ضباب من مطر
تمضي الأيام ثقيلة خانقة
والساعة المصلوبة على الجدار
بدقاتها المترنحة تكاد أن تتداعى
بألوانها القديمة القاتمة
وشيء في صدري يلملم الكآبة من وجهي
وكل الهواجس تلتف كشرنقة تحيط بأيامي
كأنها ضباب مستتر
يتوقف تفكيري عند نقطة انقطاع الضجيج المتصاعد
من فراغ النهار كأنه حسرة محرقة
أو ظل يضيق به وجه النهار
وفي لحظة ترتسم بين عيني تساؤلات الأعرف من أين تأتي
وحين تأخذني ذكرياتي صعودا ونزول
أفتش في تعرجات روحي
يصبح انحناء الحنين لبقايا الأمل المتحجر
عاصفة من أحجارا متراصة في شريان الوريد
وفي لحظة من غفوة الزمن حاولت التسلل إلى بحر تساؤلاتي
لأتذكر تفاصيل لحظة الغيبوبة المتشبته بي
وجدت أن الحقيقة كانت عبور لنهر يصب في أرض جردا
هناك حين كان قلبي يفيض بالحنين يفتش عن قمر وردي
في سماء زرقاء.. يبحث عن حلم جميل ليطلق نداء الذاكرة
بحر من أشواق ليجعل من دهليز ألعثمة قبره بلون النار
ومشاعل ضؤ يغمر ضباب الأشياء
ليستيقظ الضمير الإنساني في القلب القابع في بحر الظلمة
يتسلل أمل الإيمان في وجداني متقدا دافئا
بلون الشفق من طيات البحر المتلاطم
لعلي أفيق من حلم بعثر زوايا فؤادي
يأخذني نور الإيمان إلى فردوس الرحمة
لا أحلق إلى بقعة النور المقدسة
عندها سلمت أن هناك منطق لما يمر بعمر الإنسان من أحداث
فعندما غمرني النور المتألق كأنه ضياء شمس ألهب روحي
وملئ فؤادي بأنغام سماوية الألحان تمنيت أن لا أفيق من سحر جماله
فليس من السهل العبور إلى ذاك الفردوس الذي سكنني
وأصبح من مكونات ذاتي ففي اللحظة الأولى لانبعاث النور
أحسست بالانتماء للكون الواسع
وشعرت بالتفاعل لتطلعات المستقبل
وشعرت أن لوجودي معنى أطمح إليه
تبلور بانسياب الكلمات على صفحات دفتري العتيق
ربما هي الغربة وما لقيت بها من صعاب ..
أو ربما هو الحنين إلى الانتماء