أخوتنا الأدباء
مررت واستمتعت بحواراتكم ، وأحب مشاركتكم بدلو متلق لهذا النوع من الأدب لعلكم تأخذون بشيء من فتاته:
1- لم أجد من يتوجه إلى كتابنا العزيز للاستشهاد به إلا الأخ الطنطاوي . وأحب أن أشير هنا إلى قول الله تعالى " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين." وهذا يعني ، لي على الأقل ، أن القرآن الكريم سرد جميع أنواع القصص وقال بأنها الأفضل ، منها ما استغرق أية واحدة أو جزءاً منها ، ومنها ما استغرق بضع آيات ، ومنها ما استغرق سورة كاملة ، وهذا يعني أيضاً أن كلمة القصة أوسع من كلمة الرواية والمسرحية التي تندخل كتصنيف تحتها، لأن مفهوم القصة كتسمية كما ذكر أحد الأخوة من قص الأثر ، شامل للرواية والمسرحية ، وأرى أن الراوية والمسرحية لم يذكرها القرآن وإنما اعتبرها نوعاً من القصص ، فلماذا لا يكون منهلنا القرآن الكريم حتى في التسميات ؟
ولذلك أرى أن لا تنسى كلمة "القصة" من أي تسمية تطلق على القصة القصيرة جداً وهي واردة في القرآن بمختلف نماذجها لمن يريد أن يستنبط ويتعلم من تلك النماذج .
2- أرى أن تحدد مواصفات القصة القصيرة جداً ليتقيد بها الكتاب ، فمثلاً قرأت من شروطها في أحد المنتديات ألا تقل عن خمسة أسطر ولا تزيد عن عشرة ، وعلى أن تكون نهايتها مفاجئة غير متوقعة لسرد أحداثها وحبكتها لتكون مثيرة لتساؤلات القارئ.
3- نحن نكتب لعموم الناس ، بمختلف مستوياتهم ، وليس للأدباء وحدهم ، ولذلك أبسط المسلمات في مثل هذه القصص أن تكون واقعية يقبلها العقل وبلغة سليمة مكثفة ويمكن أن يفهمها معظم الناس دون استخدام الكلمات التي تحتاج للمعاجم.
هذا ما وددت مشاركتكم به وأنا أعتذر لأنني لست متخصصاً في الأدب وقد تدخلت فيما لا يعنيني ، لكنني أحب مجالسة الأدباء لعلي أكتسب شيئاً من أدبهم.
أشكر الجميع مقدراً لمكانتهم وما يفيضون به علينا من أنهار الأدب والمعرفة والعلم.