بحران في عينيكِ يا سفري لم يخلق الرحمنُ مثلهما ألقيتُ في موجهما قدري أبحرتُ و الأشواق فوقهما يُطوقُ الإعصارُ أزمنتي و يخطفُ الأحلام عندهما و الريحُ و الأمواجُ تحملني محطماً في أسرِِ سحرهما و لستُ أدري إن نجتْ سفني من هوةٍ في بعدِ غورهما هل ألتقي من بعد ساريتي و هل سأقضي العمرَ حولهما و هل سيشدو الطير أغنيتي و هل ستحيا الروح قربهما إني نذرتُ النفس منتقلاً لروعة التجوال بينهما فلن تعيش الروح إن سكنتْ في قسوةِ الأيامِ دونهما فيا رياح العشقِ لا تَقِفي و امضي على الأهوالِ صوبهما لم أُخْفِ مذ طوفتُ مرتحلاً نار الهوى و لوعتي بهما فلن تملّ الريح أشرعتي و إن توالتْ رحلتي لهما قالت رياحُ العشقِ في نَزَقٍ قد قدّر الرحمنُ عشقهما للقلبِ و الوجدان أمــنـية فهل عرفتَ العشقَ قبلهما لن تلتقي في الكون ما بحثتْ سفائن الأشواقِ غيرهما فاركبْ على الأخطارِ مقتفياً في لجةِ الأصدافِ سرّهما لا تخشَ يا ربّان عاصفةً ففي عُلو الموجِ شوقهما و ادركْ برحمِ الموجِ عاطفةً قد مازجتْ في العمقِ درّهما فقلتُ و المجداف يأخذني لعتمةِ المجهولِ تحتهما ما خِفتُ يوماً من ردى سفري ما دامت الأسفار نحوهما إن الهوى يا ريحُ ملحمتي ليت الردى يدري و ليتهما