أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: شظايا

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 920
    المواضيع : 188
    الردود : 920
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي شظايا

    من حكايات الدم والمجد والدموع.
    قصة قصيرة بقلمي
    شظايا.
    الوطن مشتعل بالنضال.
    الحرب تجتاح المدن ، والحقول، وطائرات العدو تضرب المصانع، وقناطر المياه، والسواقي، و تفزع الطيور في أعشاشها ، والصغار في أسرتهم.
    &&&
    الهتاف يعلو في ساحة مدرستنا الابتدائية، نموت نموت ويحيا الوطن.
    (يا شباب الغد المأمول، أنتم مستقبل هذه الأمة، بل نحيا, ونحيا ,ليحيا الوطن.)
    $$$$
    أرى علم البلاد مرفرفا، ترتفع صاريته تشق الفضاء،الأناشيد تهز أركان مبنى المجمع المدرسي العتيق، الذي اعتاد أن يكون مقرا لجنود الاحتلال البريطاني البغيض.
    &&&&
    الشوارع أمامي ،تعج بحافلات وشاحنات ، تحمل المهاجرين من مدن خط النار ، كما تحمل بقايا أثاث وذكريات، وأطفالا يحتضنون دمى صغيرة باعتزاز شديد.
    &&&
    التففنا في فناء المدرسة حول زميلنا المهاجرالصغير، يحكي لنا باكيا أنه كان ممسكا بيد أمه ، حين انطلقا خارج البيت ،راكضين مع الجموع المفزوعة،في شوارع السويس، هربا من قصف عشوائي مجنون من طائرات ومدفعية عدو غاصب غشوم، قصف حقود شمل البشر والشجر والحجر.
    &&&
    كان زميلنا المهاجر الصغير، يسرد حكايته بدموع حارة ، شقت مجراها في وجنتيه ، وكيف أنه أفاق ،فإذا به ما زال ممسكا بكف أدمية دون جسد، كان قد انتزعته بعيدا شظايا عابرة، وتحولت أمه إلى أشلاء في سحابات الدخان الكثيف.
    &&&
    أذكر ، كم احتضنا ذلك المهاجر الحبيب ، وضممناه بيننا.
    كانت حكاياه كلما تجمعنا حوله ، تفجر في صدورنا براكين غضب.
    &&&
    لم أكن أدرك مغزى احتفاظ زميلنا هذا في جيب بنطاله، بتلك القطعة الفولاذية السوداء ،غير المنتظمة ، الحادة الحواف. وما كان يسمح لنا بغير النظر إليها ،دون أن نلامسها.

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,141
    المواضيع : 318
    الردود : 21141
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    لم أكن أدرك مغزى احتفاظ زميلنا هذا في جيب بنطاله، بتلك القطعة الفولاذية السوداء ،
    غير المنتظمة ، الحادة الحواف. وما كان يسمح لنا بغير النظر إليها ،دون أن نلامسها.


    هى شظية من الشظابا التي حولت أمه إلى أشلاء ـ يحتفظ بها لتظل
    تلك اللحظات الأليمة محفورة في العقل والقلب.
    كم هى مؤلمة ذكريات الحروب ـ دم ودموع ودمار وموت وخراب
    ذكريات مريرة موجعة تحفر عميقا في القلب حين تصير الأوطان دمارا
    والمدن أطلالا والخراب في كل مكان ، وينطبع في الأذهان صور النزوح المؤلمة
    والهجرة القسرية لبعيش أهل البلاد في ضياع وتشرد وهوان
    إنها الحرب..واحدة من أفحش خطايا البشر تعاني بعدها الشعوب الأحباط واليأس وخيبة الأمل
    ويتعكر صفو الحياة ويتحول واقع الشعوب إلى جحيم.

    قصة مؤلمة من صميم الواقع تحمل بين ثناياها فكرة قوية بمحمول موجع
    وقدرة على التصوير.
    بورك هذا القلم المبدع.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي