بارك الله فيك
و اشكر لك كريم متابعتك و جميل تداخلك
أستاذ/ ضياء الدين.
بخصوص سؤالك : هل هناك فرق بين الحياء و الخجل؟
وجدت بارك الله فيك من كلام أبي هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية ، دار الكتب العلمية ، ط::2010 ،ص: 273:
( .... 707 - الفرق بين الخجل و الحياء :
الخجل: معنى يظهر في الوجه لغمٍّ يلحق القلب، عند ذهاب حجَّةٍ، أو ظهور على ريبة، وما أشبه ذلك، فهو شيء تتغير به الهيبة.
والحَيَاء: هو الارتداع بقوَّة الحَيَاء، ولهذا يُقَال: فلانٌ يستحي في هذا الحال أن يفعل كذا، ولا يقال: يخجل أن يفعله في هذه الحال؛ لأنَّ هيئته لا تتغيَّر منه قبل أن يفعله، فالخَجَل ممَّا كان والحَيَاء ممَّا يكون.
وقد يُسْتَعمل الحَيَاء موضع الخَجَل توسُّعًا، وقال الأنباري: أصل الخَجَل في اللُّغة: الكَسَل والتَّواني وقلَّة الحركة في طلب الرِّزق، ثمَّ كثر استعمال العرب له حتى أخرجوه على معنى الانقطاع في الكلام.
وفي الحديث: ((إذا جعتنَّ وقعتنَّ، وإذا شبعتنَّ خجلتنَّ)) (، «وقعتنَّ» أي: ذللتنَّ، و«خجلتن»: كسلتن.
وقال أبو عبيدة: الخَجَل هاهنا الأَشَر، وقيل هو سوء احتمال العناء.
وقد جاء عن العرب الخَجَل بمعنى: الدَّهش.
قال الكُمَيْتُ:
فلم يدفعوا عندنا ما لهم = لوقع الحروب ولم يخجلوا
أي لم يبقوا دهشين مبهوتين)
[COLOR="RoyalBlue"]و ألخص كلام هذا العالم فيما يلي:[
/COLOR]1. الحياء صفة كمال و الخجل صفة نقص.
2. الحياء قوة ذاتية رادعة و الخجل ردة فعل لما يقع على النفس من دهش أو ذل.
3. الحياء خلق كريم لا يدل إلا على خير و لا يمنع إلا من شر.
4. الخجل قد يحمد و قد يذم فيحمد إن قارب الحياء و يذم ما منع الإنسان من فعل خير أو نهي عن شر.
و لهذا وصف الله نفسه بالحياء و هذا فصل كبير و شرف عظيم لهذا الخلق، و اتصف به الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم.
والله أعلم