سمات الشعر العربي الأندلسي
أولاً-دخول العرب إلى الأندلس:
يا أهل أندلس لله دركم ماءٌ وظلٌ وأنهارٌ وأشجار
ما جنة الخلد إلاّ في دياركم ولو تخيرتُ هذا كنت أختار
ما إن انتهى موسى بن نصير من فتح بلاد المغرب العربي حتى كلّف أحد قادة الجيوش طارق بن زياد بالعبور إلى مضيق الجبل المسمى باسمه والانطلاق إلى بلادٍ جديدة تتميز بالسحر والجمال والخير الوفير. ذلك أن ملوك القوط وعلى رأسهم الملك (لذريق) كانوا قد سيطروا على البلاد سيطرة ظلم وحاولوا إجبار اليهود المقيمين في تلك البلاد على التنصر، فما جعل هؤلاء اليهود يتعاونون مع الفاتح الجديد ويقدمون له الخدمات ويقودون الجيوش الجديدة إلى مدن الأندلس إضافة إلى أن (يوليان) أحد ملوك مدن المغرب الساحلية قد أراد الانتقام لابنته التي كانت تعمل وصيفة في بلاط الملك (لذريق) والذي انتزع هذا الملك عفتها بحيث جعل (يوليان) يقدم السفن للعرب الفاتحيين ناهيك عن أنّ العرب أنفسهم كانوا يحملون رسالة القرآن إلى البلاد الجديدة التي يريدون فتحها ولم يمض عام (592هـ) حتى أصبح الأندلس إمارةً عربية كرّست بناء الدولة إذ أنه أعاد الخلافة الأموية إلى الأرض الأندلسية بعد غيابها من الأندلس . وهكذا استقر العرب المسلمون في تلك البلاد وسموا مدنها باسم مدن المشرق، ونهضوا بعمرانها نهضة قوية وحاولوا مطاولة الخلفاء العباسيين من حيث مقاومة الإفرنج والوصول إلى مشارف مدينة (باريس) في معركة (بلاط الشهداء) . ومن حيث بناء المدن والقصور التي ما تزال شامخة إلى يومها هذا كقصر الحمراء. ومن حيث الاتقاء الثقافي المعرفي والأدبي حيث تشكلت نهضة كبيرة في الأدب والدين والفلسفة والغناء والموسيقا.
ثانياً-العوامل المؤثرة في تكوين الأدب الأندلسي: أثَّر في تكوين الأدب الأندلسي عاملان:
1-اتكاء العرب في الأندلس على الأصول الموروثة لديهم بحيث اقتدى أدباء الأندلس بأدباء المشرق بكل كبيرة وصغيرة.
2-تأثير الطبيعة الأندلسية والعقلية في هؤلاء الفاتحين بحيث جعلت عروقهم تجري دماءً جديدة .
ثالثاً-سمات الشعر العربي في الأندلس:
باعتبار أن عرب الأندلس قد حاولوا مجاراة المشارقة في أدبهم العربي، فقد اتسم شعرهم بسمات قريبة من سمات الأدب العربي في العصر العباسي وعلى رأس هذه السمات:
1-الغنائية العربية البعيدة عن الشعر التمثيلي والملحمي وما نجده م نزعات قصصية أو حوارية أو تعليمية في هذا الأدب على يد ابن حمديس وابن عبد ربه، ليست إلاّ محاولات عارضة غير مبنية على أسس فنية.
2-الكتابة في أغراض المديح والرثاء والهجاء والوصف والحكمة والغزل واللهو والمجون والزهد والتصوف على غرار الأدب العباسي.
3-تقليد المشارقة في المعاني والأساليب حتى أوائل القرن الخامس الهجري كما في شعر ابن عبد ربه وابن شهيد وابن درّاج القسطلي.
4-تمثل البيئة الجديدة، والأخذ التجديد منذ أوائل القرن الخامس الهجري حيث أخذ الشعر يصور الحياة الجديدة كما عند ابن زيدون والمعتمد بن عباد وابن حمديس و ابن خفاجة ولسان الدين بن الخطيب.
5-تطرف الأندلسيين في وصف الرياض والأزهار ومجالس المجون وقصور الخلفاء وفي شعر الزهد والتصوف والعزوف عن الدنيا.
6-ظهور فنون جديدة كرثاء الممالك والمدن الزائلة .. والشكوى والموشحات.
7-جاءت المعاني عندهم بسيطة، بعيدة عن الإغراب في الفكر أو معالج الفلسفة والكلام.
8-اتسمت الصورة الفنية باللطف والاتكاء على الثقافة العربية والشعر الجاهلي والإسلامي.
9-اتخاذ نهج القصيدة العربية أسلوباً له مع استبدال المقدمة الطلية بوصف الطبيعة.
10- بقي للبيت عندهم وحدة مستقلة بمعناه.
11- أكثر الشعراء من الصنعة والزخرف وفنون البديع و البيان.
12- اتسمت اللغة بالرشاقة والسهولة ، وبقيت أضعف من لغة المشارقة وأكثر دقة ورقة منها.
13- أثرت الموسيقا والغناء في الشعر الأندلسي، وأكثر الشعراء من النظم على البحور القصيرة والمجزوءة والصالحة للغناء والرقص ونظموا (المزدوج – المخمس – الموشحات- الأزجال).


المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)