|
يا ربّـةَ الشعـرِ ! |
يا ربّةَ الشعـرِ حلّـي عِقـدَ قافيتـي |
ووشّحيهـا بأنـغـامٍ يُضمّخُـهـا |
عطرٌ يعــيدُ لنا الذكرى رياحـينا |
ترنيمـةُ الحـبِ لازالـت تراودنـي |
عـن لحظـةٍِ ردّدَت فيهـا أمانينـا |
عن روضةٍ كنتِ فيهـا يـا مُعذبتـي |
سحابـةُ الطهـرِ ريحانـاً ونسرينـا |
عن ليلةٍ لستُ أنساها وقـد نقشَـت |
في لوحةِ القلبِ مـا أمْلَـت ليالينـا |
عن جدولِ الشوقِ إذ فاضت منابعـهُ |
فأنبتَ الجدبَ وأخضـرّت روابينـا |
عن لهفتي.. إذ توارى النبضُ واحتجبت |
تلك الشمـوسُ وضيّعـتِ العناوينـا |
مازالَ طيفُكِ يسري في دمـي أمـلاً |
يُحيـي القلـوبَ ويجري سائغاً فينا |
واليوم أجدبَ نبضُ الروحِ مذ رحَلَت |
"أضحى التنائي بديلاً عـن تدانينـا" |
لازالَ فـي ساحـةِ الأحـلامِ بوتقـةٌ |
من الشعـورِ ولا زالـت أمانينـا ! |
لم يهدأ الشوقُ مذ أوقـدتِ جذوتـهُ |
ولا الفراق وطـول البعـد يُنسينـا |
مازلـتُ أروي بأنهارِ المُنـى شَغـفـي |
وأنسجُ الحلـمَ فـي روحـي أفانينـا |
ياربّةَ الحسنِ فاضَ الشـوقُ فاقتربـي |
ولامسـي نبـضَ أوتـاري لِتُحيينـا |
كأسُ الفراقُ سَقَت من مُـرِّ علقمِهـا |
صابـاً تجرّعتـهُ سُمّـاً وغسليـنـا |
متـى أراكِ لِتـروي مهجتـي مَطَـراً |
متـى تجوديـن بالتريـاقِ يسقيـنـا |
متى أُجسّـدِ حلمـي فيـكِ ياأملـي |
متـى تطيـبُ بلقيـانـا أماسيـنـا |
متى! فقد أتعـبَ الإطـراقُ أسئلتـي |
متى..! فطولُ النوى يدمي مآقينـا ! |
إنّي على العهدِ أرجو منـكِ ملهمتـي |
أن نلتقي فتعودُ الروحُ لـي حينـا ! |