أحدث المشاركات
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 47

الموضوع: المفـاهيمُ تقبلُ الاختـلاطَ والاختـلافَ .. ولا تحتملُ الخلـطَ والخـلافَ

  1. #11
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    كذلك ... الدين وهو منجم أي ثقافة ... لادخل له بالتعلم والتعليم ... إنه غريزة إنسانية

    وبمصطلح القرآن .. هو فطرة

    قال تعالى :

    فطرة الله التي فطر الناس عليها ...
    هو ذاك، أيها الخليل الحبيب النجيب ..

    فالناسٌ مفطورون على حب الصواب، واجتناب الخطأ .. ورسالة الأديان هي التأكيد والتذكير بتلك الفطرة السوية ..

    تلك الفطرة التي هي عرضة للعبث من جانب الهوى وانحراف النفس، والشهوات، والشيطان ..

    فجاءت الثقافات - وهي أعرافٌ من صناعة البشر -، لتُوهِم الإنسان وتسحبه من حيث لا يدري .. فيعتقد بأن الصواب قرينٌ للأنا، وأن الخطأ ملازمٌ للآخـر .. عند تضارب المنافع .

    إذا سرَّكَ ألا يعود الحكيم لمجلسك .. فانصحه بفعلِ ما هو أعلم به منك !

  2. #12
    الصورة الرمزية سيف الدين قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 201
    المواضيع : 15
    الردود : 201
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    المفـاهيمُ تقبلُ الاختـلاطَ والاختـلافَ .. ولا تحتملُ الخلـطَ والخـلافَ
    الخلطُ بين المفاهيمِ هـو خللٌ ثقافيٌّ تعليمي - يقود الإنسان غالبًا إلى الضلال والهلاك - بحجةِ نُصْـرَةِ الحقِ وإقامةِ العـدلِ .!
    واختلافُ البشرِ وصراعاتهم وتدافعهم هو أمـرٌ إلهيٌّ قَـدَرِيٌّ أزليٌّ أبديٌّ محتـوم – رغم أن المنطق لا يفهمه في وجود العقل والأخلاق .. ،
    الأخ الكريم أبو بكر / أسعد الله أوقاتكم
    أخي الحبيب دعني أختلف معك فيما ذهبت إليه للأسباب التالية
    أما المفاهيم فهي لفظة لها دلالة وواقع , فحتى نحكم عليها أنها تقبل الاختلاط والاختلاف أو لا أو أنها لا تحتمل الخلط والخلاف أو لا , فلا بد لنا بداية أن نعي على حقيقة المعنى كواقع محسوس
    فالمفاهيم هي معاني الأفكار لا معاني الألفاظ , فاللفظ كلام دلّ على معان قد تكون موجودة في الواقع وقد لا تكون , وعلى هذه المعاني تقع مسؤولية السلوك الانساتي , لأن السلوك مربوط ربطا حتميا في المفاهيم , فلا يوجد سلوك إلا و خلفه مفهوم دفع الشخص للقيام بهذا السلوك
    فسلوكك مع شخص عندك عنه مفاهيم الحب و تختلف عن سلوكك مع شخص عندك مفاهيم البغض عنه , ويختلف سلوكك مع شخص لا يوجد في ذهنك أي مفهوم عنه , فالسلوك الإنساني مربوط حتما بالمفاهيم
    وأما معنى الفكر فهو أنه إذا كان لهذا المعنى الذي تضمنه اللفظ واقع يقع عليه الحس أو يتصوره الذهن كشيء محسوس ويصدقه، كان هذا المعنى مفهوماً عند من يحسه أو يتصوره ويصدقه، ولا يكون مفهوماً عند من لا يحسه ولا يتصوره، وعلى ذلك فالمفاهيم هي المعاني المدرك لها واقع في الذهن سواء أكان واقعاً محسوساً في الخارج أم واقعاً مسلماً به أنه موجود في الخارج تسليماً مبنياً على واقع محسوس. وماعدا ذلك من معاني الألفاظ والجمل لا يسمى مفهوماً، وإنما هو مجرد معلومات.
    وهكذا تبدا المفاهيم بالتشكل في الذهن , فهي تبدأ من مجرد معلومة , فإذا أُعمل فيها الفكر تصبح فكرا , فإذا جرى التصديق على هذا الفكر صار مفهوما يؤثر في السلوك , ولذلك فإن الفكر الشيوعي على سبيل المثال يبقى عندي مجرد معلومات لا تؤثر فيَّ أبدا , ولكن إن صدقت بها صارت تؤثر في سلوكي , ولكنني لا يمكن أن أصدق بها إلا إذا كانت الفكرة مقنعة للعقل وموافقة لفطرة الإنسان , أي أنه جرى إعمال الفكر فيها بناء على القواعد الفكرية التي لا يختلف عليها اثنان من العقلاء , شريطة أن لا تلغي غريزة التدين في النفس البشرية التي تقر بالعجز والنقص والاحتياج إلى خالق مدبر تلجأ إليه كلما شعرت بالحاجة إليه وهذه هي الفطرة
    وخلط المفاهيم عند الشخص الواحد آت من أنه صدق بشيئ لا واقع له فتأثر به أي أنه صدق بوهم , وهذا هو عين الذي نعاني منه في مجتمعاتنا الإسلاميه , ففي الوقت الذي يؤمنون به بالإسلام تراهم يقومون بفصل أفكار الإسلام عن معالجة مشاكلهم المتجددة ويلجؤون إلى غير أفكار الإسلام سواء الرأسمالية أو الشيوعية أو غيرها فصار واقعهم كالذي يعاني من فصام في الشخصية , فلا إسلاما أبقى , ولا اندمج بغيره من الأفكار
    ومن هنا كان لابد على مريدي النهضة والرقي في العالم الإسلامي أن يجعلوا الإسلام مبدءً , عقيدة عقلية ينبثق عنها نظلم شامل لكل نواحي الإنسان , وأن يأخذوا على عاتقهم نشر ثقافته بين الناس حتى تصير مفاهيم مؤثرة في السلوك
    غير أن المعيقات كثيرة , منها قيام ذوي الجاه والسلطان بالسماح بضخ الأفكار والمفاهيم عبر وسائل الإعلام , ومنع أصحاب الأفكار والمفاهيم الصحيحة من نشر أفكارهم , وتجنيد الآلاف من المثقفين الذين يتبنون وجهة النظر الغربية , وقيام علماء السلاطين بتشويه أفكار الإسلام , والأمثلة على ذلك كثيرة
    ولكن , لابد أن ينبري المفكرون الأنقياء ويبذلوا جهدهم مهما كانت المخاطر من وراء ذلك
    فالمفاهيم على ذلك لا تقبل الاختلاط ولا الخلط , ولا الإختلاف ولا الخلاف عند الشخص الواحد
    وإذا حصل ذلك فلأنه مرض بحاجة إلى علاج

    أما أنها مختلفة عند الأمم فهذا أمر واقع , لذلك كان التدافع والصراع بينالحق والباطل
    دمت بخير

  3. #13
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الأخ الكريم \ سيف الدين ..

    إسمح لي أولاً ، بأن أُهنئ نفسي، ورابطة الواحة وملتقاها، ومنابر الفكر والحوار فيها .. بانظمامك لنا ووجودك بيننا .

    وأن أُعبّـر لك عن بالغ سروري وعظيم إعجابي بما قرأت لك هنا .

    فمثلك ممن يحملون لواء الفكر بجديّة، وبقوة الحجة ووضوح الفكرة ونبل الغاية، ولا يبخسون الكلمة حقها، ولا يضنون بجهدهم ووقتهم ..
    أولئك الذين نفتقدهم ونبحث عنهم، فأرجو أن أجد حرفك حيثما وُجد الفكر، في منابر واحتك التي يحق لها أن تفخر بك .

