أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: زينب

  1. #1
    الصورة الرمزية سعيدة لاشكر قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    المشاركات : 106
    المواضيع : 43
    الردود : 106
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي زينب

    زينب



    تابعت طريقها إلى أن وصلت أمام متجر دخلت لتختار ما تريده, انكبت على المعروضات تختار ما ألفت أن تجده في البيت, تضعه في السلة التي تجرها بيدها الأخرى, لكن ما إن تشاهد لوحة الأتمنه عليه حتى تعيده لمكانه متأسفة في نفسها لتختار واحدا آخر أبسط شكلا و أرخص ثمنا جمعت كل مشترياتها لتضعها أمام الموضفة التي في سرعة جمعت الأثمنة لتمنح لزينب ورقة كتب عليها الثمن النهائي الذي ما إن رأته حتى ارتاعت, دفعته رغما عنها حملت حاجياتها ثم توجهت نحو الشارع الطويل الذي يؤدي للبيت تجاهلت كل شيء وانغمست في أفكارها : في المرة القادمة يجب أن أغيرَ هذا المتجر فأثمنته باهضة مقارنة بالمتاجر الصغيرة الأخرى, ثم يجب علي أن أغير في المنتوجات التي ألفناها فلم تعد لنا القدرة على اقتنائها كما السابق, أو على الأقل أن ننقص من عددها ونحاول أن نقتصد في البيت فكل تلك الأطباق التي تحضر ولا يأكلُ منها أحد يجب أن لا تحضر بالمرة, وتلك الكميات من المأكولات التي ما نكاد نلمسها يجب أن تخفف وتقنن , أما الفواتير فهذه مسألة أخرى كيف سأتدبر أمرها هي الأخرى؟ متأكدة أنها يوما ما ستحدت لي جلطة, إدن كيف يا زينب؟ كيف ؟, آه دلك المشاغب الصغير الذي هو أخي يجب أن يتوقف عن تلك الألعاب التي لا طائل منها؟ فهي تستهلك الكتير من الكهرباء لكنه لن يقبل بدلك بسهولة, إذن سأجعله يقلل منها إلى أن يتوقف, وأنا أيضا يجب أن أتوقف عن الجلوس أما م الأنترنيت, وسأطلب من أمي أن تخصص يوما أو يومان فقط لغسل التياب فهي كما أدكر تشغل الآلة يوميا وإدا تقيدنا بكل هذه التفاصيل فبالتأكيد سيكفي هذا الراتب الذي أتقاضاه الآن ...

    تابعت سيرها وتوقفت أخيرا عن خططها التي لم تعد تفكر الا فيها, كل يوم صباحا في طريقها للعمل تفكر وتحسب وتجمع وتطرح تم في المساء عند عودتها نفس الشيء, أصبحت حياتها منحصرة في مرتبها البسيط الذي تتقاضاه أسيكفي للشهر أم لا ؟ تدكرت حياتها قبل شهرين فقط من الآن قبل أن يتوفى والدها العزيز أحب الناس إليها.

    كانت أسعد الناس كانت لها حياة متفائلة ككل الفتيات في سنها , حياة عائلية متماسكة, العائلة دائما تزورهم في المآدب التي يقيمها والدها ووالدتها تغدق عليهم بالهدايا والقبلات أعمامها ,أخوالها, أصدقاء العائلة , الكل حاضر إن احتاجت لأي شيء, تم حياتها الجامعية ارتادت الجامعة التي اختارتها هي, الشعبة التي مالت لها, وامتلكت الكثير من الأصدقاء والصديقات وفي البيت عاشت الرخاء المعنوي و المادي لم يكن ينقصها شيء كل شيء تطلبه إلا و تجده أمامها, عاشت هانئة مطمئنة مستمتعة إلى أن كان ذلك اليوم الدي حفر في ذاكرتها إلى الأبد , ذلك اليوم الذي صدمت فيه بالحقيقة المرة ألا وهي وفاة والدها , ذلك اليوم الذي اسودت فيه الدنيا في عينيها ولم يبقى لأي شيء معنى ولا وجود إلا لوعة الفراق و آلام الخسارة التي لا تعوض خسارة الأب, خسارة السند, خسارة الحضن الذي تسكب عليه أحزانها ومشاكلها في الحياة, وخسارة المعين على هموم الدنيا, كانت صدمة كبيرة شلت حركتها وشلت تفكيرها وفتحت أبواب وليس باب واحد لآلام وعذاب ومشاعر عميقة لم تكن تدري أن لها وجود على وجه الأرض, ولم تكن تتخيل أن تحيط بها يوما وتلفها من جميع الأنحاء, حاولت بعدها أن تسترسل فيها أن تمنح للحزن على أبيها ما يستحقه من مشاعرها, لكن الزمن لم يمهلها ذلك لم يمنحها الفرصة بل أجبرها على النهوض والبحث عن مصدر للعيش, وفي دروة حزنها اختبرت الجانب الآحر للحياة الجانب المضلم, تركت الكلية وراحت تطرق الأبواب باب العمل وأبواب الدائنين الكثر لوالدها الذين بالإجماع بعضهم أنكر وجود دين والبعض الآخر تماطل وطلب مهل في مهل عرفت من أول وهلة أنها لن تحصل على شيء منهم, تم ويا حسرة على العائلة, الأعمام والأخوال والأصدقاء الذين ابتلعتهم الأرض ولن يعد لهم وجود في أي مكان.
    كل الأبواب أقفلت في وجهها ولم يعد لها إلا هذا العمل الذي لم تجده إلا بعد أن حفت أقدامها وذلك المبلغ الذي تركه والدها والذي أنفقو ثلته على الجنازة والذي طبعا سينفد يوما لا محالة.

