أحدث المشاركات
صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 47

الموضوع: المفـاهيمُ تقبلُ الاختـلاطَ والاختـلافَ .. ولا تحتملُ الخلـطَ والخـلافَ

  1. #31
    الصورة الرمزية ضفاف أماني قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حيث أكون
    المشاركات : 697
    المواضيع : 99
    الردود : 697
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    ماذا تقصد بـ(غير مقبول تماما اتهام .. ثالث الخلفاء الراشدين)؟
    هل تقصد أن الخلفاء مُنزهون معصومون عن الخطأ، وأنهم مُقـدَّسون .. مثلاً !
    ثم، ماذا تقصد بالاتهام! هل ترانا نخترع ونبتدع الاتهامات لهم! أم أن هذا هو تراثنا الإسلامي كما وصلنا، ومن ذات الطريق التي وصلنا منها القرآن، والأحاديث المنسوبة للرسول !
    ألم تقرأ في التراث والتاريخ الإسلامي، بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان قد أهدر دم" عبدالله بن أبي السرح". وهو أخٌ للخليفة "عثمان بن عفان" من الرضاعة.
    وأن سبب إهدار دمه، أنه كان من كتبة الوحي عند الرسول، وأنه كان يقوم بتغيير بعض ما يُملى عليه من القرآن .. ليختبر حقيقة نبؤة الرسول.
    ثم هرب، وقال إنه كان يُغير بعض ما يُملى عليه، وأن الرسول كان يُقرّه فيما يكتب !
    وظل هارباً، ودمه مهدوراً، حتى فتح مكة، حيث قال الرسول فيه، وفي تسعة آخرين كانو مثله- مهدرة دماؤهم- .. قال اقتلوهم وإن تعلقوا بجدار الكعبة، وأن أحدهم قُتل عند جدار الكعبة فعلاً .
    وأن عبد الله بن أبي السرح، قد التجأ إلى أخيه عثمان بن عفان، ليطلب له الصفح من الرسول، فذهب معه إلى الرسول، وطلب له العفو، فأعرض الرسول عنه مراراً، ثم أعطاه الأمان بسبب إصرار عثمان.
    وأن الرسول قد قال لأصحابه، أليس بينكم رجلاً سديداً ليقتل هذا الفاسق، وأخبرهم بأنه ما تأخر في إعطائه الأمان إلا ليفسح المجال أمامهم لقتله، ولكنهم لم ينتبهوا لذلك !
    ألم تقرأ في التراث، بأن الخليفة" عثمان بن عفان" قد ولى أخيه هذا " عبد الله بن أبي السرح" على مصر، وأن ولايته كانت هي السبب المباشر في غضب المسلمين الذين ثاروا على الخليفة "عثمان" وحاصروه أربعين يوماً، حتى منعوا عنه الماء، ومنعوه من الصلاة في المسجد، ثم قتلوه ! .. رحمه الله، وغفر لنا وله،
    ثم إن بعضاً ممن قتلوا الخليفة عثمان، قد انضموا إلى جيش "علي بن أبي طالب" وقاتلوا معه ضد معاوية. وثارت بذلك الفتنة الكبرى!

    فمن هو الغريم الذي يُلفق أي تهمة للتبرير .. أليسوا مسلمين جميعهم! ألم ترد هذه الأخبار في كتب السنة وعلى ألسنة الفقهاء الأوائل ! وهل قلنا نحن اليوم شيئاً من عندنا!

    يُمكنك أن تقول، إن تلك أمة قد خلت، لها ما كسبت، ولنا ما كسبنا، ولا نُسأل عما فعلوا !
    ولكن في هذه الحال، يلزمنا إغلاق كل الملفات المشكوك في صحتها، والتي تُثير الحساسيات بين المسلمين !
    وعلينا حينها، أن ندعو لبدء البناء، وليس لإعادة البناء! لأن إعادة البناء ستستدرجنا لفتح كافة الملفات!

    أشكر تواصلك واهتمامك، وأرجو ألا تنسى الإجابة عن التساؤلات التي بدأتُ بها هذه المشاركة، فهي تساؤلات جوهرية في موضوع خلط المفاهيم واختلاطها !
    لاحول ولاقوة الا بالله كل هذا الغل على الطاهر عثمان بن عفان
    رضي الله عنه وارضاه
    اخونا في الله تنزه عن هتك اناس مثل هؤلاء هؤلاء ليسوا معصومين نعم لكن من تكون انت او انا او غيرنا حتى يتتبع خطاياهم
    فلنتتبع اخطاءنا قبل ان تهتك وتتهم فيهم
    وان شاء الله
    سأكون هنا لدي مشغوليات وسأعود بالتأكيد ان شاء الله
    وانا اؤكد انه غير مقبول اتهام اي من الخلفاء الراشدون

  2. #32
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    أهلاً بك أخي الحبيب\ معروف ..

    لاتتعجل علي..


    لا تعجل، بل خذ ما يكفيك من الوقت، وابحث في كل ما يُتاح لك من مصادر المعرفة.
    واعلم بأننا لسنا في ميدان تنافس ليُثبت أحدنا خطأ الآخـر، ولسنا هنا للحط من قدر أسلافنا، ولا نبحث عن زلاتهم ولا نتتبع خطاياهم، ولسنا من يُحاسبهم، وليسوا بحاجة لمديحنا!
    وإنما نحن في ساحة عنوانها إعادة الصياغة، ومنبر للتعارف والتناصح، وتبادل الخبرات وطرح الجديد والسديد المفيد من الأفكار؛ وكلنا في طور البحث عن المعرفة الحقّـة، ولا أحد مِنا يـدّعي امتلاك الحقيقة الكاملة!

    أشكرك كثيراً ..
    إذا سرَّكَ ألا يعود الحكيم لمجلسك .. فانصحه بفعلِ ما هو أعلم به منك !

  3. #33

  4. #34
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي تراث المسلمين ملك لكل المسلمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني حرب مشاهدة المشاركة
    لاحول ولاقوة الا بالله كل هذا الغل على الطاهر عثمان بن عفان
    رضي الله عنه وارضاه
    اخونا في الله تنزه عن هتك اناس مثل هؤلاء هؤلاء ليسوا معصومين نعم لكن من تكون انت او انا او غيرنا حتى يتتبع خطاياهم
    فلنتتبع اخطاءنا قبل ان تهتك وتتهم فيهم
    وان شاء الله
    سأكون هنا لدي مشغوليات وسأعود بالتأكيد ان شاء الله
    وانا اؤكد انه غير مقبول اتهام اي من الخلفاء الراشدون

    الأخت الكريمة\ أماني حرب، أهلاً بكِ ..

