[عصبية العرب الجاهليين
أولاً- العصبية المعطى والشمول:
تعد العصبية القبلية من المظاهر الهامة عند العرب إذ هي تستولي على عقولهم ومشاعرهم وعواطفهم وبالتالي تسير معظم حياتهم لأنها الدافع لتصرفاتهم في الجاهلية والعصبية عند العرب نوعان
1- عصبية الدم وهى أساس القرابة في البيت الواحد ، ومصدر الترابط الوثيق بين أفراد القبيلة، والقبيلة في البادية دولة صغيرة ، تنطبق عليها مقومات الدولة ، باستثناء الأرض الثابتة التي تحدد منطقة نفوذها . فمن المعروف أن أهل الوبر لم تكن لهم أوطان ثابتة بسبب تنقلهم الدائم وراء مصدر الماء والعشب ، وكان ضيق أسباب الحياة في الصحراء حافزاً لهذه القبائل المتبدية على التنقل والتحرك ، كما كان سبباً في اعتزازهم بالعصبية التي أملتها الظروف الصعبة المحيطة بهم . وبفضل العصبية أمكن لهذه القبائل أن تدافع عن كيانها ، والتغلب على غيرها ، لتضمن لنفسها مورداً لحياتها ، ولذلك كانت حياة القبائل المتبدية صراعاً دائماً، والصراع هجوم ودفاع ، فالهجوم يتم بقصد الحصول على مزيد من الرزق ، والدفاع يقومون به للحفاظ على وجود القبيلة ؛ والدفاع والهجوم يتطلبان التكتل والدخول في أحلاف مع القبائل الأخرى . ولهذا أعتبر قانون القبيلة قانون الغاب ، وقوامه " الحق في جانب القوة "، فمن كان سيفه أمضى وأقوى كانت له الكلمة والغلبة وكان الحق في جانبه
2- عصبية الانتماء إلى أب بعيد أو جد مشترك من نسله تكونت القبيلة أو القبائل المنتمية إليه ، وهي عصبية تجمع أفراد القبيلة مهما بعد بينهم الدم وتجعلهم يدافعون عن أفراد القبيلة ولو لم يرتبطوا بدمائهم و تعتبر القبيلة الوحدة السياسية عند العرب في الجاهلية ، ذلك لأن القبيلة هي جماعة من الناس ينتمون إلى أصل واحد مشترك تجمعهم وحدة الجماعة وتربطهم رابطة العصبية للأهل والعشيرة ، ورابطة العصبية هي شعور التماسك والتضامن والاندماج بين من تربطهم رابطة الدم ، وهى على هذا النحو مصدر القوة السياسية والدفاعية التي تربط بين أفراد القبيلة لأن العصبية تدعو إلى نصرة الفرد لأفراد قبيلته ظالمين كانوا أم مظلومين ، وتقوم العصبية على النسب وقد نشأ النظام القبلي كضرورة اجتماعية ، وحيوية حتى يتنقل أبناؤه في جماعات وعشائر توفر لأفرادها الحماية والأمن.. ولم يقـتـصر وجـودهـا عـلـى الـبـادية بل تعداها إلى الحواضر على قلتها وتناثرها في الصحراء المترامية ولقد كانت هيمنة القبيلة هي الأساس في البادية والحاضرة حيث إن هذه القبائل لم تفقد صورتها القبلية فقد ظل لكل منها منازلها الخاصة ومعاقلها الصغيرة ، وسيادتها وشؤونها الخاصة ، ومرد ذلك إلى أن رابطة القبيلة كانت أقوى من رابطة المدينة حتى أنه قد تؤدي الثارات بين قبيلة وقبيلة إلى انقسام المدينة على وحدة القبيلة التي كانت أمراً مـقـدسـاً تـرتـب علـيـه طائـفـة من التقاليد يحدد علاقة الأفراد مع بعضهم.. وعلاقة الأفراد بقبائلهم لأن القبيلة هي الـوحـدة الاجـتـمـاعـية التي عرفها المجتمع الجاهلي في البادية والمدن.. وكان أفراد القبيلة يؤلفون أسرة واحدة قائمة بذاتها لا اختلاط فيها ،متجانسة لا تباين بين أفرادها.. يعمل الجميع في سبيل هدف واحد وهو المحافظة عليها وقـد آمـنـت القـبـيلة بوحدتـها وجعلت ذلك أمراً مقدساً ،ترتب عليه طائفة من التقاليد الاجتماعية ، تحـدد واجـبات الأفراد وحقوقهم وأساس هذه التقاليد هو العصبية ، التي تقضي أن يُنصر الفرد من قبل أفراد قبيلته ظالماً أو مظلوما ولو رجعنا إلى الشعر الجاهلي لوجدنا الكثير منه يصور لنا هذه العصبية دون الاحتكام إلى عقل مستنير ولا هدى أو بصيرة ، لأن التعصب لقبيلته يفوق كل اعتبار.
