شدي إلى عينيك أشرعتي
شدي إلى عينيك أشرعتي
فقد هاج العُباب , وعقني الميناء
واربد وجه الأفق فالدنيا دجى
وبأمنياتي عاثت الأنواء !!!!
ليل علي ليل دروب قواربي
أنى أوجه ناظري ...ظلماء
لابارق في العمر يهدي زورقي
فالكون تيةٌ ,والمدى إيذاء
فخذي إلى عينيك عنف تلهفي
قد عند طرفك تولد الأضواء
ويطل فتاناً صباح غرامنا
من بعد ما عاثت به الأرزاء
مرسى الحيارى مقلتاك حبيبتي
وهواك للصب العليل شفاء
فذري وجودي من عيونك يرتوي
مالي سوى غمز العيون رجاءُ
أيامنا الشقراء عشناها معاً
وعلى ملامحنا الصبا يبتسم
أنى التقت نظراتنا تزهو المنى
ويلفنا بالورد روض مفعم
تضفي جدائلها على بسماتنا
قبل النسامى, فالخدود تُُضُرمُ
الورد يلثم للقرنفل وجنةُ
والفل يلهب وجنتيه العندم
والبلبل الغريد إذ يرنو لنا
يحلو له بالأغنيات ترنُمُ
في مسمع العشاق يكسب لحنهُ
همساً عن الوعد الجميل يرتجم
ما أعذب الأيام يترعٌ كاسها
عذب الوفاء , ووجبنا المستلهم
بشفاهك الزهراء مسي لهفتي
مالي سوى الثغر المندى بلسمُ
أني لا ذكر كيف صادت مهجتي
عيناك بالغمز الحبيب الرنوة
يوم التقينا, لاتعارف بيننا
ألا تحيرنا بدرب الغربة
طيرُ إن صادته أشراكُ الشجن
فحياته رهن الظما المتزمت
عمري بصحراء اليباب مضيعٌ
وصباي دمرة الجفاف بقسوة
طالعت في عينيك لهفة ظامئ
رعناء يسترها الحيا بالبسمة
ويخطها حرفا ًتورد وجنة
بأبي ودنياي احمرار الوجنة
عيناك ساحرتان !! قلت . أجابني
طيفٌ على خديك حلو الفرحة
أنا مثل قلبك ياهواي يمامة
تهفو إلى الثغر الندي الرشفة
الحب جبارٌ إذا قارعتهُ
صهر الوجود لهيبه اللفاح
كم مهجة طرت على أعتابه
وقد أثخنتها للعذاب جراح
وغضنفر ألقى إليه زمامه
وهو الذي ما نال منه كفاح
قهر العواصف كلها واجتاحه
طرف بغمز جفونه ذباح
أنا هكذا يا صبح عمري صادني
نوء لإعصار الصبا , ورياحُ
ألقى على دنياي رهبته الدجى
فمتى سيلوى للظلام جماح
ونعيش للنور الذي نصبو له
وبعمرنا تتألق الأفراح ؟
فأنا بصحرائي عذيب ضائعُ
مالي بدرب العاصفات سلاح
هاتي يمينك نذرع الدنيا ومن
نفح الأزهار حلوتي نتنفس
فأمام خطواتنا الجنائن حلوة
الورد في أرجائها , والنرجس
وعلى الغصون بلابل غريدة
بغرامنا العذب البراءة تهمس
خصلاتنا للنجم يرفعها الشذى
وأكفنا في بحر نور تغُمرُ
وعلى مراشفنا تشب صبابة
تغري صبانا بالهوى, وتوسوس
حتى إذا مالسير أرهق خطونا
رحنا على الزهر المندى نجلس
نختط بالورد القشيب حكاية
عيناك ترسمها , وثغرك يطمس
هي قصة صدق الوفاء حروفها
منها الذي عشق البراءة يقبسُ
حرفان نحن على أسارير المـــــدى
كتبتهما قبل الوفاء الحاني
صاغتهما للذكريات أنامل
شقرٌ كما خلقت يد الفنان
((حاءٌ وباءٌ)) لم تزل رؤياهما
في كل قافيةٍ , وكل لسان
يتساقيان الوصل كأس محبة
ويعربدان بأضلع الأزمان
ويضرجان من الأزهار وجنة
ذوبت في رعشاتها وجداني
وسرحتُ فيها نسمة علوية
جنحي غرامي والصبا رباني
ياحلوة الشفتين زلزلني الظما
واجتاحني في غربتي حرماني
فدعي وجودي ترشف خمر الهوى
فلقد وهبنك مهجتي ,وكياني
أنا في عيون الليل نجم متعبُ
بالحزن والألم المرير ملفعُ
السهدُ يسقيني لعذاب فأنتشي
والموت يدعوني إليه , فأسرع
فوق اللظى العالي تسير بي الخطى
والشوق يلذ عني فلا أتورع
أرأيت مطعون يحب فناءه
ويهيم في سيف عليهِ يشرع
أنا صبك المجنون يا معبودتي
أهوى ظما تحت الجوانح يوجع
وألوذ بالحرمان علَ سعيره
يطفي لهيبا في فؤادي يلكع
فذري وجودي فوق ثغرك حلوتي
يصهر , فأني بالأذى استمتع
ماأعذب الحرمان يشعلني ظمأً
إن كان بالحرمان عهدك يرجِعُ
صوغي الجدائل حلوتي ثوباً لنا
بالأشقر العذب البراءة يغزل
فوق الأزاهير انثريها فرحةً
بأرق ما همس اللقاء ترتلُ
تروي حكايانا لربات السنى
وتجيب قد راح عنا يسأل
كيف التقينا , لا يشد عيوننا
غير الذي منهُ نعل وننهل
يسري ابتسامات على أحداقنا
وعلى مرا شفنا يذوب السلسل
وبوسط قلبينا يعربدُ نشوةً
فوق الشفاه القرمزية تشعل
فالعشق إذ يذوي الوجود عذوبةً
أزهى من الورد وأجمل
* * *
نضبت ينابيع الحياة وغيرنا
روى الغليل , وجمر حبي وارتوى
كل الالى عشقوا استراحوا للقا
وأنا صريع بين حزني والجوى
أترصد الأفاق عل وراءها
طيف يرجع لي أماسي الهوى
فأذوق مثل الناس خمر لقائنا
وأعيد بالقبلات ميعادا ذوى
إني سئمت مع العذاب تمزقي
وكرهت حرماني ولذعات النوى
قلبي متى يروي غليل عروقه
ذهب الصبا الفتان والعمر انطوى
حفرَ الزمان على جبيني يأسه
والأربعون السودُ هدمت القوى
هاتي شفاهك نرتشف قبلاتنا
قد مل خفاقي المبيت على الطوى
أدمنت آلامي فهدمني الشجى
واليأس سال مرارة بدمائي
وهجرت عهد الإنس حيث فتوتي
تختال أغنية على سيمائي
أيام لا العثرات تكبح خطوتي
والحب يورق فتنةً للرائي
الحسن يدعو لهفتي فأجيبه
ويلح عنف الشوق في إغوائي
خلف العيون السود اركض سادراً
من غيرٍ ما خوف ولا استحياء
إن الشباب عجيبة أيامه
مابين لهو واجتناء صفاء
وعواطف بكسرٍ تموج حمية
أعذب بذاك العهد من أهواء
عربيدة الشفتين عدت بخاطري
لعهودنا الغزلية البيضاء
كنا إذا الدنيا تهجم أفقها
وطغت علينا سطوة الأحزان
في طرفك الوسنان ازرع مقلتي
وأذيب في رنواتها وجداني
بالمر شف العربيد اصهر عالمي
فتعيد وردي الرؤى الشفتان !
