الأخوانيات لون جميل في شعرنا العربي
وكنا نخشى أن يضيع هذا اللون والغرض الجميل
لأسباب تعود إلى عزوف الشعراء عن مثل هذا الألق الشاعري لأسباب تخصهم
ولكن واحة الخير أشعلت فتيل هذه المحاكاة التي لا يدخلها إلا شاعر بحق
ولله درُّ شاعرتنا المبدعة المُجيدة أم ثائر
التي هي بحق صاحبة البداهة والارتجال هنا
وتشهد لها بذلك ردودها الشاعرية الندية
فمن وحي قصيدتها أقول:
عذري المُضمّخ في ألذّ ثناءِ
وافى رياضَ القمّةِ الشمّاءِ
وافى كما الغصن الرطيب معطّرًا
بأريجِ ورد الواحةِ الغنّاءِ
بالملبسين قريضَهم حلل الوفا
والشامخين بكل صقع ناءِ
بالثلة الأحرارِ مَن يسمو بهم
وجهُ الشموخ برفعةٍ وإباءِ
بالحافظين العهد من آلائهم
أنعم بجمع الثلة النجباءِ
كتموا بأوردة الوفاء نشيجهم
وتجشّموا سبل الهدى برواءِ
هم جحفل الزمن الرديّ بوجههم
تتزاحم الأنواء في البشراءِ
صاغوا معالم للجمال بسحرهم
وتفننوا في حلبة الإغراءِ
وبنوا صروحا للخيال تخالها
قممًا تموج بروضة الجوزاءِ
أولاء أهلي إن فقدت مواطنًا
ولهم تُشد رواحل الشعراءِ
تستاف من شعر الربيحة نسمةً
ليميس وجه القرض في خيلاءِ
أمٌّ لثائر طرّزت أفياءنا
بشفيف حلو مودة وإخاءِ
من نبل محتدها الأصيل تعطّرت
أجواؤنا بمسرّةٍ وبهاءِ
فليشمخ الأردنُّ في تبيانها
ولتزدهي الزرقاءُ بالخنساءِ
جبلت على خير الصفات فشأنها
شأن الكرام السادة الكرماءِ
تزهو مطالعها بحبكة شاعرٍ
وتضوع حول رياضنا بسخاءِ
أكبرت فيها الشعر حيث تهافتت
من حولها زمر على استحياءِ
بل قلت في شعر الربيحة جملةً
ستبوء فيها زمرةُ الجبناءِ
هي زهو واحتنا ونبض وريدها
وبها سنقطع ألسن الجهلاء
يارب أنعم في في جلاء همومنا
بسعادة القرناء بالقرناء