يقول دريد بن الصمة
أمرتهم أمـري بمـنـعـرج الـلـــــــــــــــــــوى فلم يستبينوا الرشد إلى ضحى الغد
وما أنـا إلا من غـزية إن غــوت غـويت وإن ترشد غزيــــــــــــــــــــــ ــة أرشد
فالشاعر يرى رأي قبيلته غـزيـة ، بل يـتـنازل عن رأيه من أجل رأيها، ولو كان خطأً.. فغيه وضلاله، وكذلك رشده مرتبط كله بعشيرته فإن ضلت ضل معها،وأمعن في ضلاله، وإن اهتدت اهتدى معها وأمعن في هداه.
و يعبر النابغة الذبياني عن المعنى نفسه بقوله :
حدبت عليَّ بطونُ ضبّةَ كلُّها إنْ ظالـمـاً فـيهم وإنْ مظلوما
وعلى الـفـرد أن يحـتـرم رأي قبيلته فلا يخرج عليه ولا يكون سبباً في تمزيق وحدتها أو الإساءة إلى سمعتها بين القبائل أو تحميلها ما لا تطيق ، ولذلك اتخذت القبيلة حق الخلع أي الطرد لبعض أفـرادهــا إذا تمردوا على تقاليدها من قتل بعض أفرادها أو تعدد جرائره عليها أو سوء سلوكه من الناحية الخلقية حسب مفاهيمها للأخلاق آنذاك ، ويعتبر الخلع أشد عقوبة توجه للفرد في المجتمع البدوي ، فجناية كل فرد من أفراد القبيلة جناية المجموع يعصبونها برأس سيد العشيرة ولهم عليه أن يتحمل تبعاتها وله عليهم أن يطيعوه فيما يأمرهم به ، وشيخ القبيلة يكون عادة شيخاً مجرباً هو سيدها له حـكـمـة وســداد رأي وسـعـة في الثروة.. وهو الذي يقودها في حروبها ويقسم غنائمها ، ويستقبل وفود القبائل الأخرى ،ويـعـقــد الصـلـح والمحـالـفـات ويقيم الضيافات ، وسيادته رمزية وإذا بغى كان جزاؤه جزاء كليب التغلبي عندما بـغـى وطـغى على أحلافه من قبيلة بكر فقتلوه مما كان سبباً في نشوب حرب البسوس المشهورة. ولا بد من توفر صفات في شيخ العشيرة وقائدها، كالشجاعة والحسب والكرم والـنـجدة وحفظ الجوار وإعانة المعوز ولابد أن يتحمل أكبر قسط من جرائر القبيلة وما تدفـعــه من ديات ، وغالباً يرث الشيخ سيادته عن آبائه، وإلى ذلك يشير معاوية بن مالك سيد بني كلاب وهو الملقب (بمعِّود الحكماء) حيث يقول :
إني امـرؤ من عـصبة مشهورة حشد ، لهم مجد أشم تليـد
ألـفوا أبـاهم سيداً وأعـانـــهم رم وأعـمام لهم وجـدود
نعطي العشيرة حقـها وحقيقها فيها ، وتغفر ذنبها وتسود
وإذا تحملـنا العـشيرة ثقلها قمنا به وإذا تعود نعود
ويقول عبد الله بن عنمة وكان حليفاً لبني شيبان يرثي بسطام بن قيس سـيـدبنـي شيبان ويذكر أعلام رياسته وقيادته :
لك المرباع منها والصـفايا وحكمك والنشيطة والفضول
والمرباع هو ربع الغنيمة كان الرئيس يأخذه في الجاهلية ، والصفايا جمع صـفـيـة وهي ما كان يصطفيه الرئيس لنفسه من خيار الغنيمة ، والنشيطة ما أصابه الجيش في طريقه قبل الـغـارة مـن فرس أو ناقـة، والفضول ما فضل فلم ينقسم نحو الإداوة والسكين والنوعان الأخيران قد سقطا في الإسلام والاعتزاز بالأنساب والقوة جزء هام من العصبية القبلية عند الجاهليين ولقد آمـنت القبيلة بوحدة جنسها - أي وحدة الدم - فهم جنس ممتاز لا تفضلهم قبيلة أخرى ، وهـم يفـضلون كل القبائل آباؤهم أشرف آباء وأمهاتهم أكرم أمهات ، وهم أجدر الناس أن يكونوا خـير الـنـاس، ولـعـل هـذا مـا يـفـسر لنا تلك المنافرات التي امتلأت بها أخبار العصر الجاهلي ، وذلك الفخر الذي تدوي أصداؤه في قصائد شعرائه ، ولعل معلقة عمرو بن كلثوم خير ما يمثل الاعتزاز بالنسب ، والفخر بالآباء ، والأجداد حيث يقول:
ورثت مهلهلاً والخير منه زهــيراً نعم ذخر الذاخرينا
وعتّاباً وكلثوماً جميـعاً بـهم نلـنا تراث الأكرمينا
ومنا قبله الساعي كليب فـأي المجـد إلا قد ولينـا
ثم يعتز بقوة قبيلته وعزتها وجبروتها فيقول:
ونحـن الحاكمون إذا أطـعـنا ونحن العازمـون إذا عُصـيـنا
ونحن الـتاركـون لما سخطنا ونـحن الآخذون لما رضيـنـا
وأنا المـنعمون إذا قـدرنـا وأنـا المهلكون إذا أتـيـنـا
وأنـا الشاربون المـاء صفوا ويـشرب غيرنا كدراً وطـينا
وإلى أن ينسى الشاعر نفسه ويتصور أنهم ملوك الدنيا المتصرفون الباطشون بلا رادع حيث يقول:
لنا الدنيا ومن أضحى عليها ونبطش حيث نبطش قادرينا
إذا ما الملك سام الناس خـسفـاً أبينا أن نقرَّ الخـسف فينا
والمـعـلـقـة كـلـهـا ضـجـيـج وصياح وهياج وإزباد يتجاوز حدود العقل إلا أنها الجاهلية المتغطرسة، انظر إليه حيث يقول:
إذا بـلـغ الفطام لـنا صـبي تخر له الجـبـابر ساجـدينا
مـلأنا البر حـتـى ضاق عنا وظـهر البـحـر نملؤه سفينا
ألا لا يـجـهلـن أحـد عـلـينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فالشاعر يفتخر بكثرة عدد عشيرته حتى ملأ أفرادها وجه الأرض وضاق البحر بسفنهم؟ وطفلهم إذا بلغ الفطام انحنى له الجبابرة سجوداً ومذلة.