وبعمق وادي النار ادفن حرقتي
كي ترتوي , فيثيرها النهدان
وأعود لا عطشي ارتوت جمراته
واليأس في جنبي كالبركان
هل مثلما كنا تعود حبيبتي
أم انهُ ضربٌ من الهذيان
ما حيلةُ المجروح حطم جنحه
عنف الردى وضراوة الحرمان
فأتى عيونك مستجيراً حلوتي
مما يكابد من أسى ويعاني
* * *
يا آسري ذقنا تباريح الجوى
فعلى العيون من الدموع وسامُ
وعلى الشفاه الحمر ترعش لوعةً
ظمأى لها بين العروق ضرام
مجنونة اللذعات تشرب من دمي
وتهد من الجسم فهو حطام
خدراً مع الأنفاس يشري لفحها
فعلى الخدود شبوبها والصام
مولاي قل لي : هل تعود عهودنا
أم إن نصبوا له أوهام
هل من اللقاءٍ يرتوي من نبعه
شوقي ويسكت لحنين أُ وامُ ؟؟
وينام بركان دفنت سعيره
تحت الشغاف , وترحل الآلام !
قل لي وحق الذكريات معذبي
حقاً أمنينا عليّ حرام ّ!!
لفح الغليل المر يلكع أضلعي
ويبدد الجسد النحيل ضناه
وتجوس في أغوار ذاتي ناره
عطشا يزعزعني عنيف لظاه
أذوي على حديه شلواً متعبا
كر الزمان يزيد من بلواه !
شبحاً أسير مع الخلائق شفهُ
حرمانهُ , وتحجرت عيناه
مُصفرةٌ من حرقةٍ وجناتهُ
ومن اللظى مقروحة شفتاه
أنى توجه مهمةٌ , أنى سرى
رملٌ بأبحره تغوص خطاه
يا واهب الغرباء أمن نفوسهم
هب لي حنانكَ , إنني أهواه !
وامسح عن المنهوك آثار الونا
فلقد تمزق من ضنى جفناهُ
إني عشقتك فرحةً , نسماتها
تحُي بزخات الحنان شبابيا
وتبث ُ أفواف الشذى في عالمي
وتفجر الأفاق عطرا فاغيا
النرجس الفواح في اعاطفها
والورد يسكر بالجمال ماقيا
والعطر مجنوناً على وجناتها
يلقي دم الأعراق أحمَر قانياً
بنزيف خديه يضرج عمرنا
وبدمعة الغالي يخط قوافيا
سطر لها قبل الشباب , وحرفها
زندٌ على المحبوب يُطبق حانيا
ويضمه للصدر غصنا من سنى
صاغتهُ رباتُ الملاحة زاهيا
يا مانح البسمات عمري , ضمني
شوقاً إليك , فقد سئمت عذابيا
دعني على شفتيك أصهر : أنني
شوقٌ مدارٌ أنينهُ الأعصاب
حملت من صغري العذاب فهدني
يأسٌ , ومزق جانحي عذابُ
واجتاحني عنف الصراع , وشلني
للنوء إعصار..وهاج عباب
ليلٌ على ليلٍ دروب تغربي
ومدار ناظري الكئيب يباب
في داخلي النيران يوقد جمرها
فيسيل حولي لفحها اللهاب
يجتاح أيامي ويجرف عُنفهُ
حلُمُي , فكل الأمنيات سرابُ
ياوارف الأحضان خذني لهفةً
ظمأى إليك , فقد يعود شبابُ
وبعمري المحروم يورقُ موعدٌ
طمرته تحت رمالها الاوصابُ
* * *
خذني بحضنك يا حبيب يمامة
حملت بجناحها الغرام نديا
مدت جناحيها إليك , وقادها
حبٌ يعربد في الدماء قويا
ملكت حجاها مقلتاك فخلها
ترنو لبابك بكرة وعشيا
وتمتع النظر المشوق بطلعة
كالبدر تمنحني الهوى الابديا
في الليل تغمر حلمها وإذا بدا
ضوء الصباح... نضمه غزليا
وتذوب في عينيه حتى لم تجد
من دونه بين الورى انسيا
يا فارس الأحلام هذي مهجتي
شدت بطرفك حلمها الو رديا
فاخلع عليها من حنانك بسمة
نسيا تغادر عقلها منسيا
هي في رياضك يا حبيبي وردةٌ
