أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: والله ما علمتُ عنكِ إلا خيراً!.

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 322
    المواضيع : 33
    الردود : 322
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي والله ما علمتُ عنكِ إلا خيراً!.

    والله ما علمتُ عنكِ إلا خيراً، فما ظنُّكِ بعلمٍ أرْكزَتْه دماثتكِ، ونقاء سريرتك، وانطراح همتك على كُلِّ ذي جَوْد، وسُمُو إرادتك عن كُلِّ ذي أَوْد، وهو ـ أي ذلك العلم ـ يحارُ في أن يكون بلا حقيقةٍ في حقيقةِ وضعِهِ، أو أن يكون بلا وجهٍ في وجه موضعه، وايم الله يا غالية؛ ما إخال ما انغرسَ منه ورَسَخ، إلا وقد طُمِسَ ودَرَس!.
    فما من ثوابتٍ عهدتُها تُجِلُّ فيكِ شَرَفَ قرارها، وما من مبادئٍ أكبرتُها تُهيبُ فيكِ خوض غمارها؛ ثم أين ذلك الإباء، والولاء، والحياء فيما ذهبتِ إليه مؤخراً من إيثار ما تشتهينَهُ، وإن كان دَنِسًا: إما بأصله، أو بميلك في إباحته عن الحق!.
    لا والله، ما هذا بيمينِ القول، إلا أن تكوني في عِداد المُتَلَبِّسين بهذه النفس التي ما فَتِئت أن أرشدَتْ حُسن ظني إلى طُهْرِ يقينها في أساس المحافظة على كينونتها صفاءً، فبقاءً!.
    عرفتكِ عاقلةً لا تلتمسين التفاصيل التي لا تعودُ جُمْلةً إلا في حيِّز الهوامش التي لا تبْسُطُ عن عقل؛ ولا تتساور عن فكر!.
    ثم إني توسَّمتُ فيكِ شيئاً من الحكمة تنميه تلك التجارب المخللة بنظرٍ في دواعي الأفعال، ويستدعيه أمَلُكِ في الصبر على ما سيقبل، عدا أن تلكم الحكمة ما كانت لكِ سربالاً يسبل عليكِ من فيض الوقار والهيبة إلا ما كان في ساعةٍ من تواؤمِكِ معي تحتَ ظِلٍّ من شمس التشبب والنزق!.
    يا هذه، ألستِ من آثر الترغيب يوماً على الترهيب؟!.. ألستِ من زَعَمَ بأنَّ للبشائرِ مأخذاً هو خيراً مما للنذر من اقتلاع؟!.. إنْ كُنْتِ ممن قال ذلك وهو يعي ما يقول، فما لي أراكِ لا تَتَأتَّيْنَ للحق إلا بالغلظة، ولا تنساقين له إلا وإفرازات الصَغار بادية على محياك، ثم ترين لذلك السبيل مرأىً يصح في بعض، فتخطِّئينه في كُلّ، وما هذه من أمارات عقلك، بل هي من ركائز هواكِ الذي ضعضع ما مُلئتِ به من خير ونِعم، فأنشأتِ عُمُراً تُذْوِيْنَ أصله بمراهقةٍ لا يعرف العلم إلا أنَّكِ ممن قضى على نحبها عدداً، فأنتِ ممن أتى بها في غير وقتها هامسةً لي في تورد غريب:
    ـ ربما هو من التعويض!، فأنا كما تعلم ما راهقتُ إلا في القراءة والاطِّلاع، وما جهالةٌ لي في ذلك الوقت سوى ذلكم الهدوء!… أفأكون راهقت؟!.
    لم أجيبكِ حينها، عدا أني أحلت الإجابة إلى صادقٍ فيكِ، فاسمعي ما يقول:
    ـ نعم، مُصيبةٌ أنتِ في بعض ما قلتِ؛ ولكن الصواب يقف على ما تقولينه موقف الحقيقة في غايتها؛ ولكنه لا يجري عليه مجرى تقييم الغاية في حقيقتها؛ فأمر حيويتك البدنية استعضتِ عن كثيرٍ منها بكونٍ من حياتكِ العقلية، والتي لولا أنَّها كانت غالبة طاغية، لما تفشى فيكِ ذلكم الألق الروحي، وتفنن الأنفس في أن تصبو إلى الائتلاف معِك، ثم إنَّك لم تكوني إلا متأثرةً في ذلكم الائتلاف، وذا لم يكُ من قبل، الأمر الذي عجَّل بفقدانِك لشخصيةٍ كانت من التأثير كما هو تأثير ممن تتوثبين بسببه إلى كلِّ ما هو دَوْنٌ وتحت!.
    بحقي عليكِ ـ وإن كنتُ ذلك الصادق الذي تحنين إليه دوماً ـ فكري في سرِّ من تسعينَ خلفه؛ ولو بلمحةٍ من الأرشيف الأصيل الذي تحملينه، وإنَّ وريقاتٍ لتظمأ إلى ذلك!.
    أحبكِ، وإنَّ لي لعودة!.

