|
أيُّها النَّائمُ خلفَ القدَرِ |
يا بقايا صحوةِ المُنْتَظِرِ |
طيفُكَ الهاربُ يَقْتَادُ الخطى |
في طريقٍ مُثْقَلٍ بالحُفَرِ |
كامْتِدَادٍ أجْوَفٍ تَرْسُمُنا |
ثمَّ تمحو بؤسَ ذاك الأثرِ |
كلُّما نبسطُ للعينِ مَدى |
قبضَ الخَوفُ شريدَ النَّظرِ |
هل أَرَقْتَ الظِّلَّ في أجفاننا |
أم أزاحَ النّورُ زيفَ الصُّورِ؟ |
في تفاصيلِ العمى بعضُ رُؤى |
كَشَفَتْ عن كُنْهِكَ المُنْدَثِرِ |
أنت فينا موعدٌ ,أحْجِيَةٌ |
مِرْيَةُ اللقيا, يقينُ السَفَرِ |
أمنياتٌ غضةٌ أنضجها |
واقعُ الشمسِ ,خيالُ المَطَرِ |
كيفَ نلقاكَ ولا شيءَ هُنَا |
غيرَ موتٍ لاكَ نَبْضَ البَشَرِ؟ |
يا حبيسَ الليلِ يا مُطْلِقَهُ |
صُنْ وصايا مُرْضِعَاتِ القَمَرِ |
مريمُ المِحْرابِ قد أرْهقها |
جوعُكَ الواقِفُ بَينَ الثَّمَرِ |
عَنْ جَفافِ الغيمِ تقتاتُ الرِّضا |
شبعًا من سُخْطِكَ المُسْتَعِرِ |
ظَمِئَ الماءُ إلى عَبْرَتِها |
فارْتَوتْ نَخْلَتُها بالعِبَرِ |
أيُّها المَصْلُوبُ في جِذْعِ الكرى |
يا خَلاصَ الحالمِ المُصْطَبِرِ |
ودِّعِ النَّومَ وكنْ ما شِئْتَهُ |
واجْعَلِ الكونَ نَديمَ السَّهَرِ |
أغْلِقِ اللوحَ على كينونةٍ |
فَتَحتْ للغيبِ بابَ الصِّيَرِ |
لا مَكانًا يَحْتوي وِجْهَتَنا |
حَطَّمَ الدَّهْرُ جُمُوحَ الغِيَرِ |
زاغَ طَرْفُ العَقْلِ عَنْ كُلِّ الرؤى |
فتلاشى خاسِئًا في بَصري |
كُلُّ قَبْرٍ هاهنا يَسْكُنُهُ |
مَهْدُ طِفْلٍ مُذْحَجِيٍ مُضَريْ |
كُلُّهم أنت , فمن أنت؟ أجبْ |
لاتَدَعْنا في جَحِيمِ الفِكَرِ |