    أحببتك في الله - والله، فلا تتردد يا أخي - جزاك الله خيراً - في طرح
    التساؤل، وتوجيه النقد - حيثما وأينما وجدت لهما مكاناً .. فبذلك تؤكد حضورك في ساحة الصادقين والمخلصين .

    ثانياً .. بخصوص تحفظاتك - التي أُرحبُ بها أيما ترحيب .. أقول :

    1- لا يتم تناول المفاهيم والأفكار والآراء والاختلاف والخلاف والخلط والاختلاط - لدى الإنسان- إلا بسبب تأثيرها في حياته ومصالحه .. المرتبطة بالضرورة بوجود الآخر وحقوقه.
    وأظنك لا حظت بأنني استخدمت في العنوان : كلمتي تقبل وتحتمل .. ولذلك مدلوله الذي لا يغفله من هو مثلك .

    2- ولعلك لاحظت، بأنني قلت عن خلط المفاهيم، إنه خللٌ ثقافي تعليمي، في إشارة إلى اختلاف أساليب ومعايير التعليم، ومصداقية وحيادية مصادر ثقافات المجتمعات في مفهومها .. للعقل، وحرية الفكر، وللآخر، وللوجود البشري ككل ...الخ ؛ حيث لا تكون المآسي إلا بسبب عدم الاتفاق في المفاهيم .

    3- أنت تعلم أنّ كلمة "الاختلاف" تشير إلى وجود مادة أو موضوع يستوجب الحوار .. وهذا لا يكون إلا بين طرفين أو أكثر - مما يعني أني لا أقصد الإنسان لنفسه - كفرد لوحده .

    أما الخلاف، فهو الوصول إلى نقطة اللا تفاهم .. وهذا ما لا أراه جائزاً في عالم العقلاء .

    4- تعلم أن الخلط، إنما يكون عمداً - عناداً، أو نتيجة جهلٍ أو تسرّعٍ .. وهو ما يؤدي إلى الخلاف . ولا أعتقد بجواز ذلك للعقلاء المفكرين .
    أما الاختلاط، فهو المزج الخاطئ والغير متعمد للمعاني، ويحصل ذلك نتيجة التداخل والتشابه الكبير بين مدلولات الألفاظ - التي هي أساس المفاهيم، وما يترتب عليه من سلوكٍ غير سوي - يكون مؤقتاً عادة - حيث يزول مع توسع المدارك المعرفية، والإلمام باللغة، وحرص الإنسان على تحرّي الصواب والإنصاف .. إذا كان يستعمل عقله باحثاً عن الحقيقة، معافىً من داء التعصب .

    أما عن حال المسلمين وأوضاع العقل والمفاهيم عندهم .. فأنا لا أميل إلى فكرة أن الغرب أو عملاءهم أو سواهم، هم من يقفون وراء الارتباك الحاصل في ساحتنا الفكرية.
    وإنما أُرجع السبب إلى الحصار المضروب على العقل المسلم، واستبداله بالنقل، ومنعه من التفكير، بحجة عدم أهليته لفهم رسالته في الحياة دون وصاية دينية وفكرية وثقافية - موجهة - عليه .

    فنحن نعلم بأن الفتنة الكبرى وانقسام المسلمين إلى طوائف - يُكفّـر ويلعن بعضهم بعضاً .. لم يكن بسبب الغرب .

    ويمكنني القول إن إقحام الإسلام- كدين توحيد - جاء ليحدد علاقة الإنسان بربه بالأساس، والزج بمفهوم الجهاد في الصراعات السياسية الإقليمية بين الدول، وعند تضارب المصالح الاقتصادية، وأثناء التدافعات البشرية الطبيعية، والخلافات الحدودية .. هي من قبيل خلط المفاهيم والتلاعب بعواطف ومشاعر البسطاء، من أجل شحذ هممهم، للخلاف والصدام مع الآخر .. بسبب ظاهري - ليس هو السبب الحقيقي .

    أشكر مرورك وحضورك، أيها الأخ الحبيب، والمفكر النجيب، وأُجدد ترحيبي بك في منابر الفكر .