  2. #2
    الصورة الرمزية حسنية تدركيت أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    الدولة : طانطان
    المشاركات : 3,596
    المواضيع : 313
    الردود : 3596
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    رائعة جدا , لي عودة إن شاء الله ,كي أنهل من هذا الجمال الآسر.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيhttps://www.youtube.com/watch?v=FLCSphvKzpM

  3. #3
    الصورة الرمزية سعيدة الهاشمي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,346
    المواضيع : 10
    الردود : 1346
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    الأخ الفاضل مبارك الهاجري،

    نثرية جمعت بين جمال اللغة وعمق المعنى فانفجرت حروفا متوشحة ثوب الإبداع

    أخي أخاف أن أظلم المكتوب بتعليقي لذلك أفضل الآن التلذذ بالمكتوب

    عسى أن أعود مع عودك مجددا.

    احترامي وتقديري.

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الجميل / مبارك الهاجري

    رسالة أنيقة خطتها أناملك بحرفية الأديب الذي يعرف كيف يختار الكلمات المناسبة بدقة و وضوح لتؤدي وظيفتها و تبلغ معناها في ممازجة بديعة خاطبت العقل و الروح معا , فاستحقت أن تقرأ بدل المرة مرات عديدة .

    نص متألق مبنى و معنى و يستحق التثبيت .

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية روميه فهد أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    الدولة : مارس
    المشاركات : 772
    المواضيع : 12
    الردود : 772
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    الفاضل مبارك ..

    لغة مكثفة المعاني / حكيمة / متينة الأسلوب / منفردة التكوين وصحيحة الفكرة والروح .

    هنا إبداع يتسابق عليه الإبداع ذاته .

    دمتَ لمن تحب

    روميه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 322
    المواضيع : 33
    الردود : 322
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    حسنية:
    وأنا بانتظار تلكم العودة!.
    مودتي!.

  7. #7
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2009
    المشاركات : 56
    المواضيع : 6
    الردود : 56
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    تلك الدرة الجميلة من , أربكت قلمي قبل الرد
    كانت كهمس النفس للنفس فلربما هبت نسائمها إلى من اتخذت العقل سبيلاً وحيدا
    في حياتها بل في قرارتها , فلسفة عميقة طغت على النص ومحاكاة في تطويع الحروف
    كيفما أرادت النفس ان تكتب , لتتجلى الحقيقة التي طالما كتب عنها الجميع
    ولكن أسلوب إيصالها اليوم جاء في طريق جديد مميز
    دائماً ما يفوق الحب العقل في جذب المحبين
    ولكني اليوم وجدت أن العقل قد فاق الحب في ذلك.
    .................
    سلم قلمك أخي الكريم مبارك الهاجري
    ضيفة جديدة عليكم
    فاعذر مداخلتي
    تحياتي