    قولك أنه غير مقبول اتهام أي من الخلفاء الراشدين، يعني أنك لم تسمعي بهذه القصة من قبل، وإذا كنتِ قرأتِ عنها من مصادرها الأساسية، فإنه من خلط المفاهيم أن تقولي لمن يذكر هذه القصة التاريخية المشهورة بأنه يتهم الخلفاء الراشدين!
    وكان الأجدر بك أن تقولي لا تذكرها، بدل أن تقولي لا تتهم، فأنا اذكر ما هو موجود في التراث، ولا أتهم أحداً !!
    ثم ..
    سامحكِ الله أختي المسلمة .. ماذا تعرفي عني حتى تحطي من قدري، وتقولي لي من تكون أنت!
    أليست هذه هي لغة السياسة التي نحاربها .. حيث يقولون للكاتب، من تكون أنت، وماذا تكون، حتى تنتقد الرئيس، وتتكلم في السياسة! .. وما تقولينه أنتِ هو ذات الثقافة مع بالغ السف!

    مذا تعرفي عن إيماني ومدى صدقي وأمانتي، حتى تصدحي بهذه الكلمات الكبيرة، لتهمسي للقارئ بأنني أُخفي أخطائي، وأتظاهر بالشرف والكرامة!

    ماذا تعرفي عني حتى تجزمي بأنني أقل من أن استشهد بقصة في تراثنا يعرفها الكبير والصغير!

    ولكن لا بأس عليكِ، فأنا أُحيي فيكِ وأُقدر لكِ غيرتكِ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعلمي أنني لا أقصد الإساءة، فأنا مثلكِ مسلم مؤمن إن شاء الله، ولكن لكل منا أفكاره وقناعاته وحدوده الخاصة، فمنا من يتبع مدرسة فكرية بعينها، فيُقلدها ويدعو لها، ولا يستطيع عنها حولا .. وهو حر فيما اختار لنفسه.
    ومنا من يتبع منهج الفكر الحر، المعتمد على العقل مناط التكليف الإلهي، فيقرأ كل ما يُتاح له من المعرفة، ثم ينتهج ما يراه صواباً .. وهو حر فيما اختار لنفسه!

    ما يهمنا أنه ليس من حق أحدهم أن يدعي امتلاك الحقيقة الكاملة، وممارسة الإرهاب الفكري والوصاية الدينية على الآخر .. فكل حر فيما اختار لنفسه، والملتقى عند الله، فيفصل بيننا، وليس من حق غيره حساب عباده على نواياهم!

    أقول:

    أولاً، على رسلكِ أختي الفاضلة، لا أرى ضرورة لهذا الأسلوب الهجومي المستفز، واعتقد أنه كان ينبغي عليك التريث، واتباع أسلوب المناصحة بالحكمة والموعظة الحسنة، والمُحاججة العقلانية المنطقية.. إذا كُنتِ قد وجدتِ في كلامي شيئاً منافياً للحقيقة، أو إذا كنتِ قد لاحظتِ أنني تجاوزتُ حداً من حدود الله. أما القناعات الشخصية فإنها تبقى من خصوصيات أشخاصها، ولا دخل للآخرين بها !

    ثانياَ، سامحكِ الله، كيف تتهمينني بأنني أحمل غلاً للخليفة عثمان أو لسواه! ألا تعلمين أن ما قلته حول مقتل الخليفة عثمان، هو أمرٌ مُعلنٌ يعلمه القاصي والداني، والخاص والعام، فهو يُدرّسُ في دور التعليم، وتعج به كل المنتديات الإسلامية، ولم يُنكره الفقهاء!
    فهل ذعتُ أنا سراً، أم هل تقوّلتُ أنا على الخليفة عثمان كذباً وبهتاناً، أم هل ادّعيتُ بأنني أملك ما يؤكد صحة هذه القصة أو سواها. أم هل وجدتِ في كلامي ما يُفيد حملي للكراهية والغل له .. كما تتصورين وتظنين وتتهمينني!

    ثالثاً، اعلمي أنني أربو بنفسي عن أسلوب المشاحنات وشخصنة الأمور العامة- وأحسبكِ كذلك-، وأمقتُ ثقافة تكميم الأفواه، وأؤمن بأن النوايا لا يعلمها إلا الله، ولا يجوز محاسبة الناس واتهامهم على نواياهم وتجاهل كلامهم الصريح والمنقول من مصادر عامة متاحة للجميع، ولا أؤمن بتهميش وتحقير عباد الله، وتقديس آخرين !

    رابعاً، إذا كُنتِ تعتقدين بأن الإسلام يُطالبنا بإخفاء الحقائق، وأن استغفال الناس وحجب المعلومات عنهم سيقوي إيمانهم، ويخدم الإسلام .. فاعلمي بأنك مُخطيئة ولا شك!
    إنه أن يعلم المسلم الخبر من أخيه المسلم .. مهما كان ذلك الخبر مُؤلماً، فيسأل عنه ويُلمُّ بكل جزئياته، لهو أفضل مائة مرة من أن يُفاجأ به من غير المسلم!
    ألم تقرأي في القرآن، عتاب الله لرسوله حول كتمان المشاعر، حيث يقول تعالى: ( ... وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ... وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً . الأحزاب37 ) .

    خامساً، أنا أدري من أكون، ولستُ بحاجة لمن يُعـرّفني بنفسي، ولا أبخس غيري أقدارهم، خاصة من لا أعرف عنهم شيئاً، ولا أحط من مكانتهم وقدراتهم التي منحها الله لهم وكرمهم بنفخةٍ من روحه، وجعلهم سواسية أمامه، مستخلفين في أرضه!
    ومَثَلي في ذلك وقدوتي وأسوتي، هو الرسول الكريم، الذي نقل لنا عن ربه سبحانه وتعالى، قوله : { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الأحقاف9


    سادساً، لم يكن موضوعنا الأساسي هو ذكر مناقب أو مساوئ هذا الخليفة أو ذاك، ولكن دواعي الحوار هي التي أوصلتنا إلى ذكر هذه الحوادث التاريخية، .. ولم نخالف بذلك شرعاً، ولم نرتكب بذلك كبيرة، ولم نتجاوز حداً من حدود الله!

    سابعاً، إن مقتل عثمان، وعلي، والحسين بن علي، والزبير، وعبدالله بن الزبير ... وغيرهم الكثير من أوائل المسلمين المؤمنين .. إن مقتلهم على أيدي مسلمين، هو وصمة عار في تاريخنا العربي الإسلامي .. ولكنها حقائق لا ينبغي تجاهلها، بما خلفته من جراح دامية لم تندمل حتى يومنا هذا.
    وليس من العيب ولا يُعدُّ جريمة، أن ندرس تلك المآسي، لنقف على أسباب تشتتنا وأحقادنا، لعلنا نفتح صفحة جديدة مشرقة، قد يصل نورها إليهم فيغفر الله لمن أساء منهم !

    ثامناً، إذا كنتِ ممن يُقدسون التراث والبشر فذلك شأنك، ولا أحد يفرض عليكِ رأيه. ولكن بالمقابل فإنه ليس من حقكِ ممارسة الوصاية الدينية والفكرية على الآخرين، واستحداث حدود وخطوط حمراء في دين الله، أمام عباده، لم يأمر بها الله ..


    أخيراً، وليس آخراً، أهل بكِ ومرحباً بحوار الحجة والمعلومة الهادف، الذي يحترم الآخرين ولا يبخسهم قدرهم ..