أجفانها عن صبوة تنفتح
حمراء لون الجرح لون أهابها
بالشعر والعطر المندى تطفح
إن سلمت خجلت , وإن هي اومات
أجفان من يرنو إليها تجرحُ
كالغصن إن خطرت تميد وتنحني
سكرى على نظراتنا تترنحُ
هي في يمينك قطةٌ , خلاصتها
مثل الصباح الغض عطراً تنفح
دعها على شفتيك تحرق عمرها
وعلى مرا شفك الندية تسفح
بعث لها يا سيدي ذوبناها
ولها الفناء على العيون تتفتح
فمع البلابل والعنادل خلها
قد بالمواعيد الندية تصدح
* * *
عشقتك عاصفة تبدد صمتها
وتهد للحرما نصرحاً جاسيا
تتبع الأغلال حتى تمنحني
آثارها , والعمر يرجعُ صافيا
لا غيمة سوداءُ تغمر افقه
أو عنف عاصفةٍ يزمجر عاتيا
ستعيش مثل الطير في تغريده
يطعي أساطير الشباب معانيا
الزقزقات الشقر رجع غنائه
فتراه أنى جال طرفك شاديا
بالفرحة البيضاء يكتب عشقه
حرفاً على العواذل باقيا
فامنح حنانك لي ودع همساتنا
تسقي بوبل الحب قلبا صاديا
حملَ الظما عشرين عاما , لم يجد
ظلاً كعالمك المعطر حانيا
مولاي عفو الحب إن لجت بي أل
شكوى وصرح بالدفين بكاء
فأتيت روضك أستجير بفيئه
من غربتي , فظلالك الإرواء
عيناك عندي الامن يمسح حسرتي
وهواك في بحر الهوى ميناء
وحنانك الينبوع يطئ غلتي
أو عند غيرك يرتوي الغرباء ؟!
لما التقت نظراتنا , خلت المدى
تمتد في قلبي له أصداء
وبوسط أعماقي يعرش فرحةً
هي للشريد الامن والاوفياء
فامنحني البشرى , وهدهد لهفتي
فعلى عيونك تزهر الأهواء ........
وعلى جنبيك ألف فجر مشرق
منه يفر اليأس والظلماء
خذني وهاجر تضم غرامنا
دنيا حنان ما بها رقباء
النبع فيها سبيل ريق
وعيون من يزنوا لنا عمياء
والورد تحتضن القلوب جفونه
والأغنيات جميعها إغراء
والزهر فواح الأريج يذيبنا
بالعطر أروع مارجا الخلصاء
بشبابه الزاهي يطرز عمرنا
ماأعذب الأيام وهي صفاء
والحب كاساتٌ تدور على الندا
مى النجوم جميعها ندماء
أدر الشفاه الحمر يا رب الطلى
فلقد برى أعمارنا إلا ظماء
واجتاحنا عطش السنين , وهدنا
لهبٌ له , وشفاهكِ الصهباء
ازرع بدنياي البشاشة فرحةً
بالعطر والقبل العذاب تفوح
تسري بأنفاسي فيشر بها دمي
خمرا تميد على لظاها الروح
الكون يرقص حولها من سكرةٍ
وبكل إسرار الغرام يبوح
ويقص للدنيا حكايات الهوى
كيف استثير فؤادي المجروح
وهوى على السكين يلثم نصلها
وبمقلتيه تشوق مفضوح
تفشي الدفين من الهوى زفراته
ويبين ما ضُمت عليه جروح
فعلى ملاحمه يطل غرامه
وعلى الشفاه يؤرج التصريح
أمحرك المدفون تحت جوانحي
بالكتم ناء فؤادي المقروح
ليلي على الأفاق القي ظله
فالعمر يأس والفضاء غيوم
الريح دمرت الرياض فحسنها
ذاوٍ , واجفان الورود كلوم
فعلى جبين الأفق ينتفض الأسى
ألما له تحت الضلوع هزيم
يجتاحُ أعماقي ويأكل سوطهُ
جسدي , وينهش خافقي فأهيم
أخر من ألمي وقد نال الونى
من أضلعي وسطت علي هموم
خذي لحضنكَ ما وجودي صخرة
أنا خافق سيدي مكلوم
وأدفن بصدرك لهفتي , وتولني
فلانت نبع للحنان كريمُ !!!
