= اللوحة =
بقلم : جمال علوش
رسم أحمد جبلاً ينساب إلى جواره نهرعذب .
رسم ايضاً أشجاراً كثيرة تحوط سهلاً يتماوج فيه العشب .. ولم ينس أن يرسم شمساً ضاحكة من ورائها تبدو سماء زرقاء صافية .
تأمَّل أحمد لوحته جيداً ن فوجد أنها مازالت ناقصة . فكَّر ، ثم تناول الفرشاة ، ورسم أطفالاً يدورون حول الأشجار وعصافير كثيرة تزقزق فوقها .
تأمَّل أحمد اللوحة ثانية ، وفكَّر :
- إنَّها ليست مثيرة !
مسح العصافير والأطفال ، ورسم شبكةً تتخبط في داخلها مجموعة من العصافير الملونة . وحين انتهى ، صفَّق فرحاً ، وصاح :
- إنها رائعة ! .. إنها رائعة !
ترك أحمد اللوحة لتجفَّ ألوانُها ، وخرج إلى الحديقة .
قال عصفور لرفاقه :
- ماأقسى قلب هذا الطفل ! .. إنَّه يكره العصافير .
قال عصفور آخر :
- ويحبُّ تعذيبها !
قالت عصفورة :
- سيحضر الصيَّاد بعد قليل ويأخذنا إلى بيته .. يالمصيرنا التعس !
سمعت هند التي دخلت الغرفة لتوِّها كلام العصفورة ، فاقتربت من اللوحة .
تأملتها جيِّداً ، ثم تناولت الريشة . مسحت الشبكة ، وتحركت أصابعها الرشيقة
ببراعة فوق الورقة ...وسرعان ماامتلأت الأشجار بالعصافير التي راحت تغنِّي سروراً وفرحاً .
قال عصفور :
- ماأطيب قلب هذه الطفلة !
قال عصفور آخر :
- إنهاَّ تحب العصافير والأشجار .
قالت العصفورة :
- ليتها تقبلني صديقة .
ابتسمت هند . تناولت الريشة ، ورسمت طفلة بضفيرتين ذهبيتين وعينين زرقاوين كعينيها . تحركت الطفلة ، وراحت تنثر حبات القمح للعصافير . اطمأنت العصفورة . صفَّقت بجناحيها ، ثم حطَّت على راحة الطفلة . ابتسمت الطفلة .. فابتسمت هند