أما المرقش الأكبر فيفتخر بكثرة عدد قومه من بني بكر بن وائل إذ يقول:

هـلا سألت بنا فوارس وائل فلنحن أسرعها إلى أعدائها
ولنحن أكثرها إذا عد الحصى ولنا فواضلها ومجدُ لوائها
ثم يفـتـخـر بـقـوة قـومـه في الحـروب ،فهم شعث الرؤوس وناديهم خير ناد وأشرفه فيقول
شعث مقادمنا نهبى مراجلنا نأســو بأمـوالـنا آثار أيدينا
الـمـطـعمون إذا هبت شآمية وخير ناد رآه الناس نادينا
فهم أصحاب حروب وقِرى.
وهذا طرفة بن العبد يفتخر بقبيلته بكر ويتحدث عن كرمها وقوتها وحسبها إذ يقول :
1-ولـقـد تـعـلم بكر أنـنا آفـة الـجـزر مـسامـيـح يُسُر
2-ولـقد تـعــلـم بـكر أنـنا فاضلو الرأي وفـي الـروع وُقر
3-ولــقـد تـعـلـم بـكـر أنــنا صادقو البأس وفي المحفل غر
والشاعر لبيد بن ربيعة يفخر بأحساب قومه وشرفهم في معلقته ، فالمجد فيهم قد سنَّه آباؤهم وعلموهم إياه فتبعه صغارهم بعد كبارهم إذ يقول :
من معشر سنت لهم آباؤهم ولكل قوم سُنَّة وإمامها
فبنوا لنا بيتاً رفيعاً سمكه فسما إليـه كهلها وغلامها
وكانت كل قبيلة تؤلف وحدة مناوئة لكل القبائل الأخرى لذلك يحزن الشاعر ذو الإصبع العدواني على تفرق قومه بني عدوان واختلافهم بعد ائتلافهم واتحادهم فيقول :
عـذير الحي من هذوا من كانوا حيـــة الأرض
بـغـى بـعـضهم بعضاً فلم يُـرعُـوا على بعض
ومنهم كانت السادات والمــوفـون بـالـقـرض
وعدوان من قيس عيلان بن مضر بن نزار ، كانوا من أعز العرب وأكثرهم عدداً ثم وقع بأسهم بينهم فتفانوا . إن الأنساب هامة وأساسية في حياة العربي آمن بها إيماناً شديداً ، وصارت علماً عندهم إذا رأوا فيه ما يراه الناس في الوطن الآن ، والقبائل جميعها المتبدية منها والمتحضرة كانت تتحد في نظمها السياسية ، وهي نظم قبلية تشترك في تقاليد وأعراف وتتمسك بهما تمسكاً شديداً ، الرابط الوحيد بين أفرادها هو العصبية ، فيها يجد الفرد الأمن والسلامة في مجتمع لا يؤمن إلا بالقوة حيث لا دولة تحميه ، ولا سلطة يتحاكم إليها ،وكانت القبائل تعقد الأحـلاف مـع قـبـائـل أخـرى من أجل حروبهم ويضع أفراد القبيلة أنـفـسـهـم في خدمـتـهـا وخدمة حقوقها وعلى رأسـهـا حـق الأخذ بالثأر وكثيراً ما تتكرر الحروب والغارات وهي ما تسمى بأيام العرب... فكل قبيلة مستعدة دائماً للحرب والإغارة ، ولذلك كانت الشجاعة والفروسية مثلهم الأعلى.