  5. #35

  6. #36
    الصورة الرمزية ضفاف أماني قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حيث أكون
    المشاركات : 697
    المواضيع : 99
    الردود : 697
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
    اهلا بك الاستاذ ابو بكر الزوي ..
    اولا انا لا امارس عليك الارهاب ابدا..لكن ساتحدث بعقلانية كبيرة فلامر الذي تحدثت عنه عن قصة الصحابي ابي السرح رضي الله عنه
    هي تاريخيا موثقة ولا احد ينكرها
    لكنك تناولتها كانها خطأ في حق عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه
    استاذنا الكريم
    الا تعلم ان الاسلام يجب ما قبله وهذا شيء قرأني منتهي الحد فيه
    الصحابي الكريم بعد ان حدث منه ما حدث اعلن اسلامه وطلب على اساسه العفو
    و عثمان بن عفان ما كان يضع يده في امر كهذا لأجل رجل يريد العفو للعفو
    الامر يا استاذ انه اردا ان يعود لدائرة الاسلام
    وقد عرف عنه ان حسن اسلامه
    شارك عبد الله في الفتوح بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم ، و ولاه عمر بن الخطاب إمارة الصعيد ففتح فتوحاً في النوبة و السودان ، ثم ولي مصر في خلافة عثمان بن عفان و ذلك سنة 27هـ ، و في ولايته و فتح النوبة فتحاً عظيماً سنة 31هـ و عقد عهداً بينه و بين ملك النوبة يؤمن التجارو يحافظ على المسجد الذي بناه المسلمون في دنقلة .
    تولى بناء و قيادة الاسطول الاسلامي في معركة ذات الصواري . و انتصر على البيزنطيين و أغرق 900 سفينة من اسطول قنسطنس الثاني. كما غزا إفريقية عدة مرات سنة 31هـ ، و 33هـ حتى بلغ تونس
    بعد استشهاد عثمان اعتزل عبد الله السياسة و نجا بنفسه من الفتنة ، و خرج إلى عسقلان فظل فيها عابداً حتى توفي سنة 37هـ . وتوفى عبدالله ابن ابي السرح في مدينة أوجلة بليبيا ودفن في مدينة أوجلة.
    هذا عبدالله بن ابي السرح
    يا استاذنا
    الاسلام دين عفو وسماحة
    دين لا يقف عند عثرة لإنسان ويجعلها لوثة له مدى حياته
    استاذنا الكريم
    عثمان بن عفان ترك قريش واقرباءه وذهب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
    عثمان بن عفان
    تبرع بأمواله لجيش العسرة ايفعل ذلك من في قلبه حب للدنيا
    يا استاذنا الكريم هؤلاء اناس مضوا
    وانتهوا امة قد خلت فلايكون في قلوبنا غلا عليهم
    هو بشر وهذا ما يجب ان يحدث وان اراد الله ان ياتي بملائكة لما تقبلنا الامر منهم
    يا استاذنا الكريم
    ان كنا نطعن في هؤلاء ونصدق ولانجعل قلوبنا ملئ حب لهم ماذا نفعل بانفسنا
    هؤلاء الرجال نقلوا لنا الدين نقلوه بكل امانة
    نقلوه بكل حب
    نشروا دين الله في ارجاء المعمورة طلبا لرضا الله وحبا لرسوله
    يا ستاذنا الكريم
    انت تقول انني لا اعرفك حينما اقول من انت حتى تتهم عثمان
    اتعرف ما قصدته انا اقول من انا ومن انت
    امام هؤلاء وليس قصدا مني ان اتنقصك ان كنت اتنقصك فقد تنقصت نفسي اذن
    هؤلاء احب الناس الى قلب نبينا محمد
    هؤلاء رضي الله عنهم وارضاهم
    قال تعالي ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا )
    هؤلاء الذين خاضوا الحروب من اجلنا
    والان الثمن الذي يجدونه منا نقف عند كل موقف ونفند ووووو ونقول نحن اصحاب فكر حر
    عموما اتوقف
    ولي موضوع ان شاء الله في خضم هذا الامر ان شاء الله ان جمعت له مادته
    استاذنا الكريم ابو بكر ا لزوي انا لا امارس عليك ارهابا بل اقول لك هؤلاء رضي الله عنهم وكفى الله يرضى عليهم اذن نحن نقول سمعا وطاعة
    نتوقف عند كل ما قد بدر بينهم من امر الفتنة المعروفة
    وقتها انا متاكدة انننا كمسلمين سنمضي قدما الى حيث ننجز افضل دون ان نلتفت ونفتت في الماضي الماضي الذي قد مضى وولى وهم الان قد تكون ركابهم حطت في الجنان
    فقد بشرهم رسول الله بها
    اخي في الله الكريم ابو بكر الزوي
    حينما نقرأ التاريخ
    نقرأه ونحن نعقل ان الحياة لها مفهوم اوسع
    اي الانسان حتى لو اخطأ هنا سيصيب هنا
    هذا مفهوم بشري يقع على كل انسان
    لكن هؤلاء افضل البشر بعد الانبياء
    شكرا

  7. #37
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    الأخت الكريمة\ أماني حرب .. السلام عليكم ..

    الأخت الفاضلة: كفانا استخفافاً بعقل الإنسان، وكفانا تلقيناً للإنسان العربي المسلم وكأنه لم أو لن يبلغ الرشد، وكفانا تفكيراً نيابة عنه وكأنه محكوم عليه بالجهل مدى الحياة ..

    ياسيدتي الفاضلة، إن الإنصاف والصدق والأمانة واحترام الذات واحترام المُحاورين والقراء، تُحتّم علينا أن نقول الحقيقة كاملة أو لنصمت!

    ولا داعي للقلق، فالذين تحاورينهم، والذين تخاطبينهم .. ليسوا سُذجاً، وليسوا أطفالاً، وليسوا عبيداً، وليسوا منافقين، وليسوا مسملين بالمخالطة، وليسوا أعداءاً للإسلام .. إنما هم مسلمون عن قناعة، ومؤمنون عن بينة، عقلاء واعون، يدركون ما لهم وما عليهم، وليسوا في حاجة لمن يُرشّدهم ماذا يقرأون وماذا يتركون، والمعرفة لم تعد حكراً على أحد!

    من أراد أن يقرأ التاريخ أو يتحدث به بقصد العبرة والاستفادة، فعليه قراءته كاملاً وكما هو دون انتقاء .. لا أن يجتزئ منه ما يحلو له، وما يُشبع عاداته القبلية في الفخر والاعتزاز بأسلافه، ويغض الطرف عن حقائق هو يُدركها، ويعلم أنها بداية مأساته التي يعيشها!

    أنتِ لم تأتِ بجديد، ولم تبرري لهجتكِ الهجومية الإقصائية العدائية الاستفزازية .. فهل قولك بأنه فتح النوبة، ينفي واقعته مع الرسول!

