السوووووق ............

	تتلقانى امرأة , تحنو علىً , تفتح لى قلبها , أسواق بيتها , أحترف البيع. لم أعد أحسب مامر, فى تلك الدنيا التى أعيشها لا تاريخ لها, لا عنوان لأيامها. كل يوم ، ألقى فى أحضان أحدهم ، يستحل كل قطرة من جسدى ، يغرقنى برائحة عرقه , أتقيأ روحى ، أصبح كالقبر , يدفن فىَ جيفة شهوته. كنت طفلة يتيمة الأم , أعيش مع أب قاس, تخيَل أنًنى العائق الوحيد لسعادته, يأتى كل يوم بإمرأة, يأمرنى أن أغلق علىً باب غرفتى , تصمت الدنيا لتستمع معى , إلى صوت الضحكات الخليعة , الكلمات العارية. مرت السنوات ، على أيامى الحزينة , المزينة بقسوة أبى , صرت شابة , أرى عيون أبى تفترسنى , تخرج من محجرها تتلمس جسدى. يوماً , استيقظت على يديه تسيران حثيثاً, تتلصص على دروب أعضائى , انتفضت فى فراشى , هرول خذياناً منى!! أجمع ملابسى , يسبقنى خوفى, أخرج للشارع , لعله يكون أكثر ستراً علىَ من أبى. ألقيت نظرة وداع , على جارنا الذى يقطن بالبيت المقابل, دائماً يقف فى نافذته , مبتسم الملامح, صامتاًَ كأنه تمثال , كنت أقرأ صفحات عينيه التى يقلبها بطرف أجفانه , ودعته , أرحل من دنياى الصغيرة ،لأدفن بدنيا واسعة. ـ يا بنات، اليوم يزورنا فوج من رجال الأعمال, سيجزلون لكُن العطاء. نسرف فى زينتنا, تطرق جيوبهم الأبواب , تُسرع هى لترحب بهم. نخرج , نتزاحم من خلف أبواب العُهر, لنرى صيادى الليلة , تفر عينى عليهم تقرأ ملامحهم , تقف نظراتى على وجه إلتصقت به , هو نفس الشخص الباسم الصامت دوماً, ترتطم نظراتى بالباب لأفيق. :ـ هيا يا بنات اظهرن الآن, ليختر كل باشا منكن من يريدها. يفتح الباب, كل فتاة تدفن بصدر واحد منهم , كأنه حفرة من حفر النار. أما أنا , أفتح باباً أخر, أجرى, أجرى. لم يتبق منى سوى منديلى, الذى يلوح لى من فوق كوبرى قصر النيل.

لرفع القصة لانه يهمنى فيها رايكم

ونقدكم الجميل

دمتم بكل الحب

كاتبتنا المبدعة صابرين:
هأنذا أقف على ضفاف عالمك القصصي الجميل مرة أخرى، وأراك تتجددين في كل قصة جديدة ، وتخلعين ثوبا من أثواب الإبداع؛لتلبسي نصوصك ثوبا أكثر إبداعا..
هذه المرة القصة رائعة إلا من أمور أراها لا تنقص من جمالها ، وروعة صياغتها، ولكنه النقد الذي لابد منه، وأرى أن الأفعال المتلاحقة التي احتشدت بها القصة تجعلها أكثر حيوية من الناحية اللغوية ، ولكنها إلى جانب ذلك تجعل القارئ يلهث وارء الأحداث لملاحقتها بسرعة فرضتها طبيعة الأفعال إلى أن نصل إلى النهاية ، وكنت أود لو نوّعت في أسلوبك في استعمال الجمل الاسمية والفعلية، وتكون الفعلية في الحدث واستمراره ، والاسمية في الوصف والتقرير..
ولا أخفيك سرا إن قلت إن النهاية مفتوحة ؛فمن ظانٍ بأنها انتحرت وهذا ينافي القصة ؛ لأنك جعلت راويتها البطلة نفسها، ومن ظانٍ آخر بأمور مفتوحة ،وأظن أن هذا هو الأجدر ..
المهم أنها أعجبتني ، وكل يوم أراك تحلقين في سماء الإبداع أكثر وأكثر، وإليك الهمسة الاتية:( هرول خذياناً منى!!) .. لم أفهم هذه الجملة..
مع دعوة من متذوق على ضفافك إلى الانتباه إلى همزتي القطع والوصل، وعلامات الترقيم.
سأمر دائما من هنا إن سمحت لي بذلك.
وتقبلي مني فائق الاحترام والتقدير

تروي لنا الكاتبة على لسان إحدى بائعات الهوى قصة سقوطها "السريع" في الرذيلة، متعرضةً في أثناء ذلك لمشاهد قصصية متعددة تتحد جميعها حول محور المعاناة والألم النفسي .غير أن أستهلال القصة كما أراه لم يكن على المستوى المطلوب في عملية التهيئة للحدث الذي تدور حوله القصة .

تتلقانى امرأة , تحنو علىً , تفتح لى قلبها , أسواق بيتها , أحترف البيع.

بهذه العبارة المتسارعة السرد ،تتجه بنا الكاتبة مباشرة نحو محور القصة بحيث يجد القاريء نفسه أمام الأحداث مباشرة من دون أن تهيئة كافية لذلك،قد لايرى البعض بأساً في ان تبنى القصة القصيرة على هذا النحو من تجاوز المقدمات والولوج مباشرة إلى صلب الموضوع ،غير أنني أجد بأن هذه الطريقة في بناء القصة تحتاج إلى شيء من الحذرفي التعامل معها وينبغي على الكاتب في هذه الحالة ان يستهل قصته بعبارات قوية ومؤثرة بحيث تجذب القاريء وتؤثرفيه و تثيرفضوله. وهو مالم يحدث باستخدام تلك العبارة الإستهلاليه المباشرة والسطحية.

