أجلبْتُ عليكِ بخيْلٍ قَد شَرَدَتْ في عهدٍ ملعون
لا ماءٌ, لا مرعى, لا حِصـنٌ يـؤيها,
وجميـعُ الطُّرُقاتِ حصون.
الماءُ كثيـرٌ يغمُرُها
والعُشـبُ كثيفٌ يحضُرُها
لكنَّ مذاقَ الزّادِ الحَنظَل
وطريقَ العَوْدةِ ملعون.
وتراءى حِصنُكِ والخَيْلُ,
فَسَكنْتُ الحِصنَ المأمون.
لا أعلمُ قلبًا أجبرني...
أن أرفُضَ كُلَّ جميلاتٍ تمضي في عيني,
كما أنتِ
فَكأَنَّ نِساءَ الكَوْنِ تُقاسِمُنـي جُزءً مِن قارِب
والبحرُ الهائجُ يدفَعُنـي أن أبقى وحيدًا
كـي أنجـوَ مِن موتي.
لا أعلمُ قلبًا علّمني,...
أن أجمعَ مِن فرحي عِقدًا مربوطًا في عُنُقِك
لا يلمعُ إلا في وَهَجِ البسماتِ على ثَغرِك,
إلّا أنتِ..
لا معنىً لِطقوسِ الأُنثى في عقلي
لا تُغرينـي بعضُ شقاوتِها,
أو إتقانٌ في مظهرِ هيْبَتِها
إلا في حينٍ مِن أحيانِ الحُمقِ ,
فلا يخلو مِن ذاك الحُمْـقِ رِجال.
لكنَّ شقاوتَكِ الغيْداءَ تُراوِدُنـي,
وتُداعِبُ في رَجُلـي قَلبًا كقُلوبِ الأطفال,
تُغريهِ البسمةُ في فيكِ إلى القُربِ,
ورنينُ الضَّحِكات.
مُستاءٌ جِدًّا إن غِبتِ,
معزولٌ في رُكنِ البهْوِ المملوءِ نِساءً,
في كُلِّ الطُّرُقات.
لا يأبهُ بالوُدِّ ولا يرضى
ويُناظِرُها وجهًا وجها,
بحثًا عنكِ.
لكنَّ الطِّفلَ الملعونَ يُراوِدُني عن نفسي
ويُسارِعُ دومًا في الأخطاء
ومِرارًا يُعلِنُها,
لن أُخطئَ ثانيةً
ويعودُ بأبشعَ ممّا قد جاء
فأنا ذَنبٌ,
ولزومـي يُدخِلُكِ النَّارَ
والتَّوبةُ عَنَّـي واجِبَـةٌ,
توبـي سِـرًّا وجِهارا
توبـي عن حُبَّـي سَيَّدتـي...
فغِطاءُ الحُـبِّ على بِـئرِ هلاكي مفتوح
مَعصوبٌ قلبُكِ لا يُدرِكُ بُعدَ المسموح
والخُطوةُ تتلوها الخُطوة
ونجاتُكِ تحتاجُ القَسوة
فذرينـي وحيدًا في بِئري,واختاري طريقًا مأمون.
وعِصابةُ قلبِكِ فلتبقـى ,
ولتُبقـي ما شِئتِ الحال
فذريها سنينًا من عُمرِك,
لكنْ يَوْمًا سَتُزال.
يا بُعدًا أسْفَلُهُ الحَـدّ
يا ماضٍ يرسِمُهُ الغَـدّ
ويُلوّنُ بالدَّمعِ الأسودِ في عينيكِ صباحي
كَـم أنتِ جميلة ,
رُغـمَ سوادِ الدَّمـعِ, تَمُـدَّين بمشهدِ أفراحـي,
ألوانكِ في قلّةِ حيلة.
لكنَّ اللعنةَ في قلبـي تُطارِدُنـي
لا تُبقـي شيئًا يُسعِدُنـي
تُجبِرُني أن أفتحَ دفتَرَ أخطائي,
في اليومِ الواحِدِ مـرّات
أن أرسمَ بالذَّنبِ شقائي
أن أحفظَ تلكَ الفُرشـاة
وأعودُ فأغسِلُها بدموعـي
فأراهُ جليسًا في كفّـي
يحتاجُ لأكثرَ من دمـعٍ
والأكثرُ حتمًا لن يكفـي.