    وعندما تقولين إن "عبد الله بن أبي السرح" كان في عهد عمر بن الخطاب، والياً على الصعيد، ثم تولى مصر في عهد عثمان .. لماذا تتجاهلين الصحابي الجليل الآخر "عمرو بن العاص"، ألم يكن في عهد عمر بن الخطاب والياً على مصر، ثم عزله الخليفة عثمان، وولى عبدالله مكانه، وأن ذلك كان بداية الفتنة!

    ياسيدتي، مصادر المعلومات متوفرة ومتاحة للجميع، ونحن لسنا موكلين بمحاكمتهم، ولسنا فخورين بذكر عثراتهم، .. ولكن التركيز على إنجازات السلف، وكأن كل أفعالهم كانت صواباً، وكأنهم معصومون-بما يقترب من تقديسهم، والتستر على الأخطاء أو محاولة تبريرها .. لن يزيد في حسناتهم، ولن يُغير من الحقيقة الأليمة التي نعيشها شيئاً!

    نحن في مأساة تحتّم علينا فتح الملفات كافة، أو غلقها كافة. فلسنا غوغائيين متعصبين منتصرين في ساحة احتفال نتغنى فيها بالمناقب، ونغض الطرف عن المساوئ!

    لم أكن أرغب في ذكر المزيد من المآسي، ولكن أجدني مضطراً للقول: إن تاريخنا العربي والإسلامي حافلٌ بالمآسي .. فمنذ عهد الخليفة الثاني " عمر بن الخطاب"، لم يتنازل خليفة مسلم، أو رئيس عربي عن الحكم إلا بالاغتيال أو بالتوريث لأفراد عائلته .. ولا مكان للشورى في تاريخنا .. حتى يومنا هذا .. أليست هذه هي أم مآسينا التي ورثناها عن أسلافنا !!!

    أهلاً بحوار منطقي، يحترم عقول المتحاورين والقراء ..