  4. #14
    الصورة الرمزية سيف الدين قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 201
    المواضيع : 15
    الردود : 201
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    الأخ الكريم \ سيف الدين ..
    إسمح لي أولاً ، بأن أُهنئ نفسي، ورابطة الواحة وملتقاها، ومنابر الفكر والحوار فيها .. بانظمامك لنا ووجودك بيننا .
    وأن أُعبّـر لك عن بالغ سروري وعظيم إعجابي بما قرأت لك هنا .
    فمثلك ممن يحملون لواء الفكر بجديّة، وبقوة الحجة ووضوح الفكرة ونبل الغاية، ولا يبخسون الكلمة حقها، ولا يضنون بجهدهم ووقتهم ..
    أولئك الذين نفتقدهم ونبحث عنهم، فأرجو أن أجد حرفك حيثما وُجد الفكر، في منابر واحتك التي يحق لها أن تفخر بك .
    بارك الله بك أخي الحبيب أحرجتني والله يا أخي
    وما أنا إلا رجل أتعلم منكم , ولا أدعي بأنني آتي بجديد , ولكنه فكر تعلمناه من مفكرينا المسلمين ومن مبدعينا الذين نوروا لنا الدرب فنحن نحمل لواءهم ونحاول نشره ما استطعنا إلى ذلك سبيلا , وما ذلك إلا لأن المفكرين هم القادرون على فعل التغيير
    وأنا سعيد بالعثور على مثل هذه الواحة الجميلة التي تضم أمثالكم من حملة لواء التغيير , راجيا الله الاستفادة قبل الإفادة
    فبارك الله بكم
    أحببتك في الله - والله، فلا تتردد يا أخي - جزاك الله خيراً - في طرح التساؤل، وتوجيه النقد - حيثما وأينما وجدت لهما مكاناً .. فبذلك تؤكد حضورك في ساحة الصادقين والمخلصين .
    أحبك الله الذي أحببتني من أجله , وتأكد أخي الحبيب بأنني لن أتردد في طرح أي سؤال " فإنما شفاء العي السؤال " , وسأبقى معكم إن شاء الله في ساحة الصادقين المخلصين .
    - لا يتم تناول المفاهيم والأفكار والآراء والاختلاف والخلاف والخلط والاختلاط - لدى الإنسان- إلا بسبب تأثيرها في حياته ومصالحه .. المرتبطة بالضرورة بوجود الآخر وحقوقه.
    وأظنك لا حظت بأنني استخدمت في العنوان : كلمتي تقبل وتحتمل .. ولذلك مدلوله الذي لا يغفله من هو مثلك .
    نعم أخي الحبيب لاحظت ذلك ولكنني أردت مزيدا من التوضيح حتى لا يحصل أي التباس
    أما كونها تُتناول بسبب تأثيرها في حياة الإنسان ومصالحة المرتبطة بوجود الآخر , فذلك حق
    فالله تعالى يقول " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " فمن غير شك أن تغيير ما بالنفس ليس المقصود منه تغيير الأحشاء الداخلية , من معدة وكلاوي وما إلى ذلك , بل المقصود قطعا تغيير الأفكار والمفاهيم , فإن حصل ذلك حصل التغيير وهذا ما نصبو إليه
    أما كونها مرتبطة بالآخر فهذا يحتاج إلى بيان
    وذلك أن الإنسان كما يقولون كائن اجتماعي , أي أنه لا يستطيع العيش بمعزل عن غيره , ولما كان اجتماع الناس أمر طبيعي , كان أمرا طبيعيا أن يحدث من جراء هذا الاجتماع علاقات بين الناس , وحتى لا تكون هذه العلاقات محكومة بالفوضى , كان لا بد من وجود النظام الذي ينظم للناس هذه العلاقات , والنظام أحد أمرين , إما أن يكون من وضع البشر , وإما أن يكون من الله عز وجل
    أما أنه من البشر فهو نظام فاشل لأنه ناشئ من عقل محدود لا يستطيع الإحاطة بكل مشاكل البشرية , كما أنه عرضة للاختلاف والتناقض والتأثر في البيئة
    لذلك فلا بد أن يكون النظام من الله عز وجل خالق الكون والحياة والإنسان نظام قادر أن يُسعد البشرية لأنه الأعرف بمشاكل البشرية والأقدر على حلها نظام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وما شقيت البشرية إلا يوم أن انحرفت عن نظام الله واتبعت أنظمة البشر القاصرة , فانحدرت هذا الانحدار الهائل
    فارتباط الناس بالمفاهيم , يتنازعه الارتباط بأحد النظامين , وهما نظامان مختلفان متناقضان كل التناقض ولا يمكن الجمع بينهما , لأن اجتماع النقيضين محال قطعا , وهي مسلمة لا ينتطح فيها عنزان
    -
    ولعلك لاحظت، بأنني قلت عن خلط المفاهيم، إنه خللٌ ثقافي تعليمي، في إشارة إلى اختلاف أساليب ومعايير التعليم، ومصداقية وحيادية مصادر ثقافات المجتمعات في مفهومها .. للعقل، وحرية الفكر، وللآخر، وللوجود البشري ككل ...الخ ؛ حيث لا تكون المآسي إلا بسبب عدم الاتفاق في المفاهيم .
    أتفق معك
    -
    أنت تعلم أنّ كلمة "الاختلاف" تشير إلى وجود مادة أو موضوع يستوجب الحوار .. وهذا لا يكون إلا بين طرفين أو أكثر - مما يعني أني لا أقصد الإنسان لنفسه - كفرد لوحده .
    أما الخلاف، فهو الوصول إلى نقطة اللا تفاهم .. وهذا ما لا أراه جائزاً في عالم العقلاء .
    صدقت
    أما كون الخلاف هو الوصول إلى نقطة اللاتفاهم , فبالرغم من أنه لا يجوز في عالم العقلاء فإنه أمر واقع لا مناص منه , وكما ذكرتم في النقطة الرابعة , فإنه يحصل بسبب العناد أو الجهل أو التسرع
    فإن الحقيقة إذا عرضت أمام العقل فإن العقل لا يستطيع إلا أن يسلم بها , ولكن إن تم رفض هذه الحقيقة , فكيف يتم معالجتها ؟؟ ومن أين نأخذ طريقة معالجتها ؟
    كل هذا وأكثر قد تم فصله في النظام الإلهي وتمت معالجته إما بالاستئصال وإما بالدعوة والموعظة الحسنة حتى يفضي كل امرئ إلى ربه .
    أما الاختلاط، فهو المزج الخاطئ والغير متعمد للمعاني، ويحصل ذلك نتيجة التداخل والتشابه الكبير بين مدلولات الألفاظ - التي هي أساس المفاهيم، وما يترتب عليه من سلوكٍ غير سوي - يكون مؤقتاً عادة - حيث يزول مع توسع المدارك المعرفية، والإلمام باللغة، وحرص الإنسان على تحرّي الصواب والإنصاف .. إذا كان يستعمل عقله باحثاً عن الحقيقة، معافىً من داء التعصب .
    الاختلاط ناشئ من أمرين والله أعلم
    الأول : عدم الوعي على الألفاظ والمعاني , ولو دقق الإنسان في الألفاظ والمعاني لتوصل إلى مفهوم صحيح , كما أن الوهم قد يعطي مفهوما مضللا , فإنك ربما تكون في مكان مظلم , فترى شيئا يتحرك في الظلام , فإذا توهمت أن ما رأيته وحشا فإنك تخاف منه وتهرب , ولكن إذا دققت فيه فربما يكون قطا أو نعجة , لا تستدعي كل هذا الخوف , والمعنى أن تدقق فيما ترى قبل أن تحكم عليه
    الثاني : وهو مفاهيم الأعماق , وهي المفاهيم عن الأشياء بأنها تشبع عندك حاجة عضوية أو غريزة , وهذه المفاهيم عند البشر واحدة , ولكنها تختلف من أمة إلى أخرى بكيفية الإشباع , هل هو إشباع صحيح أو خاطئ , فإنك تستطيع أن تشبع غريزة النوع بالزنى , أو بالزواج , أو بالمثلية , أو بأية طريقة أخرى , ولكن من الذي يحدد أن طريقة الإشباع هذه صحيحة أو باطلة ؟؟
    لا شك أنه النظام الذي اخترته في الإشباع
    فالمسلم يعلم أن الزنى محرم , فلذلك هذه الطريقة في الإشباع عنده غير واردة بالمرة و إذا حصل أن مسلما أشبع هذه الغريزة بالزنى , فإنه يكون بذلك قد غيب مفاهيم الحلال والحرام وحل محلها مفاهيم الأعماق , عن هذا الشيئ الذي يشبع , ولذلك فإن المسلم بعدما يرتكب المحرم تهدأ عنده مفاهيم الأعماق , وتطفو إلى السطح عنده مفاهيم الحلال والحرام أي الصواب والخطا , فتقرصه المعصية فتراه يهرع إلى الله عز وجل طالبا منه المغفرة والصفح
    فتكون هذه ثغرة في السلوك تحتاج إلى علاج وتقويم
    أما عن حال المسلمين وأوضاع العقل والمفاهيم عندهم .. فأنا لا أميل إلى فكرة أن الغرب أو عملاءهم أو سواهم، هم من يقفون وراء الارتباك الحاصل في ساحتنا الفكرية.
    وإنما أُرجع السبب إلى الحصار المضروب على العقل المسلم، واستبداله بالنقل، ومنعه من التفكير، بحجة عدم أهليته لفهم رسالته في الحياة دون وصاية دينية وفكرية وثقافية - موجهة - عليه .
    أخي الحبيب أنا ذكرت أنه أحد الأسباب وليس هو فقط وإن كان أبرزه وأحد أسبابه أيضا ما تفضلتم وذكرتم , بأنه حصار مضروب على العقل المسلم , إنما لم أفهم ما تقصده من النقل , فأنا لا أرى عيبا أو نقيصة أو حصارا للعقل إن نقلت من عالم أو مفكر رأيا صوابا
    ثم إن اختلاف الأفهام أمر لا مفر منه وهناك من هو مؤهل لذلك وهناك ومن هو غير مؤهل في قدرته على استنباط الأحكام الشرعية والاجتهاد , إنما الذي هو غير مقبول أن يُفَهمك أحد فلا تفهم , فأحكام الإسلام قابة للفهم , سواء توصلت أنت إلى هذا الفهم , أو أوصلك أحد إليه , والله تعالى يقول " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "
    والله تعالى أعلم
    ويمكنني القول إن إقحام الإسلام- كدين توحيد - جاء ليحدد علاقة الإنسان بربه بالأساس، والزج بمفهوم الجهاد في الصراعات السياسية الإقليمية بين الدول، وعند تضارب المصالح الاقتصادية، وأثناء التدافعات البشرية الطبيعية، والخلافات الحدودية .. هي من قبيل خلط المفاهيم والتلاعب بعواطف ومشاعر البسطاء، من أجل شحذ هممهم، للخلاف والصدام مع الآخر .. بسبب ظاهري - ليس هو السبب الحقيقي .
    الإسلام أخي الحبيب , أتى به الله عز وجل , ليحدد به العلاقة بين الخالق والمخلوق في العبادة والاعتقاد
    وعلاقة العبد بنفسه في أكله وشربه وملبسه ومسكنه
    وعلاقة العبد بغيره من بني البشر في الأحوال الشخصية والعقوبات والاقتصاد والحرب والسياسة
    وما أنزل الله فرض الجهاد الذي لا مناص لنا منه وهو كره , إلا ليكسر العوائق والحواجز المادية التي تحول بين الإسلام ونشره للعالمين هذا الفرض الذي أمرنا به الله عز وجل
    فالجهاد فرض له شروط لا نتستطيع إلا أن نطبقه وإلا لحقنا الإثم والذل
    أشكر مرورك وحضورك، أيها الأخ الحبيب، والمفكر النجيب، وأُجدد ترحيبي بك في منابر الفكر .
    وأشكر ترحيبك وسعة صدرك , وما أسبغته علي من عبارات يعجز لساني أن أرد لك مثلها
    ولا أقول لك إلا جزاك الله عنا كل خير
    دمت بفضل من الله ونعمة