يأبى ضميرك أن تموت يمامة
يصبو إليك جناحها المهزوم
شدي إلى عينيك أشرعتي
شدي إلى عينيك أشرعتي
فقد هاج العُباب , وعقني الميناء
واربد وجه الأفق فالدنيا دجى
وبأمنياتي عاثت الأنواء !!!!
ليل علي ليل دروب قواربي
أنى أوجه ناظري ...ظلماء
لابارق في العمر يهدي زورقي
فالكون تيةٌ ,والمدى إيذاء
فخذي إلى عينيك عنف تلهفي
قد عند طرفك تولد الأضواء
ويطل فتاناً صباح غرامنا
من بعد ما عاثت به الأرزاء
مرسى الحيارى مقلتاك حبيبتي
وهواك للصب العليل شفاء
فذري وجودي من عيونك يرتوي
مالي سوى غمز العيون رجاءُ
أيامنا الشقراء عشناها معاً
وعلى ملامحنا الصبا يبتسم
أنى التقت نظراتنا تزهو المنى
ويلفنا بالورد روض مفعم
تضفي جدائلها على بسماتنا
قبل النسامى, فالخدود تُُضُرمُ
الورد يلثم للقرنفل وجنةُ
والفل يلهب وجنتيه العندم
والبلبل الغريد إذ يرنو لنا
يحلو له بالأغنيات ترنُمُ
في مسمع العشاق يكسب لحنهُ
همساً عن الوعد الجميل يرتجم
ما أعذب الأيام يترعٌ كاسها
عذب الوفاء , ووجبنا المستلهم
بشفاهك الزهراء مسي لهفتي
مالي سوى الثغر المندى بلسمُ
أني لا ذكر كيف صادت مهجتي
عيناك بالغمز الحبيب الرنوة
يوم التقينا, لاتعارف بيننا
ألا تحيرنا بدرب الغربة
طيرُ إن صادته أشراكُ الشجن
فحياته رهن الظما المتزمت
عمري بصحراء اليباب مضيعٌ
وصباي دمرة الجفاف بقسوة
طالعت في عينيك لهفة ظامئ
رعناء يسترها الحيا بالبسمة
ويخطها حرفا ًتورد وجنة
بأبي ودنياي احمرار الوجنة
عيناك ساحرتان !! قلت . أجابني
طيفٌ على خديك حلو الفرحة
أنا مثل قلبك ياهواي يمامة
تهفو إلى الثغر الندي الرشفة
الحب جبارٌ إذا قارعتهُ
صهر الوجود لهيبه اللفاح
كم مهجة طرت على أعتابه
وقد أثخنتها للعذاب جراح
وغضنفر ألقى إليه زمامه
وهو الذي ما نال منه كفاح
قهر العواصف كلها واجتاحه
طرف بغمز جفونه ذباح
أنا هكذا يا صبح عمري صادني
نوء لإعصار الصبا , ورياحُ
ألقى على دنياي رهبته الدجى
فمتى سيلوى للظلام جماح
ونعيش للنور الذي نصبو له
وبعمرنا تتألق الأفراح ؟
فأنا بصحرائي عذيب ضائعُ
مالي بدرب العاصفات سلاح
هاتي يمينك نذرع الدنيا ومن
نفح الأزهار حلوتي نتنفس
فأمام خطواتنا الجنائن حلوة
الورد في أرجائها , والنرجس
وعلى الغصون بلابل غريدة
بغرامنا العذب البراءة تهمس
خصلاتنا للنجم يرفعها الشذى
وأكفنا في بحر نور تغُمرُ
وعلى مراشفنا تشب صبابة
تغري صبانا بالهوى, وتوسوس
حتى إذا مالسير أرهق خطونا
رحنا على الزهر المندى نجلس
نختط بالورد القشيب حكاية
عيناك ترسمها , وثغرك يطمس
هي قصة صدق الوفاء حروفها
منها الذي عشق البراءة يقبسُ
حرفان نحن على أسارير المـــــدى
كتبتهما قبل الوفاء الحاني
صاغتهما للذكريات أنامل
شقرٌ كما خلقت يد الفنان
((حاءٌ وباءٌ)) لم تزل رؤياهما
في كل قافيةٍ , وكل لسان
يتساقيان الوصل كأس محبة
ويعربدان بأضلع الأزمان
ويضرجان من الأزهار وجنة
ذوبت في رعشاتها وجداني
وسرحتُ فيها نسمة علوية
جنحي غرامي والصبا رباني
ياحلوة الشفتين زلزلني الظما
