.
سوريا هي من أهم دول المواجهة مع اسرائيل والتي لها حدود معها .
ولقد تأرجحت العلاقة بينهما بين حالة الحرب وحالة اللاحرب واللاسلم
مرورا بحقبة كان بين الطرفين مفاوضات فاشلة نتيجة تصلّب المواقف من الطرفين .
فكان أن كلّ تلك الحالات لم تأتِ على الأمة العربية إلا بخيبات الأمل ,
فمن ناحية لا يكاد يخلو يوم من التصريحات النّارية من أقطاب النظام عن التحرير
واستعادة الأرض ومن ناحية أخرى لا نجد على الأرض ما يوحي بأنّ هذه التصريحات
ليست إلا كلمات لا تساوي الأوراق والحبر التي كتبت بها .
حتى في أشدّ المواقف التي توقعنا من هذا النظام أن يفعل شيئا فإنه لم يفعل
ولم يزد على تصريحاته شيئا يذكر , وحرب غزة ولبنان أقرب وأكبر دليل على ذلك !
وليس هذا فحسب بل حتى عندما ضرب السلاح الجويّ الاسرائيلي أهدافا في العمق السوري
لم نجد من الجيش السوري أو قادة حزب البعث الحاكم أيّ ردة فعل سوى المقولة المشهورة
( أننا سنردّ في الوقت المناسب والمكان المناسب ) وهذا إلى جانب الحجة المملة
التي ما انفك هذا النظام على ترديدها وهي أنها ما زالت في مرحلة تطوير القدرات العسكرية
لتصل إلى مستوى المواجهة .
هذا الجيش الذي يحتلّ المرتبة السادسة عشر على العالم من حيث القوة العددية والعتادية
( حسب تقريرات قنوات الاخبار المرئية والمسموعة) لم يتحرك لصدّ الهجمات التي استباحت
الأرض العربية في غزة ولبنان ولا حتى في سوريا نفسها , نراه اليوم ولله الحمد أن رأيناه أخيرا ,
يخوض حربا ضدّ أبناء شعبه ويلبي نداء الذود عن لست أدري ماذا !!!!!!!
وهنا أقول أنّ هذا الجيش يقف اليوم على مفترق صعب وخطير وعليه أن يختار إما أن يكون
جيشا يصنع المجد ويقوم على حماية شعبه ووطنه ويكون له موقف مشرّف ولو لمرة واحدة,
وإمّا ان يكون جيش عارٍ وقهر وقمع ولسوف يذكره التاريخ بذلك وسيكتبه بدماء أبنائه
.