ثانياً-أنسابُ العرب :
يتضح مما كتبه المؤرخون عن العرب الجاهليين، أنهم كانوا يهتمون اهتمامًا عظيمًا بأنسابهم، ويقولون إن ذلك راجع لحاجتهم إلى التناصر بالعصبية، فكانوا يحفظون أنسابهم ويروونها أبناءهم: ويحافظون عليها جهدهم، وكانت لهم في ذلك اصطلاحات خاصة، فيروي النويري1: "أن جميع ما بنت عليه العرب في نسبها أركانها، وأسست عليه كيانها عشر طبقات.
1- الجذم : وهو في الأصل، إما إلى عدنان، وإما إلى قحطان.
2- الجماهير: أي الجماعات.
3- الشعوب: وهي التي تجمع القبائل.
4- القبيلة: وهي التي دون الشعب، وتجمع العمائر، وإنما سميت قبيلة لتقابل بعضها ببعض، واستوائها في العدد.
5- العمائر: وهى القبائل، واحدتها عمارة، وتجمع البطون.
6- البطون: وهي التي تجمع الأفخاذ.
7- الأفخاذ: وأحدها فخذ، وتجمع العشائر.
8- العشائر: وهي التي تتعاقل إلى أربعة آباء.
9- الفصائل: واحدتها فصيلة وهي أهل بيت الرجل.
10- الرهط: وهو أسرة الرجل.
ثم ضرب مثلًا لتطبيق ذلك، فقال: وتمثيل التفصيل: عدنان جذم، وقبائل معد جمهور، ونزار بن معد شعب، ومضر قبيلة، وخندف عمارة، وكنانة بطن، وقريش فخذ، وقصي عشيرة، وعبد مناف فصيلة، وبنو هاشم رهط. ولكن القلقشندي في صبح الأعشى اقتصر على ست طبقات مجاراة للماوردي وغيره من النسابين وهكذا قال الزبير بن بكار، وهي: الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن، والفخذ، والفصيلة. وقد عني المؤرخون والباحثون في اللغة والأدب بدراسة هذه الأنساب، وألفوا فيها كتبًا كثيرة والجميع يحاولون أن يذكروا أنساب القبائل ويرجعوا كلًّا منها إلى جدها الأول، وأصلها الأصيل الذي تفرعت منه. ولكن هذه الأنساب يشوبها كثير من الخلط والتداخل نظرًا لتشابه الأسماء والأمكنة، ولذلك اعتقد بعض الباحثين أن هذه الأنساب ما زالت موضع الشك والارتياب في نظرهم، فمن هؤلاء مرجليوث إذ يقول: "إن الأبحاث الحديثة أظهرت أن أنساب كل من القبائل العربية يشوبها شيء من الشك". ويقول نيكلسون نقلًا عن جولدزيهر: "مما لا شك فيه أن هذه الأنساب خيالية إلى حد ما، لأنه لم يكن هناك قبل الإسلام علم دقيق مضبوط لتسجيل هذه الأنساب، ولذلك لم يرث الباحثون المسلمون الأوائل في هذه الناحية إلا أحاديث مبعثرة ومضطربة، فبنوا عليها أبحاثهم، وكانوا فوق ذلك متأثرين بالسياسة والدين وعوامل أخرى" ويبدو أن المحاولات التي يقصد بها إثبات النسب إلى الأصول الأولى شيء عسير، بل يكاد يكون مستحيلًا، فقد روي أن مالكًا رضي الله عنه، "سئل عن رجل يرفع نسبه إلي آدم، فكره ذلك، وقال: من يعلم ذلك؟! فقيل له: فإلى إسماعيل، فأنكر ذلك، وقال: ومن يخبره به؟ ". ثم إن من يرجع إلى كتب الأدب والتاريخ والنقد يجد أن هناك أسبابًا كثيرة لحدوث الخلط والاضطراب في الأنساب، فمرة ينسب الشخص أو القبيلة إلى أصل ومرة أخرى ينسب إلى أصل آخر. ويرجع أهم هذه الأسباب إلى التبني، والجوار، والزواج، والولاء، ومضي الزمن. وقد ينضم الرجل إلى غير قبيلته فيدخل في قبيلة أخرى، وفي تلك الحالة يجوز أن ينسب إلى قبيلته الأولى، وإلى قبيلته الثانية وأن ينسب إليهما جميعًا، فيقال التميمي ثم الوائلي. وحتى بعد تدوين الأنساب: أحدث عدم ضبط قواعد الخط في صدر الإسلام، وعدم استعمال النقط في أول العهد بالتدوين، بعض المشكلات للمتأخرين في ضبط الأعلام، فاختلاف النقط يحدث كما هو معروف اختلافًا في ضبط الأسماء، وهذا ما حدث فعلًا، وإنك لتجد في كتب الأنساب المطبوعة والمحفوظة أمثلة عديدة من هذا القبيل، كذلك أدى إهمال بعض النسابين ذكر الآباء أو الأجداد إلى حدوث شيء من الارتباك في ضبط الأنساب يضاف إلى هذا تشابه بعض القبائل والبطون في قحطان وعدنان. وقد أشار الهمداني في كتاب الإكليل إلى "العصبية التي كان لها أثر خطير في وضع الأنساب في عهد معاوية وغيره في الشام والعراق، وإلى تقصير نسابي العراق والشام في عدة آباء كهلان وحمير ليضاهوا بذلك -على حد تعبير