  5. #15
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    السلام عليكم ..

    ... إنما لم أفهم ما تقصده من النقل , فأنا لا أرى عيبا أو نقيصة أو حصارا للعقل إن نقلت من عالم أو مفكر رأيا صوابا
    ثم إن اختلاف الأفهام أمر لا مفر منه وهناك من هو مؤهل لذلك وهناك ومن هو غير مؤهل في قدرته على استنباط الأحكام الشرعية والاجتهاد , إنما الذي هو غير مقبول أن يُفَهمك أحد فلا تفهم , فأحكام الإسلام قابة للفهم , سواء توصلت أنت إلى هذا الفهم , أو أوصلك أحد إليه , والله تعالى يقول " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "


    ما قصدته بالنقل المرفوض، وغير المقبول لدي،
    هو كل ما لا يجوز أن ترفضه عقولنا من المنقول لنا من أقوال البشر أمثالنا .. أي هو تقديس أفكار وآراء السابقين في فهمهم للدين .

    حيث إنه توجد قاعدة( يعتبرها البعض شرعية)، مفادها أن الإسلام يجب أن يؤخذ بالنقل وليس بالعقل .
    ويُقصد بالنقل هنا، ما نُقل من تفاسير - عن السابقين - في القرون الأولى للإسلام .
    أي أنك، ولكي تتحدث في أمور الدين، فإنه يجب عليك أن تستشهد بآراء السابقين، ولا يكفي أن تستشهد بآية صريحة من القرآن الميسّر للذكر !!!
    وبمعنى أنه لا يجوز شرعاً - لي و لك أو للشيخ القرضاوي - مثلاً، أن نبدي رأياً أو نقول وجهة نظرٍ مغايرة - لتفسير ابن تيمية أو البخاري - مثلاً .. لهذه الآية أو تلك، أو حول استباطه لهذا الحكم أو ذاك. أو نتساءل عن مدى صحة هذا الحديث أو ذاك !!

    ونحن إذا تساءلنا فلن يكون ذلك بقصد تحليل الزنا أو قتل النفس بغير الحق، أو الإفطار في نهار رمضان ...الخ، فهذه حدودٌ، فيها نصوص قطعية وصريحة لا تحتمل الخلط ولا الاختلاط ! ولكن تساؤلاتنا فيما هو موضع اجتهاد !

    وحُجّتهم دائماً، هي
    أننا مخطئون لأننا نستعمل عقولنا لأجل فهم الدين .. وكأن ابن تيمية، أو سواه من المفكرين، قد استعملوا قدراتٍ استثنائية أخرى خاصة- ليست عقولهم - في فهم الدين .. أو كأنهم رُسلٌ معصومون .

    ولا أقصد هنا، رفض النقل لمجرد أن هذا التفسير من فلان أو سواه، .. فهم مجتهدون قالوا ما عندهم، وأجرهم وحسابهم على الله.

    ولكن أرفض، ولا أقبل، بأن تُفـرضَ آراؤهم وأفكارهم واستنباطاتهم، على أنها جزء أساسي من العقيدة أو
    الشريعة، بحيث لا يجوز مناقشتها أو انتقادها أو رفضها أو تغييرها .. كما لو كانت جزءاً من القرآن !

    أما أن تنقل رأياً صائباً - لعالمٍ أو مفكرٍ- فهذا ليس عيباً ولا نقيصة، بل هو مطلوب.. شريطة أن نتفق على صوابه- لا أن يفرضه أحدنا على الآخر؛ وأن يكون قابلاً للفهم خاضعاً للنقاش، .. وليس مُقدساً - وهو رأي بشر !

    أما قولك بأن هناك من هو مؤهلٌ لاستباط الأحكام، وهناك من ليس مؤهلاً .. فهذا كلام صحيح. ولكن من هو المؤهل لوضع شروط الأجتهاد والاستنباط، في ضوء الآية التي ذكرتها .. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر !

    فكيف بدأ الأوائل كتاباتهم واستنباطاتهم وتفسيراتهم.. ماذا كان متوفراً بين أيديهم - غير القرآن ولغتهم وعقولهم !

    فلماذا يُفرض على مُفكري اليوم ضرورة عدم الخروج على أفكار السابقين !

    ولماذا يُفرض على أجيال اليوم، إتّباع أفكار السابقين، وهي التي لم تُفلح في درء الفتنة والانقسام والاقتتال بين المسلمين - في عصورهم!



    الإسلام أخي الحبيب , أتى به الله عز وجل , ليحدد به العلاقة بين الخالق والمخلوق في العبادة والاعتقاد
    وعلاقة العبد بنفسه في أكله وشربه وملبسه ومسكنه
    وعلاقة العبد بغيره من بني البشر في الأحوال الشخصية والعقوبات والاقتصاد والحرب والسياسة
    وما أنزل الله فرض الجهاد الذي لا مناص لنا منه وهو كره , إلا ليكسر العوائق والحواجز المادية التي تحول بين الإسلام ونشره للعالمين هذا الفرض الذي أمرنا به الله عز وجل
    فالجهاد فرض له شروط لا نتستطيع إلا أن نطبقه وإلا لحقنا الإثم والذل

    هل تعني أن من مقاصد الجهاد هو إكراه الناس على الدخول في الإسلام ! وهل تقصد بأن الإسلام انتشر وينتشر بالسيف !
    ثم، أليست كل الأبواب والوسائل متوفرة، وكل الدول - اليوم - مفتوحة للدعوة إلى الإسلام، مما يوجب الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة .. ثم يُترك أمر العباد لرب العباد فهو القائل .. من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي؛ ولست عليهم بوكيل؛ ولست عليهم بمسيطر؛ ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة؛ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين .!

    دمت بكل خير أيها الزميل العزيز والأخ الكريم ..