واجتاحني في غربتي حرماني
فدعي وجودي ترشف خمر الهوى
فلقد وهبنك مهجتي ,وكياني
أنا في عيون الليل نجم متعبُ
بالحزن والألم المرير ملفعُ
السهدُ يسقيني لعذاب فأنتشي
والموت يدعوني إليه , فأسرع
فوق اللظى العالي تسير بي الخطى
والشوق يلذ عني فلا أتورع
أرأيت مطعون يحب فناءه
ويهيم في سيف عليهِ يشرع
أنا صبك المجنون يا معبودتي
أهوى ظما تحت الجوانح يوجع
وألوذ بالحرمان علَ سعيره
يطفي لهيبا في فؤادي يلكع
فذري وجودي فوق ثغرك حلوتي
يصهر , فأني بالأذى استمتع
ماأعذب الحرمان يشعلني ظمأً
إن كان بالحرمان عهدك يرجِعُ
صوغي الجدائل حلوتي ثوباً لنا
بالأشقر العذب البراءة يغزل
فوق الأزاهير انثريها فرحةً
بأرق ما همس اللقاء ترتلُ
تروي حكايانا لربات السنى
وتجيب قد راح عنا يسأل
كيف التقينا , لا يشد عيوننا
غير الذي منهُ نعل وننهل
يسري ابتسامات على أحداقنا
وعلى مرا شفنا يذوب السلسل
وبوسط قلبينا يعربدُ نشوةً
فوق الشفاه القرمزية تشعل
فالعشق إذ يذوي الوجود عذوبةً
أزهى من الورد وأجمل
* * *
نضبت ينابيع الحياة وغيرنا
روى الغليل , وجمر حبي وارتوى
كل الالى عشقوا استراحوا للقا
وأنا صريع بين حزني والجوى
أترصد الأفاق عل وراءها
طيف يرجع لي أماسي الهوى
فأذوق مثل الناس خمر لقائنا
وأعيد بالقبلات ميعادا ذوى
إني سئمت مع العذاب تمزقي
وكرهت حرماني ولذعات النوى
قلبي متى يروي غليل عروقه
ذهب الصبا الفتان والعمر انطوى
حفرَ الزمان على جبيني يأسه
والأربعون السودُ هدمت القوى
هاتي شفاهك نرتشف قبلاتنا
قد مل خفاقي المبيت على الطوى
أدمنت آلامي فهدمني الشجى
واليأس سال مرارة بدمائي
وهجرت عهد الإنس حيث فتوتي
تختال أغنية على سيمائي
أيام لا العثرات تكبح خطوتي
والحب يورق فتنةً للرائي
الحسن يدعو لهفتي فأجيبه
ويلح عنف الشوق في إغوائي
خلف العيون السود اركض سادراً
من غيرٍ ما خوف ولا استحياء
إن الشباب عجيبة أيامه
مابين لهو واجتناء صفاء
وعواطف بكسرٍ تموج حمية
أعذب بذاك العهد من أهواء
عربيدة الشفتين عدت بخاطري
لعهودنا الغزلية البيضاء
كنا إذا الدنيا تهجم أفقها
وطغت علينا سطوة الأحزان
في طرفك الوسنان ازرع مقلتي
وأذيب في رنواتها وجداني
بالمر شف العربيد اصهر عالمي
فتعيد وردي الرؤى الشفتان !
وبعمق وادي النار ادفن حرقتي
كي ترتوي , فيثيرها النهدان
وأعود لا عطشي ارتوت جمراته
واليأس في جنبي كالبركان
هل مثلما كنا تعود حبيبتي
أم انهُ ضربٌ من الهذيان
ما حيلةُ المجروح حطم جنحه
عنف الردى وضراوة الحرمان
فأتى عيونك مستجيراً حلوتي
مما يكابد من أسى ويعاني
* * *
يا آسري ذقنا تباريح الجوى
فعلى العيون من الدموع وسامُ
وعلى الشفاه الحمر ترعش لوعةً
ظمأى لها بين العروق ضرام
مجنونة اللذعات تشرب من دمي
وتهد من الجسم فهو حطام
خدراً مع الأنفاس يشري لفحها
فعلى الخدود شبوبها والصام
مولاي قل لي : هل تعود عهودنا
أم إن نصبوا له أوهام
هل من اللقاءٍ يرتوي من نبعه
شوقي ويسكت لحنين أُ وامُ ؟؟
وينام بركان دفنت سعيره
تحت الشغاف , وترحل الآلام !