ومن ناحية أخرى نجد بأن العنوان لا يشي بمضمون القصة فكلمة السوق على إطلاقها لايمكن ربطها بأماكن بيع الهوى غالباً، وبعبارة أخرى فإن بضاعة الهوى هي بضاعة لا يتم تداولها عادة في السوق المتعارف عليه ،هناك طبعا ما يعرف بسوق النخاسة "بيع الجواري والعبيد" لكن هذا موضوع مختلف تماما ولاعلاقة له ببيع الهوى وتجارة المواخير التي تتم دائما في الأزقة المظلمة من المدينه.

وبالعودة إلى بناء القصة من جديد نجد ان الكاتبة قد استخدمت طريقة أسترجاع الأحداث البعيدة كخلفية للأحداث الحالية لتوضح من خلالها تأثير الأجواء التي نشأت فيها تلك الطفلة اليتيمة والتي دفعت بها إلى مهاوي الرذيلة فيما بعد،وفي هذه المرحلة بالذات أخذت الكاتبة تسترسل في السرد وتأخذنا معه لفترة من الوقت في ذلك العالم الموبوء حيث الأب تحول إلى وحش يريد ان ينقض على فريسته ونعيش مع الكاتبة أجواء الصدمة ثم نفيق معها فجأه على الحاضر الأليم متمثلاً في صوت المرأة "صاحبة الكار" تلك التي أحتضنتها والتقطتها من الشارع وهذا هو ثاني ظهور لها بعد ظهورها المقتضب في بداية القصة وفي كلا الظهورين جاء المرور على هذه الشخصية سريعا وبدون رسم أي تفاصيل عنها برغم أهميتها في حياة البطلة.
نهاية البطلة بنهاية القصة اجدها متناغمة مع ماسبقها من المعاناة التي غطت بسوداويتها كافة مراحل حياة البطلة فلا تنتهي إلا بإنتهاء الحياة نفسها فكان ان كان الإنتحار.
من الواضح بأن الكاتبة لديها مقدرة كبيرة في رصد الأحاسيس الإنسانية العميقة، كما أنها استخدمت في قصتها تعابير وصفية جميلة تعمق من المعنى الذي تريد ايصاله للمتلقي وتضفي أجواء خاصة على اللحظات الدقيقة التي تمربها أثناء عملية السرد، فمثلاً استخدمت في وصف مشاعرها أثناء اتمام صفقة الرذيلة، تعابيرقوية المبنى تشير إلى عمق اتحاد الرفض الصارخ (أتقيأ روحى) مع الإستسلام المطلق ، (أصبح كالقبر) ،أوعند المرور على شخصية ابن الجيران نجدها تعبرعن تلك اللحظه باستعاره غاية في الرقة والجمال ...(أقرأ صفحات عينيه التى يقلبها بطرف أجفانه)، لقد استطاعت ان توضف هذه التعابيرالوصفية بشكل جيد وفعال خدم القصة كثيرا واضاف اليها ابعاد انسانية عميقة.


في النهاية عزيزتي صابرين الصباغ لابد من القول بأنني اجتهدت قدر الأمكان ان اقوم بنقد هذه القصة بتجرد تام من دون مجاملة ولا محاباة وانني اعتمدت في ذلك بعد الله تعالى على رصيد متواضع من المعرفة وآخر كبير من الأخلاص وعلى حس أدبي فني أحسبه عالياً انشالله ،فكان أن خرجت بعد عدة قرءات للنص بهذه النتيجه التي أرجو أن يتسع لها صدرك

خالص احترامي ومودتي وكل عام وانت بخير.

إلى حين عودة كاتبتنا صابرين أريد أن أقدم شكرا جزيلا للعزيزة ليال على هذه القراءة المتأنية التي تنم عن فهم عميق وذوق يستحق التقدير والإشادة ؛ فقد أفدت من قراءتها للقصة بها الوعي ، وبهذا التمكن؛ فتقبلي يا ليال مني خالص التقدير

اختى العزيزة ليال

تحياتى حبيبتى

فكم اسعدنى جدا نقدك الراقى

الذى ينم على فهم عميق استفدت منه شخصيا

واتمنى أن اجد اثر خطوات قلمك الواعى دوما على عتباب نصوصى

دمت بكل الحب

وكل عام وانت بالف خير

لبيع الحريم فوق السرير تجارة يجيدها كل من أبرم صفقة مع إبليس
وللأسف هم كثر
مكثفة وعميقة ومؤثرة
بوركت

هو سوق خاص لبيع اللحم الرخيص
نص اعتمد على السرعة في التنقل بين الصور والمواقف واسترجاع الذاكرة للربط بين الحاضر والعقدة التي عاشتها البطلة وأدت بها لأن تكون أحدى بائعات الهوى
ونهاية جاءت معالجة للموقف الصادم لها
العمل جدا رائع والحبكة قوية والوصف جاء ناطقا بالحركة فشكرا لك هذا الألق
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

نص باذخ شكلا ومضمونا ، وسرد واقعي يقدم فكرا بحس عميق
براعة تصويرية بلغة شيقة متميزة وأداء لافت ، أدخلتنا في متاهة أخذت منا
الشفقة والعطف وقد برعت في رصد المشاعر المحملة بالألم
بمقدرة عالية وحبكة درامية متقنة
حرف بهي جميل تطيب لي قراءته.