  6. #16
    الصورة الرمزية سيف الدين قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 201
    المواضيع : 15
    الردود : 201
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الحبيب أبو بكر , تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير , وأسأل الله أن يعيد علينا عيدنا وقد تحققت آمالنا , وتحررت مقدساتنا , ونعمنا بعزة الإسلام
    وأعتذر منك على التأخر في الرد لمشاغل أشغلتني
    فبارك الله بكم
    واسمح لي أن أقسم الرد إلى قسمين منعا للإطالة والملل
    أولا
    أخي الحبيب أتفق معكم في كثير مما تفضلتم وذكرتم , ولكنني أرى أننا بحاجة إلى توضيح المفاهيم المتعلقة في مسألتي العقل والنقل لأنهما أساسان يبنى عليهما كل الأفعال والأقوال والتصرفات الخارجة من الإنسان
    فما هي حدود العقل وأين يقف ؟ أم أنه لا حدود له ؟ وأين حدود النقل وأين يقف ؟ أم أنه لا حد له ؟
    بمعنى آخر فإننا بحاجة إلى إلقاء الضوء وإزالة اللبس حول مفهومي العقل والنقل
    أما العقل فإنه يشترط فيه حتى تحدث العملية العقلية إلى أربعة أشياء لا بد من وجودها وإلا فلن يحدث عقل , أو عملية عقلية , التي يقصد من ورائها الحكم على الأشياء
    أولها : توفر حس صالح للإحساس , وهو السمع والبصر والشم والتذوق واللمس
    إذ أنه بدون وجود إحساس صالح فلن تحصل عملية فكرية مطلقا , فلو قلت لك مثلا أن بيدي شيئ أحمله , ولو أجريت كل عملية فكرية لتعرف ما الشيئ الذي أحمله فلن تستطيع أن تعرف
    ثانيها : وجود واقع يُحس , فبدون هذا الواقع والإحساس به فلن تستطيع إصدار الحكم على هذا الواقع , ودليله المثال السابق
    ثالثها : وجود معلومات سابقة في الدماغ عن هذا الواقع , وبدونها أيضا لا يمكن أن تحدث العملية الفكريه , فلو أعطيتك عبارة عبرانية أو سريانيه , وقلت لك ما المكتوب في هذه العبارة , فلن تستطيع , رغم أنها واقع موجود وتحسه بالحواس , ولكن إذا أعطيتك معلومات عن هذه الأحرف ومدلولاتها , أو أنك تتقن هذه اللغة فسوف تقرؤها بكل يسر وسهوله , فالمعلومة السابقة ركن لا بد من توفره حتى تحدث العملية الفكرية
    رابعها : وجود دماغ صالح للربط , ينقل الواقع المحسوس , ويربطه بالمعلومات السابقة في الدماغ
    واختلاف الناس في القدرة على التفكير آت من جهة قوة الربط في الدماغ نفسه , فكلما كانت قوة الربط عالية كانت قدرة التفكير أدق وأسرع , والعكس صحيح , وقوة الربط هذه هبة من الله عز وجل , لا دخل للإنسان فيها , فكلما زادت قوة الربط جنح صاحبها نحو العبقرية , وكلما قلت جنح نحو البلادة والغباء , لذلك يقال بأن الغباء داء لا يعالج .
    بعد هذا , يتضح أخي الحبيب , أن العقل مجاله هو التفكير في الواقع , وأن الواقع فقط هو محل التفكير
    فوظيفة العقل هي إعمال الفكر في الواقع والحكم عليه بوجود المعلومات السابقة .
    من هنا كان خطأ فلاسفتنا المسلمين رحمهم الله , حيث بالغوا في التفكير بأشياء غيبية وبالغوا في قياس الغائب على الشاهد فوقعوا بالخطأ , والمسألة فيها تفصيل أكثر لا يتسع المجال للاستفاضة فيه ها هنا .
    أما النقل فإنه ينقسم إلى قسمين أحدهما ما يرجع إلى النقل المحض، وهو الذي يرجع إلى النص المحض، أي إلى ألفاظ النص وما يدل عليه منطوقها ومفهومها.
    والثاني ما يرجع إلى الرأي المحض وهو الذي يرجع إلى معقول النص أي يرجع إلى العلّة الشرعية.
    فأمّا النقل المحض فهو الكتاب والسنّة وإجماع الصحابة، وهو يحتاج إلى الفهم والنظر.
    وأمّا الرأي فهو القياس، وهو يحتاج إلى العلّة الشرعية التي دلّ عليها النص الشرعي.
    والخلاف الحاصل هاهنا في النقل بالرأي , وهذا لا خلاف بجواز الاختلاف فيه لأنه إنما يصدر من عالم أو مجتهد سواء كان صحابيا أو تابعيا أو غيرهما رضي الله عنهم جميعا , واختلاف الصحابة في الاجتهاد أمر مشهور كاختلاف ابي بكر وعمر رضي الله عنهما في قتال أهل الردة , وغيرها , وإنما نحن نستأنس بأقوال هؤلاء العلماء والمجتهدين , فإن كان اجتهادهم صادرا عن إعمال عقل وإنعام نظر في النصوص المعللة , وقادهم إلى رأي صحيح , أخذنا رأيهم , ويعتبر هذا الرأي هو حكم الله في المسألة , لأن المجتهد إنما , يبذل وسعه في فهم مراد الله عز وجل في خطابه , وضعا أو اقتضاء أو طلبا
    وإن قادهم إلى رأي خاطئ رددناه عليهم بقوة الدليل إلى الرأي الصواب , وهم مأجورون في كل الأحوال .