  8. #38
    الصورة الرمزية ضفاف أماني قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حيث أكون
    المشاركات : 697
    المواضيع : 99
    الردود : 697
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    كل ما قلته يكفيني منه شيء واحد قوله تعالى والله بالنسبة لي لن اقف عند كتب وتاريخ وووو
    قول الله في رضاه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه والله هذه كفاية لي وفوق هذا وذاك ان الله علم ما في قلوبهم والله عالم الغيب ومحيط بكل شيء وهو المطلع على السرائر اما بالنسبة لقضية عمرو بن العاص ..فهذه جذاذة تحمل سيرة الامر ,,
    عزل عمرو بن العاص عن مصر
    ‏[‏الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 5/ص 48، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 2/ص 480‏]‏ وفتح أفريقية ‏(‏سنة 26 هـ/ 647 م‏)‏‏:‏ لما ولي عثمان أقر عمرو بن العاص على عمله، وكان لا يعزل أحدًا إلا عن شكاة، أو استعفاء من غير شكاة، ثم عزل عمرو بن العاص عن خراج مصر، واستعمل عليه عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح أمير الصعيد في زمن عمر بن الخطاب‏.‏
    كان عمرو بن العاص صاحب السلطة في مصر زمن عمر ـ رضي اللَّه عنه ـ، فكان قائد الجيش، وصاحب الخراج، لكن عمر كان يستبطئ عمرًا في جمع الخراج، ويستقل ما يجبيه من مصر‏.‏ ومما كتبه له في هذا الشأن‏:‏ ‏"‏وأعجب ما عجبت أنها ـ أي مصر ـ لا تؤدي نصف ما كانت تؤديه من الخراج قبل ذلك على غير قحط ولا جدب‏"‏‏.‏ لكن يلاحظ أن عمرو بن العاص ألغى كثيرًا من الضرائب التي كانت تجبى في عهد الدولة الرومانية، وكانت سبب شكوى المصريين وتألمهم من الحكم الروماني‏.‏
    وعلى كل حال لم يفكر عمر بن الخطاب في نزع الخراج من عمرو وقصره على الحرب مع تشدده عليه في جباية الخراج‏.‏ فلما ولي عثمان رأى إسناد الخراج إلى عبد اللَّه بن سعد أبي سرح ‏[‏أسلم عبد اللَّه بن سعد قبل الفتح وهاجر إلى رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وكان يكتب الوحي لرسول الله ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ثم ارتد مشركًا، وسار إلى قريش بمكة فقال لهم‏:‏ إني كنت أصرف محمدًا حيث أريد، كان يملي عليَّ ‏{‏عزيز حكيم‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 209‏]‏‏.‏ فأقول‏:‏ أو عليم حكيم فيقول‏:‏ نعم كل صواب‏.‏ فلما كان يوم الفتح أمر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ بقتله ولو وجد تحت أستار الكعبة، ففر عبد اللَّه بن سعد إلى عثمان بن عفان فتبعه عثمان حتى أتى به إلى رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ بعد ما اطمأن أهل مكة فاستأمنه له فصمت رسول اللَّه طويلًا ثم قال‏:‏ نعم، فلما انصرف عثمان قال رسول اللَّه لمن حوله‏:‏ ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه، فقال رجل من الأنصار‏:‏ فهلا أومأت إلي يا رسول اللَّه‏؟‏ فقال‏:‏ إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين، وأسلم ذلك اليوم فحسن إسلامه ولم يظهر منه بعد ذلك ما ينكر عليه‏]‏ وكان أخا عثمان من الرضاعة ‏(‏أرضعت أمه عثمان‏)‏، فكتب عبد اللَّه إلى عثمان يقول‏:‏ إن عمرًا كسر عليَّ الخراج، وكتب عمرو يقول‏:‏ إن عبد الله قد كسر عليَّ مكيدة الحرب، فعزل عثمان عمرًا واستقدمه واستعمل بدله عبد اللَّه على حرب مصر وخراجها، أي أنه أعطاه السلطة التي كانت مخولة لعمرو من قبل، فقدم عمرو مغضبًا، فدخل على عثمان وعليه جبة محشوة فقال‏:‏ ما حشو جبتك‏؟‏ قال‏:‏ عمرو، فقال عثمان‏:‏ قد علمت أن حشوها عمرو ولم أرد هذا، إنما سألتك أقطن هو أم غيره‏؟‏ ثم بعث عبد اللَّه بن سعد إلى عثمان بمال من مصر قد حشد فيه، فدخل عمرو على عثمان فقال عثمان‏:‏ يا عمرو هل تعلم أن تلك اللقاح ‏[‏اللقاح‏:‏ جمع اللقحة وهي الناقة الحلوب الغزيرة اللبن، وقد شبَّه مصر بها، ودرَّت أي أخرجت لبنها‏.‏ ‏[‏القاموس المحيط، مادة‏:‏ لقح‏]‏‏.‏ درَّت بعدك‏؟‏ فقال عمرو‏:‏ إن فصالها هلكت‏.‏ يريد عثمان أن مصر قد كثر خراجها على يد عبد اللَّه بن سعد، فقال له عمرو‏:‏ إن فصالها هلكت أي أن أولاد اللقاح قد هلكت بحرمانها من اللبن، يريد أن في ذلك إرهاقًا لأهالي مصر وتحميلهم ما لا يطاق ‏[‏ص 61‏]‏‏.‏
    وهذه الزيادة التي أخذها عبد اللَّه، إنما هي على الجماجم فإنه أخذ عن كل رأس دينارًا خراجًا عن الخراج فحصل لأهل مصر بسبب ذلك الضرر الشامل‏.‏ وكانت هذه أول شدة وقعت لأهل مصر في مبتدأ الإسلام، ويقال‏:‏ إن عبد اللَّه جبى خراج مصر في تلك السنة 14‏.‏000‏.‏000 دينارًا بعد أن كان 12‏.‏000‏.‏000 زمن عمرو بن العاص، وهذا ما دعا عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ إلى توجيه اللوم إلى عمرو، فكان جوابه ما ذكر‏.‏
    كان عبد اللَّه من جند مصر، وكان قد أمره عثمان بغزو أفريقية سنة خمس وعشرين وقال له عثمان‏:‏ إن فتح اللَّه عليك فلك من الفيء خمس الخمس نفلًا‏.‏ وأمر عبد اللَّه بن نافع بن عبد القيس وعبد اللَّه بن نافع بن الحارث‏[‏هو نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي الطائفي، أول من ابتنى دارًا، واقتنى الخيل بالبصرة، كان من رقيق أهل الطائف أمه مولاة للحارث، واعترف الحارث أنه ولده فنسب إليه، ولما ظهر الإسلام، نزل من الطائف إلى النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وأسلم، شهد الحروب ثم كان مع عتبة بن غزوان حين وجهه عمر إلى الأهواز والأبله، نزل عتبة بأرض البصرة قبل أن تُبنى، فتح الأبله فوجد فيها غنائم كثيرة، فكتب بخبرها إلى عمر، وأرسل الكتاب مع نافع فسر عمر والمسلمون‏.‏ للاستزادة راجع‏:‏ الأخبار الطوال ص 123، الإصابة ترجمة 8654، الاستيعاب ج 3/ص 512، فتوح البلدان للبلاذري ص 359، معجم البلدان ج 2/ص 192‏]‏ على جند وسرّحهما، وأمرهما بالاجتماع مع عبد اللَّه بن سعد صاحب أفريقية، ثم يقيم عبد اللَّه في عمله، فخرجوا حتى قطعوا أرض مصر، وكان من بين الجيش الذي أرسله عثمان جماعة من أعيان الصحابة منهم‏:‏ ابن عباس، وابن عمر، وابن عمرو بن العاص، وابن جعفر، والحسن، والحسين، فسار بهم عبد اللَّه بن سعد إلى أن وصلوا برقة فلقيهم عقبة بن نافع ‏[‏هو عقبة بن نافع بن عبد القيس الأموي، القرشي، الفهري، فاتح من كبار القادة في صدر الإسلام، هو باني مدينة القيروان، ولد في حياة النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ سنة 1 ق‏.