هي نغمةٌ أخرى على القيثارة
أو دمعةٌ سَطَرتْ أدقَّ عبارة
هي نشوةُ السَّكران تَغْمِرُ مرّةً
وشقاوةُ الولهانِ تَلْسعُ تارة
هو ليس حِرباءً متى استهوى
تقمّص جوّه لونًا ليُغري المارة
لكنّ شأن الحب حيّر شاعرًا
غردًا فغنّى في المدى مِزمارَه
ومضى يعيشُ هُويّتيْن ووجهتين
ويستطيبُ من المذاق مرارة
الحبُّ.. لا يدري ذووه هُوِيّةً
أو حالةً أو خصلةً مختارة
ضُرِبت عليه التيهُ كلُّ مُوَلَّهٍ
شبقِ الحنين ومقتفٍ آثاره
التيهُ أرضُ الحُبِّ، لا يُؤوي القُلو
بَ سوى القُلوبِ ولا يطيق ستاره
لا تعذلي قلبي فليس مكلَّفًا
بسوى الهوى.. يا نفسُ يا أمّارة
ومن الذي يقوى على هذا الجما
ل..؟! متام صوّبَ نحوه أوتارَه
ونساءُ مصر قطعْن أيديهن حين
رأين يوسفَ يرتدي معشارَه
وعجوزُ مكة راعها فتقهقرت
لولا تلطُّفه.. لولَّتْ فارة
وألحَّ موسى أن يُعاودَ ربَّه
حتى يرى مُتَكرِّرًا أنوارَه
والله لم يُرَ قبله أو بعده..
نورٌ هنالك مثله ونضارة
هذا الجمالُ الهاشميُّ يقودُني
نحوَ الجُنون.. ومُقلتايَ إشارة
ماذا دهاك؟ فقلتُ أنجلُ عينه
وبريقُ ثغرٍ يبتلي زُوّارَه
ولِمَ الوُجومُ؟ فقلت: في فلك الهوى
لا حرفَ أو شفةً تطيق عبارة
هذي المعاني الغُرُّ ما زالت هُنا
وذه الحروفُ على فمي مُحْتارة
هذي الصفاتُ تحدّت الفصحاء من
كلّ اللغات فما وفَوا مقدارَه
وقفَ البيان على جمالك حائرا
وكذا الفصاحة أدبرتْ منهارة
ألهمتَ عقلَ المبدعين جلائل
المعنى فسطَّر كلّهم تِذْكاره
وفتنتَ ألبابًا فضلَّت رُشدَها
والعقلُ خَرّ مُلمْلِمًا أفكارَه
فعليكَ طه صلاته وسلامه
ما زفّ وجهُك للمُحبّ بشارة
والآل والأصحاب قدوةَ عاشقٍ
ما اسطاع في كلماته إظهاره
المجتبى محمد الثاني
نيجيريا