  7. #17
    الصورة الرمزية سيف الدين قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 201
    المواضيع : 15
    الردود : 201
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    والقسم الثاني
    قولكم
    أما قولك بأن هناك من هو مؤهلٌ لاستباط الأحكام، وهناك من ليس مؤهلاً .. فهذا كلام صحيح. ولكن من هو المؤهل لوضع شروط الأجتهاد والاستنباط، في ضوء الآية التي ذكرتها .. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر !
    أخي الحبيب , لقد خاطب الله في رسالة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - الناس جميعاً، قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } وقال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ } وقال { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ } . وخاطب بأحكامه الناس والمؤمنين، قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ، إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } وقال { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } وقال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً } وقال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى } وقال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا } وقال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ } . فصار على من سمع الخطاب أن يفهمه، ويؤمن به، وعلى من آمن به أن يفهمه ويعمل به، لأنه هو الحكم الشرعي. ولهذا كان الأصل في المسلم أن يفهم بنفسه حكم الله بخطاب الشارع، لأن الخطاب موجه مباشرة من الشارع للجميع، وليس هو موجها للمجتهدين ولا للعلماء، بل موجه لجميع المكلفين. فصار فرضاً على المكلفين أن يفهموا هذا الخطاب حتى يتأتى أن يعملوا به، لأنه يستحيل العمل بالخطاب دون فهمه. فصار استنباط حكم الله فرضاً على المكلفين جميعاً، أي صار الاجتهاد فرضاً على جميع المكلفين. ومن هنا كان الأصل في المكلف أن يأخذ حكم الله بنفسه من خطاب الشارع لأنه مخاطب بهذا الخطاب، وهو حكم الله.
    غير أن واقع المكلفين أنهم يتفاوتون في الفهم والإدراك، ويتفاوتون في التعلم، ويختلفون من حيث العلم والجهل. ولذلك كان من المتعذر على الجميع استنباط جميع الأحكام الشرعية من الأدلة، أي متعذّر أن يكون جميع المكلفين مجتهدين. ولما كان الغرض هو فهم الخطاب والعمل به، كان فهم الخطاب أي الاجتهاد فرضاً على جميع المكلفين. ولما كان يتعذر على جميع المكلفين فهم الخطاب بأنفسهم لتفاوتهم في الفهم والإدراك وتفاوتهم في التعلم، كانت فرضية الاجتهاد على الكفاية، إن قام به البعض سقط عن الباقين. ومن هنا كان فرضاً على المكلفين المسلمين أن يكون فيهم مجتهدون يستنبطون الأحكام الشرعية.
    وعلى ذلك فالمسلمون إما مجتهدون أو مقلدون , ومعنى كونه مقلداً أي أخذ الحكم الشرعي عن طريق شخص ولم يستنبطه هو , وليس من التقليد الشرعي أخذ رأي زيد من الناس باعتباره رأياً له من عنده، أو باعتباره رأياً للعالم الفلاني أو للمفكر الفلاني أو للفيلسوف الفلاني، فهذا كله ليس تقليداً شرعياً، وإنما هو أخذ لغير الإسلام وهو حرام شرعاً، لا يحل لمسلم أن يفعله لأن أمر الله لنا أن نأخذ عن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - لا عن غيره أياً كان. قال تعالى { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } . بل العبرة باعتبار الرأي رأي شرعي أنه أخذ من مصدر شرعي بطريقة شرعية .
    وقد ورد النهي عن الأخذ بالرأي الذي من عند الناس. ففي الحديث الذي أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمرو :(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعاً وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ) أي يُفتون برأيهم الذي هو من عندهم. ولا يعتبر الرأي المستنبط رأياً من عند المستنبط، بل هو حكم شرعي. أما الذي يعتبر رأياً فهو الرأي الذي من عند الشخص .
    أما الاجتهاد وشروطه
    فالاجتهاد في اللغة هو استفراغ الوسع في تحقيق أمر من الأمور مستلزم للكلفة والمشقة. وأما في اصطلاح الأصوليين فمخصوص باستفراغ الوسع في طلب الظن بشيء من الأحكام الشرعية على وجه يُحس من النفس العجز عن المزيد فيه.
    وما دام الاجتهاد من النص , فلا بد من فهم النص , أي أمتلاك الآلة التي تفهم من خلالها النص أو تعين على فهم النص ، إما من منطوقه أو من مفهومه أو من دلالته أو من العلة التي وردت في النص، سواء أكان ذلك استنباط حكم كلي من دليل كلي ، أم كان استنباط حكم جزئي من دليل جزئي
    أي أن تكون عالما في مرامي الكلام وأساليبه ودلالاته , أي عالم في اللغة , وهذا شرط أساسي عقلي لا خلاف عليه , والشرط الثاني أن يكون متمكنا عالما في المعارف الشرعية , التي ترد في النص وفي غيره حتى لا يأخذ نصا منسوخ الحكم أو لفظة نُسي معناها اللغوي أثبت لها معنى شرعيا كلفظة (المُفْلِسْ ) مثلا
    ومن هنا كانت شروط الاجتهاد كلها تدور حول هذين الأمرين وهما: توفر المعارف اللغوية، والمعارف الشرعية , ولا يمكن أن يحدث اجتهاد من دونهما .
    وقد كان المسلمون في فجر الإسلام حتى نهاية القرن الثاني، لا يحتاجون إلى قواعد معينة لفهم النصوص الشرعية، لا من الناحية اللغوية، ولا من الناحية الشرعية، نظراً لقرب عهدهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصرف عنايتهم في الحياة إلى الدين، ونظراً لسلامة سليقتهم اللغوية وبعدهم عن فساد اللسان. ولذلك لم تكن هنالك أي شروط معروفة للاجتهاد، وكان الاجتهاد أمراً معروفاً. فكان المجتهدون يعدون بالآلاف. فقد كان كافة الصحابة مجتهدين، ويكاد يكون أكثر الحكام والولاة والقضاة من المجتهدين. إلا أنه لما فسد اللسان العربي ووضعت قواعد معينة لضبطه وشغل الناس بالدنيا، وقلَّ من يفرغ أكثر وقته للدين، وفشا الكذب في الأحاديث على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ووضعت قواعد للناسخ والمنسوخ، ولأخذ الحديث أو رفضه، ولفهم كيفية استنباط الحكم من الآية أو الحديث، لما حصل ذلك قل عدد المجتهدين وصار المجتهد يسير باجتهاده على قواعد معينة يصل منها إلى استنباطات معينة تخالف قواعد غيره، وتكونت هذه القواعد عنده، إما من كثرة ممارسته لاستنباط الأحكام من النصوص فصارت كأنها موضوعة لسيره على طريقة واحدة حسبها، وإما أن يكون اتبع قواعد معينة وصار يستنبط بحسبها. فنتج عن ذلك أن صار المجتهد مجتهداً في طريقة معينة لفهم النصوص الشرعية ومجتهداً في أخذ الحكم الشرعي من النصوص الشرعية، وصار بعض المجتهدين يقلدون شخصاً في طريقته في الاجتهاد، ولكنهم لا يقلدونه في الأحكام، بل يستنبطون الأحكام بأنفسهم على طريقة ذلك الشخص. وصار بعض المسلمين الملمّين بشيء من المعارف الشرعية، يبذلون الوسع في طلب الظن بشيء من الأحكام الشرعية في مسائل معينة تعرض لهم، لا في جميع المسائل. فوجد بذلك واقعياً بين المسلمين ثلاثة أنواع من المجتهدين: مجتهد مطلق، ومجتهد مذهب، ومجتهد مسألة.
    وفي المسألة تفصيل اكثر لا حاجة لنا به الآن
    وبقيت مسأله وهي قولكم
    هل تعني أن من مقاصد الجهاد هو إكراه الناس على الدخول في الإسلام ! وهل تقصد بأن الإسلام انتشر وينتشر بالسيف !
    ثم، أليست كل الأبواب والوسائل متوفرة، وكل الدول - اليوم - مفتوحة للدعوة إلى الإسلام، مما يوجب الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة .. ثم يُترك أمر العباد لرب العباد فهو القائل .. من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي؛ ولست عليهم بوكيل؛ ولست عليهم بمسيطر؛ ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة؛ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين .!
    دمت بكل خير أيها الزميل العزيز والأخ الكريم ..
    أخي الحبيب , سأفرد بإذن الله تعالى موضوعا منفصلا حول الجهاد وشروطه وما يتعلق به من أمور الدعوة والفتح , حتى يتم التركيز على موضوع البحث ولا نتشعب كثيرا في فرعياته أو ما يتولد عنه .
    وأعتذر على الإطالة
    ودمت بفضل من الله عز وجل , وتقبل الله طاعتكم .

  8. #18
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي رب مُبلََغ أوعى من سامع(ناقل) ..

    الأخ العزيز \ سيف الدين ..

    أعتذر أولاً، عن انقطاعي وتأخري عن المواصلة ..

    وأعود لأقول :

    أجدك قد أسهبتَ وأطلتَ قليلاً، مما قد يؤدي بي إلى أن أسهو عن بعض ملاحظاتك ..
    أما العقل فإنه يشترط فيه حتى تحدث العملية العقلية إلى أربعة أشياء لا بد من وجودها وإلا فلن يحدث عقل , أو عملية عقلية , التي يقصد من ورائها الحكم على الأشياء
    أولها : توفر حس صالح للإحساس , وهو السمع والبصر والشم والتذوق واللمس
    إذ أنه بدون وجود إحساس صالح فلن تحصل عملية فكرية مطلقا ,
    أعتقد بأنك ابتعدت قليلاً - بهذا القياس -عن موضوعنا بخصوص العقل وعلاقته بالنقل ..

    أو إسمح لي أن أقول لك، إن تحليلك ووصفك ليس دقيقاً، وليس في محله، وليس في زمانه ..

    حيث إنه، يوجد اليوم العديد من المفكرين والعلماء ذوي الشأن والرأي والحكمة -وفي مختلف المجالات-، وهم لا يتمتعون بكل الحواس .. فهل معنى هذا أنه لم يكن من حقهم أو ليس بإمكانهم التفكير واستعمال عقولهم، وبالتالي فليس من حقهم إبداء آرائهم فيما يدور حولهم، وفيما يُنقل لهم من أفكار وآراء السابقين ..!!