‏ هـ، ولا صحبة له، شهد فتح مصر وهو ابن خالة عمرو بن العاص، فوجهه عمرو إلى أفريقية سنة 42 هـ واليًا، فافتتح كثيرًا من تخوم السودان وكُوَرها في طريقه، وعلا ذكره، فولاه معاوية أفريقية سنة 50 هـ، فأوغل في بلاد أفريقية حتى أتى وادي القيروان، فأعجبه، فبنى فيه مسجدًا لا يزال إلى اليوم يُعرف بجامع عقبة، وأمر من معه فبنوا فيه مساكنهم، عزله معاوية سنة 55 هـ، فعاد إلى المشرق، ولما توفي معاوية ولاه يزيد على المغرب سنة 62 هـ، فقصد القيروان وخرج منها بجيش كثيف، ففتح حصونًا ومدنًا، تقدم إلى المغرب الأقصى، فبلغ البحر المحيط، وعاد فلما كان في تهودة وهي من أرض الزاب تقدمته العساكر إلى القيروان وبقي في عدد قليل، فطمع به الفرنج، فأطبقوا عليه فقتلوه ومن معه ودفن بالزاب سنة 63 هـ‏.‏ للاستزادة راجع‏:‏ الاستقصا ج 1/ص 36، البيان المغرب ج 1/ص 19، فتح العرب للمغرب ص 130، بغية الرواد ج 1/ص 76‏]‏ فيمن معه من المسلمين، وساروا إلى طرابلس الغرب في جيش عدده ‏[‏ص 62‏]‏ 40‏.‏000 فنهبوا من عندَها من الروم، وسار نحو شمال أفريقية وبث السرايا في كل ناحية، وكان ملكهم اسمه جرجير ‏(‏Greaorius‏)‏ وملكه من طرابلس إلى طنجة ‏[‏قال مستر ج‏.‏ب‏.‏ بري الذي علَّق على كتاب جيبون في سقوط الإمبراطورية الرومانية ـ طبعة سنة 1911 م، ج 5/ص 490، بالهامش ـ‏:‏ ‏"‏ولا شك في أن جريجوري ثار على كوتستانس وأعلن نفسه إمبراطورًا‏]‏ فلما بلغه خبر المسلمين، تجهَّز وجمع العساكر وأهالي البلاد من قبائل البربر غير المدربين على القتال فبلغ عسكره 120‏.‏000، والتقى هو والمسلمون في مكان بينه وبين سُبَيطلة يوم وليلة، وهذه المدينة كانت في ذلك الوقت دار الملك ‏(‏Sujetula‏)‏، بينها وبين القيروان سبعون ميلًا، وكان بها حصن قوي، فأقاموا هناك يقتتلون كل يوم‏.‏ وراسله عبد اللَّه بن سعد يدعوه إلى الإسلام، أو الجزية فامتنع منهما وتكبَّر عن قبول أحدهما‏.‏ وقيل‏:‏ كان عدد جيش المسلمين 20‏.‏000 وانقطع خبر المسلمين عن عثمان فسيَّر عبد اللَّه بن الزبير ‏[‏هو عبد اللَّه بن الزبير بن العوام، القرشي، الأسدي، أبو بكر، فارس قريش في زمنه، أول مولود في المدينة بعد الهجرة ولد سنة 1 هـ، شهد فتح أفريقية زمن عثمان، بويع له بالخلافة سنة 64 هـ، عقيب موت يزيد بن معاوية، فحكم مصر، والحجاز، واليمن، وخراسان، والعراق، وأكثر الشام، وجعل قاعدة ملكه المدينة، كانت له مع الأمويين مواقع هائلة حتى سيَّروا إليه الحجاج بن يوسف الثقفي في أيام عبد الملك بن مروان، فانتقل إلى مكة، نشبت بينهما حروب انتهت بمقتل ابن الزبير بعد ما خذله أصحابه، وهو في عشر الثمانين سنة 73 هـ، كان من الخطباء المعدودين في قريش، يشبه بذلك بأبي بكر، كانت مدة خلافته تسع سنين، نقش في أيامه الدراهم وكتب على وجه ‏"‏محمد رسول اللَّه‏"‏ وعلى الآخر ‏"‏أمر اللَّه بالوفاء والعدل‏"‏، وهو أول من ضرب الدراهم المستديرة‏.‏ للاستزادة راجع‏:‏ ج 4/ص 135، فوات الوفيات ج 1/ص 210، تاريخ الخميس ج 2/ص 301، حلية الأولياء ج 1/ص 329، اليعقوبي ج 3/ص 2، صفة الصفوة ج 1/ص 322، الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 7/ص 202، تهذيب ابن عساكر ج 7/ص 396، شذور العقود للمقريزي ص 6، جمهرة الأنساب ص 113‏]‏ في جماعة إليهم ليأتيه بأخبارهم‏.‏ فسار مجدًّا ووصل إليهم، وأقام، ولما وصل كثر الصياح والتكبير في المسلمين، فسأل جرجير عن الخبر‏!‏ فقيل‏:‏ قد أتاهم عسكر ففت ذلك في عضده‏.‏ ورأى عبد اللَّه بن الزبير قتال المسلمين كل يوم من الصباح إلى الظهر فإذا أذن بالظهر عاد كل فريق إلى خيامه وشهد القتال من الغد فلم يرَ ابن أبي سرح معهم، فسأل عنه، فقيل‏:‏ إنه ‏[‏ص 63‏]‏ سمع منادي جرجير يقول‏:‏ من قتل عبد اللَّه بن سعد، فله مائة ألف دينار وأزوَّجه ابنتي، وهو يخاف‏.‏ فحضر عنده ‏(‏في خيمته‏)‏ وقال له‏:‏ تأمر مناديًا ينادي من أتاني برأس جرجير نفلته مائة ألف، وزوَّجته ابنتك، واستعملته على بلاده، ففعل ذلك، فصار جرجير يخاف أشد من عبد اللَّه‏.‏
    ثم إن عبد اللَّه بن الزبير قال لعبد اللَّه بن سعد‏:‏ إن أمرنا يطول مع هؤلاء وهم في أمداد متصلة وبلادهم لهم، ونحن منقطعون عن المسلمين وبلادهم، وقد رأيت أن نترك غدًا جماعة صالحة من أبطال المسلمين في خيامهم متأهبين ونقاتل نحن الروم في باقي العسكر إلى أن يضجروا أو يملوا، فإذا رجعوا إلى خيامهم ورجع المسلمون ركب من كان في الخيام من المسلمين ولم يشهدوا القتال وهم مستريحون، ونقصدهم على غرة، فلعل اللَّه ينصرنا عليهم‏.‏ فأحضر جماعة من أعيان الصحابة واستشارهم، فوافقوه على ذلك، فلما كان الغد فعل عبد اللَّه ما اتفقوا عليه، وأقام جميع شجعان المسلمين في خيامهم وخيولهم عندهم مسرجة، ومضى الباقون فقاتلوا الروم إلى الظهر قتالًا شديدًا‏.‏ فلما أذن بالظهر همَّ الروم بالانصراف على العادة فلم يمكنهم ابن الزبير وألح عليهم بالقتال حتى أتعبهم، ثم عاد عنهم هو والمسلمون فكل من الطرفين ألقى سلاحه ووقع تعبًا فعند ذلك أخذ عبد اللَّه بن الزبير من كان مستريحًا من شجعان المسلمين وقصد الروم، فلم يشعروا بهم حتى خالطوهم وحملوا عليهم حملة رجل واحد وكبَّروا فلم يتمكن الروم من لبس السلاح حتى غشيهم المسلمون‏.‏
    انا يا استاذنا القدير لم انتقي من التاريخ
    والكل يعلم ان تاريخنا الاسلامي دلس عليه الكثير والكثير من اصحاب الاهواء
    وفرقة الامة كله بسبب الدس عليها ولو اننا امتثلنا امر الله ما كان احد يدخل بيينا ويفرقنا
    ونتوقف عند كل امر بدر بين الصحابة هذا والله الخير والخير كله للامة جمعاء
    وقد قال صلى الله عليه وسلم لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ "اي ان الفئتين قد تم الصلح بينهما والى الآن هناك من ينبش في ماضيها وما نابنا منها الا الفرقة
    فحينما يضع لنا الله ورسوله النهج القويم وجب علينا الإتباع ونحن مذعنين لانه النجد الذي نعبر به دنيانا ونحن نطلب الجنة وما وجودنا هنا في الارض الا لننفذ امر الله
    ليس لدي اكثر مما قلت
    اشكركم ايها الاستاذ
    القدير ابوبكر الزوي
    دمتم في رعاية الله

