخدمت إلى مهمّ يسنح أوفيت فيه على كل مرتسم في هذا الشأن قديما وحديثا وسالفا وآنفا، أؤمل بذلك الحظوة من إحماده وجميل رعايته، سمع الله سبحانه فيه كلّ دعاء مستجاب من الأمة الكاتبة ومن يتعلق عليها من وليدة ومولود، وشريف ومشروف، وعجوز داعية، وأمة خادمة، لما يوليها وينعم عليها ويعرف موضع خدمتها ومحلّ صنعتها، لا سلبها الله وسائر الخلق ظله بمنّه.
قد ترادف الأنعام عليها دفعة بعد أخرى وثانية بعد أولى على يد الشيخ الأجل السيد فخر الكفاة أبي الحسين، أدام الله تأييده وتولّى عني من غير حقّ عارفته ما لا تقوم بوسعه ألسنة القائلين. وشكر الشاكرين، فإذا أنعم على ما أصدرته من الخدم بلحظة، وأحسن إليه بلمحة، أدركت حظي، وحزت أملي، والرأي السامي في إجابتي إلى ما سألت وإثباتي في جملة المغمورين بالإحسان من الأدباء والحشم والعبيد والخدم، دام علوه وشرفه إن شاء الله تعالى).

تُوفيتْ يوم الأربعاء، الحادي والعشرين من المحرم من شهور سنة ثمانين وأربعمائة (480 هـ).

(ترجمتها في معجم الأدباء: ج5، ص2154 ـ 2156)


سادساً: بنت الكنيري:

النحويةُ، كانت في الجانب الشرقي من بغداد، كانت نهايةً في الفضلِ، ولها أخٌ غايةً في الجهل، وكانت حسنة المعرفة بالنحو واللغة ولها تصانيف فيهما تعرف بها.
اختصمتْ وأخوها في ميراثِ أبيهما وطال النزاع بينهما في مجلس الحكم وزاد الكلام ونقص، فاغتاظ الحاكم من تفيهقها وحوشيّ كلامها وسقط أخيها وعاميته.
فقالت: أغاظ سيدنا ما رأى مني ومن هذا الأخ أصلحه الله؟
قال: كلا، ولكن جردي الدعوى فإنه أقرب للإنجاز.
فقالت: لي أيّدَ الله الشيخ في ذمته اثنان وعشرون ديناراً مطيعية سلامية.
فقال له: ما الذي تقول؟
فقال: ما لها عندي اثنان وسكت..
وأراد أن يقول مثلما قالت فلم يقدر، فقال: بالله يا سيدي كيف قالت فقد والله صدعتنا؟
فقال له: فضولك قلْ كما تحسن.
فضحك أهل المجلس وصار طنزاً (5) واندفعت الخصوم ذلك اليوم.

(ترجمتها في معجم الأدباء: ج5، ص2243)



والكتب الأخرى التي رجعت إليها هي:
ـ الإحاطة في أخبار غرناطة، محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني الشهير بلسان الدين ابن الخطيب (المتوفى: 776هـ)، دار الكتب العلمية ـ بيروت، ط1، 1424 هـ.
ـ الأعلام، خير الدين بن محمود بن محمد الزركلي الدمشقي (المتوفى: 1396هـ)، دار العلم للملايين، ط15،2002م.
ـ إنباه الرواة على أنباه النحاة، جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي (المتوفى: 646هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي ـ القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت، ط1، 1406 هـ ـ 1982م.
ـ تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، تحقيق: الدكتور بشار عوّاد معروف، دار الغرب الإسلامي، ط1، 2003م.
ـ سير أعلام النبلاء، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى : 748هـ)، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط3، 1405 هـ ـ 1985م.
ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب، عبدالحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي، أبو الفلاح (المتوفى: 1089هـ)، تحقيق: محمود الأرناؤوط، خرّج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط، دار ابن كثير ـ دمشق ـ بيروت، ط1، 1406 هـ ـ 1986م
ـ لسان العرب، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، دار صادر ـ بيروت، ط1.
ـ الدر المنثور في طبقات ربات الخدور، زينب بنت علي بن حسين بن عبيد الله بن حسن بن إبراهيم بن محمد بن يوسف فواز العاملي (المتوفى: 1332هـ)، المطبعة الكبرى الأميرية ـ مصر، ط1، 1312 هـ.
ـ المغرب في حلى المغرب، أبو الحسن على بن موسى بن سعيد المغربي الأندلسي (المتوفى: 685هـ)، تحقيق: د. شوقي ضيف، دار المعارف ـ القاهرة، ط3، 1955م.
ـ المطرب من أشعار أهل المغرب، عمر بن حسن الأندلسي الشهير بابن دحية الكلبي (المتوفى: 633هـ)، تحقيق: الأستاذ إبراهيم الأبياري، الدكتور حامد عبد المجيد، الدكتور أحمد أحمد بدوي، راجعه: الدكتور طه حسين، دار العلم للجميع للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت، 1374 هـ ـ 1955م.
ـ المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية ـ بيروت، ط1، 1412 هـ ـ 1992م.
ـ نزهة الجلساء في أشعار النساء، عبدالرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)، اعتنى به: عبد اللطيف عاشور، مكتبة القرآن.
ـ نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب، شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ)، تحقيق: إحسان عباس، دار صادرـ بيروت، 1997م.
ـ الوافي بالوفيات، صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (المتوفى: 764هـ)، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث ـ بيروت،1420هـ ـ 2000م.


..........................................
هوامش:
1 ـ الطِّرْسُ الصحيفة... والجمع أَطْراس وطُروس. لسان العرب.
2 ـ يقوافها: بحثتُ في المعاجم عن هذا اللفظ بهذا التركيب فلم أجدهُ، والمعنى كما أفدته من أستاذتي الدكتورة صفية الودغيري: لا يُرى لها من قرينٍ أي لا يرى لها من شبيهٍ أو مثيلٍ يقدر على أن يناضرها أو يشابهها في عزّة نفسها وخِلالها من مثيلاتها من نساء عصرها وأوانها. أو من يَقوى على أن ينافسها في نظم قوافيها في هجاء من رأت فيه عيباً ممن تزوجتهم من الرجال وتتبع أثار مثالبهم ومساوئهم.. والله أعلى وأعلم.
3 ـ الجالية القوم الذين جلوا أو أجلوا عن بلادهم وقيل أنها عنت أهل الحجاز كان أهل الشام يسمونهم بذلك لانهم كانوا يجلون عن بلادهم إلى الشام.
4 ـ الصُنان: الرائحة المُنتنة. لسان العرب.
5 ـ الحديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب (الإيمان)، باب (نذر من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها أن يأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه).
6 ـ الطَنْزُ: الاستهزاء والسخرية. لسان العرب.