بسم الله الرحمن الرحيم
الشام في مسرح الغيب
د. ضياء الدين الجماس
رُفِعَ الستارُ وباحَ بالأسرارِ = في مَسْرَحٍ سيشدُّ بالأبصارِ
عمَّ الظلامُ بعالَم متهالكٍ= والشامُ ترزح تحتَ نير حصار
وقد اكتوت سبلُ الحياة بناره = وتناثر السكان في الأمصار
سيفُ الغرابَةِ في العروبة مُشْرعٌ = ليجذَّها متناسياً "ذي قارِ"
لا لن أحيد عن الحقيقة أبتغي = سَفَهَ الحَياةِ وخِسَّة الفُجَّار
همّي مِنَ الدُّنيا أعيشُ مكافحاً= بالعلم والأخلاق والإيثار
وأصونُ عرضيَ والكرامةُ قلعتي = وأكونُ خيرَ منافحٍ وحَواري
وأجذُّ غِلّا قد أحاط بمنحري = وبمعصمي وأذبُّ كلَّ دثار
وسأمتطي صهو الخيول كفارس = متسابقاً مع ثلة الأحرار
ومبايعاً ربي بخير تجارتي = روحي ومالي خالصاً مع داري
لأكونَ حَيَّاً لا مماتَ يطالني = وأعيشُ تحتَ العرش والأنوار
نهرُ الفرات أمدَّني بأصالتي= وجري بعرقي خير نهرٍ جار
بردى أخاه جرى بروحي مؤمناً = فسقى الدماءَ بسيرةِ الأطهار
ودمشقُ بين الغوطتين حبيبتي = فسطاط جند المسلمين سواري
لو حاصروها ألف عام باللظى = لو أضرموا حتى الثرى بالنار
ستحطم الأغلال رغم أنوفهم = وبسيفها ستطيح بالأشرار
فالله يحفظها بلطفِ قضائه = ويمدُّها بعزيمة الثوَّار
هي محنةٌ ستمرُّ مرّ غمامة = وستُطْفأ النيرانُ بالأمطار
وسيظهر الحقُّ الجليل لو اختفى = وسترتوي الأرَضِينُ بالأنهار
عيسى سيهبطُ في دمشقَ مناصراً = جندَ السماء وثلةَ الأبرار
في المشرقين يعمُّ نورُ محمدٍ= وستنبتُ الأشجارُ في الأحجار
وبصفحَةِ التاريخ تروى قصة = وتسَطَّرُ الأحداثُ بالأخبار
وستنطوي صحُفُ السما بسجلها = وسيُسْدَلُ المشهودُ بالأستار