الهمداني- عدة الآباء من إسماعيل ... ولا يخلو بعض هذه الأنساب من تحامل العصبية والأحقاد التي كانت في نفوس القبائل والبطون". ولكن كثيرًا من الباحثين أجهدوا أنفسهم، وحاولوا تقصي الحقائق وأثبتوا في دراستهم آخر ما استطاعوا أن يصلوا إليه. معتمدين على ما ثبت في أذهان العلماء والرواة، ومقارنة الأخبار بعضها ببعض لمحاولة استخلاص الحقائق من ذلك. وأصبحت هذه الدراسات أساسًا للبحوث التي تتصل بالعرب القدامى. ومن ثم يقول الأستاذ الدكتور أحمد أمين: "وسواء صحت أم لم تصح، فقد اعتنقها العرب، ولا سيما متأخروهم، وبنوا عليها عصبيتهم وانقسموا في كل مملكة حولها إلى فرق وطوائف حسب ما اعتقدوا في نسبهم، وأصبحت هذه العصبية مفتاحًا نصل به إلى معرفة كثير من أسباب الحوادث التاريخية، وفهم كثير من الشعر والأدب، ولا سيما الفخر والهجاء. والإسلام جاء وكان قد تم اعتناق العرب بأنهم في أنسابهم يرجعون إلى أصول ثلاثة: ربيعة ومضر واليمن. وأخذ الشعراء يتهاجون ويتفاخرون طبقا لهذه العقيدة، واستغلها خلفاء بني أمية ومن بعدهم، فكانوا يضربون بعضا ببعض". والحق أن معرفة الأنساب العربية القديمة ضرورية لفهم الأدب العربي القديم، بل إن معرفة الأماكن والمواضع التي كان يرتادها القوم في حياتهم مهمة كذلك للوقوف على المقصود من كثير من النصوص الأدبية القديمة، فقلما تخلو قصيدة أو قصة أو رواية من ذكر كثير من الأسماء والأماكن ومن ثم أرى أنه من اللازم أن نعرف أهم ما في هذه الأنساب مما أصبح معتمدًا ومقررًا لدى الباحثين والمؤرخين. وقد مر بنا أن العرب الجاهليين الذين ظل نسلهم حيًّا حتى ظهور الإسلام، كانوا قسمين، الجنوبيين أو اليمنيين أو القحطانيين، والشماليين أو الإسماعيليين، أو العدنانيين. وسنحاول أن نبين فيما يلي أهم ما في أنساب كل من هذين القسمين: مما كان له صلة وثيقة بأدباء العرب، وبخاصة في العصور القديم.
ثالثاً-أنساب القحطانيين:
القحطانيون هم اليمنيون أو الجنوبيون، وقد حاول بعض المؤرخين أن يرجع بنسبهم إلى سام بن نوح عليه السلام، ذاكرًا أنهم أولاد قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام، ولكن ابن حزم يقول: "اليمانية كلها راجعة إلى ولد قحطان، ولا يصح ما بعد قحطان". ومن القحطانيين بنو الرس، والرس: ما بين نجران إلى اليمن، ومن حضرموت إلى اليمامة وكان موطن القحطانيين الأصلي اليمن أي في القسم الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، ولذلك سموا باليمنيين أو الجنوبيين، وكان كثير من الأماكن والمدن يحمل اسم شخص عظيم منهم، كمدينة نجران التي سميت باسم نجران بن زيدان بن سبأ. ولأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية هاجر كثير من قبائل الجنوبيين، إلى الشمال، واستقروا هناك، ولكن مع هذا ظلوا يعرفون باليمنيين، وعلى هذا الاعتبار سوف يسير البحث في هذه الدراسة. ومن كتب التاريخ والأنساب يتبين أن من أولاد قحطان هذا يعرب الذي كان ولده يشجب الذي كان من نسله سبأ، ومن أولاد سبأ: حمير وكهلان، ويقول عنهما ابن حزم: "وفيهما العدد والجمهرة"، أما حمير، فهم المشهورون في اليمن، وكان منهم التتابعة وملوك حمير، ومن الحميريين سلامة بن يزيد بن..... غريب الذي مدحه الأعشى، ومنهم يزيد بن مفرغ الحميري الشاعر. ومن قبائل حمير الأوزاع، ومن التتابعة ذو نواس الذي تهود وقتل أهل نجران النصارى، ومنهم بلقيس بنت أيلى. ويقول ابن حزم: "وفي أنسابهم اختلاف وتخليط وتقديم وتأخير ونقصان وزيادة، ولا يصح من كتب أخبار التتابعة وأنسابهم إلا طرف يسير لاضطراب رواتهم وبعد العهد".
أ-بنو كهلان:
ومنهم القبائل الآتية:
1-الأزد: وهو أدد، وكان منهم فروع كثيرة، وتفرقوا في أماكن متفرقة، فمنهم:
أ- غسان: وهم ذرية الحارث وجفنة ومالك وكعب من أولاد عمرو مزيقياء، وسموا كذلك لأنهم شربوا كلهم من ماء غسان. وموطنهم معروف في شمال شبه الجزيرة العربية، مما يلي أرض الروم في الشام.
