|
شَرِيعَةُ الغَابِ تَقْضِي المُلْكَ لِلأَسَدِ |
كَذَاك فِي الشَّامِ لَكِنْ دُونَمَا لِبَدِ |
نُيُوبُهُ فِي ذَوِيهِ وَالمَخَالِبُ فِي |
مُوَاطِنِيهِ وَيَشْكُو سَوْرَةَ المُعَدِ |
لَمْ يَنْجُ مِنْ فَتْكِهِ حَتَّى عِصَابَتُهُ |
إِلا عِدَى مِلَّةٍ أَبْقَتْهُ فِي البَلَدِ |
يَسُودُهَا فَاتِكًا بِالشَّعْبِ تَأْمَنُهُ |
وَلَيْسَ يَأْمَنُهُ فِي الشَّعْبِ مِنْ أَحَدِ |
مُسْتَفْرِدًا أَلَّهَتْهُ قُبْحُ أَنْظِمَةٍ |
كَأَنَّما هُوَ لَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَلِدِ |
أَقْعَى زَمَانًا عَلَى عَرْشِ التَّسَلُّطِ لَمْ |
يَرْأَفْ بِنَفْسٍ وَلا فِكْرٍ وَلا جَسَدِ |
تَشْكُو السُّجُونُ اكْتِظَاظًا وَالقُيُودُ بِلًى |
مِنْ كُلِّ حُرٍّ كَرِيمٍ غَيْرِ مُعْتَبَدِ |
وَحَرَّةٍ هَتَكَ الفُجَّارُ عِفَّتَهَا |
يَا وَيْحَ وَالِدَةٍ للحَزْبِ لَمْ تَلِدِ |
تِلْكَ البَلِيَّةُ وَالأَخْلاقُ آسِفَةٌ |
أَحْيَتْ مَشَاعِرَ فِي الأَصْلادِ وَالجَمَدِ |
يُجَرِّعُ الشَّعْبَ مِنَها غَيْرَ مُكْتَرِثٍ |
بِالدِّينِ وَالعُرْفِ وَالأَخْلاقِ وَالرَّشَدِ |
لَمَّا رَأَى أَنَّهُ فِي الجُرْمِ مُنْفَرِدٌ |
وَقَدْ أُحَيطَ بِهِ مِنْ بَعْدِ بَطْشِ يَدِ |
وَقَدْ تَحَوَّطَ فِي طْهَرانَ مُذْ زَمَنٍ |
جَاءَتْهُ حَيْثُ دَعَا إِيَرانُ بِالعُدَدِ |
وَلَيْسَ مِنْ مَدَدٍ إِلا بِزَنْدَقَةٍ |
وَلا مَسَانَدَةٍ إِلا عَلَى سَنَدِ |
يَا شَارِيًا وَسَخَ الدُّنْيَا بِآخِرَةٍ |
عَنْ سَوطِ رَبِّكَ فِيهَا لُذْ بِمَلْتَحَدِ! |
قَدْ زَمْجَرَتْ أُسْدُ دَرْعَا وَهْيَ قَائِلَةٌ |
لا عَيْشَ حَتَّى يُطِيحَ الأُسْدُ بِالأَسَدِ |
لَمْ يُونِهَا القَمْعُ عَنْ إِحْيَاءِ عِزَّتِهَا |
بِدَرْءِ ظُلْمِ نِظَامٍ عَابِثٍ رَغِدِ |
تَفْدِي الكَرَامَةَ بِالأَمْهَاجِ تَقْذِفُهَا |
قَذْفَ الصَّنَادِيدِ فِي أِيَّامِ مُرْتَعَدِ |
قَوْمٌ عَلَى نَكَبَاتِ الحِزْبِ هَبَّ بِهِمْ |
خُلْقُ الإِبَاءِ وَعَافُوا عِيْشَةَ النَّكَدِ |
مَا اسْتَلْأَمُوا يَطْلُبُونَ المَوْتَ تَضْحِيَةً |
أَوْ يَظْفَرُوا بِكَرِيمِ العَيْشِ وَالسَّدَدِ |
عُرَاةَ أَسْلِحَةٍ شُجْعَانَ أَفْئِدَةٍ |
سَرَاةَ أَلْوِيَةٍ فِي غَيْرِ مُنْتَقَدٍ |
يَسْتَقْبِلُونَ حَدِيدَ البْطِشِ مُلْتَهِبًا |
مُعَالِجِينَ جُرُوحَ الجِلْدِ بِالجَلَدِ |
لَمْ يَلْوِهِمْ هَوْلُ مَا يَلْقَونَ عَنْ قُدُمٍ |
وَاللهُ نَاصِرُهُمْ بِالعَوْنِ وَالمَدَدِ |
ثَارُوا عَلَى شَبَحِ الطُّغْيَانِ فِي وَطَنٍ |
لَمْ يَبْقَ فِيهِ كَرِيمٌ غَيْرُ مُضْطَهَدِ |
كَبْتٌ وَقَمْعٌ وَتَجْوِيعٌ وَتَصَفِيَةٌ |
قَتْلٌ وَهَتْكٌ وَتَرْوِيعٌ بِكُلِّ رَدِي |
تَضُجُّ بِالحَّقِّ سُورِيَّا مُدَوِّيَةً |
وِفِي البِقَاعِ صَدَى الإِقْدَامِ وَالحَرَدِ |
فِي حِمْصَ, دَرْعَا, بَانِياسٍ, وَفِي حَلَبٍ |
رَغْمَ البَلاءِ الذِي مَا دَارَ فِي خَلَدِ |
الجَامِعُ العُمَرِيُّ اسْتَاءَ يَقَذِفُهُ |
رِجْسُ النِّظَامِ بَغَيْظٍ جِدِّ مُتَّقِدِ |
أَقَامَ مِقْبَرَةً فِيه لِيُدْنِسَهَ |
فَكَانَ مَبْخَرَةً تَزْكُو عَلَى وَقَدِ |
وَعَاثَ يَفْتِكُ جَزْرًا بِالأُلَى كَرُمُوا |
وَلَيْسَ مِنْ زَاجِرٍ نَاهِيكَ عَنْ قَوَدِ |
لَوْلا الحَلِيمُ وَمَا تَقْضِيهِ حِكْمَتُهُ |
لَحَلَّ بِالكُفْرِ قَبْلًا غَضْبَةُ الصَّمَدِ |
الشَّرُّ يُنْعِمُ حِينًا ثُمَّ يُخْلِدُ فِي |
نَارٍ تَلَظَّى وَخَيْرُ اللهِ لِلأَبَدِ |
فَلا يُغَرَّ امْرُؤٌ بِالشَّرِ يُنْعِمُهُ |
وَلا يَضِيقَنْ بِبَأْسِ الخَيْرِ وَالكَبَدِ |
صَبْرًا بِنِي الشَّامِ لاحَ النَّصَرُ وَاقْتَرَبَتْ |
بِشَارَةُ اللهِ بِالتَّمْكِينِ وَالسَّعَدِ |
لِتَرْقُبِيهِ قَرِيبًا عِنْدَ نَاظِرِهِ |
إِذْ لَيْسَ يُبْعِدُهُ عَنْهُ مَدَى الأَمَدِ |
فَدَوْلَةُ العَدْلِ وَالإِحْسَانِ مُقْبِلَةٌ |
وَدَوْلَةُ الظُلْمِ والطُّغْيَانِ فِي بَدَدِ |
الحَقُّ يَعْلُو وَلا يُعْلَى عَلِيهِ وَإِنْ |
سَادَ الضَّلالُ وَطَالَتْ سَاعَةُ الكَمَدِ |