المقامة الآيفونيّة
حدّثتا غفلاان بن سهوان قال:
في السابع من رمضان ؛في ليلة تحاكي النابغة(1)؛والدلالُ كانت سائغة والكؤوس فارغة؛وفي رأسي أعالج فكرة دامغة:جلستُ إلى كانون عصريّ ؛كهربيّ مصريّ والوحدةُ في خصري نادغة؛وإذا بصديق عتيقِ أعتق من طِلاء أبريق ومن سلاح منجنيق؛يملأ الجوّ مراحا حتى كأنك ترى صباحا وضّاحا – اقترنّا من عهود الدراسةِ؛ تميّز بالحذق والفراسة يحمل أخبارا غريبةً كوكالة (ناسا)(2)؛فجلس وجلستُ بعد التحية ؛وهمهم بخبر كقناة "العربية"وبعد السؤال عن الصحة والأحوال أخرج من ثنايا ثيابه جهازا؛همّازا لمّازا – وقد حسبته جوازا؛ذكيا كما أسماه؛فأبهرني لمّا نظرتُ إليه؛وما رأيتُ إلْيه
قال بن سهوان: لما سألته عن محتواهُ ؛احلولقَ واشرأبَّ ؛وتنحنح ثم اكتأبّ وقال بتهكم؛أما علمتَ يا أمكر من ثعالة(3) وأغدر من ذؤالة(4) أن لكل حرب آلة؟
فقلتُ له:لقد ألبستني يا هذا غير ثوبي ؛يعفيك ربي ؛لئن كنتُ سهوانا فما ذنبي ؛فلا تعكس ما في قلبي لك ضامر ؛فأكون كمجير أم عامر(5) وأسألك برب المشارق والمغاربِ ؛أن تخرجني من هذه "المقالبِ"؛ فما الحرب التي تطرق عيشي!وهل آلَمَ المذبوح نزع ريشِ؟
قال ابن سهوان:
فرفع صاحبي هديره؛ كمن فقد بعيره؛ثم جدحَ من سويق غيره(6):
زعموا أن الحرب على الإرهابِ؛يجب أن تبدأ بالاغتصابِ وبالتدمير والخرابِ ؛على الفيسبوك والواتساب؛بالربيع العربي المسرحي؛مخرجه أوباما الأريحيّ؛أما الممثلون هم الولاّة العرب؛الدارسين في مدارس الشغب فسنرى منهم العجب العجب؛ حتى لا يبقون للمكارم دعاة ً؛ ولا للتقاليد حماة ً؛و ينكر الولد أباه ويقتل الأخ أخاه ؛ويولد البغلُ ويستخنث الفحلُ ؛فقد خططوا لدولة مقبلة ؛فيها الأيامى محبَلة ؛تتزوج المرأة المرأة دون الرجلِ ويستنوق كل جملٍ فحلِ ؛فعلى جهازي(الآيفون)صور لأجمل البنات ؛وخارطة دولة السلحفاة من غرب النيل إلى شرق الفرات ؛تزينّت بأجمل البيضاوات والشقراوات ولا مكان للسمراوات إلا من جديد السلالاتِ ومن أحفاد أوباما أو سمر الولاةِ؛ذاك وإن تحقيق الحلم لآت؛فوق كوكبنا اليعربي بجنب "المشتري"؛فلا خطاب هناك لرئيس ثري؛ولا يهرس "بوتين"في الهريسة؛عند أوباما في الكنيسة
وعلى أرواحنا سلام"كلنتون"القديسة
قال بن سهوان :
فاستفزّتني تلك الخارطة-- وهذه الكلمات المائطة حتى تفجّرت مني النائطة ؛فأنشدتُ:
أعوذُ باللهِ من الأقذارِ من شرّ أوباما مع الأشرارِ إني أمجُّ القولَ من مهذارِ قد جمعَ الأشأمَ من أخبارِ ألا ترى الترويج للكفارِ يهدي اليهود لاحتلال الجار؟ همُ العدوُّ عاودوا للثارِ يا ويلهم من غضب الجبّارِ قد طردتهم عرْبُ عبدالدارِ هدّوا قلاعهم ذوو المختارِ و كان نسج حلمهم بالدارِ كالعنكبوت في يد الإعصارِ قد قطعتْه العُرْبُ بالبتار كم قطعُوا بالسيف شأو العارِ فحكمهم على عدوي جاري --------------
----------
(1)أي النابغة الذبياني القائل(وليل أقاسيه بطيء الكواكب)
(2) ناسا=منظمة دولية تعنى بشؤن الفضاء
(3)ثُعالة:الثعلب
(4)ذؤالة:الذئب
(5)أم عامر؛كنية للضبع؛وهذا مثل يضرب في صنع المعروف في غير أهله
(6)جدح جوينُ من سويق غير؛مثل لمن يكرم من مال غيره