ب- الأوس: هم والخزرج من أولاد ثعلبة العنقاء، ويسمون الأنصار وأمهما قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة بن عمرو مزيقياء، وكانوا بيثرب. ومن الأوس: بنو عوف بن مالك بن الأوس، وهم أهل قباء. وبنو عمرو بن مالك، وهو النبيت. وبنو مرة بن مالك، وهم الجعادرة، ومنهم أبو قيس بن الأسلت الشاعر. ومنهم بنو حجحبى، ومنهم الشاعر أحيحة بن الجلاح . وبنو ظفر، ومنهم الشاعر قيس بن الخطيم، وأخته ليلى بنت الخطيم، ويقال هي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم.
جـ - الخزرج : ومن بطونهم: بنو النجار، وهو تيم الله، ومنهم شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت، وابنه عبد الرحمن، وهو ابن خالة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمها سيرين أخت مارية ، وبنو مالك الأغر، ومنهم الشاعر عبد الله بن رواحة. وبنو عدي بن غنم، ومنهم الشاعر كعب بن مالك. ويصنف النسابون قبائل الأزد جميعها في أربعة أصناف من الأزد، هي: أزد عمان، وأزد السراة وهم الذين أقاموا في سراة اليمن، وأزد شنوءه أبناء كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد وهم من سكنة السراة كذلك، وأزد غسان، وهم من شرب من ماء غسان, ويلاحظ أن هذا التصنيف مبني على أسماء مواضع نزلت فيها قبائل الأزد. وكانت مواطن الأزد القديمة.. مثل مواطن بقية القحطانيين- في اليمن وقد تركتها على أثر حادث سيل العرم، فتفرقت مع من تفرق من القحطانيين إلي الأماكن المذكورة. ومن الأزد: جبلة بن الأيهم، والسَّمَوْءَل بن عاديا، صاحب تيماء، وكان يهوديًا، ويضرب به المثل في الوفاء، وسطيح الكاهن، وماسخة، وهو الذي تنسب إليه القسي الماسخية، والشنفرى الفاتك.
2- همدان: ومنهم أعشى همدان الشاعر المعروف. ومنازلهم في الأرض التي عرفت ببلد همدان ومن همدان بطون كثيرة لها شأن في الجاهلية والإسلام.
3- طيئ: واسمه جلهمة، ولطيئ فروع كثيرة منها: بنو الحارث بن طيئ، ومنهم الشاعر حبيب بن أوس، وهو أبو تمام، الشاعر العباسي المعروف. وبنو ثعل، ومن هؤلاء بحتر ومعن، ومنهم الشاعر البحتري، والطرماح الأكبر، وهو ابن عدى، والطرماح الأصغر، وهو ابن حكيم، وكلاهما كان خارجيًا، ومن طيئ جرم. وبنو نبهان، ومنهم زيد الخيل، وقد سماه الرسول صلى الله عليه وسلم: زيد الخير، وطيئ كانوا في جبلي أجا وسلمى. ومن طيئ: إياس بن قبيصة الذي ولي ملك الحيرة بأمر كسرى، ومنهم حاتم الطائي المعروف بجوده، وعمرو بن المشيح وكان من أرمى الناس في زمانه.
4- مذحج: ومن هؤلاء بنو سعد العشيرة، ويقال إنما سمي سعد العشيرة بذلك لأنه كان يركب في ثلاثمائة فارس من ولده لصلبه. ومنهم مراد، ومنهم زبيد، ومن هؤلاء عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وأخته ريحانة بنت معد يكرب، أم دريد وعبد الله ابني الصمة الجشميين. ومنهم بنو يزيد بن حرب وهم سبعة: صداء، ومنبه، والحارث، والعلاء، وسيحان، وهفان، وشمران. وقد تحالف هؤلاء الستة على ولد أخيهم صداء فسموا "جنب" ومنهم كان معاوية بن عمرو الذي تزوج بنت المهلهل بن ربيعة التغلبي بنجران، ومهرها أدما, فقال في ذلك أبوها:
أنكحها فقدُها الأراقم في ... جَنْب وكان الحباء في أَدَمِ
لو بأبانينَ جاء يخطبها ... ضُرّج ما أنفُ خاطب بِدَمِ
ومنهم بنو الحارث بن كعب الذين منهم الشاعر عبد يغوث الذي أسرته الرباب في يوم الكلاب وقتلته صبرًا، وكان أحد رؤساء اليمن. ومن بني عنس بن مذحج عمار بن ياسر الصحابي المعروف والأسود العنسي المتنبئ.
5- عاملة: ومنهم الشاعر عدي بن الرقاع، وبنو عاملة هم نسل الحارث بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب. وكانت في بادية الشام.
6- لخم: وهؤلاء منهم جَزِيلة ونُمَارة. ومن نمارة: جِذْمَة، وهم العِباد، وقصير صاحب الزباء، وتميم الداري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبنو نصر وهم رهط آل المنذر ملوك الحيرة.