    وها هي الآن ما زالت تحاول حصر ميزانية المنزل وتقنينها بشتى السبل وفكرت ماذا ستفعل بعد أن ينفد ذلك المبلغ الذي تعين به ما تتقاضاه من العمل؟ كيف سيكفيها بعد أن ينفد؟ وماذا ستفعل بعدها؟ ربما سيباع البيت وينتقلو لبيت صغير متواضع تم بعدها ماذا؟....
    انتقلت خواطرها من هذا كله لتتذكر والدها , حنان والدها, حب والدها, تدليله لها, وحياتها في عهده, عقلها مازال يموج في خواطرها وهي في الشارع تحت الخطى فكرت يآه حتى طريقة مشيها اختلفت ملأت عينيها بتفاصيل الشارع المارة كل يسير في همه واجهات المتاجر, السيارات,البيوت وتغلغلت مشاعر حائرة لأعماق قلبها و أحست لأول مرة بمرارة اليتم وغربة اليتم

  2. #2
    الصورة الرمزية ابن الدين علي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    الدولة : الجزائر
    المشاركات : 557
    المواضيع : 112
    الردود : 557
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    جميلة هذه القصة و الاجمل هذا النفس في السرد و التصوير و الحبك في تأخير و تقديم للاحداث هناك بعض الهنات يمكن تجاوزها و انا اعلم ان الكيبورد متعب و طبيعي ان ترتكب الاخطاء سهوا. تحياتي. هناك نقد للمجتمع المنافق الذي يوجد فقط وقت السراء و ما ان تحل الضراء حتى يختفون و كأن الارض ابتلعتهم . بطلتك فعلا بطلة...

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزيزة سعيدة...
    زينب نص.. يتجذر وينحدر في الوقت نفسه.. في عمق الواقع بكل اختلالاته وخيباته وتناقضاته.. وسبق وان لاحظت انك في نصوصك تحاولين رسم ملامح الواقع من خلال ابطال قصصك..وشخوص تعتمدين عليهم في رسم الواقع العياني بصوره ومشاكله..وحتى بافراحه..ومما لاشك فيه اجد هذا الامر حرص منك على تصوير تجليات الحياة اليومية ..ونقل الواقع عن طريق البناء الذي يجعل النص ينفتح على تلميحات تنقل تفاصيل الأقوال والأفعال.. والرؤى..والوقائع..الى المتلقي على هئية مشاهد وصور تلامس وعيه وتبقى نعلقة في ذهنه..لانها في الاصل مشاهد تحدث معه وله..وقصاك هذه ترسم لنا ملامح اليتيمة بشكل مستفاض..وتبرز القيمة الانسانية في نصك..وكذلك القيمة الاخرى التي تهمش الانسانية عن الانسان عندما يجد المحتاج اليتيم نفسه محاط بذئبية الاجتماع وتهميشه.


    دمت بخير
    محبتي لك
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية سعيدة لاشكر قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    المشاركات : 106
    المواضيع : 43
    الردود : 106
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    ابن الدين علي

    شكرا على ردك البليغ

    أتمنى أن أكون عند حسن الظن

    تحياتي لك

  5. #5
    الصورة الرمزية سعيدة لاشكر قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    المشاركات : 106
    المواضيع : 43
    الردود : 106
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    عزيزي جوتيار

    شكرا على تقييمك الجميل
    وعلى كلماتك الحكيمة

    تحياتي لك
    ملؤها الحب والصفاء

    الوفية إلى الأبد: سعيدة

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    صورة من الواقع إنسانية البعد عرّت تناقضات النفوس وشيوع النفاق والنفعية في علاقاتها
    غلبت المباشرة على النص

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,788
    المواضيع : 392
    الردود : 23788
    المعدل اليومي : 4.12

    افتراضي

    زينب واقع يعيشه البعض بعدما سلبت منهم الحياة الأمن والأمان وتركت لهم الشقاء يلوكهم واليتم يقتات منهم
    سرد جميل ولغة طيعة
    ليتك أوليت النص بعض العناية لتجنب الهنات
    تقديري الكبير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,166
    المواضيع : 318
    الردود : 21166
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    من عدسة الحياة ألتقطت لنا هذه القصة الواقعية
    لنعيش مرارة اليتم ونشارك البطلة في حياتها ومشاكلها
    وقضاياها بلغة معبرة وسرد جميل .
    دمت بكل خير. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. امبراطورية زينب
    بواسطة جاردينيا الحمدان في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 04-03-2007, 04:59 PM
  2. قصيدة..بورِكتِ زينب.
    بواسطة عربي صالح محمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-06-2006, 04:54 PM
  3. زينب .... بقلم ( ؟؟؟؟ )
    بواسطة الضبابية في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-01-2005, 08:34 PM
  4. زينب
    بواسطة خميس لطفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 29-09-2004, 11:39 AM