[SIZE="5"]
الشعر الجاهلي
نسيج ذاتي
لا نأتي بجديد حين نزعم أن شعرنا العربي نشأ نشأة غنائية كغيره من أنواع الشعر الأخرى، فمن المعروف أن الموسيقى كانت ترتبط بالشعر منذ نشأته، فقد كان الشعراء يغنون أشعارهم. والأدلة على ذلك كثيرة، فالمهلهل أقدم شعراء العرب وأول من قصّد القصائد. كان يغني شعره، وكان علقمة بن عبدة الفحل يغني ملوك الغساسنة أشعار، فالشعراء ما يزالون يترنمون بأشعارهم، وكأنهم لم يتركوا – في رأي عنترة – موضعاً للترنم والغناء إلا وترنموا به وغنوا فيه. ومهما يكن فإن الشعر ارتبط بالغناء في العصر الجاهلي، ولعلهم من أجل ذلك كانوا يعبرون عن نظمه وإلقائه بالإنشاد، بل إنا لنراهم يعبرون عنه بالتغني. يقول حسان بن ثابت:
تغنَّ بالشعر إما كنتَ قائلهُ إن الغناء لهذا الشعر مضمارُ
ونحن لا نتقدم إلى أواخر العصر الجاهلي حتى نجد شاعراً مشهوراً يكثر من غناء شعره، وهو الأعشى الشاعر المعروف، وقد سمّي بصنّاجة العرب، وأكبر الظن أنه كان يوقع غناءه على الآلة الموسيقية المعروفة باسم الصّنج ، وأكثر الشاعر الجاهلي من ذكر الغناء والقيان والأدوات الموسيقية المختلفة مما يدل على ارتباط ذلك كله بشعره . وكان الشعر الجاهلي يرتبط بالغناء، وكان الشاعر بغني أشعاره، ويظهر أن الغناء القديم لم يقف عند هذه الظاهرة البسيطة، فقد أخذ يتعقد وأخذت تظهر فيه الجوقات ولعل مما يثبت ذلك من بعض الوجوه ما يرويه الطبري والأغاني من أن هنداً بنت عُتبة وجماعة من نساء قريش كنَّ يضربن على الدفوف في غزوة أحد، وكانت هند تغني في أثناء هذا العزف
إن تُقبلوا نُعانـقْ ونفـرش النّمـارقْ
أو تدبروا نفـارقْ فـراقَ غيرِ وامـقْ
وقد ذهب أبو العلاء إلى التعميم أكثر مما ينبغي، فإن الأوزان القصار عُرفت في العصر الجاهلي لا عند سكان المدر فقط بل عند سكان الوبر أيضاً، وبخاصة في أبواب الرثاء والغزل والحماسة والحُداء، أما الرثاء فقد شاع عند العرب القدماء إذ روى صاحب الأغاني أحاديث كثيرة عن الخنساء ونُواحها على أخيها صخر وأنها كانت تخرج إلى عُكاظ تندبهما، وذكر أن هنداً بنت عتبة كانت تحتذي على مثالها وتنوح أباها واقترن هذا النواح بضرب من الشعر القصير، لعل خير ما يمثله قطعة أم السُّليك:
طاف يبغي نجوةً من هلاكٍ فهلكْ
ليت شعري ضلّةً أيّ شيء قتلكْ
أمريضٌ لم تعـد أم عدوّ ختلـكْ
وأما الغزل فلعله أقرب موضوعات الشعر الجاهلي إلى الغناء ، وخير ما يمثله قطعة المنخَّل اليشكري
ولقد دخلت على الفتا ة الخدر في اليـوم المطيـرِ
الكاعبِ الحسناء تـر فلُ في الدّمقس وفي الحـريرِ
واقترن هذا الغناء بضرب من الأشعار في الحرب ويوم الخصام، واقترن هذا الغناء بضرب من الأشعار القصيرة كقطعة الفند الزّمّاني في حرب البسوس إن صحّ أنها له، وهي من الهزج، إذ يقول فيها:
صفحنا عن بني ذُهـلٍ وقلنا القوم إخـوانُ
عسى الأيامُ أن يرجعـ نَ قوماً كالذي كانوا
وأما الحُداء فيظهر أنه كان غناء شعبياً عاماً للعرب في العصر الجاهلي يغنون به إبلهم في مسيرهم ورحيلهم، واقترن به وزن خاص معروف هو وزن الرجز، ونحن نلاحظ أن هذا الوزن لم يكن خاصاً بالحداء، بل كان يستخدم أيضاً في السّقي من الآبار، كما كان يستخدم في الحماسة والحروب. وأما المنهوك فهو الذي ذهب منه أربعة أجزاء، ومن أمثلته قول دريد بن الصّمّة يوم هوازن:
يا ليتني فيها جذعُ أخُبُّ فيها وأضعْ
وليس من شك في أنه شعر، وغاية ما في الأمر أنه كان يقترن بضروب كثيرة من الغناء في الحماسة والحروب والسّقي من الآبار، كما كان يقترن بالحُداء، فكثر الحذف فيه وكثرت التجزئة والاضطراب. ومهما يكن فإن الشعر الجاهلي نشأ في ظروف غنائية، وتركتْ هذه الظروف آثاراً مختلفة فيه، بعضها نراه في قوافيه وتقطيعاته نراه في تلك الأوزان القصار التي أثرت عن العصر الجاهلي، والتي ليس من شك في أنها ظهرت تحت تأثير الغناء.






المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)



[/SIZE
]