أوبريت
( ماذا ترى فعل الإنسان ؟ )
تأليف : جمال علوش
المنظر : جانب من شاطىء بحر ، وتظهر على مقربة من الشاطىء سفينة وقد تسرب منها النفط ، وقارب يرفع صاحبه شبكته وقد امتلأت بالأسماك ، وسفينة ألقت مرساتها قرب الشاطىء ، فحطمت عروق المرجان ... وفي يمين الصورة اثنان يقومان بقطع شجرة بواسطة منشار . يظهر ، في الوسط ، على البر مشفى يصب صرفه الصحي في البحر ، وإلى أقصى اليمين يظهر معمل يتصاعد منه الدخان إلى أعلى .في اليسار باطن غرفة تجلس على أريكة فيها الجدَّة وإلى جوارها حفيدها ، ويظهر أحفاد آخرون يجلسون ، ويتابعون حوار الطفل مع الجدة .
الطفل : جميلةٌ هيَ حَكاياكِ ياجدَّتي .. نَوَدُّ سَماعَ بعضِها الآن !
الجدّة : كما تودُّونَ ياأبنائي .. ولكن لاأريدُكُمْ لأنْ تتشاءموا . نسمعُ الحكايهْ .. ونُعالِجُ المُشْكِلَةَ في النهايهْ !
الطفل ( وهو يقفز فرحاً ) : نسمع ياجدَّتي !
/ موسيقا /
الجدَّة : كان ياماكان .. في زَمَنٍ ، وليسَ من زمان .. بل هوَ زَمِنُنَا الآنْ
عاشَ على أرضِنَا بَشَرٌ مثلُنا .. لكنَّهُمْ يختلفونَ عَنَّا .
طفلة : بماذا يختلفونَ عنَّا ياجَدَّتي ؟
الجدَّة : اسمعُوا الحِكاية .. واكتشفوا النهاية !
/ موسيقا مناسبة /
الجدة ( تتابع مع الموسيقا الخافتة وتراقص الإضاءة ) : كانَ هُناكَ صيّادون ...
( يدخل مجموعة من الأطفال على أنغام الموسيقا ، يدورون في المسرح ويغنون )
الأطفال : هِيَ بِيْئَتُنَا وَصَدِيقَتُنَا
تَحْيَا تَزْهُو بِمَحَبَّتِنَا
نَرْقُصُ نَهْتِفٌ : ما أحْلاهَا
نَعْمَلُ دَوْمَاً كَيْ نَرْعاها
بِسَواعِدِنَا وأغانينَا
نُهْدِيهَا حُبَّاً تُهْدِينَا
بِيئَتُنَا الحُلْوَةُ نَفْدِيهَا
مَنْ يَجْرُؤُ أن يَعْبَثَ فِيهَا
( ينسحب الأطفال مع نهاية الأغنية ، وتدخل طفلة المسرح ، تدور فيه ، وتصرخ )
الطفلة : في بيئَتِنَا حَلَّ الخَطَرُ
فِي بيئتنا حَلَّ الخَطرُ
( طفل يدخل المسرح مستعجلاً ، ويقترب من الفتاة متلفتاً بحذر ، ويسألها )
الطفل : حَلَّ الخَطَرُ ؟!
أينَ الخَطَرُ ؟!
الطفلة : هوَ خَطَرٌ في كُلِّ
مكانْ
خَطَرٌ مِنْ صُنْعِ
الإنسانْ
الطفل (متسائلاً): ماذا تُرَى فَعَلَ
الإنسانْ ؟
الطفلة ( وهي تدور في المسرح معبرة بيديها وحركاتها ) :
نَثَرَ أذاهُ بِكُلِّ
مَكانْ
قَطَعَ الشَّجَرَا
حَرَمَ البَشَرَا
مِنْ مَطَرٍ تَجْلِبُهُ
الشَّجَرَهْ
الطفل ( متأثراً ) : ما أقْسى هذا الإنسانْ !
ما أقسى هذا الإنسانْ !
( تدخل المجموعة المسرح ، تدور فيه ، وتغني )
المجموعة : مِسكينٌ هذا
الإنسانْ
جازى بالسُّوء
الإحسانْ
هلْ يُدْرِكُ ماتَعني
الشَّجَرَهْ ؟
مايَعْنِي الْفَيْءُ
وما تعني في الجوعِ
الثَّمَرَهْ ؟
لولا الشجرهْ
ماكانتْ في الكونِ
حَياةْ
هل يدركُ ذاكَ
الإنسانْ ؟
( الطفلة تدخل ، وتخاطب الأطفال ) :
يُدْرِكُ ذلكَ
يُدْرِكُ أكثَرْ
لكنْ .. لكنْ
لا يَتَبَصَّرْ
فَعَلَ الأفْدَحَ
فَعَلَ الأكْبَرْ
المجموعة : ماذا .. ماذا ؟
أذْنَبَ أكثَرْ !
