الأخت الكريمة المحترمة\ أماني .. تحية أخوية صادقة ..
أقول: إن حبنا للصحابة، وتقديرنا لهم، لا ينبغي أن يُعمي بصائرنا، ويُشككنا في بديهيات الأمور والفطرة، ويصل بنا إلى ما يُشبه الدروشة .. فنقول في حقهم ما لا يقبله العقل، ويتنافى مع الإيمان وعقيدة التوحيد!
هل من المسلمين من يعتقد بأن الرسول كان يعلم الغيب، فيعلم - مثلاً -مسبقاً ما سيُنزّل عليه من القرآن قبل نزوله!
وهل منهم من يقول إنه كان يعلم بأن تلك الآية (آية الرضوان) ستنزل عليه، وبهذه الصيغة!
ألا نؤمن بقول الله:
{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام50 .
أم هل نزلت آية الرضوان قبل حصول البيعة، حتى يُضيف لها الرسول نصيب عثمان!
ثم، لماذا كانت البيعة بالأساس، وما هو فحواها!
ألم تكن البيعة بسبب اعتقاد الرسول والمسلمين بأن عثمان قد قُتل! فهل يُعقل أن يأخذ الرسول البيعة من عثمان بعدم الفرار من معركة هو لن يحضرها!
ألم يكن فحوى البيعة، هو عدم الفرار من المعركة المنتظرة - حينها - مع قريش، بسبب قتلهم لعثمان .. كما اعتقد المسلمون!
والدليل أن المعركة لم تقم، عندما علم المسلمون بأن عثمان لم يُقتل، واستبدلت بصلح الحديبية!
ندعو الله أن يُثبت علينا العقل، فالعقل هو مناط التكليف بالدين، وإذا اختل ميزان العقل والفطرة، فإن الإنسان لا يختلف حينها عن غيره من الدواب، بل سيكون أشـرّها .. كما قال الله تعالى:
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }الأنفال 22.
وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2.
فهل يصح أن نتجاهل بديهيات العقل والفطرة البشرية، ونتعاطى مع الأمور بمنطق (عنزة ولو طارت) .. كما يقولون!
أشكر لكِ إثراءك للموضوع، ومواصلتك للحوار ..
تقبلي تحياتي الصادقة وتقديري ..