نجاشيان لا نجاشيٌّ واحد..

نجاشيان لا نجاشيٌّ واحد..

في صحيح مسلم:
ـ حدثني يوسف بن حماد المعني حدثنا عبدالأعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشي وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى (وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم).
ـ وحدثناه محمد بن عبدالله الرزي حدثنا عبدالوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله. ولم يقل وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ وحدثنيه نصر بن علي الجهضمي أخبرني أبي حدثني خالد بن قيس عن قتادة عن أنس، ولم يذكر وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

فهذا يدلّ على أن (نجاشيين) دخلا في الإسلام، نجاشيٌّ بعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم رسالةً فأسلم، ولم يصلِّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم جاء بعده نجاشيٌّ آخر أسلم أيضاً وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم..

والله تعالى أعلم

ما تتبعته أنَّ النجاشي لقب ملوك الحبشة كقيصر لملوك الروم وكسرى لبلاد فارس.
والنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي استقبل المهاجرين من المسلمين وتوفي على الراجح سنة 9 للهجرة ، وكان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عدة مراسلات وكان يخفي إسلامه، ولذلك صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم . والراجح أن النجاشي الثاني هو الذي خلفه، والراجح أنه لم يسلم، ففي حديث شريف مرفوع عن قصة التنوخي رسول قيصر قال له النبي صلى الله عليه وسلم :((يَا أَخَا تَنُوخَ ، إِنِّي كَتَبْتُ بِكِتَابٍ إِلَى كِسْرَى فَمَزَّقَهُ ، وَاللَّهُ مُمَزِّقُهُ وَمُمَزِّقٌ مُلْكَهُ ، وَكَتَبْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ بِصَحِيفَةٍ فَخَرَقَهَا ، وَاللَّهُ مُخْرِقُهُ وَمُخْرِقٌ مُلْكَهُ ، وَكَتَبْتُ إِلَى صَاحِبِكَ بِصَحِيفَةٍ فَأَمْسَكَهَا ، فَلَنْ يَزَالَ النَّاسُ يَجِدُونَ مِنْهُ بَأْسًا مَا دَامَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ )
والله أعلم.

النجاشي أصحمة بن أبجر كان أحد ملوك الحبشة. استقبل الصحابة المهاجرين إليه،
واجتمعوا به في الفترة ما بين 610 ـ 629 م ويسمي (أرمها).
وهو الوحيد الذي صلى عليه رسول الإسلام صلاة الغائب لما علم بوفاته.[1]
وإنما النجاشيُّ الذي كاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر غير هذا من ملوك
الحبشة، إما في جهة أخرى أو بعد موت أصحمة، والله تعالى أعلم).
ولك تحياتي وتقديري.

أساتذتي الأعزاء اسمحوا لي ببعض التعقيب..
الحديث (وَكَتَبْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ بِصَحِيفَةٍ فَخَرَقَهَا ، وَاللَّهُ مُخْرِقُهُ وَمُخْرِقٌ مُلْكَهُ)
رواه الإمام أحمد في مسنده، قال عنه الشيخ شعيب الأرنؤوط: حديث غريب وإسناده ضعيف لجهالة سعيد بن أبي راشد فلم يرو عنه غير عبد الله بن عثمان بن خثيم ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان وباقي رجاله عدا التنوخي رجال الصحيح..

ثم إن الإمام مسلم ذكر أن النجاشي الذي أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة ليس هو الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فبذلك يكون عندنا نجاشيان:
الأول: الذي أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب وكان ذلك بعد الحديبية، أي سنة 6 هجرية، وهو النجاشي الذي استقبل جعفراً ومن معه رضي الله عنهم.
ويبدو أن هذا مات ولم يصل النبي صلى الله عليه وسلم عليه..
الثاني: الذي خلف الأول وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم عندما مات، وكان ذلك سنة 9 هجرية بعد معركة تبوك..

هذا المفهوم من رواية مسلم..

تحياتي وخالص دعواتي

نحتاج الى تحقيق اوسع ..

حفظك المولى ورعاك

تحياتي وتقديري

وها هو الميدان مفتوح يا أستاذي الحبيب خليل لكل باحث ومحقق

تحياتي ومودتي