  9. #39
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    أشكركِ أختي الكريمة\ أماني حرب ..

    نفع الله بكِ الإسلام، وهدانا جميعاً سواء السبيل، ورحم الله أسلافنا السابقين، وغفر لنا ولهم، وأنار طريق العلم والإيمان للاحقين، ووحد كلمتهم .. اللهم آمين.

    ملاحظة، لعلها الأخيرة: لم أفهم ماذا تقصدين بقولكِ إنه يكفيك قول الله في رضاه عن عثمان!!
    فإذا كنتِ تقصدين بيعة الرضوان( بيعةالشجرة)، فإن عثمان لم يكن حاضراً في تلك البيعة- لسوء الحظ-، كما تعلمين. فقد كانت البيعة من أجل الثأر لعثمان، حيث شاعت الشائعة بأنه قد قُتل!

    تحياتي أختي الفاضلة، وأعتذر إن كان قد بدر مني ما أساءك .. اللهم لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا.

  10. #40
    الصورة الرمزية ضفاف أماني قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : حيث أكون
    المشاركات : 697
    المواضيع : 99
    الردود : 697
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    اولا لا تعتذر مطلقا نحن نتحاور في ما يجلب علينا الخير ونسأل الله ان يهدينا الى طريق الصواب وان ينير دربنا
    ما كان ان شاء الله فيه خير لي ولكم