قل لي وحق الذكريات معذبي
حقاً أمنينا عليّ حرام ّ!!
لفح الغليل المر يلكع أضلعي
ويبدد الجسد النحيل ضناه
وتجوس في أغوار ذاتي ناره
عطشا يزعزعني عنيف لظاه
أذوي على حديه شلواً متعبا
كر الزمان يزيد من بلواه !
شبحاً أسير مع الخلائق شفهُ
حرمانهُ , وتحجرت عيناه
مُصفرةٌ من حرقةٍ وجناتهُ
ومن اللظى مقروحة شفتاه
أنى توجه مهمةٌ , أنى سرى
رملٌ بأبحره تغوص خطاه
يا واهب الغرباء أمن نفوسهم
هب لي حنانكَ , إنني أهواه !
وامسح عن المنهوك آثار الونا
فلقد تمزق من ضنى جفناهُ
إني عشقتك فرحةً , نسماتها
تحُي بزخات الحنان شبابيا
وتبث ُ أفواف الشذى في عالمي
وتفجر الأفاق عطرا فاغيا
النرجس الفواح في اعاطفها
والورد يسكر بالجمال ماقيا
والعطر مجنوناً على وجناتها
يلقي دم الأعراق أحمَر قانياً
بنزيف خديه يضرج عمرنا
وبدمعة الغالي يخط قوافيا
سطر لها قبل الشباب , وحرفها
زندٌ على المحبوب يُطبق حانيا
ويضمه للصدر غصنا من سنى
صاغتهُ رباتُ الملاحة زاهيا
يا مانح البسمات عمري , ضمني
شوقاً إليك , فقد سئمت عذابيا
دعني على شفتيك أصهر : أنني
شوقٌ مدارٌ أنينهُ الأعصاب
حملت من صغري العذاب فهدني
يأسٌ , ومزق جانحي عذابُ
واجتاحني عنف الصراع , وشلني
للنوء إعصار..وهاج عباب
ليلٌ على ليلٍ دروب تغربي
ومدار ناظري الكئيب يباب
في داخلي النيران يوقد جمرها
فيسيل حولي لفحها اللهاب
يجتاح أيامي ويجرف عُنفهُ
حلُمُي , فكل الأمنيات سرابُ
ياوارف الأحضان خذني لهفةً
ظمأى إليك , فقد يعود شبابُ
وبعمري المحروم يورقُ موعدٌ
طمرته تحت رمالها الاوصابُ
* * *
خذني بحضنك يا حبيب يمامة
حملت بجناحها الغرام نديا
مدت جناحيها إليك , وقادها
حبٌ يعربد في الدماء قويا
ملكت حجاها مقلتاك فخلها
ترنو لبابك بكرة وعشيا
وتمتع النظر المشوق بطلعة
كالبدر تمنحني الهوى الابديا
في الليل تغمر حلمها وإذا بدا
ضوء الصباح... نضمه غزليا
وتذوب في عينيه حتى لم تجد
من دونه بين الورى انسيا
يا فارس الأحلام هذي مهجتي
شدت بطرفك حلمها الو رديا
فاخلع عليها من حنانك بسمة
نسيا تغادر عقلها منسيا
هي في رياضك يا حبيبي وردةٌ
أجفانها عن صبوة تنفتح
حمراء لون الجرح لون أهابها
بالشعر والعطر المندى تطفح
إن سلمت خجلت , وإن هي اومات
أجفان من يرنو إليها تجرحُ
كالغصن إن خطرت تميد وتنحني
سكرى على نظراتنا تترنحُ
هي في يمينك قطةٌ , خلاصتها
مثل الصباح الغض عطراً تنفح
دعها على شفتيك تحرق عمرها
وعلى مرا شفك الندية تسفح
بعث لها يا سيدي ذوبناها
ولها الفناء على العيون تتفتح
فمع البلابل والعنادل خلها
قد بالمواعيد الندية تصدح