    فأنت تعلم أننا في زمان يستطيع فيه الأعمى والأصم وفاقد اليدين .. أن يقرأ ويكتب ويُفكر .. ويُبدع .!

    وحتى قديماً، كان من ذوي الإعاقات من هم مُفكرون وحكماء .!


    ... حتى لا يأخذ نصا منسوخ الحكم أو لفظة نُسي معناها اللغوي أثبت لها معنى شرعيا كلفظة (المُفْلِسْ ) مثلا ..


    من قال بأن لفظة ( المُفلِسْ ) قد تغير أو نُسي معناها !
    فالمفلس هو من لا مال له - لا نقود له ! هكذا أجاب الصحابة حينما سألهم الرسول ! وهي لا تزال بهذا المعنى حتى يومنا !

    وأما استعمالها في مجال آخر فإنه لا يُغيّر معناها ولا يُنسيه !
    فهناك مفلس الصحة، ومفلس الفكر، ومفلس الثقافة، ومفلس المعرفة، ومفلس الأصدقاء،و مفلس الحكمة، ...الخ !

    وإذا كان الرسول قد استعملها لواقع الآخرة، فليس في ذلك تغيير لمعناها، وإنما ذلك لأن العملة والمعاملة يومئذ، تكون بالحسنات والسيئات، وليست بالنقود كما هو الحال في الدنيا ..!

    ثم من قال بوجود الناسخ والمنسوخ في كتاب الله .!
    وهذا مثال جيد على النقل، والذي هو ليس من قول العقل .!
    فهل تؤمن أنت بأنه لايجوز لنا مخالفة هذه القاعدة الموضوعة بواسطة السلف !
    حتى لو أثبتنا بالعقل - بالتدبر في نصوص القرآن - أنها ليست صحيحة !

    أخي الكريم .. لا غنى عن استعمال العقل ! فالتكليف لا يكون لغير العاقل !

    ولو جاز الوقوف عند النقل، لما وُجد غير القرآن مكتوباً !
    فحتى الأحاديث المنسوبة للرسول، لم تُكتب في عصر الخلفاء والصحابة، ولم يسمحوا بكتابتها !

    وأنت تعلم، بأنه حتى جمع القرآن، وكتابته بغرض الاحتفاظ به في مكان واحد، هي فكرة قد عرضها عمر بن الخطاب، وعارضها - أول الأمر- الخليفة أبوبكر الصديق، وزيد بن ثابت .. بقولهما: كيف نفعل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم !

    فهل نوقف نحن - اليوم - استعمال العقل، ونحتكم إلى قواعد فكرية وفقهية وبحثية وإجرائية - طائفية... وضعها بشرٌ أمثالنا - بعد قرون من وفاة الرسول !

    وهل يجب على الإنسان أن يكون مسلماً مؤمناً لأنه عاقل، ولأنه سمع الخطاب .. دون حاجة لأن يكون مالكياً أو حنفياً أو حنبلياً أو شافعياً أو أزهرياً أو شيعياً ... الخ،
    أم أن الإسلام والقرآن هما من الصعوبة والتعقيد والغموض بحيث إن الإنسان يحتاج لمن يُؤكد له إسلامه وإيمانه
    - من البشر !!

    فإذا كنا نتحدث هنا عن أنفسنا - ونحن العرب-، فماذا نقول عن غير العرب .. والحال أن الإسلام قد جاء لكل الناس !

    أشكر لك متابعتك وحسن حوارك ..

  9. #19
    أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : أرض الله..
    المشاركات : 1,952
    المواضيع : 69
    الردود : 1952
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    أستاذي الكريم :أبوبكرسليمان الزوي .
    أساتذتي الكرام ..تابعت حواركم الشيق ..
    ولكن اسمحوا لي ..إذا كان لي حق في التدخل ..
    لم تستسغ نفسي فصل الثقافة عن المعتقد ..الثقافة نتاج معتقد ما ..
    العقيدة ..هي المصدر ..هي المنطلق الفكري لكل توجه ..هي الأرضية الصلبة التي تبنى عليها الثقافة ..
    الثقافة الراشدة لن تبلغ رشدها في غياب العقيدة الصحيحة ..المؤمن يؤسس ثقافته على عقيدة التوحيد ..المشرك على عقيدة الشرك ..الملحد على عقيدة لاأحد ..
    هذه العقيدة هي التي توجه السلوكات ..وتحدد المعارف التي ينبغي أن يعلمها الإنسان ..أو يعمل بها أو لايعمل ..
    والعقل إنما يهتدي بتمييزه بين متناقضي الخطأ و الصواب إلى ماهو حق ــ أن تجرد ــ من الأهواء الذاتية ..
    ومن هنا لابد منه ..إنه مصدر القناعة ..ومنطلق التمييز ..
    أما الصراع بين البشر فهو فطرة بشرية ..أول من جسده هو إبليس اللعين ..في مجادلته أمر الله تعالى ..وحجته براقة لذاته ..واهية في منظور العقلية المؤمنة ..خلقتني من نار ..وخلقته من طين ..اعتقادا منه أن النار أفضل من الطين ..و أن المخلوفات تختلف عن بعضها في مادة الخلق ..وهي مجرد موجودات
    وليس ــ في رأيه ــ تختلف في الطاعة و المعصية ..
    إبليس أكفر مخلوقات الله ..لأنه يعرفه جيدا ..وتعمدت أنانيته .وهي مبعث أهوائه.. رفض السجود ..
    وشكل آدم ــ عليه السلام ــ حزب الرحمن ..ورافقه أثناء نزوله حزب الشيطان ..
    والحرب سجال ..والصراع منذ بدء الخليقة مستمر إلى يوم الدين ..صراع سرمي أبدي بين الحق و الباطل ..نعم هكذا يخبرنا القرآن ..
    الجماعة المشركة ..لما جهرالرسول ــصلى الله عليه وسلم ــ بالدعوة بدأت تتدرج في صراعها للحق ..بالجدل ..وكلما جاءت بحجة منبعها الانفعال ..جاء رد القرآن الكريم متحديا بحجةالحق الدامغة ..
    ولما عجزوا قالوا ://وقال الذين كفروا لاتسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ..//
    وهذا اللغو مستمر بيننا ..كبشر لاكمؤمنين ..و القرآن منعنا موالات الكافرين دون المؤمنين ..
    حتى أثنا ء التعامل ومحاورة الكافر ..خاصة فيما يخص العقيدة ..أمرنا سبحانه بأن لانثير انفعال الجاهل ..
    فتأخذه العزة بالإثم ..// وجادلهم بالتي هي أحسن //..
    في مقدوري أن أضيف ..ولكن ..
    حاجتنا ـأيها الأساتذة الذتن نحترمهم لعلمهم الوافر ــ إلى الحوار بيننا أولا ..
    // ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيئ جدلا.//
    احتراماتي في انتظار تصويب عثراتي ..هذا مصير أمة فلا ترحموني ..
    تحياتي لإخواني ..