    وبحثت عن نص لما جرى في تلك البيعة فهو افضل من ان اسردها حيث ان الرسول صلى الله عليه وسلم اخذ بيده وقال هذه عن عثمان
    وفي المقالة التالية الكلام في سيرة البيعة مطولا
    وشكرا مرة اخرى استاذنا القدير
    القارئ لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتاريخ دعوة الإسلام يجد ارتباطًا وثيقًا بين أحداثها ومجرياتها، وخير ما يشهد لهذه المقولة بيعة الرضوان، إذ كانت ذات علاقة وثيقة بصلح الحديبية، وربما كانت سببًا مباشرًا لهذا الصلح، الذي كان خيرًا للمسلمين، وفتحًا مبينًا للجماعة المؤمنة. وفيما يلي شيء من تفصيل مجريات وملابسات بيعة الرضوان، ذلك الحدث الجلل في حياة الدعوة الإسلامية وتاريخها المجيد .
    ذلك أنه لما استقر أمر المسلمين بالمدينة، وأسسوا دولتهم الفتية، وأخذت الأمور تسير إلى حد كبير لصالحهم، بدأت طلائع الفتح الإسلامي، ورايات الدعوة الإسلامية تبدو شيئًا فشيئًا، وبدأت التمهيدات والاستعدادات لإقرار حق المسلمين في أداء عبادتهم في المسجد الحرام، الذي كان قد صد عنه المشركون منذ ستة أعوام ‏.‏
    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى في المنام، وهو بالمدينة، أنه داخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وآخذ مفتاح الكعبة، وطائف بالبيت العتيق. فأخبر بذلك أصحابه، ففرحوا بهذه الرؤية فرحًا شديدًا، وتشوَّقت نفوسهم لتلك الساعة، وحسبوا أنهم داخلو مكة خلال وقت ليس بالبعيد ‏.‏
    ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى إثر تلك الرؤيا المبشرة، أخبر أصحابه أنه معتمر، وطلب منهم أن يأخذوا أهبة السفر، فتجهزوا لما أمرهم به، واستخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة ابن أم مكتوم‏ .‏ وخرج قاصدًا مكة غرة ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، وصحبته في هذا السفر زوجته أم سلمة رضي الله عنها، وكان عدد الذين خرجوا معه يريدون مكة قد قاربوا ألفًا وأربعمائة رجل، ولم يخرج معه أحد بسلاح المعركة، بل خرج الجميع بسلاح المسافر‏ فحسب ‏.
    وكانت قريش لما سمعت بخروج النبي صلى الله عليه وسلم قد عقدت جلسة طارئة، لبحث الموقف وتداعياته، وخرجت من تلك الجلسة بقرار جماعي، حاصله صد المسلمين عن البيت الحرام كيفما كان، ومهما كلفها ذلك من ثمن .
    ثم إن قريشًا بدأت خطواتها التنفيذية، وإجراءاتها العملية لمواجهة الموقف؛ بإرسال الرسل للمفاوضة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، عسى أن تثمر تلك المفاوضات عن ثنيه عن عزمه وقصده من دخول البيت الحرام .
    ولما رأى شباب قريش الطائشون، الطامحون إلى الحرب، رغبة زعمائهم في الصلح، فكروا في خطة تحول بينهم وبين الصلح، وأخذوا زمام المبادرة، إذ إن الموقف - حسب منطق هؤلاء - لم يكن يحتمل المفاوضة، ولا يتسع للأخذ والمناورة، فقرروا - حسمًا للموقف - أن يخرجوا ليلاً، ويتسللوا إلى معسكر المسلمين، ويحدثوا أحداثًا تشعل نار الحرب، وتؤجج سعير المعركة. وفعلاً قاموا بتنفيذ هذا القرار، واتخذوا خطوات عملية وميدانية في هذه الاتجاه، فخرج منهم سبعون أو ثمانون رجلاً ليلاً، وهبطوا من جبل التنعيم، وحاولوا التسلل إلى معسكر المسلمين .
    بيد أن عيون المسلمين كانت لهم بالمرصاد، فحالما تسلل أولئك النفر إلى المكان الذي كان ينـزل فيه المسلمون اعتقلوا جميعًا، وفشلت محاولتهم التي كانوا يرمون إليها، وأخذوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرر في أمرهم ما يراه مناسبًا للموقف ‏.‏
    ورغبة منه صلى الله عليه وسلم في الصلح، وتمشيًا مع القصد الذي خرج صلى الله عليه وسلم لأجله، فقد أطلـق سراحهم وعفا عنـهم، وفي ذلك أنزل الله‏ قوله الكريم:‏ ‏{‏ وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم ‏}‏ (‏الفتح‏:24) . ‏
    ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يبلغ قريشًا موقفه وهدفه وغايته من هذا السفر؛ فعزم على أن يبعث إليها سفيراً يؤكد لها موقفه ذلك، فانتدب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليرسله إليهم، فاعتذر عمر رضي الله عنه قائلاً‏:‏ يا رسول الله، ليس لي أحد بمكة من بني عدي بن كعب ، يغضب لي إن أوذيت، فأرسلْ عثمان بن عفان ، فإن عشيرته بها، وإنه مبلِّغ ما أردت. فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه، وأرسله إلى قريش، وقال‏:‏ أخبرهم أنا لم نأتِ لقتال وحرب، وإنما جئنا عُمَّارًا - أي: نبتغي العمرة - وادعهم إلى الإسلام، وأمره أن يأتي رجالاً بمكة مؤمنين، ونساء مؤمنات، فيبشرهم بالفتح، ويخبرهم أن الله عز وجل مظهر دينه بمكة، حتى لا يستخفي فيها أحد بالإيمان ‏.‏
    فانطلق عثمان رضي الله عنه لما وجَّهه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتى قريشًا، وبلَّغ زعماءها الرسالة التي حمَّله إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ من إبلاغ رسالته، عرضوا عليه أن يطوف بالبيت، فرفض هذا العرض، وأبي أن يطوف إلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ .‏
    فلما رأت قريش هذا الموقف من عثمان رضي الله عنه، وهو موقف لم يَرُقْ لها بحال، لجأت إلى أسلوب الضغط والتهديد، فاحتبست عثمان عندها - ولعلها أرادت من وراء هذه الخطوة، أن تتشاور فيما بينها في الوضع الراهن، وتبرم أمرها. أو لعلها أرادت أن تتخذ من عملية اعتقال عثمان رضي الله عنه ورقة ضغط في وجه المسلمين - وأشاعت خبر ذلك بين المسلمين، وطال احتباس عثمان رضي الله عنه، حتى شاع بين المسلمين أنه قتل. فلم بلغ خبر تلك الإشاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏( ‏لا نبرح حتى نناجز القوم ‏)‏ ثم دعا أصحابه إلى البيعة، فثاروا إليه يبايعونه على ألا يفروا، وبايعته جماعة على الموت، وأول من بايعه أبو سنان الأسدي، وبايعه سلمة بن الأكوع على الموت ثلاث مرات، في أول الناس ووسطهم وآخرهم، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد نفسه وقال‏:‏ ‏(‏ هذه عن عثمان ‏)‏‏.‏ ولم يتخلف عن هذه البيعة إلا رجل من المنافقين يقال له‏:‏ جَدُّ بن قَيْس .
    وقد ذكر القرآن الكريم خبر هذه البيعة، ومدح أصحابها، ورضا الله عنهم، قال تعالى في ذلك: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا } (الفتح:18) ولأجل ما ذكر الله، سميت هذه البيعة ( بيعة الرضوان ) وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه البيعة من صحابته رضوان الله عليهم تحت شجرة، وكان عمر رضي الله عنه آخذًا بيده، و مَعْقِل بن يسار آخذًا بغصن الشجرة، يرفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وقد ذكرت كتب السيرة خبر هذه البيعة بطرق متعددة، وبألفاظ متقاربة؛ من ذلك ما رواه الطبري عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال: بينما نحن قافلون من الحديبية، نادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس، البيعة البيعة ! نزل روح القدس. قال: فسرنا إلى رسول الله، وهو تحت شجرة سمرة، قال: فبايعناه، قال: وذلك قول الله تعالى: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } فأخبر سبحانه نبيه أنه قد رضي عن أصحابك المؤمنين، لمبايعتهم إياك على الجهاد، ومواجهة قريش في موقفها العنيد، وعلى أن لا يفروا ولا يولوهم الأدبار، مهما كلفهم ذلك من التضحيات .
    وكان أول من بايع بيعة الرضوان رجل يقال له أبو سنان ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أبسط يديك حتى أبايعك، فقال: على ماذا، قال: على ما في نفسك، قال: وما في نفسي، قال: الفتح أو الشهادة. فبايعه، وكان الناس يجيئون فيقولون: نبايع على بيعة أبي سنان .
    قال ابن اسحاق صاحب السيرة: فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، ولم يتخلف عنه أحد من المسلمين حضرها، إلا الجد بن قيس ، أخو بني سلمة، قال: كان جابر بن عبد الله رضي الله عنه، يقول: لكأني أنظر إليه، لاصقًا بإبط ناقته، قد ضبأ ( أي: لصق بها واختبأ ) إليها، يستتر بها من الناس .
    ولما تمت البيعة المرضية، رجع عثمان رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له بعضهم: اشتفيت يا أبا عبد الله من الطواف بالبيت؟ فقال: بئس ما ظننتم بي، والذي نفسي بيده لو مكثت بها سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم بالحديبية ما طفت بها، حتى يطوف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد دعتني قريش إلى الطواف بالبيت فأبيت، فقال المسلمون: رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعلمنا بالله، وأحسننا ظنًا .
    وقد ثبت في صحيح الحديث - ناهيك على ما جاء في القرآن - الشهادة بالجنة لجميع من شهد بيعة الرضوان عام الحديبية؛ فعن أم مبشر رضي الله عنها: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة رضي الله عنها: ( لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحد، الذين بايعوا تحتها ، قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، فقالت حفصة : { وإن منكم إلا واردها } (مريم:71) فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد قال الله عز وجل: { ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا } (مريم:72) رواه مسلم ، وفي "سنن" أبي داود : ( لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة ) وفي "المصنف" ل ابن أبي شيبة ،قال: السابقون الأولون، من أدرك بيعة الرضوان. وقد وعد سبحانه هؤلاء بالجنة، قال الله تعالى: { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } (التوبة:100) .
    وعلى العموم، فإن وقائع هذه البيعة تفيد العديد من العبر، ويُستنتج منها الكثير من الفوائد، وهاك بعضًا من ذلك:
    - صحة إيمان الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، وصدق بصائرهم, وأنهم كانوا مؤمنين على الحقيقة أولياء لله; إذ من غير الجائز أن يخبر الله برضاه عن قوم بأعيانهم، إلا وباطنهم كظاهرهم في صحة البصيرة، وصدق الإيمان, وقد أكد ذلك المعنى سبحانه، بقوله: { فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم } (الفتح:18) وهذا يدل دلالة واضحة على أن التوفيق والتسديد والتأييد مصاحب وملازم لمن صَدَق النية مع الله, وهذا الملحظ في معنى قوله تعالى: { إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما } (النساء:35) .
    - كانت تلك البيعة مقدمة وتمهيدًا وسببًا مباشرًا لإبرام صلح الحديبية، ذلك الصلح الذي كان فتحًا مبينًا، وكسبًا عظيمًا للمسلمين. فعندما علمت قريش بتلك البيعة، ومدى صلابة المسلمين في موقفهم، وقوتهم، وصبرهم، وثباتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمت أن ذلك هو الحق، فأرسلت إلى المسلمين فريقًا للتفاوض معهم، وإبرام الصلح .
    - ومما يستفاد من هذه الحادثة قوة العلاقة والترابط والتلاحم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام؛ إذ إنهم بايعوه على الثبات والمصابرة وعدم التولي، ومواجهة الموقف بكل ما يقتضيه من إيمان وإخلاص؛ يتجلى ذلك في سرعة استجابة الصحابة لما دعاهم إليه رسول الله، ومسارعتهم لتلبية متطلبات ومستحقات الإيمان بالله، وبرسالة نبيه عليه الصلاة والسلام، إذ إن الصدق في الإيمان سبيل إلى تحصيل رضا الرحمن أولاً، وهو طريق أيضًا لحصول نصره وتأييده { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز } (الحج:40) .
    - على أن من الدلالات المهمة في هذه البيعة، والتي تدل على كل ما سبق وتدعمه، ما يستفاد من مواقف الصحابة رضوان الله عليهم من رسولهم صلى الله عليه وسلم، فيما ذكره أصحاب السِّيَر من أن عروة - وهو أحد أعضاء وفد قريش، الذين ذهبوا للمفاوضة والمصالحة - وكان قد رجع إلى أصحابه يصف لهم ما رأى، قال: أي قوم !! والله لقد وفدت على الملوك، على كسرى و قيصر والنجاشي ، والله ما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه، ما يعظم أصحاب محمد محمدًا، والله إن تنخَّم نخامة، إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدِّون إليه النظر تعظيما له. وفي فعل الصحابة هذا على ما وصف عروة ما يدل على أنه لا إيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم دون محبة له، وأن هذه المحبة ليست معنى عقلانيًا مجردًا، وإنما هي أثر ملموس، وسلوك مشهود، يستحوذ على القلب، فيطبع صاحبه، بمثل الطابع الذي وصف به عروة بن مسعود أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    ومما يتصل بهذا الحدث، ويحمل من الدلالة ما يحمل، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في "الصحيحين" عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية: ( أنتم خير أهل الأرض ) قال جابر - وكان قد كفَّ بصره -: ولو كنت أبصر اليوم، لأريتكم مكان الشجرة .
    وقد قُطعت هذه الشجرة ونسي مكانها، وكان في ذلك خير للمسلمين؛ إذ لو بقيت إلى اليوم، لشُدت إليها الرحال، ولضُربت عليها القباب، ولظن الناس فيها الظنونا، ولربما كانت قِبلة لبعض الجهال، ولكن الله { غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .

    مصدر المقالة الشبكة الاسلامية

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ولا تقبل سـواهــا
    بواسطة محمد ذيب سليمان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 41
    آخر مشاركة: 29-11-2022, 03:27 PM
  2. الإباحية على شبكة النت : حقائق وأرقام , ولا حول ولا قوة إلا بالله
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى الإِعْلامُ والتَّعلِيمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24-03-2009, 12:51 PM
  3. رسالة عتاب .. لا تقبل الأعتاب
    بواسطة محمد جاد الزغبي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-03-2006, 05:06 PM
  4. تفاوت الناس في تقبل المواعظ
    بواسطة أماني محمد في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 23-11-2004, 08:26 PM
  5. خارطة الطريق ماتت و حماس لا تقبل هدنة أخرى
    بواسطة النجم الحزين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-09-2003, 11:18 PM