7- كندة: ويقال إنه سمي كندة لأنه كند أباه أي عقه. ومنهم الملك الحارث بن عمرو المقصور، وهو ابن حُجْر آكل المرار. وحجر بن الحارث الملك المذكور والد امرئ القيس الشاعر، وهو الذى كان ملكًا على بنى كنانة وأسد، فقتله بنو أسد. ويروى أن إخوته كذلك كانوا ملوكًاَ: شرحبيل بن الحارث ملك بنى تميم والرباب "قتله أخوه سلمة يوم الكلاب"، وسلمة بن الحارث ملك بني بكر وتغلب ابني وائل، ومعد يكرب ملك قيس عيلان. وقيس بن الحارث كان سيارًا، فأي قوم نزل بهم فهو ملكهم. ومن كندة: السكون، والسكاسك، وكان للسكاسك ثروة عظيمة بالشام.
8- الأشعر: وهو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن زيد بن عريب بن كهلان. وهم الأشعريون، والأشعرون، والأشاعرة، وتقع منازلهم في ناحية الشمال من زبيد
10،9- خثعم، وبجيلة: عدهما ابن حزم من القحطانيين، بعد أن ذكر في أول كتابه "ص9": أن هناك رأيًا يعدهما من أبناء أنمار من العرب الشماليين، ويقول ابن حزم في نسبهما إنهما من أولاد عمر بن الغوث بن مالك بن زيد بن كهلان. وكانت منازل خثعم في الهضبة الممتدة من الطائف إلى نجران عند طريق القوافل الممتد من اليمن إلي الحجاز، أما بجيلة فهم بطون متعددة تفرقت في أحياء العرب منذ حربها مع كلب بن وبرة بالفجار. وقد أعاد شملها وجمعها جرير بن عبد الله البجلي الصحابي المشهور. ومن بجيلة خالد بن عبد الله القسري.
11- جذام: وهو نسل عمرو بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب ودارهم حوالي أيلة من أول عمل الحجاز، إلى ينبع من أطراف يثرب.
12- بارق: وهم بنو عدي بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء. وقد نزلت في أرض تسمى بارقًا فنسبت إليها.
13 خولان: وهو فكل بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد. وتقع أرض خولان في المكان الذى عرف بأرض خولان أو عر خولان.
ب-قضاعة:
يقول ابن حزم: "قال قوم: هو قضاعة بن عدنان، وقال قوم: هو قضاعة بن مزلك بن حمير وقال قوم منهم الكلبي: هو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير. والله أعلم". "وبعض النسابين يجعلون قضاعة جذمًا مستقلًا مثل جذم قحطان وعدنان. ومرد هذا الاختلاف إلي عوامل سياسية أثرت تأثيرًا كبيرًا في تصنيف الأنساب، ولا سيما في أيام معاوية وابنه يزيد اللذين بذلا أموالًا جسيمة لرؤساء قضاعة في سبيل حملهم على الانتفاء من اليمن والانتساب إلى معد، لكونها قوة كبيرة في بلاد الشام في ذلك العهد، ولا سيما أنمنهم بني كلب، فذكر أن زعماءها وافقوا بسبب هذه المغريات على الانتساب إلي معد، غير أن الأكثرية رفضت ذلك، وأبت إلا الانتساب إلى قحطان". ويقال إن: "قضاعة كانوا ملوكًا في بلاد الشحر، ثم ملكوا نجران، فغلبهم عليها بنو الحارث ابن كعب بن الأزد، فهاجروا إلى الحجاز من جراء ذلك، ودخلوا في قبائل معد، ومن أجل ذلك نسبوا إلى عدنان. والصحيح أن أم قضاعة مات عنها مالك بن حمير، وهي حامل بقضاعة، فتزوجها معد، وولدت قضاعة في حجره .وإذا كان الأمر كذلك فقضاعة من الجنوبيين من نسل حمير، وتناسل من قضاعة الفروع الآتية:
1- مَهْرَة: ومواطنهم في ناحية الشحر من اليمن ببلاد العنبر على ساحل البحر.
2- بهراء: وهم حي لقاح لا يدينون لأحد، وهم أهل سؤدد وعز، ومن بينهم: بنو هنب ، وبنو قاس، وشبيب وهم الذين يقول فيهم الشاعر علقمة:
وحارب من غسان أهل حفاظها ... وهنب وقاس جالدت وشبيب
3- بَليّ: ويقول عنها الهمداني إنها ممن تطرقت إلى بلاد طيئ، علي مقربة من تيماء بين مواطن جهينة وجذام، أي في المنطقة التي كانت لثمود. ومن بليّ بنو فران، وبنو هنء.
4- عذرة: ومنهم الشاعر جميل بن معمر صاحب بثينة، ويقول الهمداني: "ومن عذرة من ينزل بجزيرة بالصعيد من مصر" ويعد منهم بنى أبير، وبنى حن. وتقع منازل عذرة في أعالي الحجاز في جوار نهد وجهينة وكلب وبليّ، وفي جوار أرض غطفان، ومن مواضعها وادي القرى وتبوك حتى أيلة.
