|
جاوزتُ فيكِ من الحنينِ بحارا |
وقطعتُ من شوقي الهجيرِ صحارى |
ورحلتُ في عَرَضِ الغرامِ مهاجراً |
وجعلتُ وجهَكِ قبلةً ومنارا |
حتى وصلتُ إلى اشتعال عواطفي |
وإلى خيالٍ لا يكفُّ دوارا |
أعْجلتِ قلبيَ أن أتاكِ مبكراً |
ورفضتِ في شرْعِ الهوى الإبكارا |
ورجعتُ من دونِ القميصِ ممزقاً |
ألقي على عمري الحزينِ ستارا |
والآن .. أرفعُ في هواكِ ملامحي |
وأقيمُ من حزني الكظيمِ مزارا |
يا من أحبَّ السَّجنَ فيكِ عن الهوا |
نبضٌ تلثَّمَ بالحنان خِمارا |
من أين أبدأُ فيكِ أوّلَ رؤيةٍ |
وسأنتهي من أين فيكِ دِثارا |
البئر تشهدُ أنَّ فجرَ مشاعري |
جَعَلَ الذئابَ كواكباً ومدارا |
وبدورَ وجهيَ في غرامكِ قطَّعت |
بالعشقِ أيدٍ لمْ يزلنَ عذارى |
ومنحتُ أهلَ النبضِ من صوتي النَّدى |
وسقيتهمْ معنى الحياةِ خَضارا |
وسلي العجافَ عن السمان من الرؤى |
وعنِ الشَّهودِ إذا نطقْنَ صغارا |
أنا كلُّ شبرٍ فيَّ منكِ تلاوةٌ |
وتهجدٌ لا يستريحُ نهارا |
يا أم نبضيَ والهيامُ مراحلٌ |
ألفيتُ حبَّكِ واحداً قهارا |
جرّبتُ أقفزُ من هواكِ فردَّني |
حوتٌ من الشوقِ المسجّرِ نارا |
يا نون عمريَ والحكايةُ كوثرٌ |
لا تجعلي طعمَ الختامِ مَرارا |
أنا خمْرُكِ الصافي المقطرُ سكَّراً |
وغشاءُ روحكِ إن أردتِ محارا |
فتذوقيني لا تخافي من دمي |
كرَّرْتُ نبضيَ في هواكِ مِرارا |