  10. #20
    الصورة الرمزية سيف الدين قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 201
    المواضيع : 15
    الردود : 201
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الحبيب أبو بكر حفظك الله
    يبدو أنني اخطئت في التعبير فلم أحسن إيصال الفكرة
    أخي الحبيب قولكم
    أعتقد بأنك ابتعدت قليلاً - بهذا القياس -عن موضوعنا بخصوص العقل وعلاقته بالنقل ..
    أو إسمح لي أن أقول لك، إن تحليلك ووصفك ليس دقيقاً، وليس في محله، وليس في زمانه ..
    حيث إنه، يوجد اليوم العديد من المفكرين والعلماء ذوي الشأن والرأي والحكمة -وفي مختلف المجالات-، وهم لا يتمتعون بكل الحواس .. فهل معنى هذا أنه لم يكن من حقهم أو ليس بإمكانهم التفكير واستعمال عقولهم، وبالتالي فليس من حقهم إبداء آرائهم فيما يدور حولهم، وفيما يُنقل لهم من أفكار وآراء السابقين ..!!
    فأنت تعلم أننا في زمان يستطيع فيه الأعمى والأصم وفاقد اليدين .. أن يقرأ ويكتب ويُفكر .. ويُبدع .!
    وحتى قديماً، كان من ذوي الإعاقات من هم مُفكرون وحكماء .!
    اخي الحبيب
    ذكرتُ أن العملية الفكرية لا تحصل إلا بوجود الأربعة عناصر , وهي الإحساس , ووجود واقع يُمكن أن يُحس , ونقل الإحساس بالواقع إلى دماغ صالح للربط , ومعلومات سابقة تفسر هذا الواقع المُحس
    فإنه يمكنك أن تحس بالواقع بأي حاسة حسب نوعية هذا الواقع , المهم أن يتم الإحساس بهذا الواقع
    فلو أعطيتك شرابا في كأس وقلت لك هل هذا الشراب حلو أو مر أو حامض ؟ فإنك بالرغم من وجود السمع والبصر والشم واللمس , فلا يمكنك أن تعرف إلا إذا استعملت حاسة التذوق أليس كذلك ؟
    وكذلك الأمر بالنسبة للواقع الذي يحتاج إلى حاسة البصر , فلو قلت لرجل بوذي أن يصف لك الملائكة , فإنه لا يستطيع لأنه لم يسبق له أن رأى ملكا , , ولا أستطيع أنا أو أنت أن نصف ملكا لأنه لم يسبق أن وقع هذا الملك تحت الإحساس عندنا , وكذلك الجنة والنار والجن وما شاكل ذلك من الأشياء التي لا تقع تحت الإحساس , فوجود الإحساس أمر لازم لحصول العملية الفكرية .
    أما من تفضلت بذكر الأمثلة عليهم من العلماء والمفكرين ممن فقدوا بعضا من حواسهم , فإن فقدهم لبعض منها لا يعني أنهم لا يحسون بغيرها , فالضرير مثلا يقرأ ولكن ليس ببصره بل باللمس بأصابعه ,
    ولكن هب أن رجلا ضريرا , أطرشا وفاقدا لكل حاسة , فماذا يكون حاله ؟؟؟ وأي فكر يمكن أن يحصل عليه
    الجواب قطعا , لا شيئ
    من قال بأن لفظة ( المُفلِسْ ) قد تغير أو نُسي معناها !
    فالمفلس هو من لا مال له - لا نقود له ! هكذا أجاب الصحابة حينما سألهم الرسول ! وهي لا تزال بهذا المعنى حتى يومنا !
    وأما استعمالها في مجال آخر فإنه لا يُغيّر معناها ولا يُنسيه !
    فهناك مفلس الصحة، ومفلس الفكر، ومفلس الثقافة، ومفلس المعرفة، ومفلس الأصدقاء،و مفلس الحكمة، ...الخ !
    وإذا كان الرسول قد استعملها لواقع الآخرة، فليس في ذلك تغيير لمعناها، وإنما ذلك لأن العملة والمعاملة يومئذ، تكون بالحسنات والسيئات، وليست بالنقود كما هو الحال في الدنيا ..!
    أخي الكريم
    لفظة الصلاة مثلا , لها معنيان أحدهما لغوي وآخر شرعي , ونحن عندما تُذكر لفظة الصلاة عندنا فإن المعنى الذي ينصرف إليه الذهن مباشرة هو تلك الحركات المقصودة التي يقوم بها المسلم متوجها بالعبادة إلى الله عز وجل
    فإذا قرأت قول الله عز وجل " إن الله وملائكته يصلون على النبي ... " فلا يجوز أن تعطي المعنى للصلاة بأداء هذا الحركات -- حاشى لله -- للنبي صلى الله عليه وسلم بل يؤخذ المعنى اللغوي ولا شك وهو بمعنى الدعاء
    المقصود من ذلك , أن المعنى الشرعي مقدم على المعنى اللغوي إلا إذا كانت القرائن تشير إلى المعنى اللغوى فعند ذلك , نقدم المعنى اللغوي على الشرعي
    ومثال آخر
    لفظة الغائط , معناها مكان الخلاء وهو معنى شرعي لا لغوي , واللفظة في أصل اللغة قد تنوسي معناها وصارت تطلق على هذا المعنى الشرعي الذي ارتبط بأحكام معينة وآداب معينة
    أما قولكم
    ثم من قال بوجود الناسخ والمنسوخ في كتاب الله .!
    وهذا مثال جيد على النقل، والذي هو ليس من قول العقل .!
    الذي قال بذلك هو القرآن الكريم , وإجماع الصحابة , ووقوع النسخ بالفعل
    فهل تؤمن أنت بأنه لايجوز لنا مخالفة هذه القاعدة الموضوعة بواسطة السلف !
    أخي الحبيب , القاعدة ليست موضوعة من قبل السلف , ولا يجوز في حق أي كان حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينسخ آية من تلقاء نفسه , بل هي حكم أمر به الحق سبحانه وتعالى , وليس لنا إلا أن نفهم مراد الله عز وجل والالتزام بأمره .
    حتى لو أثبتنا بالعقل - بالتدبر في نصوص القرآن - أنها ليست صحيحة !
    ليتك تثبت لي ذلك أخي الحبيب , فإن أثبتَ ذلك , تراجعتُ عن رايي لرأيك ,
    أخي الكريم .. لا غنى عن استعمال العقل ! فالتكليف لا يكون لغير العاقل !
    ومن قال غير ذلك ؟؟ العقل مناط التكليف , ولا تكليف على مجنون , بديهية اتفق عليها كل العلماء وغير العلماء من السلف والخلف .
    ولو جاز الوقوف عند النقل، لما وُجد غير القرآن مكتوباً !
    فحتى الأحاديث المنسوبة للرسول، لم تُكتب في عصر الخلفاء والصحابة، ولم يسمحوا بكتابتها !
    أخي الحبيب
    أراك هنا قد تراجعت عن معنى النقل الذي ذكرته في مشاركة سابقة , عندما سألتك عما تقصده من النقل وقلت
    ويُقصد بالنقل هنا، ما نُقل من تفاسير - عن السابقين - في القرون الأولى للإسلام
    فما شأن نقل القرآن والأحاديث , بنقل تفسير المفسرين للقرآن والأحاديث ؟؟؟
    أرجو التوضيح , وشاكر لك سعة صدرك

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ولا تقبل سـواهــا
    بواسطة محمد ذيب سليمان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 41
    آخر مشاركة: 29-11-2022, 03:27 PM
  2. الإباحية على شبكة النت : حقائق وأرقام , ولا حول ولا قوة إلا بالله
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى الإِعْلامُ والتَّعلِيمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24-03-2009, 12:51 PM
  3. رسالة عتاب .. لا تقبل الأعتاب
    بواسطة محمد جاد الزغبي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-03-2006, 05:06 PM
  4. تفاوت الناس في تقبل المواعظ
    بواسطة أماني محمد في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 23-11-2004, 08:26 PM
  5. خارطة الطريق ماتت و حماس لا تقبل هدنة أخرى
    بواسطة النجم الحزين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-09-2003, 11:18 PM