"عدني .. أعدك" .. وسيلة تربوية لبناء الثقة
إن العلاقة بين المعلم وتلميذه علاقة ممتدة في زمن يصلح لبناء الثقة في نفس الطالب بنفسه وبمعلمه وبالقيم التي يريد المعلم غرسها في نفس الطالب- لو أراد المعلم ذلك.
كيف؟
إن المواقف التعليمية متعددة داخل الحصص كما هي متعددة داخل البيت بين الوالدين والأبناء، وإن الثواب والعقاب تتعدد صورهما ولا تنحصر في صورة واحدة قبالة مريد التغيير معلما أو أبا أو أما، ومن هذه الصور صورة "عدني .. أعدك".
ما صورة "عدني .. أعدك"؟
إنها وسيلة لبناء ثقة الطالب بنفسه عندما يعلم أنه أعطى معلمه وعدا بكذا وأن معلمه يراه قادرا على الوفاء، ووسيلة لبناء ثقته بمعلمه الذي أتاح له فرصة للتغيير نحو الأداء الأفضل؛ فعندما يطلب المعلم من طالب ما في حضور زملائه أن يعده بالاجتهاد وأداء واجباته أو تحسين سلوكه مع زملائه أو ... أو ...، وعندما يطلب منه رفع الصوت عند وعده ليشهد عليه زملاءه، وعندما يجهر الطالب ويعد بصوت واضح مفهوم لأذنيه هو قبل آذان زملائه- فإن هناك مسئولية نفسية تنشأ في نفس الطالب تختلف عن تلك المسئولية التي تنشأ من العقاب وتخوفه، فيقدم على تنفيذ الوعد متحمسا.
فليت المعلمين يفعلون، فلعل الله يُحدث أمرا وتعود التربية إلى مدارسنا!