فى مركز التدريب راعنى مساحة الاصفر التى تصل الى حد الافق وتكاد تبتلع كل ما حولها ليس ثمة اشجار او نخيل او نباتات لها الرونق الاخضر البهى كل ما حولنا خيام متناثرة وتبات فى نهاية الممرالشرقى المؤدى الى الطريق الرئيسى طوابير وطوابير وحين نحصل على فترة راحة لالتقاط الانفاس نغمض الاعين ونتذكر ايام المدنية وجلسات الاالانس والفرفشة والتسكع فى ساحة القرية وعلى الجسر بعد صلاة العشاء
اوقفنا الرائد مساء احد الايام واعلمنا ان هناك مناورة بالذخيرة الحية قبل انتهاء فترة الخمسة والاربعين يوما
كنا نزحف والرصاص من فوق رؤوسنا تكاد اصداغنا تلتصق بالرمال الملتهبة ونحن نتقدم من حفرة الى اخرى نجهز المدافع ونحكم التصويب ثم نبدأ الرمى
حصلت سريتنا على تقدير جيد جدا فزعق فينا الرائد ربيع حرحش :انتيجة لا ترضينى لابد من تحقيق نتيجة افضل
وقدكان بعدها بيومين خضنا تدريبا اكثر مشقة واصبنا اهدافنا بدقة
تعثرت فى صندوق ذخيرة وقعت على الحافة المسنونة شجت راسى نقلونى الى خيمة الطبيب المناوب خيط الجرح وقال لى :
العرق فى التدريب يوفر الدماء للحروب
هززت رأسى متأسيا:
ومتى تأتى تللك الحرب يا ترى