  8. #8
    الصورة الرمزية محمود فرحان حمادي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : العراق
    العمر : 62
    المشاركات : 7,102
    المواضيع : 105
    الردود : 7102
    المعدل اليومي : 1.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبارك الهاجري مشاهدة المشاركة
    والله ما علمتُ عنكِ إلا خيراً، فما ظنُّكِ بعلمٍ أرْكزَتْه دماثتكِ، ونقاء سريرتك، وانطراح همتك على كُلِّ ذي جَوْد، وسُمُو إرادتك عن كُلِّ ذي أَوْد، وهو ـ أي ذلك العلم ـ يحارُ في أن يكون بلا حقيقةٍ في حقيقةِ وضعِهِ، أو أن يكون بلا وجهٍ في وجه موضعه، وايم الله يا غالية؛ ما إخال ما انغرسَ منه ورَسَخ، إلا وقد طُمِسَ ودَرَس!.
    فما من ثوابتٍ عهدتُها تُجِلُّ فيكِ شَرَفَ قرارها، وما من مبادئٍ أكبرتُها تُهيبُ فيكِ خوض غمارها؛ ثم أين ذلك الإباء، والولاء، والحياء فيما ذهبتِ إليه مؤخراً من إيثار ما تشتهينَهُ، وإن كان دَنِسًا: إما بأصله، أو بميلك في إباحته عن الحق!.
    لا والله، ما هذا بيمينِ القول، إلا أن تكوني في عِداد المُتَلَبِّسين بهذه النفس التي ما فَتِئت أن أرشدَتْ حُسن ظني إلى طُهْرِ يقينها في أساس المحافظة على كينونتها صفاءً، فبقاءً!.
    عرفتكِ عاقلةً لا تلتمسين التفاصيل التي لا تعودُ جُمْلةً إلا في حيِّز الهوامش التي لا تبْسُطُ عن عقل؛ ولا تتساور عن فكر!.
    ثم إني توسَّمتُ فيكِ شيئاً من الحكمة تنميه تلك التجارب المخللة بنظرٍ في دواعي الأفعال، ويستدعيه أمَلُكِ في الصبر على ما سيقبل، عدا أن تلكم الحكمة ما كانت لكِ سربالاً يسبل عليكِ من فيض الوقار والهيبة إلا ما كان في ساعةٍ من تواؤمِكِ معي تحتَ ظِلٍّ من شمس التشبب والنزق!.
    يا هذه، ألستِ من آثر الترغيب يوماً على الترهيب؟!.. ألستِ من زَعَمَ بأنَّ للبشائرِ مأخذاً هو خيراً مما للنذر من اقتلاع؟!.. إنْ كُنْتِ ممن قال ذلك وهو يعي ما يقول، فما لي أراكِ لا تَتَأتَّيْنَ للحق إلا بالغلظة، ولا تنساقين له إلا وإفرازات الصَغار بادية على محياك، ثم ترين لذلك السبيل مرأىً يصح في بعض، فتخطِّئينه في كُلّ، وما هذه من أمارات عقلك، بل هي من ركائز هواكِ الذي ضعضع ما مُلئتِ به من خير ونِعم، فأنشأتِ عُمُراً تُذْوِيْنَ أصله بمراهقةٍ لا يعرف العلم إلا أنَّكِ ممن قضى على نحبها عدداً، فأنتِ ممن أتى بها في غير وقتها هامسةً لي في تورد غريب:
    ـ ربما هو من التعويض!، فأنا كما تعلم ما راهقتُ إلا في القراءة والاطِّلاع، وما جهالةٌ لي في ذلك الوقت سوى ذلكم الهدوء!… أفأكون راهقت؟!.
    لم أجيبكِ حينها، عدا أني أحلت الإجابة إلى صادقٍ فيكِ، فاسمعي ما يقول:
    ـ نعم، مُصيبةٌ أنتِ في بعض ما قلتِ؛ ولكن الصواب يقف على ما تقولينه موقف الحقيقة في غايتها؛ ولكنه لا يجري عليه مجرى تقييم الغاية في حقيقتها؛ فأمر حيويتك البدنية استعضتِ عن كثيرٍ منها بكونٍ من حياتكِ العقلية، والتي لولا أنَّها كانت غالبة طاغية، لما تفشى فيكِ ذلكم الألق الروحي، وتفنن الأنفس في أن تصبو إلى الائتلاف معِك، ثم إنَّك لم تكوني إلا متأثرةً في ذلكم الائتلاف، وذا لم يكُ من قبل، الأمر الذي عجَّل بفقدانِك لشخصيةٍ كانت من التأثير كما هو تأثير ممن تتوثبين بسببه إلى كلِّ ما هو دَوْنٌ وتحت!.
    بحقي عليكِ ـ وإن كنتُ ذلك الصادق الذي تحنين إليه دوماً ـ فكري في سرِّ من تسعينَ خلفه؛ ولو بلمحةٍ من الأرشيف الأصيل الذي تحملينه، وإنَّ وريقاتٍ لتظمأ إلى ذلك!.
    أحبكِ، وإنَّ لي لعودة!.
    إن من البيان لسحرا
    وهذا هو السحلر الحلال
    بوركت الأنامل التي خطت هذه الأشجان
    لك ودي

  9. #9
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 322
    المواضيع : 33
    الردود : 322
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    سعيدة:
    حضوركِ أسعدني، وتعلقكِ أبهجني!.
    دمتِ في حفظ الله!.

  10. #10
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2008
    المشاركات : 322
    المواضيع : 33
    الردود : 322
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    هشام:
    شكراً لكلِّ ما جئتَ به!.
    بوركت!.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. هَلْ عَلِمْتِ بِأَنَّكِ عِنْدي
    بواسطة عبده فايز الزبيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 11-10-2016, 09:37 PM
  2. علمت أنّك وجد والهوى عبد
    بواسطة محمد الأمين سعيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 25-05-2016, 05:46 PM
  3. والله فرصة ياعرب والله فرصة
    بواسطة علاء عيسى في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 24-11-2009, 09:39 AM
  4. مَا العِلْمُ إِلَّا ...
    بواسطة بندر الصاعدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 28-03-2008, 10:04 PM
  5. أصدَعْ بما عُلِمتَ ذلك أسْلَمُ
    بواسطة خالد عمر بن سميدع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-10-2006, 01:45 AM