دَبَّـتْ يَدُ الإفلاسِ فـي عَرَصاتـي
واسْتَدْبَرَتْ وَجهَ الهَـوى كَلِماتـي
فَكَّتْ وَثاقَ الهَجْـرِ سِرًّا, مُنْيَتـي
ثُـمَّ اعْتَلَتْ ظَهْـرَ الفِراقِ غداتـي
لَمْ يُرْضِها ذاكَ الرَّحيلُ فَخَلَّفَـتْ
سَيـْفَ الجَـوى مُـسْتَنْزِفًا أَنَّاتـي
تَبَّـتْ يَدٌ حَـوَّاءُ سِـرُّ شِـرارِها
ما رَتَّلَـتْ حَـوَّاءُ في وَيْلاتـي
جادَتْ كما جادَ الزَّمانُ بِقُربِها
وأنا إليها سُقـْتُ عُمْرًا آتِ
ألجَمْتُ ألسِنَةَ العِتابِ بحُبِّـها
كي لا يثورَ القلبُ في زَفَراتي
وحَبَستُ شارِدَةَ الظُّنونِ وَوارِدًا
بينَ الضُّلوعِ وفي قيودِ سُباتي
أنَّى لِقَلبيَ أنْ يُعاتِبَ بسمَـةً
تَسري بثَغْرِ مِدادِها نَبَضاتي
وعلى شفيرِ سعيرِها مُتَثاقِـلٌ
فتَزِلُّ فوقَ صِراطِها خُطواتي
حتَّى أجوزَ إلى نعيـمِ جِنانِها
فتهونُ في بعضِ النَّعيمِ حياتي
لي بينَ زَهـرِ جِنانِها حوريَّةٌ
تقسو جزاءً, إنْ بَدَتْ زلَّاتـي
فَلَعمرُها, نهرُ الحياةِ بثَغْرِها
فيضٌ,وقد أحيَيْتُ فيهِ مواتي
ما بالُ ذاكَ النَّبعِ جَفَّ مِدادُهُ
فتَبَعثَرَتْ بينَ الصُّخورِ رُفاتي
ما بالُها هذي السَّماءُ, تَلوَّنَتْ
بِخِضابِ ليْلِ الشَّوقِ في طُرُقاتي
أيجودُ داعِ الهجرِ قُربَ المُلْتَقـى
ليدورَ نَجمُ اليَأسِ في جنباتي؟
يا لوعةَ الأشواقِ بينَ جوارِحٍ
صَدَحَتْ بِشوْقٍ في حروفِ سُكاتي
وتأُزُّها ريحُ الحنينِ لِوَصْلِها
طَوْعًا وكرْهًا, إنْ سَرَت غَزَواتي
صُبَّي يقينًا في معينِ دمائِها
فرْحًا معَ الأحبابِ والخلواتِ
ولتَسكُبي يا بَسمَةً في روحِها
أَمَلًا يُداعِبُها , كما البَسَمَاتِ
لا قلبَ لي إنْ ساءَ عِندي ذِكرُها
أوْ زِدتُ فيها السوءَ بالدَّعَواتِ
عُذرًا, وليسَ العُذرُ فيها كافيًا
لكنَّها الأشواقُ في كلِماتي