اللغة القرآنية وتأثيرها في الأدب واللغة العربية
أ-أثر القرآن الكريم والإسلام في تطور اللغة والأدب:
يقصد بالأدب في عصر صدر الإسلام النتاج الثقافي والأدبي من لغة وأدب وشعر ونثر خلال الفترة من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى بداية العهد الراشدي ، وتعرضت هذه الحقبة من الزمن لأقوى مؤثر يمكن للأدب أن يتأثر به ، وهو نزول القرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم .
1- فالقرآن الكريم هو كلام الله ومعجزة النبي صلى الله عليه وسلم ، تحدى الله به بلاغة الإنس والجن ؛ لما كان العرب في الجاهلية يتباهون بالبيان والبلاغة .
2- فقد تحدى الله العرب أن يأتوا بمثله . ولذا عندما سمعوه أكبروه وعجزوا عن أن يردوه إلى نوع من أنواع الكلام المعروفة فقالوا مضطربين : إنه شعر شاعر ، أو فعل ساحر ، أو سجع كاهن .
3- وصفهم إياه بأنه نوع من هذه الأنواع التي تشترك في فتنة العقل دليل على فعله القوي في نفوسهم . فكان يروع سامعيه ويأخذ بمجامع قلوبهم ، سواء كانوا من أنصاره أم كانوا من أعدائه؟ . وأكبر شاهد على هذا ما قاله الوليد بن المغيرة بعد سماعه آي القرآن الكريم ، حيث توجه إلى نفر من قريش فقال لهم : " والله لقد سمعت من محمد كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه " لا شك أنه أحس أن هذا الكلام نمط معجز ببيانه وبلاغته ، عجز العرب عن معارضته عجزاً تاماً . وببلاغة القرآن تحدى الله العرب .
4- هناك وجوه أخرى لإعجاز القرآن لم يقع فيها التحدي وهي : الإخبار عن الغيبيات والأمور المستقبلية ، والإخبار عن الأمم الماضية ، كما ظهر في هذا العصر وجه جديد وهو ما يسمى بالإعجاز العلمي ، ولكل من هذه الوجوه أمثلة لا يتسع المقام لذكرها .
5-وقد جمع القرآن الكريم العرب على لهجة قريش التي كانت تسود القبائل الشمالية في الجاهلية سيادة غير تامة ؛ فقد كان الشعراء هم الذين يستخدمونها ، أما قبائلهم فتتكلم بلهجاتها المختلفة . فعمل القرآن على تقريب هذه اللهجات واستكمال سيادة اللهجة القرشية .
6-حفظ اللغة العربية من الضياع ، ونشرها في أقطار الأرض ، وجعلها لغة حية خالدة . إذ كانت تلاوته فرضاً مكتوباً على كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها على مر العصور .
7-الإسلام دين سماوي ، له مضمونه الجديد . فأحل في اللغة معاني لم تعرفها العرب ، ولا كانت تعرف كيفية التعبير عنها إلا بالألفاظ التي ابتدأها القرآن ابتداءً ، مثل : الفرقان والكفر والإيمان والنفاق والصوم والصلاة والزكاة والتيمم والركوع والسجود ، وغيرها .
8- تكونت حول القرآن الكريم علوم كثيرة اشتقها العلماء منه لخدمته : كعلم القراءات والتفسير وأسباب النزول ونحو القرآن وإعرابه وبلاغته ، وعلم الفقه وأصوله . مما هيأ بقوة لنهضة العرب العلمية .
9-هذب القرآن اللغة العربية من الحوشية والغريب ، وجعل لها أسلوباً جزلاً واضحاً قريباً من الأفهام وله رونق وطلاوة . فالقرآن هو الذي ابتدع هذا الأسلوب السهل الممتنع الذي تلذه الأسماع والأفواه والقلوب .
10-ألفاظ القرآن لها نسق بلاغي حير العقول وأعجز البلغاء ، فما تستطيع مهما أوتيت من بلاغة أن تستبدل بكلمة واحدة من القرآن كلمةً مثلهـا في بلاغتها . وعلى هذه البلاغة قام عمود الأدب العربي منذ ظهوره ، فاحتذاه الخطباء والكتاب والشعراء
11-وإذا كان العلماء قد أجمعوا على أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش فقد راعى لغات العرب الأخرى التي وافقت لغة قريش في أداء المعاني القرآنية والحكم المأخوذة من نزول القرآن بلغة قريش توحيد العرب على لغة واحدة وجعل اللغة العربية لغة دينية ذات بعد حضاري وهذا هو المقصود من قوله تعالى ( وإنه لذكر لك ولقومك ) والغاية من مراعاة اللغات الأخرى التدليل على أهمية فروع العرب ولغاتهم وقدرتها على أداء المعاني القرآنية وتوافقها مع لغة قريش .
12-وقد كان من اللغات التي نزلت بها القرآن الكريم غير لغة قريش ( لغة بني سعد بن بكر ) ( لغة جشم بن بكر ) ( لغة نصر بن معاوية ) ( لغة ثقيف ) ( لغة خزاعة ) (لغة هذيل ) ( لغة كنانة ) ( لغة أسد ) ( لغة ضبة )
13-وقال بعض العلماء إني تدبرت الوجوه التي تختلف به لغات العرب فوجدتها سبعة .
لغات العرب :
أ-إبدال لفظ بلفظ ( كالحوت بالسمك )
ب-إبدال حرف بحرف ( كالتابوت – التابوه )
ج-تقديم وتأخير بالكلمة أو بالحرف ( سلب زيد ثوبه – سلب ثوب زيد ) (أفلم ييأس – أفلم يأيس )
د-زيادة حرف أو تقضانه ( ماليه – سلطانيه )( فلا تك في مرية )
ه-اختلاف حركات البناء ( فلا تحسَبن – فلا تحسِبنّ)
و-اختلاف الإعراب ( ما هذا بشراً – ما هذا بشرٌ)
ز-التفخيم والإملالة ( وهذا في اللحن والتزيين )
14-وفي القرآن الكريم ألفاظ تسمى ( بالغرائب ) وهي حسنة في اللفظ متغربة في التأويل بلغت ( 700 ) لفظة أو تزيد قليلا فهي من لغات متفرقة كما وعدّ العلماء أكثر من مئة لفظة ترجع إلى لغات الفرس والروم والنبط والحبشة والبربر والسريان والعبران والقبط وجدوا فيه ألفاظا تسمى ( الوجوه والنظائر ) كلفظ الهدى فيه / 17 / وجهاً ( الثبات – الدين – الدعاء ) وكذلك ألفاظ ( الصلاة – الرحمة – السوء – الفتنة – الروح )
15-وقد أثر القرآن الكريم بمفردات اللغة العربية فصفاها من أكدارها وأجراها في مظاهرها على بواطن أسرارها وصورها بالحقيقة وأنطقها بالمجاز وطاوعها في تقلب الأساليب وتحول التراكيب وطبع الكثير من شعرها وكلامها بطابع الروعة والجمال .


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)