لو كنت أعلم شهريار
بأن خلف بريق سيفك
يسكن الحب المشاغب
في زوايا ناظريك.
لو كنت أعلم شهريار ...
بأنني سيضيع خطوي في المدى
لو أنني يوما غفوت إلى جوارك لحظة ...
أو أفلتت كفي يديك.
لو كنت أعلم شهريار ...
بأن ليلي سوف يأكله السهر.
إن لم تداعب ، في المسا ،خصلاتُ شعري راحتيك .
لو كنت أعلم شهريار ...
بأن قلبي سوف يذٍوي كالصدى
ويهيم كالغيم العقيم بلا مطر.
و تذوب كل ملامحي كالملح
عند رحيلها عن مقلتيك.
لو كنت أعلم شهريار ...
أني بغيرك كالزهور بلا شذا
أني بدونك كالنخيل بلا تمور..
وأنني مثل البحار بلا هدير ...
مثل النوارس في الرياح بلا سكن.
وبأن عينيك الحبيبة كانتا أحلى وطن
لو كنت أعلم شهريار
أني حبيبتك ...التي قد هدهدت فيك الدموع
أني رفيقتك التي قد أشعلت فيك الشموع
وعبأت أركان قصرك بالضياء.
لو كنت أعلم شهريار
أني مدائن قصتك ...
وضياء شمسك في ليالي غربتك
وأميرة تهفو لوجهك عند باب وسادتك
لو كنت أعلم شهريار
بأنني قد صرت نهرا في يباب الأغنياتْ
وحروف نور في وشاح قصيدتك.
لو كنت أعلم شهريار
أني أسرتك بالحكايا في قيود من حريرْ.
فغدوت تهفو للبراءة من عيون سجينتك .
آه أيا أحلى الظنون
آه أيا عقل الجنون
لو كنت أعلم شهريار
أن المنارات التي يوما بنينا من ورود
صارت هباء واستباحتها الرياح العاتية.
لو كنت أعلم شهريار
أن التواريخ التي منها كتبنا للهوى أحلى عهود
صارت مدائن للخراب وللعروش الخاوية.
لو كنت أعلم شهريار
أن السفائن كلها ترتاح عندي في أمان.
لو كنت أعلم شهريار ..
ما كنت يا موج البحار بأضلعي
عن شط بحرك قد رحلت......