* * *
عشقتك عاصفة تبدد صمتها
وتهد للحرما نصرحاً جاسيا
تتبع الأغلال حتى تمنحني
آثارها , والعمر يرجعُ صافيا
لا غيمة سوداءُ تغمر افقه
أو عنف عاصفةٍ يزمجر عاتيا
ستعيش مثل الطير في تغريده
يطعي أساطير الشباب معانيا
الزقزقات الشقر رجع غنائه
فتراه أنى جال طرفك شاديا
بالفرحة البيضاء يكتب عشقه
حرفاً على العواذل باقيا
فامنح حنانك لي ودع همساتنا
تسقي بوبل الحب قلبا صاديا
حملَ الظما عشرين عاما , لم يجد
ظلاً كعالمك المعطر حانيا
مولاي عفو الحب إن لجت بي أل
شكوى وصرح بالدفين بكاء
فأتيت روضك أستجير بفيئه
من غربتي , فظلالك الإرواء
عيناك عندي الامن يمسح حسرتي
وهواك في بحر الهوى ميناء
وحنانك الينبوع يطئ غلتي
أو عند غيرك يرتوي الغرباء ؟!
لما التقت نظراتنا , خلت المدى
تمتد في قلبي له أصداء
وبوسط أعماقي يعرش فرحةً
هي للشريد الامن والاوفياء
فامنحني البشرى , وهدهد لهفتي
فعلى عيونك تزهر الأهواء ........
وعلى جنبيك ألف فجر مشرق
منه يفر اليأس والظلماء
خذني وهاجر تضم غرامنا
دنيا حنان ما بها رقباء
النبع فيها سبيل ريق
وعيون من يزنوا لنا عمياء
والورد تحتضن القلوب جفونه
والأغنيات جميعها إغراء
والزهر فواح الأريج يذيبنا
بالعطر أروع مارجا الخلصاء
بشبابه الزاهي يطرز عمرنا
ماأعذب الأيام وهي صفاء
والحب كاساتٌ تدور على الندا
مى النجوم جميعها ندماء
أدر الشفاه الحمر يا رب الطلى
فلقد برى أعمارنا إلا ظماء
واجتاحنا عطش السنين , وهدنا
لهبٌ له , وشفاهكِ الصهباء
ازرع بدنياي البشاشة فرحةً
بالعطر والقبل العذاب تفوح
تسري بأنفاسي فيشر بها دمي
خمرا تميد على لظاها الروح
الكون يرقص حولها من سكرةٍ
وبكل إسرار الغرام يبوح
ويقص للدنيا حكايات الهوى
كيف استثير فؤادي المجروح
وهوى على السكين يلثم نصلها
وبمقلتيه تشوق مفضوح
تفشي الدفين من الهوى زفراته
ويبين ما ضُمت عليه جروح
فعلى ملاحمه يطل غرامه
وعلى الشفاه يؤرج التصريح
أمحرك المدفون تحت جوانحي
بالكتم ناء فؤادي المقروح
ليلي على الأفاق القي ظله
فالعمر يأس والفضاء غيوم
الريح دمرت الرياض فحسنها
ذاوٍ , واجفان الورود كلوم
فعلى جبين الأفق ينتفض الأسى
ألما له تحت الضلوع هزيم
يجتاحُ أعماقي ويأكل سوطهُ
جسدي , وينهش خافقي فأهيم
أخر من ألمي وقد نال الونى
من أضلعي وسطت علي هموم
خذي لحضنكَ ما وجودي صخرة
أنا خافق سيدي مكلوم
وأدفن بصدرك لهفتي , وتولني
فلانت نبع للحنان كريمُ !!!
يأبى ضميرك أن تموت يمامة
يصبو إليك جناحها المهزوم
قصي احمد محمد
العراق -الموصل
ص.ب 2027
مكتب بريد ابي تمام
محمول 009647701601272