سألتُهُ ما بالُهُ ؟ وهذا الهُزالُ والسَّقَمُ
وكيف يُمسي هَزيلاً في عَليائهِ الهَرَمُ ؟
وما جَرى كي يُطَوِّقُهُ بِجَناحِهِ الهَمُّ ؟
ولماذا أمسى وحيداً وتَخَلَّفَ عنهُ القَومُ ؟
ولم يَنْبِسْ بِبِنتِ شِفَةٍ وعَزَّ عليهِ الكَلِمُ
وأقسَمْتُ عليه وضاعَ في صَمتِهِ القَسَمُ
وهذا العِنادُ ليس طَبعُهُ والشِّيَمُ
وهَمَمْتُ بالسَّيْرِ فناداني وأبطَأَ يتَلَعثَمُ
كيفَ يَشكو المَكلومُ ويَكتُبُ القلَمُ ؟
إنْ عَشِقنا فَبِحُبِّنا نَعتَصِمُ
نَلوذُ بِحِصنِهِ فقدْ يَنطِقُ الصَّنَمُ !
نَقتَفي آثارَهُ كما السَّرابُ والوَهمُ
أضاعَني في فَلاتِهِ لا ظِلٌّ ولا عَلَمُ
غَزالٌ رَماني بِشِباكِهِ ولِحاظُهُ السَّهمُ
إستَقَرَّ في كَبِدي وتَهَشَّمَ العَظْمُ
وما لِجَرْحٍ مِن حَبيبٍ نَصَبٌ ولا ألَمُ
واليَومَ هَبَّتْ في قلبيَ النارُ واشتَعَلَ النَّدَمُ
وكيفَ لِمِثلي مِنْ غَريمِهِ يَنتَقِمُ ؟!
ورِفْقاً بالقَواريرِ لا ضُرٌّ ولا ظُلَمُ
فقُلتُ : عَجَباً مِنكَ ! ولِحالِكَ آلَمُ
والهَوى نارٌ والبُعدُ عنهُ أسلَمُ
ولكِنْ في الهَوى يا صاحِبي الرَّخِمُ
نَحنُ كالأطفالِ لا نتَعَلَّمُ