5- جهينة: ويقول عنهم الهمداني: إنهم كذلك ممن تطرقوا إلى بلد طيئ، وأرضهم يندد ومثغر ووادي غوى ويقال له وادى رشد، وفي وادي إضم، وكانت ديارهم في الأصل في نجد، ثم هاجروا فسكنوا قريبًا من يثرب بين البحر الأحمر ووادي القرى.
6- نَهْد: وهم من أولاد أسلم بن الحافي بن قضاعة. وقد سكنت أكثر بطونها في منطقة نجران.
7- الحارث بن سعد: ومنهم هدبة بن الخشْرَم الشاعر، ويقول عنه إنه من بنى أبير من عذرة.
8- حُلْوان بن عمران: وأمه ضَرِيَّة بنت ربيعة بن نزار بن معد، وإليها ينسب "حمى ضرية" المذكور في الأشعار. ومن بني حلوان حماطة، وهو ضجعم ، كانوا ملوكًا بالشام قبل غسان.
9- جرم: ومن أولاده، جدة الذى ولدته أمه بجدة فسمته جدة ، ويقول الهمداني: إن ديار جرم متفرقة بين العرب، منها باليمامة ومنها بالبصرة ومنها بحضرموت، وصعدة، وما بين صنعاء ومأرب ومن جرم كان عصام حاجب النعمان.
10- تنوخ: وهم بنو فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة، وكانوا عن يسار بهراء بديار الفضيض.
11- بنو القَين بن جسر: واسمه النعمان، حضنه عبد له يقال له القين، فغلب اسمه عليه. وكان للقين جمع عظيم وثروة في أكناف الشام.
12- كلب: يقول ابن حزم إن من "نسل كلب هؤلاء: امرؤ القيس بن الحمد بن
مالك بن عبيدة بن هبل وهو ابن حمام الشاعر القديم الذي يقول فيه بعض الناس: "ابن خذام"، وقد قيل إنه من بكر بن وائل، وهو الذى قال فيه امرؤ القيس:
عوجا على الطلل المحيل لعلنا ... نبكي الديار كما بكى ابن حمام
قال ابن هشام بن السائب: فأعراب كلب إذا سئلوا بماذا بكى بن حمام الديار أنشدوا خمسة أبيات متصلة من أول:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
ويقول: إن بقيتها لامرئ القيس، وقد أنشد له الحاتمي أبياتًا في حلية المحاضرة وهو شاعر قديم دثر شعره. ومن بطون كلب: "بنو عامر بن بكر بن عوف ... وهو بطن عظيم، وعامر هذا هو أخو عامر بن صعصعة لأمه، وأمهما عمرة بنت عامر بن الظرب العدواني ولدت عامر بن صعصعة على رمل، وولدت عامر بن عوف عند أصل جبل، فأخبرها الكاهن أنه سيعظم أمرهما وعددهما ومن كلب هذه دحية بن خليفة بن فضالة صاحب رسول الله الذي أتاه جبريل على صورته ومنهم كذلك هشام أبو المنذر محمد بن السائب النسابة. وكانت مساكن كلب بالسماوة لا يخالط بطونهم فيها أحد. وكانت تتاخم ديار جذام من الشمال". وتروي كتب الأنساب أن ولد عدنان: معد، وعك، وأن أولاد معد: نزار، وإياد، وقنص. وروى البكري: عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس أنه سأله رجل عن ولد نزار بن معد، فقال: هم أربعة: مضر وربيعة وإياد وأنمار. وكانوا في بدء الأمر ينزلون مكة وما والاها، كلما زاد عددهم اتسعت رقعة ديارهم حول موطنهم الأصلي، إلى أن وقعت بينهم الفتن والحروب، بسبب ما حدث بينهم "من الاختلاف والفرقة، وتنافس الناس في الماء والكلأ، والتماس المعاش في المتسع، وغلبة بعضهم بعضًا على البلاد والمعاش، واستضعاف القوي الضعيف، فانضم الذليل منهم إلى العزيز، وحالف القليل منهم الكثير، وتباين القوم في ديارهم ومحالهم، وانتشر كل قوم فيما بينهم"0 فتفرقت جماعتهم، وتباينت مساكنهم، وأصبح لكل قبيلة وطن خاص نزلت به. وعلى رأي ابن عباس يرجع أولاد نزار إلى أصول أربعة، هم مضر، وربيعة، وإياد، وأنمار. وبعضهم ينسب أنمارًا لكهلان وولد له خثعم وبجيلة وقد أشرنا إلي ذلك آنفًا، حيث عدت هاتان القبيلتان "خثعم وبجيلة" من أولاد كهلان من العرب الجنوبيين. وهناك من يقول: أنمار من عدنان، وبعد أن ولد له خثعم وبجيلة صاروا إلى اليمن ويقال إنه "انتسب إلى اليمن لأنه فقأ عين أخيه مضر بن نزار، فهرب وانتسب إليهم".


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)