ماذا تقصد بـ(غير مقبول تماما اتهام .. ثالث الخلفاء الراشدين)؟
هل تقصد أن الخلفاء مُنزهون معصومون عن الخطأ، وأنهم مُقـدَّسون .. مثلاً !
ثم، ماذا تقصد بالاتهام! هل ترانا نخترع ونبتدع الاتهامات لهم! أم أن هذا هو تراثنا الإسلامي كما وصلنا، ومن ذات الطريق التي وصلنا منها القرآن، والأحاديث المنسوبة للرسول !
ألم تقرأ في التراث والتاريخ الإسلامي، بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان قد أهدر دم" عبدالله بن أبي السرح". وهو أخٌ للخليفة "عثمان بن عفان" من الرضاعة.
وأن سبب إهدار دمه، أنه كان من كتبة الوحي عند الرسول، وأنه كان يقوم بتغيير بعض ما يُملى عليه من القرآن .. ليختبر حقيقة نبؤة الرسول.
ثم هرب، وقال إنه كان يُغير بعض ما يُملى عليه، وأن الرسول كان يُقرّه فيما يكتب !
وظل هارباً، ودمه مهدوراً، حتى فتح مكة، حيث قال الرسول فيه، وفي تسعة آخرين كانو مثله- مهدرة دماؤهم- .. قال اقتلوهم وإن تعلقوا بجدار الكعبة، وأن أحدهم قُتل عند جدار الكعبة فعلاً .
وأن عبد الله بن أبي السرح، قد التجأ إلى أخيه عثمان بن عفان، ليطلب له الصفح من الرسول، فذهب معه إلى الرسول، وطلب له العفو، فأعرض الرسول عنه مراراً، ثم أعطاه الأمان بسبب إصرار عثمان.
وأن الرسول قد قال لأصحابه، أليس بينكم رجلاً سديداً ليقتل هذا الفاسق، وأخبرهم بأنه ما تأخر في إعطائه الأمان إلا ليفسح المجال أمامهم لقتله، ولكنهم لم ينتبهوا لذلك !
ألم تقرأ في التراث، بأن الخليفة" عثمان بن عفان" قد ولى أخيه هذا " عبد الله بن أبي السرح" على مصر، وأن ولايته كانت هي السبب المباشر في غضب المسلمين الذين ثاروا على الخليفة "عثمان" وحاصروه أربعين يوماً، حتى منعوا عنه الماء، ومنعوه من الصلاة في المسجد، ثم قتلوه ! .. رحمه الله، وغفر لنا وله،
ثم إن بعضاً ممن قتلوا الخليفة عثمان، قد انضموا إلى جيش "علي بن أبي طالب" وقاتلوا معه ضد معاوية. وثارت بذلك الفتنة الكبرى!
فمن هو الغريم الذي يُلفق أي تهمة للتبرير .. أليسوا مسلمين جميعهم! ألم ترد هذه الأخبار في كتب السنة وعلى ألسنة الفقهاء الأوائل ! وهل قلنا نحن اليوم شيئاً من عندنا!
يُمكنك أن تقول، إن تلك أمة قد خلت، لها ما كسبت، ولنا ما كسبنا، ولا نُسأل عما فعلوا !
ولكن في هذه الحال، يلزمنا إغلاق كل الملفات المشكوك في صحتها، والتي تُثير الحساسيات بين المسلمين !
وعلينا حينها، أن ندعو لبدء البناء، وليس لإعادة البناء! لأن إعادة البناء ستستدرجنا لفتح كافة الملفات!
أشكر تواصلك واهتمامك، وأرجو ألا تنسى الإجابة عن التساؤلات التي بدأتُ بها هذه المشاركة، فهي تساؤلات جوهرية في موضوع خلط المفاهيم واختلاطها !