...(((القصيدة المفقودة )))...
6/2/2009م ، 7/2/2009م ، 8/2/2009م
لعلّي كنت كاتبها
ولكن تاهت أفكاري
مع أني سررت بها
وسـَرّ الحبر أوراقي
***
وقد سطرتها بالنور والإيقاع والبلّور
وبالأحزان حتى لا تؤاخذني عن المستقبل الآتي،
وقد وقعتها نصا وأستكملت فكرتها،
وكان الفجر مطلعها،
وكل سطورها أجمل،
يفوق الثاني الأول،
وفي التدقيق والتنسيق و التحقيق والتحليق،
وأكثر من جمال الثاني الأول إلى آخر سطور الصفحة الأولى
وكان جمالها الأفضل،
وما من صفحة أولى بوجه الصفحة الأولى،
ولن تستبدل الأخرى ، تحيل مكانة الأولى،
لما فيها من الإبداع و الأشواق والتشويق،
لفتنتها محاسنها،
و من فرط وإعجاب بها صفحا تصافحها،
وتبحث عن بقيتها،
لتفتحها بأنفاسك،
وتلمسها بإحساسك، لما سـَرّت ثناياها، وما تخفيه فحواها،
أكثر من بيان المد،
سحر من فنون السحر ،
لحظه نشوة غضة،
تسافر من خلال النور،
أبعد من خيال الحلم،
اسعد من سرور الطفل،
أجمل من شعور الحب،
أمان الله،
صدر الأم،
قلب الأب،
دار العز،
عهد المجد،
فصل الخير،
سِــر النظرة الأولى،
آخر ضحكة ترضى...،
***
مشاهد لم تشاهدها،
ولا حتى مع الأحلام،
تفوق روائع الأنغام،
وبالألوان
بروح وريشة الرسام،
ومن فنان،
لا أمهر، ولا أسعد،
ولا أوسع خيال طار في أحلى ليال العمر يمضي أسعد اللحظات في فردوسه الأعلى و قمة راحة الجنة،
ولو تسعى وراء الظن،
تحشد ذكريات العمر،
تنفذ عمق أفكارك،
فلم تبلغ مراتبها ولم ترسم ملامحها،
ولكن سوف تتأكد إنك لم تشاهدها،
***
و لم تملك سوى سير لتنهي ما بدأت الآن،
ولن تقضي به وطراً ولن تلقى لها ميدان،
ولكن قد حظيت بها لتدرك غبطة الإنسان،
بمرأى كوكب الشعراء والكتاب والوجدان،
لأجلك كانت الرحلة
مشاعر في ربوع بيان،
عبرها شاعر سامي بحس مرهف وبنان،
وكلمات مسافرة تجوب معاجم البلدان،
فدونك والنعيم دنا نضير ناعم ريان،
يمج شعوره نَفسا زكيا روحه ريحان،
ربيع الروح أزكى من ربيع ربوعه بستان،
فطوبى للذين به طيور غنت الأغصان،
ودورك أيها المفتون يأتي بالعبور الآن،
إلى الإبحار والتحليق في أسطورة الألوان،
ترنم راقصا فيها مع الإيقاع والألحان،
ورتل من تراتيل القلوب وعانق الأحضان،
ستبقى خالدا فيها خلود مآثر الأزمان،
وتحفظ عمرك المكتوب منذ بداية العنوان،
وحتى منتهى الرحلة
وآخر سطر من فترة
خلود ينتهي وصله،
إلى آخر سطور الحلم،
آخر صفحة بالقلب،
بعمر قراءة الصفحة،
و روح كنت أحياها،
وتتنفس هواها الآن،
وتلك الروح ما زالت،
تراودني على الإتيان،
أأبقى في ثناياها،
واستشعر كتابتها،
ومما نبعها الصافي وقد فاضت جداوله،
ومد بموجه الخلجان بالأنفاس،
والإحساس، والياقوت، والمرجان، والخيرات يدفعها بأغلى ما يراه الإنس أو تهوي إليه الجان،
تعجز عنه لجتهم،
فكل سطورها تحكي، بأن حروفها تبكي، على أحبار كاتبها،
فتقطر من ذوائبها دموعا في مهب الريح تشكو تيه مغربها،
وما باليد من حيلة
وبعث حياة اطلبها،
ولم تبق سوى الذكرى وصفحات نقلبها،
تعيد حياتنا شيئا فشيئا ثم تسلبها،
وعند نهاية الصفحة وآخر نقطة بالسطر،
تقبض روح صاحبها ، وتبقى روح كاتبها،
ورسم ملامح تحكي قصيدة لا أحيط بها،
وأيام مسطرة،
بإحساسي ووجداني ونزف من عروق الدم،
ولكن ! كيف؟ لا ادري؟
تضيع ورسمها فيني،
واني كنت كاتبها،
ولم ابلغ ثمان عشر،
وسني دون عشرين،
وكنت أظنها حظي من الدنيا وزينتها،
ولكني شغلت بها،
فصارت روح مفقودة.