قولي مافَعَلَ الإنسانْ ؟
الطفلة ( وهي تحرِّك يديها وتدور ) :
ملأ الأفْقَ دُخَانَ
مصانعْ
وضَجيجَاً أهدى
للشارِعْ
( المجموعة ( متعجبة ) :
ملأ الأفقَ دُخَانَ
مَصانعْ
وضجيجاً أهدى
للشارعْ !!
الطفلة ( وهي تتحرك ) :
أوساخاً سَاقَ إلى
البحرِ
بَدَّدَ مافِيهِ مِنَ
السِّحْرِ
المجموعة : آهٍ .. آهْ
آهٍ مِنْ هذا
الإنسانْ
هَلْ أدْرَكَ غَلْطَتَهُ
الآنْ ؟!
الطفلة : بَلْ أمْعَنَ في
الهَدْمِ
وَزَادْ
زَادَ فَسَادَاً
زَادَ عِنَادْ
ظَلَمَ البحرَ
ظَلَمَ القَاعْ
أهْدَاهُ كُلَّ
الأوجاعْ !
المجموعة : كَيْفَ .. وكيفْ ؟
الطفلة : سَاقَ بَوَاخِرَ
لِلْخُلْجَانْ
كَسَّرَ في القَاعِ
المَرْجَانْ
هذا مافَعَلَ
الإنسانْ
المجموعة ( وهي تدور في المسرح ) :
في بيئتنا حَلَّ الخَطَرُ
خَطَرٌ مِنْ صُنْعِ الإنسانْ
ماذا تُرى فَعلَ الإنسانْ
نَثَرَ أذاهُ بِكُلِّ مَكَانْ
نثرَ أذاهُ بِكُلِّ مكانْ
نثرَ أذاهُ بكلِّ مكانْ
( وتنسحب المجموعة مع نهاية خافتة )
( تدخل الطفلة ، وتنشد ) :
في بيئتنا حلَّ الخَطَرُ
واستشرى ، واحتارَ البَشَرُ
ماذا نفعلْ
ماذا نفعلْ؟
( تدخل المجموعة ، وتنشد أولاً محركة أيديها )
طبعاً نَعْمَلْ
طَبْعَاً نعملْ
كيْ نُرْجِعَ شَاطِئنَا
الأحْلَى
كِيْ نَجعَلَ بيئَتَنا
أجملْ
طفل ( وهو يتقدم ) :
فَلْنَمْنعْ قَطْعَ
الأشجارْ
طفلة (وهي تتقدم ) :
ونصُونُ
نَصونُ
الأنهارْ
من أوساخٍ
فيها تُسافِرْ
مِنْ صَيْدٍ
يوميٍّ
جائِرْ
كي يَبقى السَّمَكُ
الفتَّانْ
ذُخْراً لِحَياةِ
الإنسانْ .
( الأطفال يدخلون المسرح ويغنون ) :
لنْ نَسْمَحَ أنْ تُقْطَعَ
شَجَرَهْ
لا لَنْ نَسْمَحْ
هِيَ تُعْطِينا
الْفَيءَ الرائِعَ
تُهْدِينَا
الْبَهْجَةَ
والثَّمَرَهْ
وَبِهَا نَفْرَحْ
لنْ نسمَحَ أنْ تُقْطَعَ
شَجَرَهْ
لَنْ نَسمحَ أنْ تُقطَعَ
شَجَرَهْ
( يتوقف الأطفال مع نهاية الأغنية ، مستمعين للطفل الذي يدخل )
طفل ( وهو يدخل ) :
لِتَكُونَ مَصانِعُنَا أبْعَدَ
عَنْ كُلِّ المُدُنِ
المعمورَهْ
وَبِذلِكَ نضْمَنُ
صِحَّتَنَا
وَتَظّلُّ الْبِيئَةُ
مسْرورَهْ
(يدور الأطفال في المسرح ، ويرددون الأغنية الأولى ) :
هِيَ بيئَتُنَا وصديقتنا
تحيا تزهو بمحبتنا
نرقصُ نهتفُ : ماأحلاها
نعملُ دوماً كي نَرعاها
بِسَواعِدنا وأغانينا
نُهديها حُبَّاً تُهدينا
بيئتنا الحلوةُ نفديها
مَنْ يَجْرُؤُ أنْ يعْبَثَ فِيها
=====================